اتهم عز الدين عقيل، رئيس حزب الائتلاف الجمهوري، الولايات المتحدة بالسيطرة على البعثة الأممية في ليبيا، مشيرا إلى أن تحركات واشنطن والاتحاد الأوروبي ساهمت في وجود حكومتين ليبيتين

وأشار عقيل إلى أن تحركات واشنطن والاتحاد الأوروبي أدت إلى تجرد الحكومة الليبية برئاسة أسامة حماد من شرعيتها والمساواة بينها وبين حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة .

وأكد أن التحركات الدولية لا تعترف بوجود سلطة أمر واقع، مما يضعف قدرة الأطراف الليبية على مقاومة الهجرة غير الشرعية والسيطرة على الحدود، مما يهدد استقرار المنطقة بأكملها.

إقرأ المزيد برعاية أممية.. اتفاق ليبي لإعداد مدونة سلوك أمنية

وأوضح عقيل أن الخطوة الأولى لاستعادة سيادة وهيبة الدولة الليبية تكمن في توحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادة واحدة لمواجهة الجرائم والمشاريع المريبة التي يخطط لها من قبل القوى الأجنبية.

كما حذر من المخاطر التي تواجه ليبيا في ظل الانقسام الدولي حول الوضع الراهن، وأشار إلى استمرارية عمليات توطين المهاجرين التي أدت إلى وصول أعداد المهاجرين إلى نحو 3 مليون، محذرا من أزمات مستقبلية قد تنجم عن وجود الكثير من المواليد بدون وثائق رسمية.

واختتم عقيل تصريحاته بالتأكيد على أن جميع الخطوات التي يجب أن تُتخذ بشأن ليبيا، تُقررها القوى الأجنبية، ما يدفع البلاد نحو المزيد من التحديات والمخاطر في المستقبل.


المصدر: وكالة سبوتنيك الروسية

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي عبد الحميد الدبيبة

إقرأ أيضاً:

ورقة الأقليات.. من جبال السويداء إلى خرائط الهيمنة

منذ أن دوّى صدى الثورة السورية الكبرى في عشرينيات القرن الماضي، بقيادة سلطان باشا الأطرش، تحولت جبال السويداء إلى رمز للمقاومة والكرامة الوطنية. كانت صخورها السوداء تُخفي خلفها قرى صغيرة متماسكة، وبيوتًا تحتضن ضيوفها كما تحضن الجبال الينابيع.

في تلك الأرض، حيث تتعانق الحقول مع الكروم، وحيث يختلط وقع حوافر الخيل بأصوات الحصادين، لم يكن الانتماء مجرد هوية طائفية أو عرقية، بل عقد شرف مع الأرض والحرية.

تقع محافظة السويداء في الجنوب الشرقي من سوريا، على السفوح الشرقية لجبل العرب، متاخمةً لمحافظة درعا غربًا، وبادية الشام شرقًا، والأردن جنوبًا، هذا الموقع يجعلها حلقة وصل بين بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، ونقطة تماس حساسة مع الجولان المحتل، ما يفسر حضورها الدائم في معادلات الصراع الإقليمي.

واليوم وبعد قرابة قرن على ذلك المشهد، تعود السويداء إلى واجهة الأحداث، لكن الرايات المرفوعة ليست رايات الاستقلال، بل شعارات «الحماية» التي ترفعها إسرائيل على حدودها، ذريعةً للتوغل في العمق السوري، وكأن الجغرافيا تحولت إلى مسرح يعيد تمثيل مشاهد من الماضي، لكن بأدوار وأزياء جديدة.

حين تتحول الكنائس والمفاتيح إلى مدافع

في القرن التاسع عشر، كانت بيت لحم شاهدة على نزاع ديني حول مفاتيح كنيسة المهد، بين الكاثوليك والأرثوذكس، ما بدا شأنًا لاهوتيًا تحوّل إلى صراع بين أساطيل فرنسا وروسيا على إرث الدولة العثمانية.

اندلعت حرب القرم، وارتفعت راية «حماية الأقليات» لتغطية مدافع البحر، اليوم، تتكرر المشاهد على حدود الجولان، لكن اللاعبين يرفعون أعلامًا مختلفة، ويتحدثون لغات أخرى، فيما الجوهر واحد: الأقليات تتحول إلى أوراق على طاولة الجغرافيا السياسية، تُسحب عند الحاجة وتُترك عند انتهاء الدور.

المواطنة المشروطة في الداخل الإسرائيلي

حين تُعلن إسرائيل أنها حامية الدروز في السويداء، فإنها تتناسى واقع مواطنيها من الدروز والعرب فالمواطنة داخل الكيان ليست عقدًا متكافئًا، بل سلّمًا يصعده اليهودي أولًا، بينما تبقى الأقليات على درجاته الدنيا.

منذ النكبة، عاش الفلسطينيون الباقون في أراضيهم تحت حكم عسكري لسنوات، محاصرين في قراهم، محرومين من التنمية وحتى الدروز، رغم خدمتهم في الجيش، لم ينالوا مساواة حقيقية، لا في الموارد، ولا في التمثيل، ولا في الاعتراف بهويتهم الثقافية.

جاء قانون «الدولة القومية» ليحسم المسألة، بإعلانه أن تقرير المصير حق حصري لليهود، وأن العربية مجرد لغة «خاصة»، في إقصاء رمزي يعكس إقصاءً ماديًا مستمرًا.

من البلقان إلى غزة.. الذريعة ذاتها

في البلقان قبل الحرب العالمية الأولى، كانت روسيا ترفع راية حماية الأرثوذكس، والنمسا-المجر تدعي حماية الأقليات الأخرى، فكانت النتيجة تفكك الإمبراطوريات واشتعال الحروب.

وفي الثلاثينيات، استخدم هتلر ذريعة حماية الألمان في إقليم السوديت ليبرر الضم اليوم، وفي غزة، تتساقط المدارس والمستشفيات تحت القصف، فيما يخرج الخطاب الإسرائيلي ليحدث العالم عن «القلق على الأقليات» في جبهات أخرى، وكأن الإنسانية يمكن أن تُقسّم، وكأن الموت في حي عربي أقل شأنًا من الخطر المزعوم في جبل درزي.

الجغرافيا لا تكذب

السويداء، بجبالها وأوديتها، لم تكن يومًا في حاجة إلى حماية غريبة، بل إلى سلام عادل يحفظ نسيجها الداخلي ويصون سيادة أرضها، أما من يرفع راية الحماية على فوهة دبابة، فهو يكرر لعبة قديمة، تبدأ بالذرائع ولا تنتهي إلا على خرائط جديدة تُرسم بالدم.

في منطق الجغرافيا السياسية، الأقليات ليست أرقامًا في الإحصاءات، بل مفاتيح للبوابات، ومبررات للغزو، وأدوات لإعادة توزيع النفوذ. وإسرائيل، كغيرها من القوى التي سبقتها، تعرف أن أسهل طريق لشرعنة التدخل هو أن تتحدث بلسان «الحماية»، بينما عيونها معلقة على الأرض والممرات.

إن السلام الحقيقي لا يأتي على جناح مقاتلة، ولا الحماية تُقاس بمدى سيطرة الحامي على حدود المحمي، بل بقدرة الشعوب على أن تحمي نفسها بنفسها، وأن تُكتب خرائطها بمداد السيادة لا بمداد البنادق.

محمد سعد عبد اللطيف

كاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية

اقرأ أيضاًالذكرى الـ 73 لثورة يوليو 1952

ثورة 30 يونيو.. 12 عامًا على الانطــلاق «الرهان الكبير»

الجولان يا جولاني

مقالات مشابهة

  • أستاذ علوم سياسية: العلاقات الأمريكية الأوروبية تمرّ بأصعب حالاتها
  • رئيس قضايا الدولة يهنئ أعضاء الهيئة بصدور حركة الترقيات بعد صدور القرار الجمهوري
  • رئيس الأركان يُهنئ صدام خليفة حفتر بتعيينه نائبًا للقائد العام للجيش الوطني الليبي
  • رئيس الأركان يهنئ الفريق صدام حفتر لتعيينه نائبًا للقائد العام للجيش الوطني الليبي
  • رئيس الأركان يقدم التهنئة لـ صدام خليفة حفتر نائب القائد العام للجيش الليبي
  • موسكو تقلل من أهمية التحركات الأوروبية.. زيلينسكي في برلين لبحث القمة الأمريكية – الروسية
  • ورقة الأقليات.. من جبال السويداء إلى خرائط الهيمنة
  • مفاجآت في قائمة الأندية الأوروبية التي اعتمدت على اللاعبين الشباب
  • ولاية البحر الأحمر تشهد كرنفال تخريج عدد (500) دارسة من النساء النازحات في مجالات حرفية
  • المفوضية الأوروبية: الوضع في غزة كارثي والمساعدات الإنسانية غير كافية