«السيرة الهلالية».. حكايات تثري الموروث الشعبي
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
بهدف إحياء الموروث الشعبي، وإثراء المحتوى الإعلامي العربي بإحدى أشهر السير الشعبية في التاريخ العربي، أنتجت «أناسي للإعلام»، سلسلة حلقات بعنوان «السيرة الهلالية وتغريبة بني هلال»، هذه الحلقات تُسلّط الضوء على أشهر حكايات «السيرة الهلالية»، والتي من المقرر أن تعرض قريباً على إحدى المنصات الرقمية.
واقع وأساطير
«السيرة الهلالية وتغريبة بني هلال».. من تقديم الممثل خالد القيش، وإخراج مازن الخيرات، وتتكون من حلقات تستعرض إحدى أشهر السير الشعبية العربية، «السيرة الهلالية»، التي سردت حكاياتها في أكثر من ملیون بیت شعر، وجمعت بین الأحداث الواقعیة والأساطیر، وحملت في طياتها الخيال الشعبي والمبالغة في رسم شخصياتها التي خلدتها حتى يومنا هذا، واشتهرت بالصفات البطولية والشجاعة والفروسية والكرم والأخلاق والشيم العربية.
جاء إنتاج حلقات «السيرة الهلالية» استكمالاً لمجموعة برامج «من ذاكرة الحضارة»، وهي مبادرة ثقافية لإثراء المحتوى العربي، وقد تناولت سيراً وقصصاً من التراث العربي، وصولاً إلى هذه الومضات المشوقة من التغريبة الهلالية.
ثقافة شعبية
وحول توليه إخراج السلسلة، أكد المخرج مازن الخيرات أن السير الشعبية تُعتبر واحدة من أهم مصادر الثقافة الشعبية في الدول العربية، حيث إنها أضفت على الأدب الشعبي لوناً خاصاً يمثل الحياة الاجتماعية والفكرية التي كان يعيشها الإنسان العربي في تلك الحقبة الزمنية.
وقال: تتناول الحلقات التي تسرد في شكل حكايات يرويها خالد القيش، مقتطفات مشوقة من حكايات السيرة الهلالية، بطولاتهم، هجرتهم إلى المغرب العربي، حروبهم، ومواطنهم قبل وبعد التغريبة.
وأعرب الخيرات عن فخره، بأن يعيد إحياء الموروث الشعبي، والعمل على ذاكرة الحضارة العربية، من خلال سلسلة «السيرة الهلالية»، التي هي جزء من مشروع كبير، تتبناه «أناسي للإعلام»، بفكر ورؤى يعززان التفكير ويغذيان الخيال لدى المشاهد بطريقة إبداعية.
ملحمة تاريخية
وأوضح الخيرات أن «السيرة الهلالية» ملحمة طويلة تغطي مرحلة تاريخية كبيرة، نُقشت في الذاكرة العربية وسكنت الوجدان العربي وتناقلتها أجيال وراء أجيال، حيث جسدت هجرة بني هلال في القرن الحادي عشر الميلادي، وهي قبيلة عربية هاجر أغلبها بسبب المجاعة من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وجنوب العراق ثم صعيد مصر، ومنه انتقلت إلى باقي شمال أفريقيا، وبقيت منهم فروع في الجزيرة العربية، وكان الراوي أو الحكواتي ينشد أشعارها على أنغام الربابة، ويروي تفاصيل أخبارها وبطولات فرسانها وشجاعة شخصياتها، منوهاً إلى أنه من «السيرة الهلالية» تتفرع قصص كثيرة مثل قصة الأمير أبو زيد الهلالي وقصص أخته شيحة المشهورة بالدهاء، وسيرة الأمير ذياب بن غانم الهلالي، وقصة مرعي والزناتي خليفة، وغيرها من السير المتراصة التي تشكل في مجموعها ما يعرف بسيرة «بني هلال».
تاريخ مشرف
من جهته، أكد خالد القيش أن تجربته مع «السيرة الهلالية» كمقدم للمرة الأولى، مميزة وفريدة من نوعها، وقال: تاريخنا العربي مشرف، لذلك فلقد سعدت بأن أكون جزءاً من هذا المشروع الثقافي بامتياز، فقد كانت لي العديد من التجارب الدرامية التاريخية في التلفزيون، من خلال مسلسلات «صلاح الدين»، «ربيع قرطبة»، و«ملوك الطوائف»، لكنني أظهر على الشاشة هذه المرة كمقدم، أسرد قصصاً عن «السيرة الهلالية»، التي سيتم عرضها على إحدى المنصات الرقمية لنقل هذه السير إلى الأجيال.
محتوى إبداعي
تسهم أناسي للإعلام، التي تأسست عام 2007 في تطوير الحركة الفنية والثقافية في الدولة، وهي ملتزمة بصنع محتوى إبداعي، وتدعم الشباب الموهوبين في صناعة الأفلام، وقد عُرضت أفلامها في أكثر من 60 مهرجاناً سينمائياً حول العالم، من أبرزها فيلم «حجاب»، و«100عبوة»، و«ناني»، و«نجوم الصحراء» وهو أول فيلم ثلاثي الأبعاد في الشرق الأوسط، و«أثل».
لغة الجسد
عن تعاونه مع خالد القيش، لفت مازن الخيرات إلى أنه ممثل درامي في الأساس، لديه العديد من الأعمال التاريخية الدرامية الناجحة، فكان اختياره هو الأنسب لتقديم السلسلة، لاسيما أنه أعطى بأدائه للحلقات معنى درامياً في السرد من خلال لغة الجسد.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات التراث الموروث الشعبي المحتوى الإعلامي التاريخ السیرة الهلالیة بنی هلال
إقرأ أيضاً:
«إكسبو 2025» يرصد «حكايات البحر» بين المملكة واليابان
قدّم جناح المملكة في إكسبو 2025 أوساكا، فعاليةً بعنوان "حكايات البحر"، جمعت بين حضارتين بحريتين، تفصل بينهما آلاف الأميال، وتوحّدهما روح الغوص، والتراث، والصبر، في عرضٍ حيٍّ يأسر القلوب ويغوص في أعماق التاريخ،
وصَوّرت الفعاليةُ التي أقيمت في مسرح الفناء السعودي بالجناح الجوانبَ المشتركة للذاكرة الشعبية لكلٍّ من المملكة واليابان، وذلك من خلال تسليط الضوء على مهنة الغوص بحثًا عن اللؤلؤ، وما يرافقها من أعمالٍ أخرى مثل عمل "النهّام"، وهو الفنان التقليدي الذي يعمل على ظهر السفينة في تحفيز البحارة من خلال إنشاده للأهازيج الحماسية، لترفع معنويات الطاقم خلال الرحلات البحرية الطويلة، يقابلها في الجانب الياباني "غواصات آما اليابانية"، وهن النساء اللاتي اشتهرن بمهنة البحث في أعماق البحار عن اللؤلؤ، ويتمتعن بقُدراتِ تنفُّسٍ مذهلة، وجميعهم يشتركون في مغامرتهم بأرواحهم من أجل البحث عن كنوز البحار.
وجمعت الفعالية بين الأداء الحي وعروض المحتوى المرئي الذي ينعكس على خمسة جدران بارتفاع 13 مترًا، إذ سلطت الضوء على قصة الغواص السعودي وبحثه عن أكبر لؤلؤة في رحلته الممتدة لأكثر من ستة أشهر بعيدًا فيها عن أرضه وأهله وأحبابه، فيما تأتي المشاركة اليابانية في العرض بتمثيل "غواصات الآما" اللاتي ترافقهن عازفة تشيللو ومغنيان، في صورةٍ تُظهر الذاكرة المشتركة بين ثقافتي البلدين البحرية.
كما قدّمت الفعاليةُ تجربًة غامرة للزوار، تمثّلت في منحهم إمكانية التفاعل مع المعروضات والتعرف على الأدوات التقليدية المستخدمة في الغوص، مما يعزز الفهم المتبادل بين الثقافات، ويسهم في تعزيز الحوار الثقافي بين المملكة واليابان.
ولاقت الفعالية تفاعلًا كبيرًا من الحضور الذين أبْدَوْا إعجابهم بهذا التقاطع الثقافي العميق، واستشعروا الروابط الإنسانية التي تجمع الشعوب رغم اختلاف الجغرافيا واللغة.
وتميّز العرض بجماليةٍ بصرية أعادت الحياة لذاكرة البحر في كلا البلدين بطريقةٍ عصرية، من خلال الشاشات الضخمة التي نقلت الزوار إلى أعماق البحار، ترافقهم أهازيج "اليامال" الخليجية ممزوجةً بالموسيقى اليابانية التقليدية، التي أوجدت تجربةً سمعية نادرة جمعت بين الشرق الأقصى وأرض المملكة.
ويُعَدُّ جناح المملكة المشارك في إكسبو 2025 أوساكا ثانيَ أكبر جناحٍ بعد جناح الدولة المضيفة، ويتضمن ما يزيد على 700 فعالية مشتملة على العروض الموسيقية، والمسرحية اليومية، وعروض الأفلام، وفنون الأداء، وسرد القصص.