بوابة الوفد:
2025-05-07@17:53:30 GMT

عتاب الندل اجتنابه!

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

إنى ليهجرنى الصديق تجنيًا

فأريه أن لهجره أسبابًا

وأخاف إن عاتبته أغريته

فأرى له ترك العتاب عتابًا

هذا ما قاله الشاعر العباسى عبدالله بن محمد، الناشئ الأنبارى، أبوالعباس فى العتاب.

والحقيقة إن العتاب بالمعنى المجرد شيء حسن، فالدافع إليه هو الحرص على دوام والمحبة والقيام بحق النصح فى حق الصاحب، وهنا قال أبوالدرداء رضى الله عنه: «معاتبة الأخ خير من فقده»، وقد مدحه بعضهم فقالوا: «العتاب حدائق المتحابّين»،

كما قال أحدهم: «ويبقى الود ما بقى العتاب»؛ فالعتاب خير من الحقد، ولا يكون العتاب إلّا على زلّة، فهو دليل على بقاء المودّة، لأنه يزيل أثر الكراهية من القلوب، ويزيد الألفة، كما ينقّى النّفوس والنوايا ويطهّرها من سوء الظن، ولا يكون العتاب إلا لأهله، فليس كل قريب منك جديرًا بالعتاب، فكم من قريب تملؤه مشاعر الكره والبغضاء.

وقد يصبح العتاب سببًا من أسباب القطيعة والعداوة إذا تجاوز الحد، وصار عادة، أو استعملت فيه الألفاظ القاسية والنظرات الحادة فى المواقف التى تجمعنا بالآخرين– لا سيما البسيطة منها- فلماذا نملأ حياتنا بتتبع أخطاء الآخرين والإصرار على طرحها ومناقشتها؟! ونفقد بذلك دقائق وساعات بل ربما أيامًا، نناقش ونتفاعل ونتأزم، بل حتى عندما نعفو نبدأ فى تذكر تلك اللحظات المؤلمة، ومالنا لا نتذكر؟ وقد سمحنا لتلك الأخطاء أن تتخذ لها مكانًا فى ذاكرتنا بمناقشتها والبحث فى ثناياها، وذهبت أيامنا كلها سدى.

وبذلك ينبغى أن يكون الغرض من العتاب رد الصديق عن خطأ أو توجيه النصح له، فإذا تحول العتاب إلى الجدال قد يظن أنك تنتقص منه وتعيبه فيدفعه ذلك إلى رفض النصح ومحاولة الانتصار لنفسه ثم تكون القطيعة وربما العداوة، كما لا ينبغى أن نتعامل مع أخطاء الناس كأننا لا نخطئ، بل نلتمس الأعذار، ونبين للمخطئ، وننصحه عسى أن يكون جاهلًا أو متأولًا، أو له عذر لا نعلمه، فإذا علمناه ونصحناه رجع عن خطئه.

وليس كل شخص جديرًا بالعتاب؛ فليس كل من يتعرف عليه الإنسان هو صديق، فقد تقابل فى حياتك كثيرًا من الأشخاص يمكن عدهم زملاء عمل أو دراسة ولكن يظل الصديق الذى يستحق العتاب هو الأقرب وهو محل ثقة وهو الشخص الذى يمكن الاعتماد عليه فى جميع المواقف، تظهر صداقته الحقيقية فى الشدائد والمحن، ويظهر الصديق الحقيقى فى هذه الأوقات العصيبة، يعاون صديقه ويؤازره ولا يتخلى عنه، وقد يكون لدى الفرد دائرة كبيرة من الأصدقاء فى المدرسة أو الكلية أو العمل، لكنه يعلم أنه لا يمكن الاعتماد إلا على شخص واحد أو شخصين فقط، يشاركونه صداقة حقيقية، وهما فقط من يستحقان العتاب، ومن هم دون ذلك يكون أفضل عتاب لهم هو التجنب.

وفى النهاية من لا يُغْمِض عينه عن صديقه وعن بعض ما فيه يَمُتْ وهو عاتب، فإذا أردت مصاحبة الناس فلا بد من التغافل وترك العتاب للإبقاء على من يستحق أحيانًا، واجتنابًا للأنذال أحيانًا أخرى!

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان جامعة المنصورة عبدالله بن محمد العتاب

إقرأ أيضاً:

هل تعاني من الإرهاق؟: قد يكون السرطان السبب الخفي

صورة تعبيرية (مواقع)

قد تبدو بسيطة أو عابرة، لكنها في بعض الحالات تحمل رسالة خفية من الجسم. يحذر الأطباء من أن بعض الأعراض اليومية التي يمر بها كثيرون، مثل الإرهاق أو فقدان الوزن، قد تكون في الواقع مؤشرات مبكرة على وجود سرطان يتطور في الخفاء.

وفي ظل تزايد أعداد الحالات التي يتم تشخيصها في مراحل متقدمة، يؤكد الخبراء أن الانتباه للتغيرات الجسدية الطفيفة يمكن أن ينقذ الحياة.

اقرأ أيضاً توجيه خطير من مجلس وزراء باكستان للجيش بعد الهجمات الصاروخية الهندية 7 مايو، 2025 في ثوانٍ تخسر أموالك.. خدعة واتساب الجديدة تحاكي صوت أبنائك 7 مايو، 2025

 

أعراض قد تبدو "عادية".. لكنها ليست كذلك:

الإرهاق المستمر: الشعور بالإجهاد الدائم دون سبب واضح قد يكون إشارة مبكرة لخلل خطير في الجسم.

فقدان الوزن المفاجئ: خسارة غير مبررة في الوزن، خاصة بدون تغيير في النظام الغذائي أو النشاط البدني، قد تستدعي القلق.

آلام مزمنة بلا سبب: سواء في الظهر أو الصدر أو البطن، الألم المستمر يجب ألا يُهمَل.

تغيرات جلدية: مثل ظهور بقع جديدة، تغير في لون الشامات، أو جروح لا تلتئم.

كتل أو تورم: خاصة في مناطق مثل الثدي أو الرقبة.

تغيرات في عادات الإخراج: الإمساك أو الإسهال الطويل، أو اضطراب في التبول.

سعال مستمر أو بحة بالصوت: استمرارها لأكثر من 3 أسابيع دون مبرر قد يكون مؤشراً خطيراً.

 

متى يجب زيارة الطبيب؟:

إذا استمرت الأعراض أكثر من أسبوعين.

إذا لاحظت تزايد شدّتها أو ظهور أكثر من عرض في وقت واحد.

في حال وجود تاريخ عائلي للسرطان.

 

نصائح ذهبية للوقاية والكشف المبكر:

إجراء الفحوصات الدورية.

مراقبة أي تغيّر جسدي غير معتاد.

اعتماد نمط حياة صحي خالٍ من التدخين والكحول.

التحدث بصراحة مع طبيبك حول أي أعراض حتى لو بدت تافهة.

 

تذكّر: قد تبدو الإشارات هادئة، لكن تجاهلها قد يكلّفك الكثير. جسدك لا يكذب، فاستمع إليه جيدًا.

مقالات مشابهة

  • البطريرك ساكو: نأمل في أن يكون البابا الجديد قريباً من كنائس الشرق الأوسط
  • جوندوجان يحلم بأن يكون مساعدًا لـ "الفيلسوف"
  • هل تعاني من الإرهاق؟: قد يكون السرطان السبب الخفي
  • علي جمعة: فى قلب كل مؤمن نور فلا يطفئه بالمعصية
  • البكيري: لا تحتاج أن يكون منافسك النصر بل الاتحاد
  • د.ابراهيم الصديق على يكتب: إشارات على خطاب البرهان
  • انطلاق المراجعات المجانية لطلاب الشهادة الإعدادية بإدارة يوسف الصديق التعليمية
  • كاريكاتير| لن يكون هناك مكان للهبوط في مطار بن جوريون
  • كيف يمكن للاحتفاظ بالأسرار أن يكون عبئا نفسيا؟
  • إبراهيم الصديق يكتب: ضربة بورتسودان تؤذينا وتنبّهنا