كنا نظن حتى وقت قريب أن أمريكا القوى العظمى فى العالم لا تعرف العشوائية أو الفوضى خاصة فيما يتعلق بصحة البشر–هكذا كنا نظن- لكن يبدو أن الواقع شىء آخر يختلف عن الظن، ويبدو أيضًا أن المواقف والأحداث الأخيرة جاءت كاشفة للكثير من الحقائق التى كانت غائبه وسقطت مع هذه المواقف نظريات وقناعات زائفة استمرت سنوات طويلة.
فى أزمة كورونا التى هددت الحياة على سطح هذا الكوكب أكثر من عام كامل انساق العالم وراء الأمريكان والأوروبيين فى كل شىء.. بدءًا من التشخيص وانتهاءً بقواعد وبروتوكولات العلاج.. واليوم وبعد مرور ما يقرب من 4 سنوات على الأزمة اكتشفنا الوهم والسراب الذى كنا نعيش فيه.. اكتشف العالم أنه وقع ضحية العشوائية والفوضى والوهم والغش من جانب من كنا نظنهم أكبر العلماء فى العالم.. علماء الولايات المتحدة وأوروبا..
هذه الصدمة لم تكن مجرد تخمينات ولا توقعات من جانب معسكر معاد للأمريكان مثلًا.. ولكنها جاءت من خلال اعترافات صادمة للعلماء والمسئولين الأمريكان أنفسهم.
الصدمة جاءت فى أعقاب تصريحات صادمة أدلى بها أنتونى فاوتشى طبيب الأمراض المعدية وكبير المستشارين الطبيين لدى الإدارة الأمريكية خلال عهدى ترمب وبايدن.. هذه التصريحات أثارت الجدل وأذهلت العالم.. فالرجل الذى تخطى الثمانين من عمره ويشغل منصبًا رفيع المستوى فى مجال الأمراض المعدية قال بكل وضوح إن بعض إجراءات التباعد التى تم تطبيقها وقت كورونا لم يكن لها أساس علمى.. وأضاف أن قاعدة التباعد الاجتماعى لمسافة ستة أقدام تم اختلاقها وإنها كانت قرار تجريبى لا يستند إلى أى بيانات، مضيفًا أن تلك القاعدة لم تسهم كثيرًا فى إبطاء انتشار الفيروس.
بكل هذه البساطة وقف فاوتشى أمام اللجنة الفرعية المعنية بجائحة فيروس كورونا بمجلس النواب الأمريكى ليعلن تفاصيل مذهلة تكشف حجم الكارثة ويؤكد أن الولايات المتحدة قادت العالم فى هذه الأزمة بعشوائية غير مسبوقة لا تستند إلى أى أساس علمى..
الغريب أن هذا الاجتماع كان فى يناير الماضى، إلا أن الجمهوريين لم ينشروه إلا مؤخرًا وهو ما يعنى أنهم كانوا فى انتظار موافقات جهات عليا على النشر وهذه قضية أخرى.
تصريحات فاوتشى لم تتوقف عند هذا الحد بل قال أيضًا إن إخفاء الأطفال خلال الأزمة ومنعهم من الدراسة وغلق المدارس لم يكن يستند إلى أى دراسات أو أسس علمية.
لم يتوقف الأمر عند هذه التصريحات.. ولكن ما كشفته لجان تقصى الحقائق كان كارثى، حيث تم الكشف عن رسائل بريد إلكترونى تشير إلى أن مساعدى الدكتور فاوتشى السابقين كانوا يحاولون التهرب من قوانين السجلات العامة فى وكالة الأبحاث الطبية التى أدارها لمدة 38 عامًا حتى تقاعده فى ديسمبر 2022.. بل إن فاوتشى نفسه الذى أمضى أكثر من 50 عامًا فى الخدمة الحكومية وقدم المشورة لرؤساء كلا الحزبين الجمهورى والديمقراطى بشأن تفشى الأمراض المعدية مثل الإيدز والإيبولا والجمرة الخبيثة والانفلونزا، قلل من أهمية الأقنعة لعامة الناس ساعيًا إلى الحفاظ عليها للعاملين فى المجال الطبى.. لكنه شجع بعد ذلك على استخدام الأقنعة مما يؤكد أنه كان متقلبًا ولم يستند إلى أى قواعد أو أسس علمية فى إدارته الأزمة.
هكذا سقطت أمريكا فى أزمة كورونا.. وهكذا خدع علماؤها العالم أجمع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تصريحات فاوتشي رسالة حب أمريكا القوى العظمى صحة البشر والأحداث الأخيرة إلى أى
إقرأ أيضاً:
كورونا يعود من جديد.. موجة جديدة تضرب آسيا وتثير القلق العالمي
تشهد منطقة جنوب شرق آسيا ارتفاعًا ملحوظًا في حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19، خاصة في هونغ كونغ وسنغافورة، وسط تحذيرات من احتمال عودة تفشي الفيروس مع اقتراب فصل الصيف.
في هونغ كونغ، أعلنت السلطات الصحية دخول المدينة موجة جديدة من تفشي الفيروس، حيث شهد معدل الإصابات ارتفاعًا حادًا خلال الأسابيع الماضية. وأظهرت بيانات مركز حماية الصحة ارتفاع نسبة العينات الإيجابية من 1.7% في منتصف مارس إلى 11.4% حاليًا، متجاوزة ذروة أغسطس 2024.
وقال ألبرت أو، رئيس فرع الأمراض المعدية في المركز، إن النشاط الفيروسي في المدينة “مرتفع جدًا” حاليًا، مشيرًا إلى أن نسبة العينات التنفسية التي تثبت إصابتها بالفيروس وصلت إلى أعلى مستوى لها خلال العام، وفق ما نقلته وكالة بلومبيرغ.
أما في سنغافورة، فقد أصدرت وزارة الصحة أول تحديث حول حالات كوفيد منذ نحو عام، كاشفة عن ارتفاع بنسبة 28% في عدد الإصابات التقديرية، ليصل إلى 14,200 حالة خلال الأسبوع المنتهي في 3 مايو، مقارنة بالأسبوع السابق.
وأشارت وزارة الصحة وهيئة الأمراض المعدية إلى أنهما تتابعان عن كثب ارتفاع عدد الإصابات داخل البلاد، موضحتين أن الزيادة لا تعود إلى ظهور سلالات أكثر شدة أو سرعة انتقال، بل إلى تراجع المناعة لدى السكان.
وأفادت الوزارة بارتفاع عدد حالات الدخول إلى المستشفيات بنحو 30%، لكنها أكدت أن الوضع الحالي لا يدعو إلى القلق.
ويعد متحورا LF.7 وNB.1.8، المنحدران من السلالة JN.1، الأكثر انتشارًا في سنغافورة حاليًا، حيث يشكلان أكثر من ثلثي الحالات التي تم تحليلها جينيًا.
يُذكر أن سنغافورة توقفت عن إصدار تحديثات منتظمة عن كوفيد، ولم تعد تنشر الأرقام إلا عند حدوث طفرات ملحوظة في أعداد الإصابات.