مع أذان مغرب اليوم الجمعة 14 يونيو 2024، الموافق 8 ذي الحجة 1445 هـ، تبدأ ليلة يوم عرفة الموافق التاسع من ذي الحجة، ويتجه حجاج بيت الله الحرام إلى جبل عرفات، يؤدون هذا المنسك العظيم، ويدعون الله عز وجل أن يغفر لهم ويرحمهم ويرزق الخير كله.

ويوم عرفة يوم عظيم، أقسم الله تعالى به، وذلك مصداقًا لقول سيدنا رسول الله ﷺ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ} [البروج: 3] قَالَ: «الشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَالْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ».

وخير دعاء لمن لم يكتب له الله أداء الركن الخامس من أركان الإسلام في هذا العام، هو دعاء النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، حيث ورد عن الإمام عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه قَالَ: أَكْثَرُ دعاءِ سيدنا النبيّ ﷺ يوم عَرَفَةَ فِي الْمَوْقِفِ: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كَالَّذِي نَقُولُ، وَخَيْرًا مِمَّا نَقُولُ، اللَّهُمَّ لَكَ صَلاَتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، وَمَمَاتِي، وَإِلَيْكَ مَآلِي، وَلَكَ رَبِّ تُرَاثِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبر، وَوَسْوَسَةِ الصَّدْرِ، وَشَتَاتِ الأَمر، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَجِيءُ بِهِ الرِّيحُ».

وقد ورد في فضل الدعاء يوم عرفة عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ سيدنا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» رواه الترمذي.

دعاء يوم عرفة

فيوم عرفة يوم عظيم، وهو أفضل أيام السنة، وقال عنه سيدنا رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: ما من يوم أكثر أن يعتق فيه عتقاء من النار من يوم عرفة، ومن فضل اليوم العظيم قبول الدعاء وخاصة الدعاء الوارد عن هذا اليوم.. ومن الأدعية المستحب أن يرددها المسلم هي الآتية:

الحمد لله الذي هدى من الضلالة، وبصر من العماية، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد لله رب العالمين، ملء السماوات والأرض، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

اللهم لا تطو يوم عرفة علينا إلا وقد سترت عوراتنا ومحوت سيئاتنا وغفرت ذنوبنا وقبلت أوباتنا، وفرجت همومنا واستجبت دعواتنا واعطيتنا أمنياتنا وقضيت حاجاتنا وشفيت مرضانا، وأصلحت حالنا وحال أهلنا وأبنائنا وغفرت لموتانا وعتقت رقابنا من النار يا رحيم.

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا.. اللهم إنا نسألك عفوك وودك وحبك وقربك ولذة النظر إلى وجهك الكريم.. اللهم اجمعنا مع الأبرار الصادقين الذين يأخذون بأيدينا إلى ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك، إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، ويسر أمورنا وفرج همومنا واستر عيوبنا وأصلح أحوالنا واغفر لنا ووالدينا وتوفنا وأنت راض عنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك في هذه الليلة المباركة ليوم عرفة المبارك باسمك العظيم الأعظم، الذي إذا دعيت به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وبأسمائك الحسنى كلها ما علمنا منها وما لم نعلم، أن ترفع عنا البلاء والغلاء، وأن تقضي حوائجنا، وتفرج كروبنا، وتغفر ذنوبنا، وتستر عيوبنا، وتتوب علينا، وتعافينا وتعفو عنا، وتصلح أهلينا وذرياتنا، وتحفظنا بعين رعايتك، وتحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وترحمنا برحمتك الواسعة، رحمة تغنينا بها عمن سواك، وأن ترزقنا اللهم نصراً نمحو به بؤسنا، وعزًا نطهّر به غمّنا.

اللهمّ لا تردّنا في هذه الليلة المباركة واليوم المبارك إلّا وقد عزت بذكرك ألسنتنا، وطهّرت من الذّنوب أبداننا، وملأت بالهدى قلوبنا، وشرحت بالإسلام صدورنا، وأقررت برضاك عيوننا، واستخدمت لدينك أرواحنا وألوانها.

اللهم اقسم لي في هذه الليلة المباركة ليوم عرفة المبارك خير ما قسمت، واختم لي في قضائك خير ما ختمت، واختم لي بالسعادة فيما ختمت.. .اللهم افتح لي في هذه الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك و لا تسده عني وارزقني رزقا تغيثني به من رزقك الطيب الحلال.

دعاء يوم عرفة

اللهم ما قسمت في هذه الليلة المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسعة رزق فاجعل لي منه نصيبا، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتنة فاصرفه عني وعن أهلي وبلدي وجميع المسلمين.

اللهم لا تحرمني وأنا أدعوك ولا تخيبني وأنا أرجوك، اللهم أني أسألك يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمن الدنيا يا رحيم الآخرة ارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين.

اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وبك خاصمت إليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت الأول والأخر والظاهر والباطن عليك توكلت أنت رب العرش العظيم.

اللهم اكفنا السوء بما شئت وكيف شئت إنك علي ما تشاء قدير يا نعم المولي ونعم النصير، غفرانك ربنا وإليك المصير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحانك لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك، جل وجهك وعز جاهك يفعل الله ما يشاء بقدرته ويحكم ما يريد بعزته يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام.

اللهمّ اجعل أوّل يومنا هذا فلاحاً، وآخره نجاحاً، وأوسطه صلاحاً، اللهمّ صلّ على سيدنا محمّد وآل سيدنا محمّد، واجعلنا ممّن أناب إليك فقبلته، وتوكّل عليك فكفيته، وتضرّع إليك فرحمته.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيد المرسلين محمد الأمين، وقائد الغر المحجلين، وسيد الشجعان والمجاهدين، من أرسله الله رحمة للعالمين، خاتم النبيين وامام المتقين، من أخذ عن الروح الأمين، ووصفه الله بالخلق العظيم، وبالمؤمنين رؤوف رحيم، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الميامين، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، وبلغ اللهم كل من صلى عليه أفضل تحية وأزكى تسليم، ولكل من قال آمين يا رب العالمين.

اقرأ أيضاًحكم صيام وقفة عرفات لغير الحجاج وأفضل الدعاء

«ما تضيعوش من إيديك».. تعرف على فضل الصيام والدعاء في يوم عرفة (فيديو)

أفضل الدعاء في يوم عرفة وأحب الأعمال

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ادعية النبي ادعية يوم عرفات ادعية يوم عرفة الحج الدعاء في يوم عرفة دعاء دعاء سيدنا محمد دعاء عرفة دعاء يوم عرفة عيد الاضحى عيد الاضحى 2024 وقفة عرفات وقفة عرفات 2024 وقفة عرفة يوم عرفات يوم عرفة فی هذه اللیلة المبارکة یوم عرفة ا الله

إقرأ أيضاً:

دعاء الرحمة والسكينة "اللهم اصلح الحال وارح البال"

الرحمة.. كشف الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن دعاء الرحمة والسكينة، قائلًا: اللهم ازرع في قلوبنا الرحمة والسكينة والطمأنينة ، واصلح الحال وارح البال وأجِب السؤال. اللهم آمين.

أهمية الرحمة في الشريعة الإسلامية:

قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]، وقال سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم: 4]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ مُهْدَاةٌ» رواه الحاكم في "المستدرك".

وكانت الرحمة عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم عامةً شاملةً للعالمين جميعًا؛ لا تختص بعرق دون عرق، ولا بلون على لون، ولا بدين عن دين، بل كانت رحمة لكل البشر، وكان يأمر الناس بذلك، ويجعل دخول الجنة موقوفًا على ذلك:

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا رَحِيمٌ»، قلنا: كلُّنا رحيمٌ يا رسول الله، قال: «لَيْسَتِ الرَّحْمَةُ أَنْ يَرْحَمَ أَحَدُكُمْ خَاصَّتَهُ؛ حَتَّى يَرْحَمَ الْعَامَّةَ، وَيَتَوَجَّعَ لِلْعَامَّةِ» رواه عَبدُ بنُ حُمَيد في "مسنده".

الرحمة:

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَضَعُ اللهُ رَحْمَتَهُ إِلَّا عَلَى رَحِيمٍ»، قلنا: يا رسول الله، فكلُّنا رحيمٌ، قال: «لَيْسَ الَّذِي يَرْحَمُ نَفْسَهُ خَاصَّةً، وَلَكِنِ الَّذِي يَرْحَمُ النَّاسَ عَامَّةً» رواه البيهقي في "شعب الإيمان".

ولم تكن هذه الرحمة مجردَ تعاليم نظرية، أو تطلعاتٍ فلسفيةً؛ بل كانت -كسائر خصاله وأخلاقه صلى الله عليه وآله وسلم- منهجَ حياةٍ يدعو إلى السلام والتسامح، وسيرةً سلوكية حيةً ترسِّخ منظومة القيم، وواقعًا تطبيقيًّا يجسِّد مظاهر التعايش الديني.

وجاء ذلك واضحًا جليًّا في سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفعله الكريم مع صبره على أذى المنافقين وعفوه؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم مَرَّ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلاطٌ مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُشْرِكِينَ عَبَدَةِ الأَوْثَانِ وَاليَهُودِ، وَفِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، وَفِي المَجْلِسِ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ رضي الله عنه، فَسَلَّمَ عَلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمُ القُرْآنَ. متفق عليه.


أهمية الرحمة
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان سهل بن حنيف، وقيس بن سعد رضي الله عنهما قاعدَيْن بالقادسية، فمروا عليهما بجنازة، فقاما، فقيل لهما: إنها من أهل الأرض؛ أي من أهل الذمة، فقالا: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا» متفق عليه.

ومن مظاهر رحمته ومسامحته صلى الله عليه وآله وسلم: أن كل معاركه وغزواته لم تكن اعتداءً، بل كانت لردع العدوان وصد الطغيان، ومما يدل على ذلك: حُسن معاملته للأسرى ورفقه بهم، رغم قتالهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وإرادتهم قتله صلى الله عليه وآله وسلم وقتلَ مَن معه مِن المسلمين؛ فحافظ بذلك على كرامة الإنسان في الحرب كما حافظ عليها في السِّلم، حتى جعل الإسلامُ إطعامَ الأسير من أقرب القربات، الواقية من الشرور والآفات، وذلك امتثالًا لقول الله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ۝ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ۝ إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ۝ فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا﴾ [الإنسان: 8-11].

فلما أطلق النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ثُمامة بن أثال رضي الله عنه وأسلم وحَسُنَ إسلامُه، ثم خرج معتمرًا، فلما قدم مكة، قالوا: أصبوت يا ثمام؟ فقال: لا، ولكني اتبعت خير الدين، دين محمد، ولا والله لا تصل إليكم حبة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم خرج إلى اليمامة، فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئًا، وأخذ الله قريشًا بالقحط والجوع حتى أكلوا الميتة والكلاب، فقال له أبو سفيان: أنشدك الله والرحم! فكتب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليه أن يخلي بينهم وبين الميرة-أي الطَّعامَ من الحبِّ والقوت وما يدخره الإنسان-، ففعل.

مقالات مشابهة

  • دعاء الرحمة والسكينة "اللهم اصلح الحال وارح البال"
  • دعاء التوبة من الذنب المتكرر.. ردده بعد المغرب واغتنم الأجر
  • دعاء الأرق .. لمن لا يستطيع النوم ردد هذه الكلمات النبوية فوراً
  • دعاء لزوجة اخي الحنونة
  • دار الإفتاء توضح دعاء قيام الليل
  • أهم سنن النبي قبل النوم.. اغتنم ثوابها العظيم
  • أفضل دعاء قبل النوم.. 15 آية قرآنية داوم عليها النبي كل ليلة
  • دعاء النبي عند الخوف.. ردده يكفيك الله ويدفع عنك الأذى
  • دعاء الصباح .. ردد أفضل أدعية الرزق وفك الكرب يأتيك الخير من حيث لا تحتسب
  • دعاء النبي ﷺ عند اشتداد مياه المطر