زنقة20ا الرباط

استعرض السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، الرؤية الملكية التضامنية في مجال التعاون جنوب-جنوب لفائدة الدول الجزرية.

وفي مداخلة خلال المؤتمر الدولي الرابع المعني بالدول الجزرية الصغيرة النامية، (25-28 ماي)، أبرز السيد هلال أن المغرب، تنفيذا للرؤية الملكية المستنيرة، جعل من التعاون جنوب-جنوب رافعة استراتيجية لسياسته الخارجية، وذلك من خلال تطوير نموذج مبتكر وتضامني.

وقال إن علاقات التعاون تقوم على تقاسم التجارب والخبرات، وإطلاق مبادرات ملموسة ذات الأثر التنموي، مسجلا أن المملكة حرصت، من هذا المنطلق، على تعزيز التعاون مع الدول الجزرية الصغيرة النامية، خاصة الإفريقية منها.

وأوضح هلال أن هذا الحرص يتجسد من خلال مجموعة من المبادرات الرائدة، من قبيل تفعيل عمل لجان المناخ الثلاث المعنية بكل من حوض الكونغو، ومنطقة الساحل، والدول الجزرية، مضيفا أن هذه اللجان انبثقت عن قمة العمل الإفريقية الأولى.

وتطرق السفير أيضا إلى إحداث مركز الكفاءات للتغير المناخي، الذي يتيح للمغرب تقاسم تجاربه مع البلدان وتعزيز التعاون جنوب-جنوب في هذا المجال، مشيرا إلى أن المملكة أطلقت، مع الدول الإفريقية، مبادرة “تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية”، إلى جانب مبادرة “الاستدامة والاستقرار والأمن”.

كما تم إحداث “مركز المناخ للشباب الإفريقي” من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بهدف إبراز الدور الريادي للشباب الإفريقي في هذا المجال وقدرته على الابتكار.

وذكر الدبلوماسي بإطلاق مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية الذي يجسد الرؤية الملكية الحكيمة الهادفة إلى جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي منطقة استقرار وازدهار، من خلال توفير حلول عملية للتحديات التنموية بالمنطقة وفق مقاربة تشاورية وشمولية.

وبخصوص إشكالية التغير المناخي، أكد السفير أن المغرب يظل ملتزما على المستويات الدولية والإقليمية والوطنية بتحقيق الهدف المتمثل في الحياد المناخي من خلال استراتيجية خفض انبعاثات الغازات الدفيئة على المدى الطويل، وفقا لاتفاقية باريس للمناخ.

وأضاف هلال أن تنظيم منتدى المغرب والدول الجزرية الصغيرة في المحيط الهادي، بمدينة العيون سنة 2020، وقبل ذلك بالرباط في سنتي 2012 و2015، يعد مثالا عمليا آخر لالتزام المملكة الموصول بتوطيد شراكتها مع الدول الجزرية الصغيرة النامية.

ولفت إلى أن هذه المبادرات والالتزامات تعد تجسيدا للرؤية الدينامية والتضامنية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي ابتغى من خلالها جلالته تسخير خبرات المغرب وتجاربه لصالح الدول النامية، خاصة منها الدول الجزرية الصغيرة، سواء تعلق الأمر بالتعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي، أو في إطار العلاقات الثنائية ومسارات التعاون الدولي والإقليمي.

وخلص السفير إلى التأكيد على التزام المغرب الموصول بالمساهمة الفاعلة والفعالة في تنزيل توصيات وخطة عمل المؤتمر الدولي الرابع، التي ستشكل أرضية عملية من أجل تعزيز قدرة الدول الجزرية الصغيرة النامية على الصمود وتحقيق الازدهار المنشود، لا سيما في إطار التعاون جنوب-جنوب والتعاون الثلاثي.

ويهدف المؤتمر، الذي ترأسه بشكل مشترك نيوزيلندا والمالديف، والمنعقد حول موضوع “رسم المسار نحو الرخاء القادر على الصمود”، إلى تقييم قدرة الدول الجزرية الصغيرة النامية على تحقيق التنمية المستدامة، بما في ذلك تنفيذ أهداف خطة عام 2030 في هذا المجال.

وبهذه المناسبة، تم انتخاب السفير هلال نائبا لرئيس المؤتمر الدولي الرابع المعني بالدول الجزرية الصغيرة النامية باسم المجموعة الإفريقية.

وحسب المنظمين، فمن المرتقب أن يتبنى المؤتمر خطة عمل على صعيد الحكومات، تروم تقديم توصيات عملية في أفق تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: التعاون جنوب جنوب من خلال

إقرأ أيضاً:

قمة الأجهزة العليا للرقابة تعرض خريطة المملكة المغربية كاملةً في قلب جنوب أفريقيا

زنقة 20 | الرباط

شارك المجلس الأعلى للحسابات بوفد ترأسته زينب العدوي، الرئيس الأول للمجلس، يومي 24 و25 يونيو الجاري بجوهانسبورغ، في قمة الأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة لدول مجموعة العشرين.

وجاءت مشاركة الوفد بدعوة من رئاسة هذه القمة ممثلة في المدقق العام لجنوب افريقيا، حيث ساهم المجلس في أشغال الاجتماعات التقنية التحضيرية لهذه القمة والتي انعقدت خلال شهري فبراير ومارس الماضيين.

وحضر المجلس الأعلى للحسابات، للمرة الثالثة على التوالي قمة العشرين التي تعتبر إطارا بارزا للنقاش والحوار بين رؤساء الأجهزة العليا للرقابة المالية لدول المجموعة حول الإشكاليات والاهتمامات المشتركة المرتبطة بتطور الرقابة على القطاع العام على الصعيد الدولي.

وقد خصصت قمة 2025 لموضوعين مهمين يحظيان بأهمية قصوى في المجتمع الدولي، وهما تمويل البنيات التحتية في خدمة التنمية، وتأهيل الدول لكفاءات ومهارات المستقبل.

وخلال الجلسة العامة، استعرضت العدوي الطابع الراهن والحيوي لموضوعيها وما يطرحانه من تحديات في سياق أجندة 2030 للتنمية المستدامة، مؤكدة على بروز الحاجة لإصلاح بنيوي للتمويل الدولي للتنمية يأخذ بعين الاعتبار استدامة مديونية الدول وتبعات التغير المناخي وأبعاد العدالة والإدماج وتمثيلية دول الجنوب.

كما سلطت الضوء على تحديات تدبير مشاريع البنية التحتية، خاصة في الدول منخفضة الدخل، نتيجة ضعف الحوكمة ونقص القدرات، وما يمكن للأجهزة الرقابية القيام يه لتجاوزها.

وفي هذا الصدد، أبرزت العدوي جهود المجلس الأعلى للحسابات في مواكبة الأوراش الاستراتيجية الوطنية التي يعرف المغرب تنزيلها بفضل الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وعلى رأسها الاستراتيجية الوطنية للتنمية البشرية التي تضع في صلب أولوياتها تعزيز البنية التحتية وتطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتأهيل الرأسمال البشري وبناء قدراته على التكيف والصمود والتمكين الرقمي.

وأشارت إلى إدماج المجلس لهذه الأولويات ضمن مخططه الاستراتيجي 2022-2026، وقيامه بأعمال رقابية نوعية تسعى لإحداث أثر مستدام على منظومة حكامة وتدبير مشاريع البنية التحتية ولتعزيز استجابة سياسات التشغيل والتكوين الوطنية للتحولات الاجتماعية والاقتصادية للمملكة ولاحتياجات سوق الشغل وتحقيقها لإدماج اقتصادي مستدام.

كما أكدت الرئيس الأول على أهمية القمة كمنصة لتقاسم الخبرات وتطوير الشراكات وللتنسيق بين عمل مجموعة العشرين ومساعي الإنتوساي العالمية، بما يسمح بتطوير استجابات قارية وجهوية ووطنية للتحديات العالمية.

وعلى هامش القمة، عقدت العدوي سلسلة من اللقاءات الثنائية مع رؤساء وقيادات الأجهزة العليا للرقابة والمحاسبة لكل من المملكة العربية السعودية والبرازيل وروسيا ومصر وتركيا المشاركة في القمة.

وتندرج هذه اللقاءات في إطار تعزيز التعاون الثنائي وتقاسم الخبرات والتجارب والتنسيق مع هذه الأجهزة، ولا سيما في سياق تحمل المجلس مسؤوليات دولية قيادية وعضويته في عدد من المنظمات والهيئات ومجموعات العمل الدولية.

مقالات مشابهة

  • قمة الأجهزة العليا للرقابة تعرض خريطة المملكة المغربية كاملةً في قلب جنوب أفريقيا
  • أيمن العشري: مصر بوابة لـ الأسواق الإفريقية والعربية والعالمية.. بها فرص غير مسبوقة
  • رئيس الوزراء يستعرض تعاون أكسفورد و500500 في علاج السرطان
  • مدبولي يستعرض النتائج الخاصة بالتعاون بين جامعة أكسفورد لتطوير العلاج الجيني للسرطان
  • عاجل- مدبولي يستعرض نتائج تعاون جامعة أكسفورد ومستشفى 500500 لتطوير العلاج الجيني للسرطان
  • "بلدي جنوب الباطنة" يستعرض عددا من المشاريع التنموية والخدمية في الولايات
  • بلدي جنوب الباطنة يستعرض عددا من المشاريع الإنمائية
  • رئيس الوزراء يستعرض مع رئيس «برجيل القابضة» أوجه التعاون الممكنة في مجال زرع النخاع
  • مدبولي يستعرض مع مؤسسة برجيل القابضة التعاون في مجال زرع النخاع
  • مدبولي يستعرض مع رئيس مؤسسة برجيل القابضة أوجه التعاون في مجال زرع النخاع