رئيس البرلمان العربي: الصين إحدى أهم القوى العالمية الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
القاهرة- أعرب رئيس البرلمان العربي عادل بن عبد الرحمن العسومي، عن تقديره للمواقف المشرفة للصين تجاه القضية الفلسطينية بمعزل عن جهودها الحثيثة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي، مؤكدا أن الدول العربية تعتبر الصين إحدى أهم القوى العالمية الداعمة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والداعمة لحل القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين.
وأكد العسومي، في حوار مع صحيفة "الشعب" اليومية في الصين، الجمعة 31مايو2024، أهمية المنتدى الصيني العربي بالنسبة للدول العربية في ظل التقدم الكبير الذي وصلت إليه الصين في المجال التنموي، مشيرا إلى أن الصين لا تكتفي بالنمو أحادي الجانب، والاستئثار بمكتسباته لنفسها فقط، لكنها تحرص على نقل خبرتها وتجربتها فيه إلى الدول التي ترتبط معها بعلاقات شراكة، وفي مقدمتهم الدول العربية.
وقال إن علاقات الدول العربية مع الصين تضرب بجذورها في التاريخ، حيث وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية على المستويات كافة وفي مختلف المجالات.
وأضاف أن منتدى التعاون الصيني العربي، الذي تأسس من خلال اتفاق بين جامعة الدول العربية والصين في عام 2004، يلعب دورا محوريا في تسليط الضوء على المجالات التي يمكن من خلالها تعزيز التعاون والتآزر بين الدول العربية من جهة والصين من جهة أخرى، خاصة في المجالات التنموية والاقتصادية، وكذلك تنسيق المواقف بشأن وجود عدالة في النظام الدولي بعيدا عن الهيمنة الأحادية التي عانى منها العالم لسنوات عديدة.
وأشار إلى أن هناك تعاونا واضحا بين الدول العربية والصين لتنفيذ ما جاء في إعلان المنتدى من تحقيق للسلام، وتشجيع للاستثمار والتعاون الاقتصادي مع تنسيق صيني عربي في مختلف القضايا السياسية بالمحافل الدولية والإقليمية، فضلاً عن تعزيز التبادل الثقافي العربي الصيني الذي ازدادت وتيرته على مدار السنوات الماضية في عدة أوجه، من بينها دعم حركة الترجمة للكتب العربية والصينية.
وأوضح أن ما يؤكد نجاح وتطور هذا المنتدى وقدرته على تحقيق تنمية أكبر مستقبلاً؛ هو نجاح الصين ودول مجلس التعاون الخليجي من خلال الحوارات المستمرة بينهما، تحت مظلة المنتدى، في الانتهاء من نحو 90% من اتفاق التجارة الحرة بينهما، والذي عند اكتماله سيشجع دول أخرى في المنطقة العربية لاتباع المسار نفسه مع الصين.
وأضاف أن البرلمان العربي يثمن - كثيراً - المبادرات الثلاث العالمية التي طرحها الرئيس الصيني، وهي مبادرة الحضارات العالمية، ومبادرة التنمية العالمية، ومبادرة الأمن العالمي" ، مؤكدا أن هذه المبادرات تمثل نموذجا مهما، لما ينبغي أن تكون عليه سياسات القوى الدولية لذلك، تحظى هذه المبادرات بثقة وتقدير واحترام المجتمع الدولي."
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
هل يصبّ سقوط النظام الإيراني في مصلحة الأنظمة العربية؟
دخلت العلاقات بين إيران ومعظم الأنظمة العربية مرحلة عداء أيديولوجي مع الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي. اعلان
منذ اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة بين إيران وإسرائيل يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران 2025، عاد إلى الواجهة سؤال شائك ومحوري: هل من مصلحة الأنظمة العربية الرسمية سقوط النظام الإيراني؟ سؤال تتداخل فيه الحسابات السياسية والأمنية والمذهبية، وتفرضه الوقائع المتراكمة منذ عقود، بدءاً من الثورة الإسلامية عام 1979 وحتى يومنا هذا.
إرث العداء: من سقوط الشاه إلى تصدير الثورةمع الإطاحة بنظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979 وصعود الجمهورية الإسلامية بقيادة آية الله الخميني، دخلت العلاقات بين إيران ومعظم الأنظمة العربية مرحلة عداء أيديولوجي. تبنّت طهران خطاباً ثورياً داعياً إلى "تصدير الثورة" إلى الجوار العربي، ما أثار مخاوف من زعزعة الاستقرار في دول الخليج بالذات.
ورغم أن بعض الحكومات العربية التزمت الحياد الظاهري، إلا أن معظمها ـ خصوصاً الخليجية منها ـ اعتبرت النظام في طهران تهديداً مباشراً لأمنها القومي، وهو ما عبّرت عنه بوضوح خلال الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)، حيث دعمت غالبية الدول العربية، باستثناء سوريا، نظام صدام حسين سياسياً ومالياً.
المدّ الشيعي والتدخل في الدول العربيةاستفحل التوتر مع إيران بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، حيث برزت طهران كقوة مهيمنة في بغداد من خلال دعمها لأحزاب شيعية. واعتبرت عواصم عربية عدة أن إيران تسعى لبناء "هلال شيعي" يمتد من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق، وهو تعبير استخدمه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني عام 2004 للتحذير من التمدد الإيراني.
تدخل طهران في سوريا منذ عام 2011، لدعم نظام بشار الأسد، عزز من هذا التصور، كما أن دعمها العلني لحزب الله في لبنان ولجماعة الحوثي في اليمن جعل من إيران فاعلاً مؤثراً في صراعات المنطقة، غالباً في مواجهة مصالح أنظمة عربية وازنة.
Relatedأوروبا الشرقية تستعد للأسوأ: مستشفيات تحت الأرض وتدريبات شاملة لمواجهة الحرب"أكثر من مجرد مدينة".. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيليا الإسرائيلية؟ خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيضا صراعٌ من أجل البقاءاتفاقات أبراهام والتقاطع مع تل أبيبفي عام 2020، وقّعت الإمارات والبحرين، ثم لاحقاً المغرب والسودان، اتفاقات تطبيع مع إسرائيل عُرفت باتفاقات "أبراهام"، برعاية أميركية. وعلى الرغم من تبرير هذه الاتفاقات بأهداف اقتصادية وأمنية، فإنها في الواقع جسّدت تقارباً استراتيجياً بين بعض الدول العربية وإسرائيل، قوامه مشترك: مواجهة النفوذ الإيراني.
تصريحات رسمية وخطاب إعلامي في تلك الدول، جعل من إيران تهديدا مشتركا، يتفوق على القضية الفلسطينية من حيث الأولوية. ورأت إسرائيل في هذا التقارب فرصة لتشكيل "تحالف إقليمي غير معلن" ضد الجمهورية الإسلامية.
رغم هذا التاريخ من التوتر، لم تُظهر الأنظمة العربية الرسمية، حتى لحظة إعداد هذا التحقيق، ترحيباً واضحاً بإمكانية سقوط النظام الإيراني. ويرجع ذلك إلى عدة اعتبارات واقعية:
- الخوف من الفوضى: انهيار النظام الإيراني قد يفتح الباب أمام حرب أهلية أو تفكك داخلي على غرار ما حدث في العراق وسوريا، ما قد يؤدي إلى تدفق اللاجئين وانتشار الفوضى على حدود دول الخليج.
- الخشية من صعود بدائل متطرفة: في حال غياب نظام مركزي قوي، قد تصعد قوى أصولية أكثر تطرفاً من النظام الحالي، ما يجعل الأوضاع أكثر سوءاً.
- مصالح اقتصادية وجغرافية: إيران، رغم الخلافات، تعد شريكاً اقتصادياً مباشراً أو غير مباشر في ملفات النفط والغاز، وممراً تجارياً مهماً لبعض المشاريع الإقليمية كالممرات الشرقية الجديدة.
- التوازن الإقليمي: بعض العواصم العربية ترى أن بقاء إيران، وإن بشكل ضعيف أو محدود، قد يحفظ توازن القوى في وجه إسرائيل أو تركيا أو حتى أطراف داخلية مثل جماعة الإخوان المسلمين، ما يجعلها شريكاً ضرورياً في لعبة الموازنات.
سقوط النظام الإيراني قد يبدو، من الوهلة الأولى، متسقاً مع مصالح بعض الأنظمة العربية التي طالما اعتبرت طهران عدواً استراتيجياً. لكن تعقيدات المشهد الإقليمي، وتداعيات أي فراغ سياسي في دولة بحجم إيران، تجعل من هذا السيناريو كابوساً محتملاً أكثر منه فرصة ذهبية.
وعليه، فإن المصلحة العربية لا تبدو متطابقة تماماً مع مصلحة إسقاط النظام الإيراني، بل ربما تميل إلى إضعافه لا إلى انهياره، أو إلى تغييره من الداخل ضمن إطار يحفظ تماسك الدولة ويمنع الفوضى من التمدد شرقاً نحو الخليج أو غرباً إلى بلاد الشام.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة