انطلاق «معركة» الانتخابات البرلمانية في بريطانيا
تاريخ النشر: 24th, May 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلةانطلقت في بريطانيا أمس معركة الانتخابات التشريعية المقررة في 4 يوليو في ظل توقعات بفوز المعارضة العمالية بالسلطة بعدما حكم «المحافظون» البلاد مدة 14 عاما.. وأكد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (44 عاما)، وهو زعيم حزب «المحافظين» أنه يريد «الكفاح من أجل كل صوت»، عند إعلانه أمس الأول الأربعاء، بشكل مفاجئ وتحت المطر، عن إجراء انتخابات في مطلع الصيف وليس في الخريف كما كان يتوقع مراقبون.
وحدد «سوناك» عناوين حملته مقدما نفسه على أنه الشخص الذي يتخذ «إجراءات جريئة» لضمان أمن البريطانيين، ولديه «خطة واضحة» بدأت تؤتي ثمارها، في مواجهة حزب «العمال» الذي تم تصويره على أنه يوازي «عودة إلى المربع الأول» ويقدم «عفوا» للمهاجرين غير النظاميين.
وفي كلمة متلفزة ألقاها أمام مقره الكائن في 10 داوننج ستريت بقلب لندن، كشف رئيس الحكومة البريطانية النقاب عن أنه طلب من الملك تشارلز الثالث، حل البرلمان، تمهيداً للانتخابات العامة، التي كان يُتوقع في السابق، أنها لن تُجرى قبل أكتوبر أو نوفمبر المقبليْن. واعتبر سوناك أن بريطانيا تواجه الآن اللحظة «التي تختار فيها مستقبلها.. وذلك لنقرر إما أننا نرغب في البناء على التقدم الذي تم إحرازه، أو المجازفة بالعودة إلى المربع الأول، حيث لا خطة ولا يقين».
وأضاف أن الانتخابات ستُجرى في وقت يواجه فيه العالم مخاطر، لم يشهدها منذ نهاية الحرب الباردة، في مطلع تسعينيات القرن الماضي. كما دافع عن سجل حزبه في الحكم خلال السنوات الأخيرة، التي قال إن بريطانيا مرت فيها، بإحدى أقسى فتراتها منذ إسدال الستار على الحرب العالمية الثانية، مشيراً في هذا السياق، إلى أزمة وباء كورونا وتبعاتها، فضلاً عن الأزمة الأوكرانية، التي لا تزال مستمرة. وفي حين أقر رئيس الوزراء البريطاني، في كلمته التي ألقاها وسط طقس ماطر، بوجود أوجه قصور في سياسات الحكومة التي يقودها منذ أكتوبر 2022، فقد أعرب في الوقت نفسه، عن فخره بما سماه «الإجراءات الجريئة»، التي اتخذتها حكومته.
ويشير سوناك في هذا الصدد، إلى بيانات كان قد أُعلن عنها، وكشفت عن تراجع معدلات التضخم في بريطانيا بشكل حاد، لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ نحو ثلاث سنوات. وأظهرت تلك البيانات، أن التضخم انخفض من 3.2% إلى 2.3% في أبريل الماضي، ليقترب بذلك من المستوى الذي ينشده بنك إنجلترا، ويدور حول نسبة 2%.
واعتبر سوناك هذه المؤشرات، علامة على أن الخطط الاقتصادية والمالية لحكومته تؤتي ثمارها، قائلاً إن الاقتصاد البريطاني، «ينمو الآن بسرعة أكبر مما كان يتوقعه أحد»، بما يضارع ما يحدث على ذلك المضمار، في دول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا.
وخاطب رئيس الوزراء البريطاني مواطنيه، مُحذراً من أن هناك «أوقاتاً من عدم اليقين» تلوح في الأفق، وأكد أن لدى حكومته «خطة واضحة» في هذا الشأن، دون أن يغفل انتقاد غريمه الزعيم العمالي «كير ستارمر»، مُتهماً إياه بأنه يفتقر وحزبه- ذو توجهات يسار الوسط- لـ«أي شيء يمكن لهم تقديمه».
وبدا ذلك دعوة صريحة للبريطانيين لتجديد الثقة في «المحافظين»، الذين يتأخرون في استطلاعات الرأي أمام «العمال» بأكثر من 20 نقطة، ما يعزز إمكانية أن تسفر الانتخابات المقبلة، عن هزيمة للحزب الحاكم، تفتح الباب أمام المعارضة العمالية، للعودة إلى الحكم للمرة الأولى منذ 14 عاماً. وبعد دقائق من كلمة سوناك، أكد زعيم حزب «العمال»، أن إعلان موعد الانتخابات يمثل ما وصفه بـ «اللحظة التي كانت البلاد تحتاجها وتنتظرها»، قائلاً إن الوقت قد حان للتغيير، وإن التصويت لحزبه هو «تصويت من أجل الاستقرار». وقال ستارمر، إن لدى «العمال» خطة طويلة الأمد لـ«إعادة بناء بريطانيا وتغيير البلاد»، متعهداً بتحقيق النمو الاقتصادي. واعتبر مراقبون أن الإعلان المفاجئ عن إجراء الانتخابات بعد أقل من 45 يوماً من الآن، يشكل «مقامرة جريئة وربما متهورة من جانب سوناك»، الذي يسعى على ما يبدو، للاستفادة من البيانات الأخيرة الخاصة بتراجع معدلات التضخم، قبل أن يتراجع ما أشاعته من أجواء إيجابية في الشارع البريطاني.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الانتخابات البرلمانية الانتخابات البريطانية انتخابات برلمانية بريطانيا رئيس الوزراء البريطاني البرلمان البريطاني الحكومة البريطانية ريشي سوناك فی بریطانیا
إقرأ أيضاً:
الجزائر تعرب عن أسفها للموقف البريطاني تجاه القضية الصحراوية
أصدرت وزارة الشؤون الخارجية، مساء اليوم، بيانا صحفيا، بخصوص الموقف البريطاني الجديد بشأن قضية الصحراء الغربية.
وأوضح بيان للخارجية، أن الجزائر أخذت علما بالموقف الجديد للمملكة المتحدة بشأن قضية الصحراء الغربية.
وأضاف المصدر ذاته، أن الجزائر تُعرب عن أسفها لقيام المملكة المتحدة بدعم مُخطط الحكم الذاتي المغربي.
وأكد بيان وزارة الخارجية، أن هذا المُقترح، وطوال الثمانية عشر سنة التي أعقبت تقديمه، لم يتم عرضه على الصحراويين كأساس للتفاوض، مثلما لم يتم التعاطي معه يوما على محمل الجدّ من قبل مبعوثي الأمم المتحدة الذين تداولوا على هذا المنصب. فقد أقرّ جميعهم بأنّ المبادرة المغربية فارغة المحتوى وغير قادرة على الإسهام في التوصل إلى تسوية جادة وذات مصداقية للنزاع في الصحراء الغربية
في هذا الصدد، وجب التنويه إلى أنّ الغاية من مُخطط الحكم الذاتي المغربي لم تُكن يوما الاستناد إليه كأساس حلّ سياسي لهذا النزاع. بل كانت مراميه الحقّة تتمثل على الدوام في شغل الساحة من أجل قطع الطريق أمام أي مساع جادّة للتوصل إلى تسوية حقيقية، والسماح للمغرب بكسب المزيد من الوقت، وتعويد المجموعة الدولية بشكل تدريجي على الأمر الواقع الاستعماري المُتمثل في الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية.
بالمُقابل، تُسجل الجزائر بأنّ المملكة المتحدة لم تتطرق للسيادة المغربية المزعومة على إقليم الصحراء الغربية ولم تُقدّم أي دعم لها، وهي بذلك لا تُزكي الاحتلال غير الشرعي لهذا الإقليم المُصنف كـ”إقليم غير متمتع بالحكم الذاتي” وفقا للشرعية الدولية
كما تُسجل الجزائر بأنه، وبمُناسبة الندوة الصحفية، فإنّ كاتب الدولة البريطاني قد أكّد بشكل علني ورسمي تمسك المملكة المتحدّة بمبدأ الحق في تقرير المصير.
على ضوء هاته الخاصية المزدوجة التي يتميز بها الموقف البريطاني الجديد من قضية الصحراء الغربية، تأمل الجزائر في أن تُواصل المملكة المتحدة، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن،العمل على مُساءلة المغرب عن مسؤولياته الدولية، والسهر على احترام الشرعية الدولية، وعلى وجه الخصوص عقيدة الأمم المتحدة في مجال تصفية الاستعمار.