أغلق عدد من الجنود التابعين لمليشيا الحوثي مبنى مكتب الأوقاف في محافظة إب، للمطالبة بصرف المرتبات المقطوعة منذ ثمانية أشهر.

وقال مصدر محلي، إن عشرات الجنود من ما تسمى قوات "النجدة" الذين يعملون حراسة في مبنى مكتب الأوقاف قاموا بإغلاقه احتجاجًا على عدم صرف مرتباتهم منذ ثمانية أشهر وما وصفوه بـ"التجاهل المتعمد" من قيادات المكتب وقيادة السلطة المحلية بالمحافظة.

وأضاف المصدر إن الجنود أمهلوا قيادة مكتب الأوقاف والسلطة المحلية حتى السبت لتنفيذ مطالبهم المتمثلة بـ"صرف المرتبات وانتظامها".

يأتي ذلك مع تسلم قيادات وعناصر المليشيا بمكتب الأوقاف بمحافظة إب لرواتبهم بشكل دوري مع عجزه عن تسديد رسوم الكهرباء في ظل نهب قيادات المليشيا لايراداته المهولة.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: مکتب الأوقاف

إقرأ أيضاً:

د.هبة عيد تكتب: كيف تصنعنا الأرواح حين نتلاقى

الأرواح جنودٌ مجندة؛ ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

حكمة قديمة، لكنها تُشبه بوابة ندخل منها إلى عالم خفيّ لا بملامحه الغيبية، بل بأبعاده الإنسانية العميقة… عالمٍ يصوغ ملامحنا من جديد كلما التقت أرواحنا بأرواح أخرى تعكس فينا ما لا نراه.

في لحظات نادرة، نلتقي أشخاصًا يلامسون في داخلنا شيئًا كانت السنوات قد مرّت عليه دون أن توقظه. لا نعرف كيف يحدث هذا القرب المفاجئ، ولا لماذا نشعر بأننا "نعرفهم" منذ زمنٍ لا نملكه. إنه توافق خفي، تفسّره الروح بلغة لا يجيدها العقل، ويترجمه القلب على شكل طمأنينة شفافة تُشبه العودة إلى بيت لم نعشه، لكننا نتذكّره.

هذه الألفة ليست مصادفة؛ إنها نتيجة تشابهٍ عميق في البنية النفسية… نسق داخلي يتكوّن من جروح قديمة، ورغبات مكتومة، وطباع ترتّبت عبر السنين.

فعلم النفس يخبرنا أن الإنسان ينجذب لمن يشبه إيقاعه الداخلي، لمن تكمل ملامحه ما ينقصه أو تهدّئ ما يضطرب بداخله. لذا، نجد أنفسنا نرتاح لشخص ما قبل أن نعرفه، ونبتعد عن آخر رغم لطفه. فالروح ترى ما هو أبعد من السلوك… ترى ما وراءه.

وفي المقابل، هناك أرواح تمرّ من أمامنا دون أن تترك أثرًا، أو ربما تترك ثقلًا لا ينسجم مع خطواتنا. هؤلاء ليسوا أعداء، بل صفحات تُعلّمنا معنى الحدود، وتذكّرنا بأن الاختلاف جزء من حكمة الوجود. فكما تُشرق الشمس على كل شيء، لا تملك كل الأشياء القدرة على استقبال الضوء بنفس الطريقة.

وبين الألفة والاختلاف، نصنع نحن.
تكبر التجربة داخلنا، وتتكوّن طبقة جديدة من الفهم.
نتعلم من القريبين كيف يكون الدفء، وكيف تستطيع كلمة واحدة أن تعيد ترتيب عمرٍ كامل.
ونتعلم من البعيدين معنى الثبات، وكيف نحمي مساحتنا، وكيف نرى أنفسنا بصدق أكبر.

كل لقاء روحاني عميق يصنع فينا شيئًا:
من يُشبهنا يزرع الطمأنينة.
ومن يختلف عنا يزرع الحكمة.
ومن يمرّ سريعًا يترك في الهواء درسًا صغيرًا بالكاد نلتقطه في لحظته… لكنه يعود إلينا حين نحتاجه.

وهكذا نمضي في الحياة، لا نصادف أحدًا عبثًا. كل اقتراب رسالة، وكل ابتعاد حماية، وكل انسجام باب مفتوح على ذاتٍ كانت تبحث عن نفسها.

فالأرواح لا تدخل حياتنا عبثًا، ولا تغادرنا بلا أثر؛ بل تُهذّب ما في داخلنا، وتعيد تشكيل الطرق التي نسير بها، وتعلّمنا كيف يصبح الإنسان أكثر اتزانًا، أعمق فهمًا، وأرقّ حسًا.

وفي النهاية…
تظل الأرواح جنودًا مجندة،
تتآلف حين تتعارف،
وتختلف حين تتناكر،
وتنسج من خيوط اللقاء شكلًا جديدًا منّا…
كأنها تُعيد تشكيل الإنسان في كل مرة نصادف فيها قلبًا يُشبهنا أو يختلف عنا.

طباعة شارك الأرواح جنودٌ حكمة قديمة عالم خفيّ لحظات نادرة الروح

مقالات مشابهة

  • طوكيو تستدعي السفير الصيني على خلفية قضية تهديد المقاتلات
  • إندونيسيا: تضرر أكثر من 10 آلاف مبنى بسبب الفيضانات
  • ارتفاع عدد جنود الاحتلال المصابين باضطرابات نفسية.. 85 ألف حالة
  • إضراب شامل في الخليل احتجاجا على قتل فلسطينيين
  • موعد صرف آخر مرتبات للعاملين في الدولة خلال 2025 ..تفاصيل
  • تعز.. انفجار عبوة ناسفة جوار مبنى إدارة شرطة الشمايتين
  • د.هبة عيد تكتب: كيف تصنعنا الأرواح حين نتلاقى
  • مظاهرات طلابية في ألمانيا احتجاجا على قانون التجنيد
  • احتجاجاً على مشاركة إسرائيل.. انسحابات جماعية من «يوروفيجن 2026»
  • رسميًا.. موعد صرف مرتبات شهر ديسمبر 2025 بالزيادة الأخيرة