برزت الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، باعتبارها المحفز الرئيسي التالي لسعر عملة البتكوين، مما قد يدفعها إلى 150 ألف دولار بحلول نهاية العام  حال فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، بحسب بنك "ستاندرد تشارترد".

ويأتي ذلك في الوقت الذي أصبحت فيه العملات المشفرة قضية ذات اهتمام متزايد بين الحزبين في واشنطن، بعد إطلاق صناديق بتكوين الأميركية المتداولة في البورصة في بداية العام الجاري 2024.

وبحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، فإن الولايات المتحدة تاريخياً اتخذت موقفاً مناهضاً للعملات المشفرة، لكن المشرعين في الآونة الأخيرة أثاروا تساؤلات حول المدة التي يمكن أو ينبغي أن يستمر فيها هذا الموقف.

وكتب رئيس أبحاث الأصول الرقمية في بنك ستاندرد تشارترد، جيف كندريك، عن عملة البتكوين: "مع اقترابنا من الانتخابات الأميركية، أتوقع الوصول إلى 100 ألف دولار ثم 150 ألف دولار بحلول نهاية العام في حالة فوز ترامب".

وأضاف:

بعد تقرير الوظائف الكبير "سيصبح المحرك الكبير التالي لبيتكوين هو الانتخابات الأميركية. أظهرت إدارة الرئيس جو بايدن أخيراً براغماتية في الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة في ETH، ولكن بعد ذلك استخدم بايدن حق النقض ضد الجهود المبذولة لإلغاء نشرة إرشادات المحاسبة رقم 121 (SAB 121) التي أصدرتها لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

وتشير نشرة SAB 121 إلى السياسة المحاسبية للجنة الأوراق المالية والبورصات التي تدفع البنوك إلى معاملة الأصول الرقمية كالتزامات في دفاترها.

وفي حدث حصري لجمع التبرعات استضافته Craft Ventures في سان فرانسيسكو في 7 يونيو 2024، أظهر ترامب اهتمامه ودعمه لمجال العملات المشفرة، وانتقد بشدة مواقف الحزب الديمقراطي حيالها.

ومن خلال الدعوة لدعم صناعة العملات المشفرة خلال حملته الرئاسية، حث دونالد ترامب مؤيدي العملات المشفرة على التصويت له.

وقد اعترف أيضًا بالشعبية المتزايدة للبيتكوين واستخدمها كشكل إضافي من أشكال العملة.

وخلال الأشهر الأخيرة كانت ثمة مجموعة من المحفزات لسعر العملة المشفرة الأكبر "البتكوين"، من بينها الموافقة على صناديق الاستثمار المتداولة بالبتكوين، وكذلك حدث التنصيف في أبريل.

وفي السياق، يشار إلى الرقم القياسي الحالي للعملة المشفرة، والذي تم الوصول إليه في 14 مارس، هو 73,797.68 دولاراً.

تغيير الموقف

في السياق، رصد كبير الاقتصاديين في شركة ACY في أستراليا، نضال الشعار، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، التحولات التي طرأت على موقف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب من العملات المشفرة، موضحاً أن:

عندما كان ترامب رئيساً للولايات المتحدة كان مناهضاً بشكل أو بآخر للعملات المشفرة بشكل كبير. خير دليل على ذلك تصريحه في 2016 بأنه ليس معجباً بالبتكوين، معتبراً أنها ليست نقوداً وأن قيمها متقلبة بشكل كبير ولا تستند إلا على الهواء. اعترف بأن إدارته كانت حذره تجاه الأصول الرقمية بشكل عام.

وأضاف الشعار: "تصريحات ترامب أخيراً التي دافع فيها عن العملات المشفرة، تمثل تغيراً واضحاً في مواقفه؛ فهو يرى الآن الإمكانات الواعدة لهذه الأصول والتي قد تشكل ثورة في عالم المال وسلاسل التوريد والأمن السيبراني طبقًا لرأيه". 

 وأكد الخبير الاقتصادي أن مساهمة بعض أطراف صناعة العملات المشفرة، ومنها الشركات المهتمة بهذا القطاع، بحملته الانتخابية، كان له أثر في تشجيعه لها، وتغيير رأيه نحوها، حتى أنه صرح بأنه سيكون له تدخل مباشر في عالم التشفير من خلال الاستثمارت أو الدعم والتشجيع، كما أن موافقة هيئة الأوراق المالية الأميركية على قبول إدراج البتكوين كأصل داعم  للصناديق القابلة للتداول هذا كان عاملًا في تغيير رأيه.

وأكد الشعار أن موقف ترامب حال فوزه بالانتخابات سيكون إيجابياً فيما يتعلق بالعملات الرقمية، موضحاً أن الدعم المقدم من قبله لها حالياً خير دليل.

وأضاف كبير الاقتصاديين في شركة ACY في أستراليا، في معرض حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

ترامب كرئيس للولايات المتحدة يستطيع خلق بيئة مساندة لهذه التكنولوجيا والأصول الرقمية بشكل عام بقدرته التأثير على السياسات الحكومية في هذا الصدد. سيكون له تأثير على الرأي العام وبالأخص رأي داعميه ومناصريه وهذا سيؤثر بشكل كبير على مستقبل العملات المشفرة. هذه المواقف تمثل نقل نوعيه هامة سيكون لها تأثير كبير على مجال العملات المشفرة حال فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة.

دعم القطاع لترامب

في الأسبوع الماضي، اجتمع مجموعة من مديري وخبراء التعدين مع الرئيس السابق دونالد ترامب لمدة ساعة ونصف، وهو الاجتماع الأول من نوعه بين ترامب المرشح الرئاسي الجمهوري المفترض - الذي أدين أخيراً بـ 34 تهمة جنائية في نيويورك - والتقنيين الذين يقومون بتأمين شبكة بيتكوين البالغة قيمتها 1.3 تريليون دولار.

وبحسب ما نقلته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية عن مجموعة من المشاركين في اللقاء، فإن:

من أهم نقاط الحديث كانت حقيقة أن الولايات المتحدة هي الأولى في الكثير من الأمور، ويجب أن تكون كذلك الأولى في عملة البتكوين، خاصة وأن أفضل عملة في العالم تلامس أعلى مستويات الأسعار على الإطلاق هذا العام. اتفق الكثيرون على أن الرئيس السابق كان متعاوناً، وكانت لديه أسئلة مستنيرة وبدا مهتماً بكيفية مساعدة عمال مناجم البتكوين في حل مشكلة العجز في الطاقة في أميركا.

ونقلت الشبكة عن الرئيس التنفيذي لشركة  BTC، ديفيد بيلي، الذي نظم لقاء المعدنين مع ترامب، قوله إن الاجتماع جزء من حملة أكبر لدعم محاولة الرئيس السابق للعودة إلى البيت الأبيض.

وقال بيلي عن هذا الجهد: "تعتزم صناعتنا جعل عملة البيتكوين والعملات المشفرة قضية حاسمة لانتخابات العام 2024.. كصناعة، نحن ملتزمون بجمع أكثر من 100 مليون دولار وإخراج أكثر من 5 ملايين ناخب لجهود إعادة انتخاب ترامب".

وبعد الاجتماع نشر ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" التي يمتلكها: "قد يكون تعدين البيتكوين هو خط دفاعنا الأخير ضد العملات الرقمية للبنك المركزي".

50 مليون أميركي

من جانبه، ذكر رئيس قسم الأسواق العالمية في Cedra Markets، جو يارك، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن الولايات المتحدة بها 50 مليون حامل للعملات المشفرة ومع إطلاق ترامب حملته الانتخابية انهال الدعم عليه من قبل حاملي هذه العملات، لدرجة أن إيلون ماسك كان من أوائل الداعمين له ولحملته الانتخابية عبر هذه العملات المشفرة، وهذا ما غيره موقفه كلياً من هذه العملات.

وتوقع يارك حال فوز ترامب بالانتخابات حدوث السيناريو التالي:

وقوفه في وجه القانون الذي دفعته السيناتور الديمقراطية إليزابيث وارن لزيادة تنظيم العملات المشفرة والبيتكوين بشكل خاص. تخفيف الشروط واللوائح التنظيمية على العملات المشفرة. كونه رئيس الولايات المتحدة وسياسي محنك سيقف في صف التشريعات التي تدعم وتقوي العملات المشفرة . كل ذلك يسهم بشكل أو بآخر في دخول أموال جديدة إلى هذا القطاع الهام.

دعم قوي

وفي الوقت نفسه، أكد المدير التنفيذي لشركة VI Markets، أحمد معطي، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أنه حال فوز ترامب في انتخابات الولايات المتحدة سيشهد سوق العملات المشفرة حالة من الدعم الضخم للعملات المشفرة سواء البيتكوين والإيثريوم.

كما توقع ارتفاع حجم السيولة الجديدة للاستثمار على العملات المشفرة بمختلف أشكالها في ظل دعم الولايات المتحدة لها، علاوة على انتشار التعامل بهذه العملات بشكل أكبر بين الشعب الأميركي.

وتسعى صناعة العملات المشفرة إلى الحصول على نفوذ كبير بين السياسيين الأميركيين في الوقت الذي تتصارع فيه مع التدقيق التنظيمي المتزايد، وهو التدقيق الذي كان سبباً في إفلاس شركات في العام 2022، والذي كشف عن عديد من حالات سوء السلوك والاحتيال وترك ملايين المستثمرين في أزمة مالية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات واشنطن الولايات المتحدة ستاندرد تشارترد البتكوين جو بايدن دونالد ترامب أستراليا الولايات المتحدة أميركا عملات أسواق الأسواق اقتصاد عالمي عملات مشفرة البتكوين واشنطن الولايات المتحدة ستاندرد تشارترد البتكوين جو بايدن دونالد ترامب أستراليا الولايات المتحدة أميركا عملات مشفرة الولایات المتحدة العملات المشفرة للعملات المشفرة الأصول الرقمیة دونالد ترامب هذه العملات فوز ترامب حال فوز

إقرأ أيضاً:

وول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، اليوم الجمعة، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن إيران طلبت من الصين آلاف الأطنان من مكونات تُستخدم في تصنيع الصواريخ الباليستية، في خطوة تشير إلى سعي طهران لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق، حتى في ظل المحادثات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن ملفها النووي.

محور المقاومة يعود للواجهة

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تسعى إلى إعادة بناء محور المقاومة، وهو التحالف الإقليمي الذي يضم فصائل مسلحة في العراق، سوريا، لبنان واليمن.

إسرائيل تبلغ ترامب بعدم ضرب إيران إلا حال فشل المحادثاتعراقجي: لن يحصل أي اتفاق مع واشنطن دون مواصلة تخصيب اليورانيوم في إيرانإيران تؤيد حكم الإعدام بحق المتهم باغتيال العالم النووي محسن فخري زادهوزير خارجية إيران: مهتمون بمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبهإيران ترفض المفاوضات النووية بالشروط الأمريكيةإيران: أي إجراء متهور من إسرائيل سيقابل برد صارمإيران تطالب أمريكا بضمانات قبل الشروع في أي اتفاق نوويإيران تدرس الرد على رسالة أمريكية قبل جولة محادثات نووية مرتقبةإيران تتوعد أوروبا بالرد حال استغلال تقرير الطاقة الذرية لأغراض سياسية

ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن تعزيز هذا المحور يأتي بالتزامن مع استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، وتكثيف الضغوط على خصوم إيران الإقليميين، في رسالة واضحة مفادها أن طهران تحتفظ بأوراق ضغط قوية سواء تم التوصل إلى اتفاق نووي جديد أم لا.

إسرائيل تبلغ ترامب بعدم ضرب إيران إلا حال فشل المحادثاتعراقجي: لن يحصل أي اتفاق مع واشنطن دون مواصلة تخصيب اليورانيوم في إيرانإيران تؤيد حكم الإعدام بحق المتهم باغتيال العالم النووي محسن فخري زادهوزير خارجية إيران: مهتمون بمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبهإيران ترفض المفاوضات النووية بالشروط الأمريكيةإيران: أي إجراء متهور من إسرائيل سيقابل برد صارمإيران تطالب أمريكا بضمانات قبل الشروع في أي اتفاق نوويإيران تدرس الرد على رسالة أمريكية قبل جولة محادثات نووية مرتقبةإيران تتوعد أوروبا بالرد حال استغلال تقرير الطاقة الذرية لأغراض سياسية

وبحسب التقرير، فإن الكميات التي طلبتها إيران من الصين تكفي لإنتاج ما يقارب 800 صاروخ باليستي، مما يعكس تصعيدًا كبيرًا في قدرات طهران التسلحية، بالتوازي مع إعادة تفعيل شبكة حلفائها الإقليميين، المعروفة باسم "محور المقاومة".

نقل صواريخ إلى العراق قد يهدد إسرائيل

في السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن مصادر استخباراتية أن إيران قامت بالفعل بنقل صواريخ باليستية إلى ميليشيات موالية لها في العراق، وهذه الصواريخ قادرة على استهداف الأراضي الإسرائيلية، ما يرفع منسوب القلق الإقليمي والدولي حيال خطط طهران الاستراتيجية.

وتؤكد الصحيفة أن هذه التحركات تجري في وقت حرج، إذ لا تزال المحادثات النووية بين إيران والإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب تراوح مكانها، وسط مؤشرات متزايدة على فقدان الثقة المتبادل.

إسرائيل تبلغ ترامب بعدم ضرب إيران إلا حال فشل المحادثاتعراقجي: لن يحصل أي اتفاق مع واشنطن دون مواصلة تخصيب اليورانيوم في إيرانإيران تؤيد حكم الإعدام بحق المتهم باغتيال العالم النووي محسن فخري زادهوزير خارجية إيران: مهتمون بمساعدة لبنان والوقوف إلى جانبهإيران ترفض المفاوضات النووية بالشروط الأمريكيةإيران: أي إجراء متهور من إسرائيل سيقابل برد صارمإيران تطالب أمريكا بضمانات قبل الشروع في أي اتفاق نوويإيران تدرس الرد على رسالة أمريكية قبل جولة محادثات نووية مرتقبةإيران تتوعد أوروبا بالرد حال استغلال تقرير الطاقة الذرية لأغراض سياسيةتوقيت حرج وصفقات تسبق الدعوة للحوار

ولفتت وول ستريت جورنال إلى أن صفقة مكونات الصواريخ الصينية قد تم إبرامها قبل دعوة ترامب الأخيرة لإجراء محادثات مع طهران بشأن برنامجها النووي، ما يثير تساؤلات حول نوايا إيران الحقيقية في هذا الملف، ويعزز الاعتقاد بأن طهران تتحرك على مسارين متوازيين: التفاوض من جهة، وتعزيز القوة العسكرية من جهة أخرى.

قلق أمريكي وإسرائيلي متزايد

وتثير هذه التطورات مخاوف متزايدة في أوساط صناع القرار في واشنطن وتل أبيب، خصوصًا في ظل إعلان ترامب مؤخرًا أن أي اتفاق مستقبلي مع إيران سيحظر تخصيب اليورانيوم بالكامل، ما قد يفسر تسريع طهران لبرامجها التسليحية في الوقت الراهن تحسبًا لفشل المحادثات.

وتبقى الأنظار متجهة نحو ردود الفعل الأمريكية والإسرائيلية، في ظل معلومات تشير إلى أن تل أبيب تضع خيارات عسكرية على الطاولة حال فشل الدبلوماسية، بينما تسعى واشنطن لموازنة الردع مع تجنب تصعيد عسكري شامل في الشرق الأوسط.

طباعة شارك إيران الصين إسرائيل اليمن سوريا العراق طهران

مقالات مشابهة

  • وول ستريت: إيران تسعى لتعزيز ترسانتها العسكرية بشكل غير مسبوق
  • ترامب: الاتصال مع الرئيس الصيني ركز بشكل شبه كامل على التجارة
  • الكشف عن السبب الرئيسي وراء قرار ترامب منع اليمنيين من دخول أمريكا
  • تقرير: المغرب لن يسلم أخطر المطلوبين الفرنسيين في العالم
  • الأمن المغربي يعتقل عضو شبكة دولية لاختطاف ملاك العملات المشفرة
  • توقيف فرنسي بطنجة متورط في اختطاف وابتزاز متداولي العملات المشفرة
  • أسعار العملات المشفرة مقابل الدولار
  • إيلون ماسك أنقذ الحكومة الأميركية وأصبح عبئًا عليها
  • جدل في إسرائيل حول تغيرات الإدارة الأميركية تجاه تل أبيب
  • الدولار يتراجع إلى أدنى مستوى في ستة أسابيع مع تصاعد المخاوف التجارية والاقتصادية الأميركية