تنامى خطابات الكراهية.. متطرفون يستغلون العدوان على غزة لتأجيج مشاعر الغضب وتجنيد الأبرياء
تاريخ النشر: 31st, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
فى ظل تزايد وتمادى العدوان الإسرائيلى على غزة لدرجة ارتكاب إبادة جماعية، وتهجير قسري، تتنامى دعوات وخطابات الجماعات المتطرفة التى تسعى لتأجيج مشاعر الغضب لدى الشباب بهدف دفعهم إلى الارتماء فى أحضان تنظيمات مسلحة للرد على هذا العدوان، حيث تظل القضية الفلسطينية مصدرًا للأزمات طالما أن إسرائيل تقف فى وجه الشعب الفلسطينى وتمنعه من الحصول على حقوقه المشروعة من إقامة دولته المستقلة.
وتبنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها جو بايدن خطابا حادا منحازا ضد حقوق الشعب الفلسطيني، خاصة فى أعقاب عملية ٧ أكتوبر التى نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية، حيث قال "بايدن" فى خطاب له: "لقد أغلقتُ الهاتف للتو، كانت المكالمة الثالثة مع رئيس الوزراء نتنياهو، وقلتُ له إذا مرت الولايات المتحدة بالتجربة نفسها التى تعيشها إسرائيل، فإن ردنا سيكون سريعا وحاسما وساحقا".
ولم يكتف الرئيس الأمريكى بحض إسرائيل على رد ساحق وصلت بشاعته إلى سقوط أكثر من٣٦ ألف شهيد وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، حتى الآن، بل ذهب إلى إرسال حاملة طائرات يو إس إس جيرالد آر فورد، بالإضافة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتمويل متطلبات الأمن القومى لإسرائيل. تعهد الرئيس الأمريكي بمكافحة ما أسماه بـ"الزيادة الهائلة فى معاداة السامية"
معايير أمريكية مزدوجة
تلعب إدارة بايدن، دورًا كبيرًا فى زيادة الاحتقان ضدها، وخاصة فيما يخص القضية الفلسطينية، حيث تكيل الإدارة الأمريكية بمكيالين، وتتعامل بمعاييرها المزدوجة، فهى ترغب فى محاكمة قادة عرب وأفارقة وروس أمام محكمة العدل الدولية، لكنها لا تتحمل أن ترى محاكمة الحليف المطلق المتمثل فى دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ورغم أن واشنطن تنادى بتعزيز الديمقراطيات حول العالم، فإنها تقف بالفيتو ضد رغبة الغالبية من دول العالم الذين صوتوا لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، كما عارضت اعتراف بعض الدول فعليا بفلسطين، متذرعة بأن الاعتراف سيأتى بعد حل الدولتين، لكنها تماطل مع إسرائيل فى منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة والمسلوبة.
وتستغل التنظيمات المسلحة المتطرفة لغة خطابات بايدن التى تكشف دعمه الواسع لإسرائيل، وتغاضيه عن حقوق الشعب الفلسطيني، من أجل التحريض وإشعال لغة عدائية تتسم بالحض على العنف والكراهية ضد المجتمعات التى تعيش فيها، لذا فإن الموقف الأمريكى الواضح فى دعم العدوان الإسرائيلى على غزة دفع بكثير من التنظيمات المسلحة فى كل من العراق واليمن وسوريا بتنفيذ عمليات هجومية على القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة، وذلك على الجانب العسكري.
وارتكبت إسرائيل مذبحة جديدة فى رفح، عندما قامت بإحراق الخيام التى تضم نازحين، ورغم أن أمريكا اعتبرت - على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأميركى جون كيربي- أن الحادث مفجع ومروع، فإنها فى الوقت نفسه رأت أن تنتظر التحقيقات فربما يكون الحريق ناتجا عن تفجير مخزن أسلحة لحركة حماس، وذلك رغبة منها فى إبعاد التهمة عن إسرائيل.
فى الوقت نفسه، أدان مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل حادث حرق الخيام، مؤكدا أنه يدل دلالة قاطعة على أنه لا يوجد مكان آمن فى غزة، وأن هجوم رفح يؤدى إلى عواقب وخيمة وقتل المزيد من المدنيين، مؤكدا على أنه لا يمكن بأى حال تبرير الكارثة التى تحدث فى غزة. وهذا النوع من الخطابات مفتقد لدى الإدارة الأمريكية التى تسعى دائما لتبرير الأفعال الوحشية للمحتل الإسرائيلي.
لذا، فإنه وبسبب المعايير الأمريكية المزدوجة، والمواقف الداعمة من قبل جو بايدن لإسرائيل وما ترتكبه من جرائم وحشية وإبادة جماعية فى غزة، تنجح الجماعات المتطرفة فى توظيف هذه الأحداث لصالحها، وتستغلها فى خطابها المتطرف ضد المجتمعات التى تعيش فيها.
وفى السياق، تعهد بايدن، مطلع مايو المنتهي، بمكافحة ما أسماه بـ"الزيادة الهائلة فى معاداة السامية" وهى التهمة التى لا تفرق بين خطابات العنف والتحريض لجماعات متطرفة، وبين أشكال سلمية وعادية من المظاهرات الجامعية الرافضة للعدوان الإسرائيلي، والمساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، وفقا لرؤية المراقبين والمحللين.
ووفقا لتقرير بموقع RT الروسية، فإن بايدن قال خلال حفل "أيام الذكرى" السنوى الذى ينظمه "متحف المحرقة" فى الكابيتول بواشنطن: "لقد شهدنا زيادة هائلة فى معاداة السامية فى أمريكا وفى جميع أنحاء العالم"، مكررا دعمه "الثابت لإسرائيل".
مخاوف من الخطابات التحريضية
فى العواصم الأوروبية، حذرت المراكز البحثية والمراقبين من زيادة النشاطات الإرهابية والعدائية من قبل جماعات إرهابية تستغل العدوان الإسرائيلى على غزة، وتحرض ضد الدول الأوروبية، كما تحرض ضد اليهود فى هذه البلاد، وهو ما يخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار، مثل ما تفعله مجموعة تسمى "مسلم انتراكتيف" فى ألمانيا، حيث تقوم ببث مقاطع مرئية على "تيك توك" بهدف تعزيز العنصرية وإشعال خطاب الكراهية فى ألمانيا.
دعا السياسى الألمانى فريدريش ميرتس زعيم الحزب المسيحى الديمقراطى فى مؤتمر الحزب حول حركات الإسلام السياسى إلى ضرورة التصدى لأنشطة هذه الحركات لما لها من خطورة على المجتمع الألماني.
ووفقا لتقرير بموقع مونت كارلو الدولية فإن ميرتس دعا للتصدى بحزم للكراهية والعنف والتطرف، وبخلاف أحزاب اليسار والخضر الذين يركزون انتقاداتهم على اليمين المتطرف ويعتبرونه خطرا على الديمقراطية، واعتبر ميرتس أن الخطر الأكبر يأتى من المتطرفين الإسلاميين وجماعات الإسلام السياسي.
ووفقا للتقرير المشار إليه، فإن خطاب ميرتس يأتى بعد دعوته مؤخرا لمنع الجمعيات والمنظمات ذات التوجهات الإسلاموية، وبهذا الموقف فإن توجه الحزب يتشدد أكثر ويصبح أكثر صرامة ضد تنظيم المظاهرات الإسلاميين وأنشطتهم وجمعياتهم، وخصوصا المظاهرات الداعية للخلافة أو المؤيدة لحماس، مثلما حدث أخيرا فى برلين أو هامبورغ.
ووفقا لتقرير صادر عن المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، بعنوان "تزايد معاداة السامية، التطرف اليمينى والإسلاموى بعد حرب غزة"، فإن ما يحدث فى ألمانيا ودول أوروبا من أعمال عنف وكراهية داخل المجتمع، يأتى نتيجة تداعيات الحروب والنزاعات، أبرزها حرب غزة وحرب أوكرانيا التى نتج عنها انقسام واسع داخل المجتمع الألمانى والمجتمعات الأوروبية.
وشدد التقرير على أن إحصائيات مكتب مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية الألمانية يعكس التزايد فى معدلات الجريمة والكراهية ومنها معاداة السامية فى أعقاب حرب غزة. وهذا يعنى إن حرب غزة سوف تفرض بتداعياتها أكثر على ألمانيا وأوروبا، مالم يتم التوصل إلى حل سياسى لوضع حد للحرب والنزاعات التى يشهدها العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العدوان الإسرائيلي غزة مشاعر الغضب جو بايدن حقوق الشعب الفلسطينى معاداة السامیة حرب غزة على غزة
إقرأ أيضاً:
والي كسلا يحذر من ظاهرة تنامي خطاب الكراهية عبر الوسائط الاعلامية
لفت والي كسلا المكلف اللواء ركن (م) الصادق محمد الازرق الى خطورة التفلتات التي تسود البلاد والمجتمعات خلال الفترة الماضية وظاهرة تنامي خطاب الكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لبث التفرقة والفتنة الامر الذي يتطلب مواجهتها بروح وطنية صلبة.
ودعا الوالي لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر العدل وسيادة حكم القانون الذي تنظمه وزارة العدل بولاية كسلا اليوم وغدا السبت تحت شعار (نحو دولة القانون والمؤسسات) بحضور وزير العدل الدكتور عبد الله محمد درف الى جانب قيادات حكومة ولاية كسلا، دعا الى اهمية التنسيق بين الاجهزة المختلفة لبسط هيبة الدولة وانفاذ القانون، مشيرا الى ان الدولة القوية هي التي يشعر فيها المواطن بالأمن والاستقرار وتنفيذ القانون على الجميع دون محاباة وبمنتهى الحزم.
وشدد الوالي بانه لا مجال للعبث بالسلم المجتمعي والاهلي مشيرا الى تداعيات الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد منذ العام 2019 وانعكاساتها على الحالة الامنية والاجتماعية.
وقال الوالي ان الطريق الى الدولة المستقرة لا يمكن ان يتحقق الا بوجود ارادة صلبة تعمل على تطبيق القانون بكل عدالة وتشكيل اداة ردع لكل من يتجاوز احترام الدولة والقانون.
ونوه الوالي الى اهمية المؤتمر الذي يجيء في وقت تتعاظم فيه الحاجة الى بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون. وامن على أهمية معالجة التفلتات والظواهر السالبة من خلال أعمال القانون والتوعية والتثقيف وتعزيز مبدأ سيادة حكم القانون. داعيا المؤسسات والقوى المجتمعية والمنظمات المجتمعية والاعلام الى تحمل مسئولياتها الاخلاقية تجاه محاربة الظواهر السالبة.
واضاف الوالي ان قضية السلم المجتمعي بالغة الاهمية منوها الى انتشار ظاهرة المخدرات وتنامي خطاب الكراهية واغتيال الشخصيات عبر الوسائط الاعلامية واتخاذها منصة لتصفية الحسابات بالاستناد على معلومات كاذبة مما جعلها مهددا لاضعاف الوحدة المجتمعية وسلمها المجتمعي.
وثمن الوالي دور وزارة العدل واسهامها في معركة الكرامة من خلال العمل القانوني عبر لجنة حصر جرائم المليشيا المتمردة ورفعها قانونيا امام المحاكم الدولية فضلا عن الاصلاحات التي قامت بها الوزارة في بعض القوانين المتعلقة بالحصانة للقوات النظامية في اداء الواجب خاصة مكافحة التهريب والمخدرات علاوة على تقويض النظام الدستوري والقانوني، جرائم المعلوماتية بالسجن الوجوبي.
وأعرب الوالي عن امله في ان يناقش المؤتمرون كل الجوانب المتعلقة بالاصلاح الدستوري والقانوني خاصة تشريعات الحكم المحلي ومن ثم الخروج بتوصيات مهمة ومطلوبة لخدمة قضايا البلاد وتمكن الوزارة من القيام بادوارها في المستقبل.
وجدد الوالي حرص حكومة الولاية على الحفاظ على الأمن المجتمعي والوقوف على مقربة بين كل المجتمعات والتنسيق مع الجهات الامنية والقانونية والعسكرية.
كما استعرض وكيل وزارة العدل مولانا علي خضر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الترتيبات التي تمت لعقد المؤتمر واهميته فضلا عن الأوراق التي ستناقش الأدوار المنوطة بالوزارة في المرحلة المقبلة من التشريعات وارساء سيادة حكم القانون.
ورحب رئيس الإدارة القانونية ولاية كسلا الدكتور عبد الاله زين العابدين بالمشاركين في المؤتمر من مختلف الجهات.
سونا
إنضم لقناة النيلين على واتسابPromotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/11/30 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة وزير الموارد البشرية وحاكم النيل الأزرق يتفقدان العمل الصحي بمحافظة باو2025/11/29 وزير الثروة الحيوانية والسمكية ووالي نهر النيل يناقشان قيام مدينة للإنتاج الحيواني بالولاية2025/11/29 رئيس الوزراء يلتقي المبعوث الأممي للسودان2025/11/29 دعوات للمواطنين السودانيين بمصر للعودة الطوعية المجانية إلى الوطن2025/11/29 الإدارة العامة للمرور تدشن خدمة تجديد رخص القيادة للمقيمين بالخارج عبر منصة سالم الإلكترونية2025/11/29 رئيس مجلس السيادة القائد العام يستقبل الرئيس الإريتري أسياس أفورقي2025/11/29شاهد أيضاً إغلاق سياسية مدير شرطة إقليم النيل الازرق يتفقد عدد من إدارات ووحدات الشرطة والقوات بالاقليم 2025/11/29الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن