الذكاء الاصطناعي يحدد بدقة موعد الولادة
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
نشرت شركة Ultrasound AI، التي تُطوّر تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتصوير الطبي، نتائج دراستها (الذكاء الاصطناعي في الموجات فوق الصوتية خلال فترة ما حول الولادة) في مجلة "طب الأم والجنين وحديثي الولادة".
أُجريت الدراسة بالتعاون مع باحثين في جامعة كنتاكي الأميركية، وهي تُثبت صحة تقنية Ultrasound AI الحصرية التي تُحدد بدقة وقت الولادة باستخدام صور الموجات فوق الصوتية القياسية فقط.
طُوّر برنامج الذكاء الاصطناعي ودُرِّب باستخدام صور الموجات فوق الصوتية مجهولة الهوية من مجموعة من النساء اللواتي أنجبن في جامعة كنتاكي بين عامي 2017 و2021.
وقال روبرت بون، مؤسس ورئيس شركة Ultrasound AI "يُمثل هذا إنجازًا هامًا في مجال طب الأم والجنين، وفي مجال الذكاء الاصطناعي للموجات فوق الصوتية. إن قدرة الذكاء الاصطناعي لدينا على التنبؤ بدقة بتوقيت الولادة، والتعلم والتحسين بمرور الوقت، لها آثار عميقة على كل من الممارسة السريرية والصحة العامة، لا سيما في البيئات التي يُعد فيها الكشف المبكر عن المخاطر أمرًا بالغ الأهمية، وتكون فيها إمكانية الحصول على الرعاية المتخصصة محدودة".
النتائج الرئيسية للدراسة
تحسين التنبؤ بالولادة المبكرة
من خلال إعادة التدريب المستمر، حسّن الذكاء الاصطناعي أداءه في التنبؤ بالولادة المبكرة العفوية. يمكن للذكاء الاصطناعي التعلم بشكل تسلسلي للتنبؤ بشكل أفضل بالولادة المبكرة، مما سيؤدي على الأرجح إلى تطورات إضافية في المستقبل.
دقة عالية في توقيت الولادة
حقق الذكاء الاصطناعي قيمة (مقياس دقة) قدرها 0.95 للولادات الكاملة و0.92 لجميع الولادات، مما أدى إلى التنبؤ بدقة بعدد الأيام المتبقية حتى الولادة بالاعتماد فقط على الموجات فوق الصوتية.
صور فعّالة وقابلة للتعميم
حللت الدراسة أكثر من مليوني صورة بالموجات فوق الصوتية لآلاف المرضى، مما عزز إمكانية تطبيقها على نطاق واسع. كان أداء الذكاء الاصطناعي متسقًا في جميع مراحل الحمل والتركيبة السكانية للمرضى.
مستقل عن عوامل الخطر
بخلاف أدوات تقييم مخاطر الولادة المبكرة التقليدية، يُجري الذكاء الاصطناعي تنبؤات دون الاعتماد على القياسات السريرية، أو تاريخ الأم، أو مدخلات المُشغّل، مما يجعله مثاليًا للبيئات ذات الموارد العالية والمحدودة.
التعلم المستمر
يستخدم نموذج Ultrasound AI مزيجًا من التعلم الخاضع للإشراف وغير الخاضع للإشراف، ويتطور مع كل دورة إعادة تدريب وكل صورة جديدة يُحللها.
إحداث نقلة نوعية في رعاية التوليد
تُعدّ الولادة المبكرة السبب الرئيسي لوفيات حديثي الولادة عالميًا. ومع ذلك، لا يزال التنبؤ بها يُمثل تحديًا مستمرًا. تُتيح تقنية Ultrasound AI قفزة نوعية مُحتملة: من خلال الاستفادة من سير عمل الموجات فوق الصوتية الحالية وعدم الحاجة إلى مدخلات إضافية، تُوفر دعمًا قابلًا للتطوير وسهل الاستخدام للأطباء، ويمكن تطبيقه في أي مكان يتوفر فيه التصوير بالموجات فوق الصوتية.
يقول الدكتور جون م. أوبراين، مدير قسم طب الأم والجنين في جامعة كنتاكي، الذي قاد هذا العمل "يساعدنا الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بموعد الولادة، مما نعتقد أنه سيؤدي إلى تنبؤ أفضل لمساعدة الأمهات في جميع أنحاء العالم، وتوفير فهم أعمق لأسباب ولادة الأطفال الأصغر حجمًا في وقت مبكر جدًا. سيوفر الذكاء الاصطناعي، في نهاية المطاف، رؤى أعمق حول كيفية استهداف ومنع نتائج الحمل السلبية. يُعد هذا العمل خطوة أولى مهمة في بداية تقدم تكنولوجي كبير في مجال طب التوليد".
مصطفى أوفى (أبوظبي) أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الموجات فوق الصوتیة الذکاء الاصطناعی الولادة المبکرة
إقرأ أيضاً:
حزب الذكاء الاصطناعي … رؤية لمستقبل الدولة بلا مجاملات او واسطات
صراحة نيوز- أ.د. أحمد منصور الخصاونة
مع اقتراب موعد افتتاح جلسات مجلس النواب، تتكاثر مشاهد التكتلات الحزبية، وولائم الدعوات والعزايم، واللقاءات البروتوكولية والمجاملات التي يتبادل فيها الساسة الابتسامات أمام الكاميرات، التي تطغى أحيانًا على جوهر العمل السياسي، فيما تُدار المداولات خلف الكواليس بروح الاصطفاف والتنسيق الشخصي أكثر من روح التخطيط الوطني الجاد. وفي خضم هذا المشهد المألوف، تتولد لدي فكرة قد يعتبرها البعض ضربًا من الخيال، لكنها برأيي رؤية مستقبلية قابلة للتحقق: إنشاء حزب سياسي كامل يُدار بالذكاء الاصطناعي، بلا موظفين، بلا أمانة عامة، وبالتأكيد بلا عزايم او ولائم أو مصافحات شكلية.
هذا الحزب لن يكون نتاج مزاجات شخصية أو توازنات عشائرية او اقليمية او مناطقية، أو حسابات انتخابية آنية، بل سيكون نتاج منظومة معرفية متكاملة تُغذّى بجميع القوانين والأنظمة والتعليمات والمراسيم، إضافة إلى أرشيف شامل للمواقف السياسية والتشريعية للنواب والحكومات منذ تأسيس الدولة وحتى اللحظة الراهنة. سيتولى الذكاء الاصطناعي تحليل النصوص، وفك شفرات التصريحات، وقراءة النوايا من بين السطور، وتحليل تعابير الوجة، وحركات الايدي، ليضع أمامنا صورة واقعية ودقيقة للمشهد السياسي، بعيدًا عن الضبابية والمجاملة.
وسيكون الحزب قادرًا على التقاط نبض المزاج السياسي والاقتصادي والاستثماري، واقتراح المسارات الأكثر فاعلية للخروج من أزماتنا المتلاحقة، سواء في مجال المياه أو الطاقة أو النقل أو الأمن الغذائي او الاقتصاد او التعليم والاستثمار. كما سيكون مؤهلاً للتعامل بحرفية مع الإقليم الملتهب،واقتراح ردات فعل تتنتاسب مع المواقف، وابتكار حلول لمشاكلنا الداخلية دون الارتهان للضغوط الخارجية أو الانحياز بمنأى عن الاصطفافات الضيقة وشراء المواقف.
الأهم أن هذا الحزب لن يعرف الاصطفافات الشخصية أو شراء المواقف، وسيكون قادراً على فهم مواقف الشعب والنواب على حد سواء، واضعًا العدالة الاجتماعية في مقدمة أولوياته، وساعيًا لتكريس الشفافية في جميع الآليات من التعيين واتخاذ القرار، الى توزيع موارد الدولة بعدالة. لن يتلون بالوسطية الرمادية التي تذيب المواقف في عبارات فضفاضة، بل سيكون حاسماً، واضح الرؤية، محدد الموقف، لأنه – ببساطة – سيعرف النوايا ويستشرف ردود الأفعال.
بل وسيذهب أبعد من ذلك، إذ سيقوم بتصنيف الأخلاق السياسية في الوطن والإقليم على حد سواء، واضعًا أمامه سجلًا تاريخيًا شاملًا لكل موقف وتصريح وتحرك، ليفرز المشهد السياسي فرزًا دقيقًا لا يخضع للعواطف ولا للضغوط. سيحلل السلوك السياسي في ضوء المعطيات التاريخية والجيوسياسية، مستندًا إلى وقائع موثقة لا إلى روايات متناقلة، ليضع معايير صارمة تحدد بوضوح من هو المواطن المخلص والنائب والمسؤول الصادق في التزامه، ومن هو الخصم حتى وإن ارتدى ثوب المجاملة، ومن هو المنتمي بفكره وضميره للوطن، ومن هو المتنفع الذي يرى الكرسي وطن ويتقن فن تغيير المواقف تبعًا لمصالحه.وسيتجاوز ذلك إلى تحليل مواقف الدول، فيرصد من هي الدولة التي تدعمنا فعلًا وتضع مصلحتنا ضمن حساباتها الاستراتيجية، ومن هي الدولة التي لا تتمنى لنا الزوال، بل ترى في استقرارنا ركيزة لاستقرار المنطقة، فيميز بين الشراكات الصادقة والتحالفات الشكلية.
وسيكون هذا التصنيف ديناميكيًا يتجدد مع كل حدث ومستجد، بحيث لا يُترك أي مجال للتلون أو التخفي وراء الشعارات. فالأرقام والبيانات لا تجامل، والحقائق لا تتغير لمجرد تبدل المقاعد أو الألقاب. وبهذه الآلية، سيتمكن الحزب من تقييم التحالفات بدقة متناهية، ورصد المخاطر قبل أن تتحول إلى أزمات، ووضع خطط للتعامل معها بموضوعية كاملة، تحصّن القرار الوطني من الاندفاعات العاطفية أو الحسابات الضيقة. ومع تطور التكنولوجيا، قد نصل إلى اليوم الذي يُسمح فيه للروبوتات بالانضمام إلى هذا الحزب، لتصبح العملية السياسية مزيجًا من الإبداع الإنساني والدقة الرقمية، بعيدًا عن التناقضات التي تُثقل واقعنا السياسي. سيكون لدينا عندها حزب بلا مصالح شخصية، وبلا ولاءات ضيقة، يضع المصلحة العليا فوق أي اعتبار، ويصنع قراراته بناءً على التحليل والبيانات لا على المزاج والهوى.
إنها دعوة لتخيل مستقبل سياسي تتحرر فيه مؤسسات العمل العام من قيود المجاملة، وتنطلق من معايير الكفاءة والشفافية، حيث تدار شؤون الدولة بعقل واعي وحسابات دقيقة، لا تضع في ميزان القرار إلا مصلحة الوطن العليا. مستقبل تُبنى فيه السياسات على البيانات والتحليل العميق، لا على الانطباعات العابرة أو الحسابات الضيقة، ويكون هدفها الأول والأخير هو خدمة الوطن والمواطن.
وفي عالم يتغير بسرعة هائلة، وتتشابك فيه المصالح وتتعاظم التحديات، قد يكون هذا الحزب هو طوق النجاة الذي يعيد للسياسة معناها النبيل، وللاقتصاد دوره الحقيقي في تحقيق التنمية المستدامة، ولخدمة الوطن والمواطن جوهرها الأصيل. حزب يملك الجرأة على كسر الحلقة المفرغة من الأزمات، ويمنحنا فرصة واقعية للخروج من دوامة الإخفاقات في جميع مجالاتنا نحو أفق أوسع من الأمل، وأرض أكثر استقرارًا، وحاضر يُبنى على أسس علمية، ومستقبل يتشكل بإرادة واعية.
إنه حلم سياسي جديد، لكنّه ليس مستحيلاً … فالتاريخ نفسه يثبت أن الأفكار الجريئة هي التي تصنع التحولات الكبرى، وأن من يملك الرؤية والوسيلة قادر على أن يغيّر مجرى الأحداث، ويكتب فصلاً مختلفًا من حكاية الوطن.