تخوف إسرائيلي من استخدام مؤيدي فلسطين بالجامعات الأمريكية تقنيات جديدة مؤثرة
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
ما زالت الأوساط الإسرائيلية تشعر بخيبة أمل متصاعدة من تصاعد التأييد الجاري للفلسطينيين وقضيتهم العادلة في الجامعات الأمريكية، وهو امتداد لهذا التأييد الممتد من السنوات العشرين الماضية، حيث تمكنت الكتل الطلابية التابعة لرابطة (طلاب من أجل العدالة في فلسطين) في الولايات المتحدة من بناء شبكة مكونة من مائتي خلية عبر المؤسسات الأكاديمية الأمريكية في جميع أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة.
كوبي باردا الخبير الإسرائيلي في التاريخ السياسي الأمريكي والعلاقات الدولية، والباحث في جامعة حيفا لدراسة الأديان، أكد أن "نتائج أحداث الأشهر القليلة الماضية كشفت أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة ليس لديهما فهم لكيفية تمكن المنظمات المؤيدة للفلسطينيين من زراعة بذورها التي أسفرت عن انتصار الاحتجاجات الأخيرة في أعماق قلب الأوساط الأكاديمية الأمريكية، لاسيما في جامعة كولومبيا التي اضطرت لإلغاء حفل التخرج في الأشهر الأخيرة خشية من هذه المظاهر".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وترجمته "عربي21" أن "الأوساط الأمريكية والإسرائيلية تعرضت لنقاط القوة في هذا النشاط المعادي لها، والمؤيد للفلسطينيين على مدى السنوات العشرين الماضية، لاسيما عبر عمل رابطة (طلاب من أجل العدالة في فلسطين SJP) في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي مكونة من طلاب محليين، كمجموعات حرب عصابات حديثة لتعزيز القضايا المؤيدة للفلسطينيين".
وأشار إلى "أننا أمام منظمة طلابية مؤيدة للفلسطينيين تقود حملات في المؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بهدف تعزيز الوعي وحقوق الفلسطينيين، وفي العاشر من أكتوبر قادت خلايا هذه الرابطة "مظاهرات الغضب" في جامعة هارفارد، وهي احتجاج كبير أدى إلى اهتمام عام ونقاش واسع النطاق حول العالم، مع العلم أن إحدى التقنيات الرئيسية التي يستخدمونها هي صوت الجمهور، أو باللغة الإنجليزية Phone Banking، وتوظيف الخدمات المصرفية عبر الهاتف، بما يتيح لهم التأثير بشكل مباشر على صناع القرار في الجامعات والحكومة المحلية والفدرالية".
وأوضح أن "الجهة التي تقود هذه التقنية "صوت الجمهور" هي شركة Beautiful Trouble، لها موقع إنترنت كمجموعة ناشطة مؤيدة للفلسطينيين، ومنظمة ومؤسسة أخرى لها موقع Ahel.org تديرها الناشطة المؤيدة للقضية الفلسطينية والمعادية للاحتلال نسرين الحاج أحمد، وتقوم بتدريب وتوجيه الأشخاص والمنظمات بما يتيح لهم استخدام تقنية صوت الحشد في خلايا SJP عبر تنظيم مكالمات هاتفية مركزة لصانعي القرار من أجل ممارسة الضغط المباشر على عوامل القوة، والترويج للفلسطينيين، وبمساعدة التطبيق تنجح الخلايا في تحفيز نشاط الطلاب المناصرين للفلسطينيين، الذين سيصدرون هذه النداءات بطريقة مركزة ومنظمة، مما يزيد من فعالية الحملة".
ولفت إلى أن "هذا التطبيق يتيح استخدام أدوات لإدارة المكالمات والنصوص المعدة وبيانات الاتصال، بغرض التواصل مع أصحاب القرار بشكل منظم وفعال، ومن أبرز حالات استخدام تكتيك صوت الحشد، حملة نشطاء حركة المقاطعة في الأردن ضد صفقة استيراد الغاز من دولة الاحتلال، وتهدف الحملة لمنع الحكومة الأردنية من توقيع اتفاقية لاستيراد الغاز من الاحتلال، فيما أصدر نشطاء حركة المقاطعة نداء للعمل يطلبون فيه من أنصارهم الاتصال بأعضاء البرلمان، ومطالبتهم بإعلان معارضتهم للصفقة، وعلى مدى خمسة أيام، اجتمع أعضاء الحملة في مكان واحد، وأجروا محادثات، وتم إعلان النتائج على شبكة الإنترنت في الوقت الحقيقي".
وختم بالقول إن "قوة صوت الحشود تكمن في قدرتها على تعبئة عدد كبير من المؤيدين للفلسطينيين للقيام بعمل مركز، بما يمكنها من تغيير مجرى الأمور، ولذلك فإن استخدام هذا التكتيك في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل الخلايا الطلابية المؤيدة للقضية الفلسطينية وفي أماكن أخرى من العالم، يسمح للناشطين بالترويج لأهدافهم بطريقة فعالة، وإحداث تغيير حقيقي في الواقع السياسي والاجتماعي في العديد من النقاط، ويشكل هذا التكتيك جزءًا أساسيًا من نضال الحركات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية، لممارسة الضغط على صناع القرار، وتغيير السياسة العامة باتجاه معاداة الاحتلال".
تكشف هذه التقنية الجديدة، المصحوبة بتطورات تكنولوجية مبتكرة، عن نجاح الناشطين المؤيدين للفلسطينيين في تحقيق إنجازات مهمة في نضالهم، كما يعدّ صوت الجماهير الأمريكية أداة مركزية وفعالة في الصراع أيدي الحركات المؤيدة للفلسطينيين، مما يسمح لهم بممارسة الضغط على صناع القرار، والتأثير على السياسة العامة في الكونغرس والإدارة الأمريكية، كما ينجح هذا التكتيك، المبني على التطورات التكنولوجية المبتكرة والتوجيه المهني، في تغيير الواقع السياسي والاجتماعي في الولايات المتحدة وفي أجزاء أخرى من العالم باتجاه إنصاف الفلسطينيين ومعاداة الاحتلال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية فلسطين الاحتلال امريكا فلسطين غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤیدة للفلسطینیین فی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
12 دولة رفضت وقف إطلاق النار في غزة .. ما هم ولماذا فعلوا ذلك؟
في تطور جديد لإطلاق النار في غزة، صدقت الجمعية العامة للأمم المتحدة -بأغلبية ساحقة- على قرار يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في الحرب المستمرة في غزة.
حصل القرار على تأييد 149 دولة، في حين امتنعت 19 دولة عن التصويت ورفضت 12 دولة القرار.. فما هم ولماذا فعلوا ذلك؟
يركز القرار الذي تم التصويت عليه في الأمم المتحدة على مجموعة من القضايا العاجلة والمهمة. من بين أبرزها الحاجة الملحة لتوفير المساعدات الإنسانية للمدنيين، والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، بالإضافة إلى إعادة الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل.
كما يدعو القرار إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة بشكل كامل، وهو ما يعتبر شرطًا أساسيًا لإنهاء النزاع القائم.
ما الدول التي رفضت القرار؟رغم النجاح الذي حققه القرار، رفضت 12 دولة التصويت لصالحه. تشمل هذه الدول: الولايات المتحدة، وإسرائيل، والأرجنتين، والمجر، وفيجي، وبابوا غينيا الجديدة، وباراجواي، وميكرونيسيا، وناورو، وبالاو، وتونجا، وتوفالو.
بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت على القرار، وهي: ألبانيا، والتشيك، والهند، والإكوادور، والكونغو الديمقراطي، وإثيوبيا، والكاميرون، وجورجيا، ومالاوي، ومقدونيا الشمالية، ورومانيا، وسلوفاكيا، وجنوب السودان، وتوغو، وبنما، ودومينيكا، وكيريباتي، وتيمور الشرقية، وجزر مارشال.
لماذا رفضت 12 دولة القرار؟القائمة بأعمال المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا انتقدت للقرار، وقالت إنه فشل في إدانة حماس. وقالت: "لا ندعم الإجراءات أحادية الجانب التي تفشل في إدانة حماس".
وحثت شيا على دعم الجهود الدبلوماسية الجارية حاليا للإفراج عن الرهائن ودعم ما يعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"
بدوره قال المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون، إن مشروع القرار لا يعزز السلام، ولا يعكس الحقائق على الأرض. وأضاف أن بلاده قبلت مقترحات متعددة لإنهاء الحرب، وقدمت "تنازلات مؤلمة وصعبة"، لكن حماس، حسبما قال، "لا تهتم بالسلام، بل تهتم ببقائها وإطالة أمد الإرهاب".
ما موقف المجموعة العربية؟تحدث مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله السعدي نيابة عن المجموعة العربية، معربا عن تقديره العميق للاستجابة السريعة لعقد الجلسة الطارئة في ضوء المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني. وقال: "نجتمع اليوم، مرة أخرى تحت قبة هذه الجمعية العامة، ليس لتكرار الكلمات حول المأساة بل لوضع حد للمأساة."
وأضاف أن المجموعة العربية تؤكد مجددا أن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن اعتباره نزاعا مسلحا تقليديا. بل هو أزمة إنسانية تتطلب عملا عاجلا وفعالا من الأمم المتحدة، وبشكل خاص من الجمعية العامة.
وتابع السفير اليمني: "عدم قدرة مجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤوليته بسبب استخدام حق النقض لا يعفي المجتمع الدولي أو الدول الأخرى من الحاجة والواجب للتحرك".