اختبارات جينية بآلاف الدولارات.. هوس بوادي السيليكون لإنجاب أطفال أكثر ذكاء
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
نشر صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا تناولت فيه هوس النخبة وادي السيليكون بإنجاب أطفال أكثر ذكاء، من خلال دفع أموال لشركات ناشئة متخصصة في مجال فحص الأجنة وتوقع معدلات الذكاء.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن عالم الرياضيات تسفي بنسون تيلسن، الذي أمضى 7 سنوات يبحث عن سبل لمنع الذكاء الاصطناعي المتقدم من تدمير البشرية، استنتج أن ذلك غير ممكن حاليًا فحوّل جهوده إلى الترويج لتقنيات تهدف لإنجاب بشر أكثر ذكاءً.
يقول بينسون تيلسن، المؤسس المشارك لمشروع "بيركلي جينوميكس"، وهي منظمة غير ربحية تدعم هذا المجال الجديد: "أشعر أن هذا أحد أفضل آمالنا".
وأضافت الصحيفة أن هذا الهوس ليس مجرد خيال علمي، بل هو واقع وادي السيليكون، حيث يدفع بعض الآباء 50 ألف دولار مقابل اختبار وراثي جديد يضمن فحص الأجنة من حيث معدل الذكاء، بينما يشجع مؤثرون مثل إيلون ماسك الأشخاص الأذكياء على إنجاب أكبر عدد من الأطفال.
وحسب الصحيفة، فإن الانبهار بما يُطلق عليه البعض "التحسين الجيني للنسل" يعكس قناعات عميقة في وادي السيليكون حول الجدارة والنجاح.
ويُرجع ساشا غوسيف، عالم الإحصاء الجيني في كلية الطب بجامعة هارفارد، هذا الاهتمام إلى اعتقاد هؤلاء الأشخاص بأنهم أذكياء ويستحقون أن يكونوا في مكانتهم الحالية لأن لديهم "جينات جيدة"، ما يدفعهم إلى الاهتمام بالمشاريع الجينية لتحسين النسل ونقل هذه الصفات إلى أبنائهم.
لكن هذا الهوس المتزايد بمعدل الذكاء يثير جدلًا واسعًا، إذ يحذّر خبراء أخلاقيات علم الأحياء من خدمات الفحص الجيني الجديدة.
في هذا السياق، يقول هانك غريلي، مدير مركز القانون والعلوم البيولوجية بجامعة ستانفورد: "هل هذا عادل؟ هذا أمرٌ يُقلق الكثيرين. إنها حبكة رائعة من الخيال العلمي: يُنشئ الأغنياء طبقةً فائقةً وراثيًا تُسيطر على المجتمع، بينما نُصبح نحنُ جميعًا من عامة الشعب".
لكن الآباء في وادي السيليكون لا يرون أي مشكلة أخلاقية في اختيار مستوى ذكاء أطفالهم قبل الولادة، في بيئة تشترط فيها دور الحضانة المرموقة اختبارات ذكاء، ويبحث عن الجميع عن مواكبة على ابتكار جديد.
الهوس بالذكاء
ذكرت الصحيفة أن شركتي "نيوكليوس جينوميكس" و"هيراسايت" الناشئتين بدأتا تقدمان توقعات لمعدل الذكاء استنادًا إلى الاختبارات الجينية، بهدف مساعدة العملاء على اختيار الأجنة المستخدمة في عمليات الإخصاب خارج الرحم.
ويشهد الطلب على هذه الخدمات في منطقة خليج سان فرانسيسكو إقبالًا مرتفعًا، حيث تبلغ تكلفتها نحو 6,000 دولار لدى "نيوكليوس"، وتصل إلى 50,000 دولار لدى "هيراسايت".
ومن بين الذين لجأوا إلى هذا النوع من الاختبارات سيمون ومالكوم كولينز، وهما يقودان حركة جديدة تشجع على إنجاب أكبر عدد من الأطفال. وقد عمل الزوجان في مجال التكنولوجيا ورأس المال الاستثماري، وأنجبا أربعة أطفال عبر التلقيح الصناعي، وقد حلّلا عددا من الأجنة في شركة "هيراسايت".
قالت سيمون كولينز إنهما اختارا الجنين الذي تحمله الآن لأنه أظهر مستوى منخفضا للإصابة بالسرطان، مضيفةً أنهما كانا سعيدين أيضًا لأنه جاء ضمن فئة الـ99 درجة من حيث احتمالية امتلاكه ذكاءً استثنائيًا عاليًا للغاية.
يخطط الزوجان لتسمية الطفل تكس ديمايسن، وقد أوضحت كولينز أن اسمه الأوسط مستوحى من رواية الخيال العلمي "تفاصيل السكح" للكاتب إيان بانكس، تيمّنًا بـ"أفاتار" سفينة حربية تُعرف بأنها "ساقطة خارج القيود الأخلاقية المعتادة".
وقالت كولينز إن ارتفاع معدل الذكاء يرتبط بالعديد من الأمور الجيدة، مثل الدخل المرتفع، لكنها تتمنى حقًا لو وُجدت اختبارات جينية يمكنها الكشف عن معدل الذكاء بشكل مبكر.
أعلى معدل
تقول الصحيفة إن قلة من الأزواج قد يلجؤون إلى عملية التلقيح الصناعي الصعبة والمكلفة ما لم تكن ضرورية، لكن زوجين مهندسي برمجيات من وادي السيليكون اختارا إجرائها طواعية.
كان الزوجان قلقين بشأن الأمراض الوراثية في عائلتيهما، مثل الزهايمر والسرطان، كما أنهما مهتمان بتوقعات معدل الذكاء على أمل أن يتمكن أطفالهما من حل المشكلات المهمة في العالم والاستمتاع بحياة أفضل.
وقد وصفا نفسيهما بأنهما يشبهان كثيرا الأشخاص العاملين في مجال الهندسة الحاسوبية، حيث يحبان الخيال العلمي والألغاز المنطقية.
وعندما وصلت النتائج من شركة "هيراسايت"، أنشأ الزوجان جدولًا مشتركًا على غوغل لترتيب أهمية الصفات.
وقد وناقشا النسبة المئوية الإضافية لخطر الإصابة بمرض الزهايمر مدى الحياة في موازاة انخفاض بنسبة 1% في خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب مدى الحياة، ومقدار الخطر الإضافي للإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بالتوازي مع 10 نقاط إضافية في معدل الذكاء.
وبعد نقاش وحسابات معقدة وضعا درجات لكل الأجنة، وقد أصبح الجنين الحاصل على أعلى مجموع نقاط، وهو صاحب ثالث أعلى معدل ذكاء متوقّع، ابنتهما المستقبلية.
اختيار الشريك
يؤكد شاي كارمي من الجامعة العبرية في القدس بأن الاختبارات الجينية يمكنها أن تقدم توقعات دقيقة جدًا حول معدلات الذكاء.
ويقول كارمي إن الباحثين وجدوا ارتباطًا بين القدرات الإدراكية والأثر التراكمي لآلاف المتغيّرات في الجينوم البشري، مشيرًا إلى أن النماذج الحالية تفسر نحو 5 بالمائة إلى 10 بالمائة من الفروق في القدرات الإدراكية بين الأفراد.
وأضاف كارمي أنه إذا صنّف الآباء أجنتهم وفقًا لمعدل الذكاء المتوقّع، فقد يحققون زيادة بمتوسط يتراوح بين ثلاث وأربع نقاط مقارنة بالاختيار العشوائي، مؤكدًا: "لن يكون ذلك كافيًا لتحويل طفلك إلى نابغة".
ويحذر غوسيف من أن اختيار الجنين صاحب أعلى معدل ذكاء متوقع قد يقترن بزيادة خطر الإصابة باضطراب طيف التوحّد.
ويشير العلماء إلى أن هناك طرقًا تقليدية تعود لآلاف السنين، تساعد في أن يكون الأطفال أكثر ذكاءً، مثل التعليم أو الإنجاب من شريك ذكي.
لكن وادي السيليكون، حتى هذه الأساليب التقليدية قد تكون باهظة التكلفة، إذ يستعين مديرو شركات التكنولوجيا بمحترفين للعثور على شركاء أذكياء.
وتقول خبيرة التوفيق بين الأزواج جينفير دونيلي، إن عملاءها يفكرون في نسلهم المستقبلي، فهم لا يبحثون عن الحب فقط، بل يهتمون أيضًا بالجينات، والتحصيل التعليمي، وبناء إرث عائلي.
المزيد من العباقرة
أشارت الصحيفة إلى أن أغرب الدوافع لإنجاب أطفال أكثر ذكاءً تتبناه مجموعة لامعة من علماء الحاسوب في بيركلي تُعرف باسم "العقلانيين"، يخشون أن يشكّل الذكاء الاصطناعي خطرًا وجوديًا على البشرية.
وقال ستيفن سو، الشريك المؤسس لشركة "جينوميك بريدكشن": "يعتقدون أن إحدى الطرق الممكنة لجعل الذكاء الاصطناعي آمنًا هي أن يقوم بتطويره بشر أكثر ذكاءً. وبعض هؤلاء ملتزمون ببرنامج طويل الأمد لتحسين النسل، يهدف إلى إنجاب بشر أكثر ذكاءً، ليكونوا هم من يجعل الذكاء الاصطناعي آمنًا".
ويقول عالم الرياضيات بينسون تيلسن إنه يسعى لتمكين الآباء من اتخاذ قرارات جينية، بما في ذلك زيادة الذكاء المتوقع لأطفالهم، وهو مشروع مختلف عن برامج تحسين النسل الحكومية السابقة.
ويعتقد تيلسن أن الأذكياء قد يجعلون الذكاء الاصطناعي أكثر توافقًا مع القيم الإنسانية أو يكبحون جماح تطوره، بالتالي يمكن إحداث التأثير المطلوب عبر زيادة عدد العباقرة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الأجنة الذكاء الذكاء الأجنة وادي السيلكون سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی وادی السیلیکون معدل الذکاء
إقرأ أيضاً:
الأنبا ميخائيل يدشن أواني مذبح بكنيسة العذراء بوادي حوف
صلى نيافة الأنبا ميخائيل أسقف حلوان والمعصرة وتوابعها، القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء مريم بوادي حوف، بمشاركة كهنة الكنيسة والشمامسة والخدام والشعب.
الوزنات والمسؤوليةوخلال صلوات القداس، دشن نيافته بعض أواني المذبح، وألقى عظة بعنوان “الوزنات والمسؤولية”.
عقب القداس، تفقد حضانة الكنيسة والتقى بالأطفال في جو من الأبوة والمحبة.
وفي سياق آخر ، صلى نيافة الأنبا بقطر أسقف ديرمواس ودلجا، القداس اللهي بكنيسة القديس العظيم موسى النبي بالعمارية الشرقية.
وخلال صلوات القداس، دشن نيافته مجموعة من أواني الخدمة، كما أتم عقب صلوات الصلح طقس سيامة ١٥ شماسًا في رتبة الإبصالتس(مرتل).
وعقب القداس الإلهي، افتقد نيافته عددًا كبيرًا من الأسر في منازلهم.