القرار اتّخذ... هذا ما سيقوم به إسرائيليّون بعد انتهاء الحرب مع حزب الله
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
ذكر موقع "الميادين"، أنّ دراسة جديدة أجراها "مركز المعرفة" في الكلية الأكاديمية الإسرائيلية "تل حاي"، أظهرت أنّ نحو 40% ممن أُخلوا من المستوطنات الشمالية يفكّرون في عدم العودة، حتى في نهاية الحرب.
ووجدت الدراسة، التي شملت 2000 مستوطن في الجليل، ونشرت نتائجها صحيفة "ماكور ريشون" الإسرائيلية، أنّ الوضع مشابه في صفوف الذين أُخلوا بصورة مستقلة، حيث يفكّر 38% منهم بعدم العودة أيضاً.
وعرضت الدراسة أيضاً ما وصفته بـ"معطياتٍ مثيرةً للقلق" تتعلّق بالوضع الاقتصادي لمستوطني الشمال، وهو "عامل حاسم في اتخاذ قرار بشأن البقاء في الشمال بعد انتهاء الحرب"، بحسب ما أوردت الصحيفة.
وفي هذا الإطار، بيّنت الدراسة أنّ 73% من المستوطنين العاملين لحسابهم الخاص، و39% من الموظفين بأجر، يؤكدون وجود "وضع اقتصادي أسوأ مما كان عليه قبل 7 تشرين الأول.
وأفاد 47% من العاملين لحسابهم الخاص بحصول "مستوى عالٍ من الضرر، إذ انخفض دخلهم بأكثر من نصف إجمالي المبيعات السنوية.
وكشفت الدراسة أيضاً أنّ نحو ثلث العاملين لحسابهم الخاص، وقرابة خُمس الموظفين بأجر، يفكّرون في نقل عملهم من الشمال "بصورة دائمة".
وأكدت "ماكور ريشون" أنّ "واقع الحياة القاسي" بالنسبة لمستوطني الشمال هو السبب الرئيسي لمعطيات الدراسة، حيث أُطلقت آلاف القذائف الصاروخية والمضادة للدروع والمسيّرات من حزب الله في لبنان على مستوطنات الجليل الأعلى، منذ بداية الحرب.
وأكدت الصحيفة أنّ إطلاق الصواريخ يومياً أضرّ بشعور الكثيرين من مستوطني الجليل بالأمن، إلى جانب ما ألحقه من أضرار بالغة بمنازل ومبانٍ وبنية تحتية.
ولدى تعليقها على النتائج، أكدت رئيسة "مركز المعرفة" في كلية "تل حاي"، أيالا كوهِن، أنّ مستوطني الشمال يعيشون "حالةً من عدم اليقين من الناحية الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية"، مشدّدةً على أنّ "نتائج الاستطلاع صعبة ومثيرة للقلق". (الميادين)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الفلاحي: عقدة الطلقة الأخيرة متوقعة ووقف إطلاق النار لا يعني انتهاء الحرب
يرى الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي أن ما تشهده الساحة بين إسرائيل وإيران، بعد إعلان وقف إطلاق النار يندرج ضمن ما يُعرف بعقدة الطلقة الأخيرة، حيث يسعى كل طرف إلى إثبات اليد العليا ميدانيًا قبل تثبيت التهدئة، مؤكدا أن وقف إطلاق النار لا يعني بالضرورة نهاية الحرب، بل قد يكون تمهيدًا لاتفاق لاحق أو جولة جديدة من التصعيد.
وأوضح الفلاحي في تحليل عسكري أن الخروقات المحدودة من الطرفين تمثل رسائل متبادلة وتقديرات ظرفية وليست تصعيدا واسع النطاق، لافتا إلى أن مثل هذه التجاوزات شائعة حتى بعد إبرام اتفاقات تهدئة في مناطق صراع أخرى كالساحة السورية، وغالبا ما تكون اختبارا لحدود الاتفاق وليس إعلانا بانهياره.
وأضاف أن بعض الأطراف قد تسعى من خلال تلك المناوشات إلى تثبيت سردية سياسية، فبينما بدأت إسرائيل الهجوم، تحاول إيران أن تُظهر أنها من فرضت نهايته، وهو ما يفسر استمرار الاتهامات الإعلامية المتبادلة ومحاولات فرض السيطرة على الرواية العسكرية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد 12 يوما من المواجهة، وطلب من الطرفين عدم التصعيد، بينما أعلن نتنياهو تقليص حجم الهجوم على إيران بعد مكالمة هاتفية مع ترامب.
وأشار العقيد الفلاحي إلى أن المواجهة التي جرت كانت الأولى من نوعها من حيث المسافة التي تفصل بين الطرفين، إذ نفذت إسرائيل غارات على أهداف داخل إيران من مسافة تفوق 1500 كيلومتر، وهو ما يعد سابقة في تاريخ الحروب التقليدية بين دولتين غير متجاورتين.
ورغم إعلان إسرائيل تدمير منشآت نووية إيرانية وتعطيل نحو 60% من منصات إطلاق الصواريخ الباليستية، قال الفلاحي إن طهران تؤكد امتلاكها قدرات كافية لمواصلة القتال، مما يشير إلى أن الحرب لم تُحسم بالكامل لأي من الطرفين.
إعلانوفي سياق متصل، قالت وسائل إعلام إيرانية إن انفجارا وقع في مدينة بابلسر شمالي البلاد، فيما أفادت القناة 14 الإسرائيلية بأن سلاح الجو شن غارة على منشأة عسكرية في إيران بعد إعلان ترامب عن الاتفاق، مما يعكس حالة من الغموض في تطبيق التهدئة على الأرض.
نقاط الضعفوبشأن نقاط ضعف إسرائيل، قال الفلاحي إن أبرزها يتمثل في ضعف منظومات الدفاع الجوي رغم الدعم الأميركي الكبير، وتنوع الطبقات الدفاعية بين القبة الحديدية ومقلاع داود ومنظومة حيتس، لكنها لم تنجح في منع اختراق الصواريخ الإيرانية.
وبيّن أن الصواريخ الإيرانية وصلت إلى مناطق حساسة داخل إسرائيل مثل تل أبيب وبئر السبع وحيفا ومطار بن غوريون، مما يعكس محدودية العمق الجغرافي الإسرائيلي، ويزيد من هشاشته أمام الهجمات البعيدة المدى.
أما على الجانب الإيراني، فأوضح الفلاحي أن أبرز نقاط الضعف تكمن في غياب سلاح جوي قادر على التصدي للطيران الإسرائيلي المتفوق تقنيا، بالإضافة إلى ضعف نسبي في منظومات الدفاع الجوي التي لم تُحدث توازنا فعالا أمام الغارات الجوية.
وتابع أن العقوبات الطويلة التي فُرضت على طهران أثرت على قدرتها في تحديث سلاحها الجوي، مما أدى إلى اختلال في توازن القوى الجوية، مؤكدا أن حماية المنشآت النووية المنتشرة على جغرافيا واسعة يحتاج إلى تغطية دفاعية متقدمة لا تملكها إيران حاليا.
وأشار إلى أن طهران رفضت عروضا روسية بالحصول على منظومات دفاع جوي أكثر تطورا مثل "إس-400" و"إس-500″، وهو ما أثر على جاهزيتها الدفاعية، لا سيما في ظل محدودية فعالية منظومتها المحلية "خُرَّداد" مقارنة بالأنظمة الروسية المتطورة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بأن قرار الرد على إيران جاء بعد اتصال مباشر بين ترامب ونتنياهو، وأسفر عن استهداف "رمزي" لموقع إيراني، قبل أن تعلن إسرائيل لاحقا بدء سريان وقف إطلاق النار بشكل رسمي.