القديس مويسيس.. رمز العطاء والرهبنة في التراث الأرثوذكسي
تاريخ النشر: 14th, June 2024 GMT
يُصادف اليوم الجمعة 7 بؤونه حسب التقويم القبطي، ذكرى رحيل القديس مويسيس بجبل أخميم، أحد القصص والسير الخالدة في صفحات التاريخ المسيحي ويروي وقائع محفوظة في تراث الكنيسة المصرية.
القديس مويسيس، من أعلام ورموز الكنيسة القبطية والتي عاش في القرن الثامن الميلادي، واشتهر بقدرته على جذب أعداد كبيرة من محبي سماع تعاليم هذا الاب القديس، وحسب المراجع المسيحية، نشأ هذا القديس على حب الطهارة والبتولية منذ نعومة أظافرة وتعلم علوم البيعة، علم من الكنيسة ينظر إلى تنشئة مسيحية سليمة وصحيحة وهذه الكلمة تشير إلى اسم الكنيسة في بادئ الأمر وترمز للمسيح.
ترهب القديس مويسيس في شبابة داخل جبال وادي النطرون التي عرفت قديمًا بـ"برية شيهيت" التي ضمت أعلام الرهبنة في مصر وشهدت على تأسيس الفكر الرهباني على يد القديس الأنبا أنطونيوس أب الرهبان، وكانت منارة هذا الفكر للعالم، عاش هذا القديس تحت مظلة أحد الآباء النساك لمدة ثمانية عشر عامًا سالكًا في طريق الفضيلة والنسك ويتعلم من خلاله مفاهيم وتعاليم متعددة.
كانت لسمعة هذا القديس الفضل في شهرته وذيوع فضيلته، واختارته الكنيسة أسقفًا لأوسيم مركز أمبابه بمحافظة البحيرة، وكانت فترة الأسقفية بمثابة استكمالًا لحياته الرهبانية البرية، بل استمر في ممارسة العبادات المتعلقة بالتجرد واتصف بالتقوى والزهد والبعد عن أسرته ولم يلتقي بهم إلا في يومي السبت والأحد وعرف بغيرته على العقيدة الأرثوذكسية وظل مقيمًا بجوار عين ماء بجبل أخميم.
استقطب هذا القديس العديد من المسيحيين وأصبح لهم أباً ومرشداً لهم، ومن بين تلاميذه القديسان ديوسقورس وأخاه سكلابيوس اللذان استشهدا في مذبحة أخميم المدونة في تاريخ الأقباط بتاريخ 1 طوبه من عام 304م.
وبحسب رواية الكتب المسيحية، حين شعر القديس مويسيس بقرب نياحته، استدعى تلاميذه وباركهم، وأوصاهم بالثبات على الإيمان وحفظ وصايا اسيد المسيح، ثم فاضت روحه وانتقل إلى الأمجاد السماوية كفن وتم دفنه، ولاتزال الكنيسة تعيد إحياء ذكراه سنويًا في مثل هذا اليوم تخليدًا لسيرته وتقديرًا لمكانته الروحية التي تفيض في وجدان الأقباط وتزداد مع مرور الاعوام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكنيسة المصرية التقويم القبطي التاريخ المسيحي هذا القدیس
إقرأ أيضاً:
التطوع في الإمارات.. نهج إنساني وأثر مستدام
دبي (الاتحاد)
تولي دولة الإمارات اهتماماً متزايداً بمنظومة العمل التطوعي بوصفها ركيزة لتعزيز التماسك المجتمعي ودعم مسارات التنمية المستدامة. فقد رسّخت الدولة، منذ تأسيسها، ثقافة العطاء والعمل الإنساني، وطوّرت خلال العقد الأخير بنية مؤسسية مرنة تُحفّز مشاركة الأفراد والجهات في الأعمال التطوعية، ما جعل الإمارات اليوم من أكثر الدول نشاطاً في هذا المجال، بما يعكس المكونات الأساسية في الهوية الوطنية، والتي تبرزها قيم العطاء والخير.
أخبار ذات صلةوتتويجاً لهذه الجهود فقد بلغ إجمالي عدد ساعات التطوع في الإمارات، خلال الفترة بين 2017/2024، أكثر من 14 مليون ساعة تطوعية، فيما يشكل الشباب 60% من إجمالي المتطوعين.
وتتولى وزارة تمكين المجتمع الدور المركزي في تنظيم وتطوير قطاع التطوع، عبر بناء منظومة تشريعية وتقنية شاملة، تسهّل المشاركة، وتضمن جودة المبادرات، وانعكاساً لهذه الرؤية الوطنية الطموحة وتزامناً مع عام المجتمع، أطلقت الوزارة «منظومة التطوع والمشاركة المجتمعية»، والتي تضمنت 4 مبادرات استراتيجية، تستهدف ترسيخ التطوع والعطاء المجتمعي.
وتشمل «الاستراتيجية الوطنية الشاملة للتطوع»، والتي تمثل إطاراً موحداً لترسيخ ثقافة التطوع كقيمة مجتمعية، ومنصة «متطوعي الإمارات 2.0» التي توفر تجربة تفاعلية ومسارات متخصصة لتسهيل الوصول إلى الفرص التطوعية، بالإضافة إلى مبادرة «7 فرص تطوعية في 7 إمارات» التي تمثل فعالية وطنية تهدف إلى تشجيع التطوع التخصصي عبر الإمارات السبع، فضلاً عن مبادرة «في وقتك بركة»، حيث تستهدف ترسيخ ثقافة التطوع في العمل الحكومي الاتحادي، وتحفيز مساهمات الموظفين التطوعية.
العطاء العالمي
وتعمل وزارة تمكين المجتمع بالشراكة مع مؤسسة الإمارات، إلى جانب عدد من الجهات الحكومية، ومؤسسات النفع العام، والقطاع الخاص، لضمان تنفيذ وتحقيق الأثر المنشود من المبادرات، والتي تستهدف الارتقاء بتصنيف دولة الإمارات لتصبح ضمن أفضل 3 دول عالمياً في مؤشر العطاء العالمي، وتوسيع قاعدة المتطوعين لتصل إلى 600 ألف متطوع نشط يساهمون بـ15 مليون ساعة تطوع، فضلاً عن إدماج التطوع في 80% من خطط المؤسسات الحكومية، وتمكين ما لا يقل عن 500 جهة حكومية وخاصة، ومؤسسات نفع عام من إدارة فرصها عبر منصة «متطوعي الإمارات 2.0».
وتواصل الإمارات ترسيخ منظومة تطوعية أكثر احترافية، قائمة على البيانات والتقنيات الحديثة، بهدف رفع معدلات المشاركة وتوجيه الجهود نحو أولويات وطنية مثل الاستدامة، وتمكين الفئات المجتمعية، وتعزيز جاهزية المجتمع في مواجهة الأزمات، وترسيخها بيئة محفزة تُطلق طاقات الأفراد لخدمة مجتمعهم ووطنهم.