كيف غير العفو الرئاسي مسار حياة علي حسين مهدي
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
في مساء الثلاثين من يونيو 2025، دوّى خبر إدراج اسم الناشط السياسي علي حسين مهدي في قائمة العفو الرئاسي الصادرة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كإحدى أكثر اللحظات إثارة في مسيرته الشخصية والسياسية.
فبعد حكم نهائي بالسجن المؤبد قضى على إثره نحو عام داخل أحد مراكز الاحتجاز، كان مهدي يرى أن فرصة الإفراج عنه شبه معدومة، لكنه قرر بدافع من "الأمل الأخير" تقديم طلب رسمي للعفو، لتتحول لحظة الإخطار بقبول طلبه إلى ما وصفه بـ"المعجزة".
برنامج العفو الرئاسي في مصر... خلفيات وأبعاد
العفو الرئاسي في مصر ليس حدثاً طارئاً، بل مسار قانوني ودستوري يسمح لرئيس الجمهورية، استناداً إلى المادة 155 من الدستور، بإصدار قرارات بالعفو عن العقوبة أو تخفيفها.
وتكثفت وتيرة هذه القرارات خلال السنوات الأخيرة، خاصة في المناسبات الوطنية كعيد الفطر، 30 يونيو، وذكرى انتصارات أكتوبر، حيث شملت القوائم مئات المحكوم عليهم في قضايا متنوعة، مع تزايد الاهتمام بحالات الشباب والنشطاء السياسيين ضمن إطار ما يعرف بـ"اللجنة العليا للعفو الرئاسي".
من خيبة الخارج إلى احتضان الداخل
في بث مباشر على صفحته بـ"فيسبوك"، أقر مهدي بأن التجربة غيرت رؤيته للعالم من حوله.
فقد كان يعتقد أن منظمات حقوقية دولية وبعض دوائر صنع القرار في الغرب — بما فيها أعضاء في الكونجرس الأمريكي ستمد له يد العون، لكنه اكتشف على حد قوله أن كثيرين تراجعوا عن دعمه خشية فقدان امتيازاتهم أو إثارة حفيظة أطراف نافذة. ويضيف بأسى: "عندما اختبرتهم، اكتشفت أن الشعارات الجميلة تسقط عند أول اختبار حقيقي".
التجربة القاسية ودروسها
أحداث 7 أكتوبر وما تبعها من توترات إقليمية، ألقت بظلالها على مسار قضيته، بحسب مهدي، ودفعت بعض الجهات الخارجية إلى إعادة ترتيب أولوياتها على حساب ملفات حقوق الإنسان.
هذا الواقع، كما يراه، أكد له أن "الملاذ الأخير هو الداخل"، وأن المساندة الحقيقية جاءت من أصدقاء ومقربين مصريين ظلوا على العهد حتى صدور القرار.
انتقادات لاذعة للبروباجندا الأمريكية
لم يتردد مهدي في انتقاد ما وصفه بـ"آلة الدعاية الأمريكية" التي وفق تعبيره تعمل على تشويه الحقائق، مؤكداً أن الوعي الشعبي المصري بات أكثر حصانة أمام الرسائل الإعلامية المضللة، وأن محاولات التأثير الخارجي لم تعد تلقى الصدى السابق.
العفو الرئاسي... سياسة توازن بين الأمن والسياسة
قرار العفو عن شخصيات ذات خلفية سياسية يعد رسالة مزدوجة، فهو من ناحية يعكس رغبة الدولة في احتواء بعض الملفات الخلافية، ومن ناحية أخرى يندرج ضمن أدوات تخفيف الاحتقان السياسي في ظل أزمات إقليمية ودولية متشابكة. ويرى محللون أن الإفراج عن بعض النشطاء يأتي في إطار إستراتيجية توازن بين الحفاظ على الاستقرار الداخلي وإرسال رسائل تهدئة للخارج.
وعود بكشف المستور
وفي ختام حديثه، أطلق مهدي وعداً بإزاحة الستار عن "أسرار ومعلومات صادمة" في الفترة المقبلة، مشيراً إلى أن ما سيكشفه سيعيد على حد قوله فتح ملفات مسكوت عنها، ما ينذر بجدل واسع في الأوساط السياسية والإعلامية.
يذكر أن المهدي كان قد غادر مصر منذ سنوات وعاش في الولايات المتحدة، قبل أن يعود ويواجه اتهامات قضائية، لينتهي الأمر بقرار العفو الرئاسي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي الناشط السياسي على حسين مهدي العفو الرئاسي قائمة العفو الرئاسي الأمل الأخير المهدي كشف المستور أحداث 7 أكتوبر العفو الرئاسی
إقرأ أيضاً: