نشر كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى ورقة بحثية بعنوان «دراسة دور عوامل التكييف الرئيسية في رسم خرائط الحساسية للفيضانات من خلال أساليب التعليم الآلي» للباحث الرئيس الدكتور خليفة بن محمد الكندي، وزهرة العبرية، مساعدة باحث في كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج بجامعة نزوى.

وقال الدكتور خليفة الكندي: إن التعلم الآلي فرع من فروع الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى تمكين الأنظمة الحاسوبية من استخلاص الأنماط والمعرفة من البيانات بشكل تلقائي، واستخدام هذه الأنماط لاتخاذ القرارات أو تحقيق المهام بكفاءة أفضل، كما أن التعلم الآلي يلعب دورًا مهمًا في دراسة الفيضانات إذ يمكن أن يساعد على التنبؤ بالفيضانات وإدارتها بشكل أفضل، وتجميع البيانات المتعلقة بها.

وأشار إلى أن الدراسة هدفت إلى التحقيق في تأثير متغيرات محددة في رسم الخرائط الاستعدادية للفيضانات وأهميتها في رسم الخرائط بدقة في المناطق المعرضة للفيضانات، وتم اختيار ولاية السويق لتكون منطقة الدراسة في هذا البحث، وتضمنت الدراسة تقييمًا لعوامل رئيسة عدة مؤثرة على الفيضانات وتمكن في الانحناءات والانحدارات والارتفاعات الطوبوغرافية، ومؤشر قوة التيار المائي، والرطوبة الطوبوغرافية، إضافة إلى مؤشر الخشونة الطوبوغرافية ومؤشر الاختلاف الطبيعي للغطاء النباتي، ومناطق التجمع العمراني، كما تم تقييم بعض العوامل المساعدة كالمسافة من مجاري الأودية، والطرقات، وكثافة التصريف، والتركيب الجيولوجي، ونوع التربة، والمعدل السنوي لهطول الأمطار، والتضاريس، وتم استخدام ثلاثة نماذج متطورة من خوارزميات التعلم الآلي لتقييم كفاءة هذه العوامل في رسم خرائط المناطق المعرضة للفيضانات، مشيرًا إلى استخدام ثلاثة مقاييس في هذه الدراسة تكمن في مقياس مساحة المنطقة تحت المنحنى، ومقياس القيمة التنبؤية الإيجابية ومقياس القيمة التنبؤية السلبية لتقييم كفاءة وأداء هذه النماذج في نمذجة ورسم خرائط الفيضانات من خلال عمليتي التدريب والاختبار، وأظهرت نتائج الدراسة النماذج الأفضل في توقع الفيضانات استنادًا إلى المتغيرات المدروسة.

وأوضح أن تحديد المتغيرات المسببة للفيضانات في منطقة الدراسة الأكثر أهمية يعد أمرًا حاسمًا لرسم الخرائط والتنبؤ بدقة بالمناطق المعرضة للفيضانات، وقد كانت لثلاثة متغيرات والتي تكمن في الانحناء والارتفاع والمنحدر وجميعها مرتبطة بالتضاريس في المنطقة، إذ تلعب التضاريس دورًا حاسمًا في احتمالية حدوث الفيضانات أما بالنسبة لتحديد الفيضانات في منطقة الدراسة فكان الانحناء العامل الأكثر أهمية عبر النماذج الثلاثة بنسبة أهمية 100% مما يؤكد على أهميته في رسم الخرائط بدقة للمناطق المعرضة للفيضانات، وعلى الرغم من أن الانحناء تم تحديده كأهم متغير في رسم الخرائط الاستعدادية للفيضانات ففي منطقة الدراسة تم تحديد الارتفاع كعامل ذي أهمية كبيرة أيضًا إذ يؤثر الارتفاع في توجيه وسرعة تدفق المياه وهو عامل رئيس في رسم الخرائط الاستعدادية للفيضانات، وبعد القرب من مجاري الأودية والهطول المطري من العوامل المسببة للفيضانات التي تتطلب إدارة متكاملة، وإحدى أهم النتائج توضح أن العديد من المناطق في الأجزاء الجنوبية والوسطى والشرقية والغربية من ولاية السويق تقع ضمن مناطق ذات تصنيف عالٍ وعالٍ جدًا لخطر الفيضانات، كما أن وسط ولاية السويق من ضمن الأماكن الأكثر عرضة لخطر الفيضانات لوقوعه بين الجبال والبحر.

وأكد أن الدراسة خرجت بالعديد من المقترحات والتوصيات للحد من خطر الفيضانات في ولاية السويق، منها بناء البنية الأساسية الوقائية مثل: مصدات الفيضانات والسدود والحواجز، وتعزيز الحماية الساحلية بالإضافة إلى تحسين أنظمة التصريف التي يمكن من خلالها توجيه الجريان الزائد بشكل أفضل، كما أن إدارة استخدام الأراضي والتخطيط السليم والحلول البيئية الخضراء مثل: الأرصفة المسامية وأسطح الأبنية الخضراء، وأنظمة الإنذار المبكر والحملات التثقيفية العامة لها دور مهم في مساعدة سكان السويق في التنبيه والتوعية من خطر الفيضانات المحتملة، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية أنفسهم وممتلكاتهم كما أن استمرارية مثل هذه الأبحاث تدعم الجهات والمؤسسات المعنية ومتخذي القرار.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: منطقة الدراسة ولایة السویق کما أن

إقرأ أيضاً:

التوازن بين الذكاء الاصطناعي والنزاهة الأكاديمية

#التوازن بين #الذكاء_الاصطناعي و #النزاهة_الأكاديمية… من السياسات التفاعلية إلى الحوكمة الاستباقية

الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم

يشهد العالم الأكاديمي في المنطقة العربية تحولاً نوعياً عميقاً مع تسارع دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى مجالات البحث والنشر والتعليم، وهو تحول يفرض على الجامعات والمراكز البحثية إعادة النظر في أدواتها ومنهجياتها ومعاييرها الأخلاقية. وقد شكّلت حلقة النقاش “التوازن بين الذكاء الاصطناعي والنزاهة في منظومة البحث العلمي المعاصرة”، التي عُقدت ضمن فعاليات منتدى QS العربي 2025 في مسقط – سلطنة عُمان، محطة فكرية مهمة لتبادل الرؤى حول كيفية توظيف هذه التقنيات في خدمة جودة البحث العلمي دون الإخلال بمبادئ النزاهة الأكاديمية التي تُعد أساس الثقة في المعرفة.

يُعدّ الذكاء الاصطناعي اليوم أحد أبرز المحركات التي تعيد رسم خريطة البحث العلمي العالمي. فهو يسرّع التحليل، ويرفع دقة النتائج، ويتيح الوصول إلى كمّ هائل من البيانات في وقت قياسي. غير أن هذه القوة التحليلية غير المسبوقة تثير في المقابل تساؤلات أخلاقية وقانونية معقدة، تتعلق بالأصالة الفكرية وحقوق الملكية، ومدى موثوقية المخرجات البحثية التي تنتجها الأدوات التوليدية. فغياب الحوكمة المؤسسية يجعل قرارات الاستخدام فردية ومتفاوتة بين جامعة وأخرى، ويزيد من خطر الاعتماد المفرط على التقنيات دون تحقق نقدي أو إشراف علمي دقيق.

مقالات ذات صلة ترمب والوساطة العربية والإسلامية في الميزان ! 2025/10/31

وتبرز هنا مجموعة من التحديات التي تستدعي معالجة جادة، في مقدمتها ضعف التشريعات الداخلية في الجامعات، ما يؤدي إلى تضارب الممارسات البحثية وتفاوت معايير الجودة. يضاف إلى ذلك قصور الوعي البحثي والتقني لدى بعض الأكاديميين والطلبة، مما يجعلهم غير قادرين على التمييز بين المساعدة التحليلية المشروعة والاستخدام غير الأخلاقي للأدوات الذكية. كما يشكّل غياب الشفافية في الإفصاح عن دور الذكاء الاصطناعي في إعداد الأبحاث تحدياً آخر، إلى جانب تأخر تبنّي أنظمة حوكمة رقمية متكاملة تضمن الموازنة بين التقنية والقيم الأكاديمية الأصيلة. هذه التحديات، إن لم تُواجه برؤية مؤسسية واضحة، قد تُضعف ثقة المجتمع العلمي بالمخرجات العربية وتحدّ من قدرتها على المنافسة الدولية.

ومن بين الحلول المقترحة، تبرز أهمية وضع سياسات مؤسسية محددة وواضحة لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في البحث والنشر، وإنشاء وحدات متخصصة داخل الجامعات تُعنى بحوكمة هذه التقنيات ومتابعة تطبيقها. كما يُوصى بدمج مساقات “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي” في برامج الدراسات العليا، وتشجيع الباحثين على الإفصاح الصريح عن استخدامهم للأدوات الذكية في جميع مراحل العمل البحثي. ومن الضروري كذلك الاستفادة من التجارب العالمية في مجال “الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي”، مع تكييف هذه المعايير لتلائم البيئة الثقافية والقيمية للمجتمعات العربية.

إن الذكاء الاصطناعي ليس تهديداً للنزاهة الأكاديمية، بل فرصة لإعادة تعريفها. الجامعات التي تمتلك أنظمة شفافة وتتبنّى ثقافة مؤسسية استباقية قادرة على تحويل هذه التقنيات إلى قوة داعمة للإبداع العلمي. أما الاكتفاء بالتحذير دون تنظيم فسيُبقي الذكاء الاصطناعي منطقة رمادية بين الابتكار والمخاطرة. الطريق نحو التوازن الحقيقي بين الابتكار والنزاهة يبدأ من الاعتراف بأن الذكاء الاصطناعي غيّر طبيعة البحث ذاته، وأن استيعاب هذا التحول بوعي وشفافية سيجعل من الذكاء الاصطناعي رافعةً عربيةً للبحث العلمي، تدفعه نحو مزيد من الأصالة، والمساءلة، والتنافسية العالمية.

مقالات مشابهة

  • دراسة: الأطعمة السريعة الأكثر ضررا للدماغ
  • أمة واحدة.. دم واحد | أستاذ جينات يكشف لـ “صدى البلد” نتيجة دراسة مثيرة: التقارب الجيني بين المصريين يصل 98%
  • التوازن بين الذكاء الاصطناعي والنزاهة الأكاديمية
  • تجربة جديدة: الذكاء الاصطناعي يُساعد الطلاب على التعلم بكفاءة أكبر
  • هكذا تستخدم الذكاء الاصطناعي في العمل لتجنب الهلوسة والأخطاء
  • دراسة ألمانية تكشف المستور عن الحرب على اليمن واهدافها الحقيقية
  • دراسة تدق ناقوس الخطر: واحد من كل ثلاثة طلاب في ضواحي باريس يعاني من انعدام الأمن الغذائي
  • بعد دراسة خطيرة.. ناشطون يؤكدون: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين
  • النوم تحت الأنوار.. كيف يضاعف خطر أمراض القلب بنسبة مذهلة؟
  • دراسة تحذر: ضوء الهاتف أو التلفاز ليلا قد يدمر القلب