فاغنر أم قصف موسكو.. لماذا كثف بوتين من ظهوره في الشارع؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
تخلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن عزلته الشديدة التي اعتاد عليها بسبب جائحة كورونا، وظهر وسط المواطنين في داغستان وسان بطرسبرغ في محاولة على ما يبدو للتعبير عن استمرار شعبيته بين المواطنين على الرغم من التمرد الفاشل لمقاتلي فاغنر والحرب التي تسببت في تعرض العاصمة للقصف.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن ما يحدث يعتبر تغيرا ملحوظا في سلوك الرئيس الروسي الذي كان يبتعد بمسافة طويلة عن ضيوفه، مشيرة إلى الصورة الشهيرة للقاء جمعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث جلس كل منهما على طرف طاولة وبينهما مسافة كبيرة.
والشهر الماضي، سأل أحد الصحفيين بوتين خلال تواصله مع الجمهور في مدينة كرنشتات بسان بطرسبرغ: "ماذا عن العزل الصحي؟"، ليرد الرئيس الروسي: "الناس أهم من العزل الصحي".
بحسب الصحيفة، طالما كره بوتين مثل هذه المشاهد من التواصل مع المواطنين وتقبيل الأطفال التي يمارسها السياسيين الأميركيين خلال الحملات الانتخابية وما شابه، معتبرًا أن هذه أمور "تافهة ومبتذلة"، لكن ربما التمرد الفاشل الذي قاده حليفه السابق يفغيني بريغوجين، تسبب في التحول الحالي.
استعادة الشرعية؟بعد أيام من نهاية التوتر والاتفاق على وقف زحف فاغنر نحو موسكو، سافر بوتين إلى داغستان جنوبي البلاد، ووقف وتفاعل مع الحشود، وكان ذلك لأول مرة من سنوات.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، حينها أن بوتين تصرف عكس كل "التوصيات القوية من الخبراء" وقرر التفاعل مع الحشود لأنه "لا يمكن له رفض تحية هؤلاء الناس".
وقالت الزميلة البارزة في معهد كارنيغي، تاتيانا ستانوفايا، لنيويورك تايمز، إن قرار بوتين بالتواصل مع حشود المواطنين "خيار شخصي" للرئيس الروسي.
وأوضحت أنه كان بمثابة رسالة إلى النخبة الروسية بأنه لا يزال يتمتع بحب المواطنين في البلاد، مضيفة: "تمرد بريغوجين كان أقوى ضربة لشرعية القيادة، ومن أين تأتي هذه الشرعية؟ من الشعب. وبالتالي جاء التقرب من الناس والشعور بالدعم، هذا هو نوع الاحتياج الذي يظهر في أعقاب تمرد".
أما الباحث السياسي ورئيس وكالة التنمية الدولية في روسيا، تيمور دويدار، يرى أن مسألة الترويج لبوتين مسألة مستمرة ومتواصلة، ربما فقط ازدادت كثافتها حاليًا فقط مقارنة بالربع الأول من العام الحالي أو نهاية العام الماضي.
وأوضح أن الشعب الروسي "نسى بأمر التمرد"، وبدأ المواطنون يفكرون في المشاكل الاقتصادية التي تواجههم في الوقت الحالي في ظل التضخم وغيره.
وتابع: "على مدار كل سنين حكم بوتين يتم الترويج له وليس لأحد آخر.. كافة وسائل الإعلام الرسمية والموالية مسخرة للحفاظ على شعبية الرئيس".
الانتخابات وقصف موسكوأما سام غرين، من مركز تحليل السياسة الأوروبية في واشنطن، فيرى أن هذا الظهور وسط الجمهور مرتبط بالانتخابات التي ستشهدها روسيا العام المقبل.
وقال لصحيفة نيويورك تايمز، إن بوتين يكثف نشاطه مع العامة خلال هذه الفترة واضعًا نصب عينيه الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل، والتي لم يعلن بوتين رسميًا عن خوضها.
وتواصل تفاعل بوتين مع المواطنين في المناسبات العامة منذ ذلك الحين، وظهر الأربعاء أمام أرامل جنود لقوا مصرعهم خلال الحرب ومسح بيده على رأس ابنة أحد الجنود وربت على كتف الابن الواقف بجوارها.
فيما أشار دويدار إلى أن الكثافة والظهور الحالي ربما سببه الأهم هي "الضربات التي طالت وسط موسكو"، في محاولات لطمأنة المواطنين.
وتعرضت موسكو، الاثنين، لقصف بطائرات مسيرة حيث قال رئيس بلدية العاصمة، سيرغي سوبيانين، إن وحدات روسية مضادة للطائرات أسقطت عددا من الطائرات المسيرة، لكن إحدى الطائرات ضربت مرة أخرى مبنى شاهقا كان قد استهدف في وقت سابق هذا الأسبوع.
وكتب سوبيانين على تطبيق تيليغرام "أسقطت عدة طائرات مسيرة كانت تحاول الطيران إلى موسكو بنيران مضادة للطائرات"، وفقا لرويترز.
وأضاف "وصلت واحدة من هذه الطائرات إلى نفس البرج في مجمع موسكفا سيتي والذي أصيب في السابق"، مؤكدا أن الواجهة في الطابق الحادي والعشرين، تضررت، وتحطم الزجاج على مساحة تزيد عن 150 مترا مربعا".
وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس"، آنذاك، أن مطار فنوكوفو الدولي في موسكو أُغلق لفترة وجيزة.
جائت الهجمات غداة تصريحات للمتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي لشبكة "سي أن أن"، قال فيها إن الولايات المتحدة لا تشجع شن هجمات داخل روسيا أو تسهل القيام بذلك.
وكانت طائرات مسيرة وصلت إلى وسط موسكو خلال الأشهر القليلة الماضية.
ولم تقع أي أضرار جسيمة أو خسائر في الأرواح خلال تلك الهجمات، لكن مسؤولا أوكرانيا كبيرا قال في تصريحات سابقة إن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من هذه الهجمات، وفقا لرويترز.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
عشاء الكبار في موسكو.. الرئيس السيسي يلبي دعوة بوتين بمناسبة عيد النصر
وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى العاصمة الروسية موسكو، للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ80 للنصر على النازية في التاسع من مايو، وذلك تلبيةً لدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
الرئيس السيسي يشارك في احتفالات عيد النصر الروسيومن المقرر أن يشارك في الفعاليات الرسمية التي تُقام بهذه المناسبة التاريخية، إلى جانب عدد من قادة وزعماء العالم.
وتأتي مشاركة الرئيس في هذه المناسبة تعبيرًا عن تقدير مصر لتضحيات الشعوب في سبيل تحقيق السلام العالمي، وتأكيدًا على دورها الفاعل في دعم الأمن والاستقرار الدوليين.
كان قد غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، العاصمة اليونانية أثينا بسلامة الله، في ختام زيارة رسمية إلى جمهورية اليونان، أجرى خلالها مباحثات مهمة مع كبار المسؤولين، تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي وتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
احتفالات عيد النصر الروسيأعلن الكرملين، أن 29 زعيمًا أجنبيًا، من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دي سيلفا، سيحضرون العرض العسكري المقرر في 9 مايو (أيار) في "عيد النصر" بالحرب العاليمة الثانية.
وأضاف يوري أوشاكوف، مستشار الرئاسة الروسية، أن قوات من 13 دولة، من بينها الصين ومصر وميانمار، ستشارك في العرض العسكري في الساحة الحمراء في الذكرى الـ80 للانتصار على ألمانيا النازية.
وأوضح مساعد الرئيس الروسي أن القادة الذين سيحضرون الاحتفال هم من أذربيجان، وأرمينيا، وبيلاروسيا، وكازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان، وأبخازيا، والبوسنة والهرسك، والبرازيل، وبوركينا فاسو، وفنزويلا، وفيتنام، وغينيا بيساو، ومصر، وزيمبابوي، والصين، والكونغو، وكوبا، ولاوس، ومنغوليا، وميانمار، وفلسطين، وصربيا، وسلوفاكيا، وغينيا الاستوائية، وإثيوبيا، وأوسيتيا الجنوبية.
كما أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ سيناقشان في موسكو الخميس الحرب في أوكرانيا والعلاقات الروسية الأمريكية.
وقال أوشاكوف خلال مؤتمر صحافي: "سيتم خلال هذا اللقاء الثنائي مناقشة القضايا الأكثر أهمية: أي الملف الأوكراني والعلاقات الروسية الأمريكية".
كما كشف أوشاكوف أن بوتين سيقوم بزيارة إلى الصين هذا الصيف. وقال أوشاكوف "من المقرر أن يزور رئيسنا جمهورية الصين الشعبية في أواخر أغسطس (آب) وأوائل سبتمبر (أيلول)".