يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:

كشف وثيقة قدمتها الخارجية السودانية لمجلس الأمن الدولي وجود يمنيين يشاركون جهود دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم قوات الدعم السريع التي تخوض حرباً ضد الحكومة منذ ابريل/نيسان 2023م.

الوثيقة التي أطلع عليها “يمن مونيتور” تحمل تاريخ 10 يونيو/حزيران الجاري وقُدمت لمجلس الأمن الدولي حول تسليح ودعم الإمارات.

لقوات الدعم السريع. يتزامن ذلك مع احتدام الجدل الثلاثاء الماضي بين الخرطوم وأبوظبي في جلسة بمجلس الأمم المتحدة.

وتقدم الوثيقة صورا في 41 صفحة تتضمن وصفاً تفصيلياً لأنواع الأسلحة والمعدات المضبوطة بما في ذلك نوعها وأرقامها التسلسلية. إضافة إلى 6 جوازات لإماراتيين ويمنيين قالت السودان إنه عثر عليها في مركبة إماراتية بين منطقتي “الجريف” و”أم دوم” في ولاية الخرطوم.

تحقيق- أدلة على استخدام الطائرات بدون طيار الإماراتية والإيرانية في حرب السودان الجيش السوداني يعطي الضوء الأخضر لبناء قاعدة روسية على البحر الأحمر

وتقول رسالة الحارث إدريس، السفير السوداني بمجلس الأمن في ديباجة الوثيقة: ثبت أن كافة المضبوطات تم بيعها للجيش الإماراتي وانتهت بعد ذلك في أيدي قوات الدعم السريع في السودان. ويشكل نقل الأسلحة هذا انتهاكا صارخا للاتفاقيات الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، واتفاقيات بيع الأسلحة الثنائية التي تحظر هذا النقل غير القانوني.

تشير ديباجة الوثيقة إلى وجود جوازات جنسيات أخرى إلى جانب الإماراتيين

ويضيف الدبلوماسي السوداني: لعبت هذه الأسلحة دورًا أساسيًا في العمليات المسلحة الوحشية التي قامت بها قوات الدعم السريع، والتي أدت إلى ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في السودان، بما في ذلك الجرائم الشنيعة والفظائع المرتكبة ضد النساء والأطفال.

وقال الحارث إدريس: تتضمن الوثائق أيضاً نسخاً من جوازات سفر إماراتية وجنسيات أخرى تم الاستيلاء عليها في ساحة المعركة، وهو دليل يؤكد مدى التورط الإماراتي في ارتكاب جرائم بشعة ضد الأبرياء في بلدي.

يشير كشف بيانات في الوثيقة إلى وجود 6 جوازات في مركبة إماراتية-

وتظهر أحد الجوازات اليمنية لشاب في 33 من العمر ولد في محافظة الضالع جنوبي اليمن، فيما الجواز الثاني شاب في 34 من العمر ولد في إمارة دبي وينتمي لعائلة “الأصهب” التي تنتمي لمحافظة الضالع أيضاً، وهي مسقط رأس رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات عيدروس الزُبيدي. صدر الجوازان من إمارة دبي في العام ذاته 2018م.

جواز سفر يمني لشاب من محافظة الضالع وجد ضمن مركبة إماراتية في الخرطوم

وتقوم أبوظبي بتدريب وتمويل قوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي ينتمي معظمهم لمحافظتي الضالع ولحج، وتسيطر على عدة محافظات جنوبي البلاد ولا يعرف ما إذا كان هؤلاء المجندين يعملون بصفتهم مرتزقة تابعين للإمارات أم كونهم جزء قوة تابعة للمجلس الانتقالي تقاتل في صفوف قوات الدعم السريع.

ولم يتمكن يمن مونيتور من الوصول إلى الحكومة اليمنية للتعليق على الوثيقة السودانية، أو المجلس الانتقالي الجنوبي لمعرفة علاقته بالشخصين.

جواز سفر يمني لشاب من عائلة الأصهب التي تنتمي لمحافظة الضالع وجد ضمن مركبة إماراتية في الخرطوم

وسبق أن قاتل مئات المرتزقة من قوات الدعم السريع تحت قيادة إماراتية في معارك ضد الحوثيين المدعومين من إيران في جنوب وشر ق اليمن خلال السنوات الأولى من الحرب المستمرة منذ تسع سنوات. وتزعم أبوظبي إنها قاتلت تنظيم القاعدة جنوبي اليمن على الرغم من أن تحقيقات صحافية أكدت تجنيد الإمارات لأعضاء التنظيم الإرهابي لتنفيذ اغتيالات في صفوف الحكومة المعترف بها دولياً.

ويوم الثلاثاء قال السفير السوداني لدى مجلس الأمن: الإمارات العربية المتحدة دولة ترعى الإرهاب.

ووصف مراقبو العقوبات في الأمم المتحدة الاتهامات التي تقول إن الإمارات قدمت دعما عسكريا لقوات الدعم السريع بأنها “موثوقة”. ونفت الإمارات تقديم الدعم العسكري لأي طرف من الطرفين المتحاربين في السودان.

ومن دون تسمية أي دولة، أقر مجلس الأمن قرارا الأسبوع الماضي يحث الدول على “الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يسعى إلى تأجيج الصراع وعدم الاستقرار”، وأعاد تذكير “الدول الأعضاء التي تسهل نقل الأسلحة والمواد العسكرية إلى دارفور بالتزاماتها بالامتثال لتدابير حظر الأسلحة”.

تقرير استقصائي يكشف استخدام الإمارات عناصر القاعدة في صفوف الانتقالي لتنفيذ الاغتيالات باليمن تحالف أدوات الإمارات مع التنظيمات الإرهابية في اليمن.. تبادل الخدمات والأدوار (تحليل خاص) من دفع الفدية؟.. مسؤول أممي أفرج عنه تنظيم القاعدة يصل بلاده (حصري بالوثائق) 17.7 مليون دولار دفعتها الإمارات لوقف قضية “مرتزقتها باليمن” في الولايات المتحدة (تحقيق أمريكي) ينشر صوراً من “التعذيب الجنسي” في سجون تديرها الإمارات جنوب اليمن غطاء “حرب القاعدة”.. كيف تهيمن الإمارات جنوبي اليمن؟!

 

يمن مونيتور23 يونيو، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام مشهد متشابك.. الإرهاب في القرن الأفريقي مقالات ذات صلة مشهد متشابك.. الإرهاب في القرن الأفريقي 23 يونيو، 2024 لماذا لا تردع الحملة الأمريكية الحوثيين؟!.. (واشنطن بوست) تجيب 23 يونيو، 2024 الجيش الأمريكي يعلن رسمياً سحب حاملة الطائرات “ايزنهاور” من البحرِ الأحمر 22 يونيو، 2024 مسؤول أميركي ينفي مزاعم الحوثيين استهداف حاملة الطائرات “آيزنهاور” 22 يونيو، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية مسؤول أميركي ينفي مزاعم الحوثيين استهداف حاملة الطائرات “آيزنهاور” 22 يونيو، 2024 الأخبار الرئيسية وثيقة اتهام السودان للإمارات في مجلس الأمن تكشف تورط يمنيين.. ما علاقة المجلس الانتقالي؟! 23 يونيو، 2024 لماذا لا تردع الحملة الأمريكية الحوثيين؟!.. (واشنطن بوست) تجيب 23 يونيو، 2024 الجيش الأمريكي يعلن رسمياً سحب حاملة الطائرات “ايزنهاور” من البحرِ الأحمر 22 يونيو، 2024 مسؤول أميركي ينفي مزاعم الحوثيين استهداف حاملة الطائرات “آيزنهاور” 22 يونيو، 2024 اللجنة الأمنية في تعز تشدد الإجراءات لمنع خروج العملات الأجنبية إلى مناطق الحوثيين 22 يونيو، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لكم لماذا لا تردع الحملة الأمريكية الحوثيين؟!.. (واشنطن بوست) تجيب 23 يونيو، 2024 الجيش الأمريكي يعلن رسمياً سحب حاملة الطائرات “ايزنهاور” من البحرِ الأحمر 22 يونيو، 2024 مسؤول أميركي ينفي مزاعم الحوثيين استهداف حاملة الطائرات “آيزنهاور” 22 يونيو، 2024 وفاة وإصابة سبعة مواطنين بحادث تصادم مروع في عدن 22 يونيو، 2024 اللجنة الأمنية في تعز تشدد الإجراءات لمنع خروج العملات الأجنبية إلى مناطق الحوثيين 22 يونيو، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 20 ℃ 30º - 20º 35% 1.03 كيلومتر/ساعة 30℃ الأحد 26℃ الأثنين 28℃ الثلاثاء 24℃ الأربعاء 26℃ الخميس تصفح إيضاً وثيقة اتهام السودان للإمارات في مجلس الأمن تكشف تورط يمنيين.. ما علاقة المجلس الانتقالي؟! 23 يونيو، 2024 مشهد متشابك.. الإرهاب في القرن الأفريقي 23 يونيو، 2024 الأقسام أخبار محلية 26٬888 غير مصنف 24٬159 الأخبار الرئيسية 13٬700 اخترنا لكم 6٬783 عربي ودولي 6٬556 رياضة 2٬223 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬151 كتابات خاصة 2٬035 منوعات 1٬928 مجتمع 1٬799 تراجم وتحليلات 1٬644 تقارير 1٬547 صحافة 1٬467 آراء ومواقف 1٬460 ميديا 1٬336 حقوق وحريات 1٬274 فكر وثقافة 866 تفاعل 787 فنون 465 الأرصاد 243 أخبار محلية 147 بورتريه 63 كاريكاتير 30 صورة وخبر 28 اخترنا لكم 13 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين 11 يونيو، 2024 اعترافات واتهامات شبكة التجسس الأمريكية التي أعلنها الحوثيون.. ما لم يتمكن المتهمون من قوله؟ 10 يونيو، 2024 هجمات الحوثيين والسلام في اليمن تهيمنان على نتائج اجتماع مجلس التعاون الخليجي أخر التعليقات SG

المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...

سامي علي

ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...

سامي علي

الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...

Abod

موقف الحوثيون موقف كل اليمنيين وكل من يشكك في مصداقية هذا ال...

yahya Sareea

What’s crap junk strategy ! Will continue until Palestine is...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع المجلس الانتقالی مجلس الأمن فی الیمن

إقرأ أيضاً:

رواية مدين نجل "صالح" عن مقتل والده برصاص الحوثيين تثير الجدل في اليمن

أثارت رواية مدين صالح نجل الرئيس اليمني الأسبق، عن مقتل والده بنيران جماعة الحوثي، الجدل في اليمن، ليؤكد رواية الحوثيين لحادثة مقتل "صالح" في ديسمبر 2017م، والتي كانت محل شكل كبير في الأوساط اليمنية.

 

وقال مدين علي عبدالله صالح نجل الرئيس السابق "صالح" خلال فيلم وثائقي بثته قناة العربية، إن والده لم يقتل في منزله بصنعاء في الرابع من ديسمبر 2017م، على يد جماعة الحوثي، مشيرا إلى ان "صالح" قتل في قرية الجحشي بعد خروجه من منزله، ومحاولته الذهاب إلى قرية حصن عفاش، التي تعد مسقط رأسه.

 

وتطابق رواية نجل صالح مع رواية جماعة الحوثي التي أكدت وقتها أن صالح لقي مصرعه خلال محاولته الفرار، في إشارة منها إلى أنه فر من المواجهة، فيما ذهبت روايات أخرى إلى القول أنه قتل في منزله بصنعاء، بعد محاصرته.

 

ويعد هذا أول تأكيد من عائلة صالح عن مكان مقتله، على يد حلفائه في جماعة الحوثي، بعد تصادم بين الطرفين، انتهى بمصرعه.

 

وأحدث الفيلم ردود فعل من نشطاء يمنيين، سارعوا للتعليق على ما قدمه الفيلم، وقال الصحفي ماجد الداعري إن الفيلم قدم خلاصة تؤكد أن صالح قتل بقرية الجحشي قرب حصن عفاش بسنحان.

 

نهايته عبرة للتاريخ

 

الصحفي شاكر خالد، أكد أن معركة صالح الأخيرة أو نهايته ستظل عبرة للتاريخ. فجيل كامل كان يتسائل، كيف سينتهي هذا الحكم والهيلمان، حتى ظنوا بأنه سيخلد.

 

وقال: "حتى لو كان صالح، قتل في منزله وليس في الطريق أثناء محاولته الفرار إلى قريته، وهي الرواية التي أكدها وثبتها نجله في الفيلم الوثائقي".

 

وتساءل الصحفي شاكر خالد: ما البطولة التي تستدعيها مناسبة حاكم لأكثر من ثلاثين سنة، وهو ينسفها بخيانة عظمى للجمهورية ولتاريخه وتاريخ أسرته، بشهوة انتقام جبان لحثالة التاريخ؟.

 

وأضاف: "مخازن سلاح ومعسكرات وقيادات عسكرية وقبلية، وأكثر من ذلك، كل شيء، وضعه في خدمة التمرد والانتقام. هذه خيانات موثقة بالصوت والصورة ولا زالت طرية، بدون وثائقيات من جار أذي للبلد".

 

وحمل صالح المسؤولية الكاملة عن الأوضاع التي تشهدها البلاد، مع الرئيس السابق عبده ربه منصور هادي بالقول: "روائح الدم والخراب المبذور في جغرافيا البلد، يتحملها كاملة مكتملة مع هادي عن سبق إصرار وترصد".

 

تأكيد لرواية الحوثيين

 

أما المنهمي عبدالله فقد أشار هو الأخر إلى أن نجل صالح أكد رواية جماعة الحوثي، حول مقتل والده، بأنه مات في الطريق منسحبا من المعركة.

 

وعلق بالقول: "لا يهم إن كانت وجهته حصن عفاش كما قال مدين، أو مارب كما قال الحوثيون يومها. كلا الأمرين سواء".

 

بعد سقوط عمران لم يكن هنالك من مفاجأة

 

الصحفي عامر الدميني، كتب في صفحته على منصة فيسبوك: "بالنسبة لي لم أعد أتفاجئ من أي إخفاق عسكري أو مقتل شخصية كبيرة، منذ استشهاد العميد حميد القشيبي في عمران 2014م. كان خبر استشهاده صادما ونحن في ذروة مخاوفنا من القادم، وذروة طموحنا أن الدولة ستتدخل لإيقاف هرولة الحوثيين ولجم تمددهم".

 

وأضاف: "كان الأمل مرتفعا في أن يتدارك الحكام قبل المعارضين الأمر، ولا يسمحوا لهؤلاء بالتقدم، خاصة أن ملامح حكم الحوثي كانت واضحة في صعدة التي أسقطها مبكرا وسلخها من جسد الدولة. لكن كانت الأوضاع تزداد قتامة، وكأنها تمضي في مخطط واضح ومعلوم سلفا، سقطت عمران واستشهد القشيبي، وكان ذلك بداية الهبوط والانتكاسة".

 

ووصف الدميني يوم مقتل القشيبي بالقول: "كان يوما مظلما، ولا زلت أرى صنعاء من يومها مظلمة وموحشة بعد ذلك السقوط، الذي امتد لها، ولازال. كنا نتألم بقهر بينما كان حلفاء تلك اللحظة من صالح والحوثيين يتشفون ويتغنون ويرحبون، ووصف صالح القشيبي بالكلب، وفق تسجيلات صوتية منشورة".

 

وأردف: من بعدها لم أعد أشعر بالصدمة من أي حدث آخر، كانت صدمة مستنجد مؤمل لكنه شعر بالخذلان النهائي. وللمفارقة نفس الجهة التي قتلت القشيبي قتلت صالح، وتسببت بطرد هادي وكادت أن تقتله".

 

وختم بالقول: "لقد سقطنا هناك في عمران، ومن بعدها لم يعد سوى ارتدادات، ومن توطأ دفع الثمن، ومن بارك شرب من نفس الكأس، بينما لايزال القاتل حرا طليقا يعبث بالجميع".

 

الصحفي سمير النمري، كتب قائلا: "لم يكن علي عبد الله صالح رئيسًا لدولة بقدر ما كان شيخًا لقبيلة مترامية الأطراف اسمها اليمن. لم يحكم بقوة القانون، بل بسلطة العُرف؛ ذلك الميثاق غير المكتوب الذي يقدّس الهيبة الشخصية ويُعلي الولاء فوق كل اعتبار".

 

وتحدث عن طريقة إدارة صالح للبلاد، فقال إنها كانت تتم بـ "عقلية الشيخ المُحنّك. الشيخ في اليمن كريم، شهم، شجاع، لكنه عصبيّ يُستفز بسرعة، ويدير حياته باستراتيجية اللحظة لا بالضوابط والسلوكيات المنمقة. وهكذا، كان الشيخ صالح يمدّ يده بالكرم لشراء الولاءات، ويضرب بقبضته الحديدية لسحق الخصوم".

 

وأضاف: "كان يتقن عبارته الشهيرة التي يقولها في كل مناسبة "الرقص على رؤوس الثعابين"، وهي ليست مجرد استعارة سياسية، بل استراتيجيته الجوهرية للبقاء.

 

وأوضح أن صالح "حوّل المشهد السياسي إلى شبكة معقدة من التحالفات الهشة والمصالح المتقاطعة، حيث كان هو الخيط الوحيد الذي يربطها جميعًا. هذه الحكمة القبلية كانت هي نفسها التي قادت الدولة إلى حتفها".

 

وأشار إلى أنه وفي "ظل حكم “الشيخ الأكبر”، تآكل مفهوم الدولة الحديثة بشكل ممنهج. تم إفراغ المؤسسات من جوهرها وتحويلها إلى مجرد واجهات شكلية، بينما كانت القرارات المصيرية تُطبخ في مجالسه الخاصة وتُحسم وفقًا لموازين القوى القبلية ومزاجه الشخصي. لم يعد الولاء للوطن قيمة، صار الولاء للشيخ علي صالح هو معيار المواطنة الصالحة، ومفتاح الثروة والسلطة".

 

وأردف: "الصبر والدهاء اللذين مكّناه من الحكم لثلاثة وثلاثين عامًا، كانا هما نفسهما معاول الهدم التي حفرت قبر الدولة اليمنية. بنى نظامًا شديد المركزية حول شخصه، لدرجة أنه عندما سقط، انهار الهيكل بأكمله".

 

وعن نهايته المحتومة، قال النمري، إن صالح ظل "وفيًا لهويته كشيخ قبيلة. لم يتنازل أو يستسلم كما يفعل الساسة، بل اختار المواجهة حتى الموت. في قاموس العُرف القبلي، الشرف يقتضي أن يموت الشيخ مدافعًا عن مكانته، مهما كانت الكلفة".

 

ووصف نهاية صالح بأنها كانت لحظة "خلع فيها عن نفسه آخر أثواب “الرئيس”، ليموت كما عاش: شيخًا عنيدًا، في معركته الأخيرة مع قبيلته التي لم يفهمها ولم تفهمه إلا بلغة القوة".

 

وختم بالقول: "الخسارة الكبيرة أننا خسرنا اليمن كدولة.. وإعادة بناءها سيحتاج محو جيل كامل وربما أكثر".

 

تراشق أنصار صالح والإصلاح

 

الجدل الذي أثير عقب بث قناة العربية للفيلم، زاد حدته بين أنصار صالح ومنتسبي حزب الإصلاح، حيث هاجم أنصار صالح حزب الإصلاح بشراسة وحدة كبيرة خصوصا وأن بعض ناشطي الإصلاح حملوا صالح المسؤولية عن خراب البلاد وتسليم الجمهورية للحوثيين، نكاية بأعداء صالح خصوصا حزب الإصلاح الذي ناله النصيب الوافر من عملية الإنتقام التي كانت أحد أهداف صالح الرئيسية.

 

القيادي الإصلاحي عبده سالم كتب في سياق الدفاع عن الإصلاحيين من شتائم أنصار صالح، حيث خاطب الأخيرين بود كبير قائلا: "يا أحبابنا في المؤتمر الشعبي العام: الإصلاحيون لا أنتجوا فيلم "المعركة الأخيرة"، ولا كتبوا له السيناريو، ولا حددوا موعد عرضه! ... ليش مصرّين تلبّسوها لهم؟".

 

وأضاف: الفيلم من إنتاج قناة "العربية"، والمتحدّثين فيه هم نجل الزعيم، وأقاربه، وقادة حزبه، وحراسته الخاصة… يعني من بيتهم وفيهم! أما الإصلاح؟ والله ما لهم فيه لا صوت ولا صورة، ولا ريحا ولا نفسا! لكن الظاهر أنكم مش قادرين تتخلّصوا من عقدة الإصلاح، حتى وهم خارج المشهد. تخافوهم وهم ساكتين، وتتهموهم في بلاوي أنتم صنعتوها بأيديكم!".

 

وتابع: "لا أحد يرغب في الإساءة للزعيم، ويكفيه شرفاً أنه قُتل على يد أعداء الوطن، بصرف النظر عن الكيفية، هارباً كان أو مقاوماً… فقد أفضى إلى ربه، فدعوه في ذمّة الله، ولا تُحمّلوه حصائد ألسنتكم وأقلامكم".

 

وأردف: "ورغم أننا لا نعرف بالضبط ما هو الثقب الذي فتحه هذا الفيلم، ولا ما ستكون عليه تداعياته في قابل الأيام، إلا أن "الإصلاح" — كما يبدو — قد تحوّلوا عند البعض من خصم سياسي إلى فزّاعة نفسية، وهكذا المرعوب يشوف خصمه في كل ظل، والمذعور يحسب الهواء مؤامرة، - الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا. سُنّة الله في خلقه. الرحمة للزعيم ... والعافية "للإصلاح"!".

 

أما الناشط عبداللطيف ياسين فكتب قائلا: "الإصلاح ليس لقمة صائغة يا أيتام صالح الإصلاح في أوج قوته ولو كل كفيل يتخلى عن مكفوله وقالوا سدوا لحسمها الإصلاحيين لصالحهم هزة من سالم إلى المخا وهزة من لعكب إلى عدن وانتهى الأمر".

 

غاغة

 

الصحفي حمود هزاع، علق قائلا: "استعادة صنعاء لا تستوجب تمجيد صالح أو مهاجمته.. ووحدة الصف تتحقق بوحدة القضية، وليس بوحدة الرأي والموقف حول شخص سواء كان صالح او عبدربه او علي محسن او حميد الاحمر او طارق صالح او غيرهم..".

 

وأوضح أن "الإصطفاف الوطني لا يلغِ حق نقد حزب سياسي أو مكون او شخصيات.. الاصطفافات الوطنية ومعارك الخلاص تحتاج قادة كبار يهتمون بالهدف وهو مواجهة الحوثيين والقضاء عليهم ويعملون من اجل ذلك لا يلتفتون لما دون ذلك".

 

الناشط نبيل الفقيه أقسم أن ما يجري عبارة عن "غاغة"، حيث قال: "أكملت مشاهدة الفلم الوثائقي لقناة العربية حول اللحظات الأخيرة لصالح. ولا يوجد مبرر واحد أو نقطة تبرر ان تتحول الحلقة لمهاترات بينتا".

 

وأضاف: "الأصل كانت تعزز تقوية سهامنا ضد الحوثي. ودليل على أنه غدار وعدو للجميع. لكن معي عبارة دائما اختم بها مداخلتي لأي قناة. "استوا واعتدلوا رصوا الصفوف لا تجعلوا فرجة للحوثي".

 

صالح توقع مصيره على يد الحوثيين

 

وفي ذات السياق، قال وزير الخارجية اليمني السابق أبو بكر القربي إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لذي قتل على يد جماعة الحوثي قبل ثماني سنوات، كان يتوقع مصيره على أيدي الجماعة.

 

وأضاف القربي في مقابلة مطولة مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أن "المواقف التي بدأت بعد أن أعلن الشراكة مع الحوثيين وشعوره بأن الحوثيين رغم شراكة حزب "المؤتمر الشعبي العام" في الحكومة. إلا أن وزراء المؤتمر في الحكومة لم تكن لديهم جميع الصلاحيات، وكان المشرفون من الحوثيين هم الذين يديرون الوزارات، فبدا التوتر واضحاً بإقصاء الحزب من دوره السياسي في اليمن، وبدأت الخلافات أيضاً عندما بدأ المؤتمر يكثف من نشاطه السياسي والاحتفاء بذكرى تأسيسه في 2017.

 

وتأتي تصريحات القربي غداة يوم من بث قناة العربية فيلم وثائقي المعركة الأخير لصالح في العاصمة صنعاء، بشهادات نجله مدين وأقرب المقربين منه حراسته الشخصية الذي كانوا معه لحظة مقتله على يد الحوثيين في الراربع من ديمسبر 2017م.

 

ونفى القربي نية صالح ومساعيه لتوريث الحكم لنجله أحمد، وقال إن "هذا الحلم أعتقد لم يكن مطروحاً جدياً، وأعتقد أن المعارضة ضخّمت الموضوع، وللأسف أيضاً أن بعض قيادات الحزب كانت تدلي بتصريحات توحي بهذا الأمر".

 

وأضاف "لكن صالح قال مباشرة إن ولده من حقه أن يرشح نفسه إذا هو أراد لأن هناك انتخابات والشعب يقرر مَن سيختار لكن في الوقت نفسه قال: أنا لن أترشح للانتخابات المقبلة ولن يترشح ولدي".

 

وتحدث القربي عن مشكلة الحوثيين منذ 2004 وعن ثورات الربيع العربي وثورة 11 فبراير عام 2011، وكيف تبدّل تحالف صالح ونائبه عبد ربه منصور هادي، ولماذا تحوّل الحوثيون إلى إيران.

 

كما نفى تحالف صالح مع الحوثيين وقال "لا نستطيع القول إنه تحالف مع الجماعة، ربما في بداية الأمر عندما بدأ الحوثيون بالتقدم نحو صنعاء، ربما كان يعتقد أنه ستأتي مرحلة تقوم فيها الحكومة بقيادة هادي في ذلك الوقت، بوقف تقدمهم. لأن الرئيس هادي كان رئيس الجمهورية في ذلك الوقت وهو المسيطر على الجيش والقوات المسلحة".

وأردف "كان صالح ربما يرى أن ما يجري في المناطق القبلية من قبل الحوثيين هو تصفية حسابات بينهم، وربما يرى فيها من جانبه أنها أضرت بخصومهم من مشايخ القبائل في المنطقة".

 

وزاد "لكن عندما تقدموا إلى عمران كان واضحاً أن الخطر قادم، لذلك طلب من الرئيس هادي، وذهبت مجموعات من حزب «المؤتمر الشعبي» وطلبت من الرئيس هادي التدخل لوقف تقدمهم لأنهم إذا وصلوا إلى عمران فسيصلون إلى صنعاء.

 

وحسب القربي فإن صالح كان لديه شعور أن هادي غدر به، وتعزز هذا الشعور خاصة عندما بدأ التعامل مع "المؤتمر الشعبي" في أثناء مؤتمر الحوار الوطني الشامل في تمثيل المؤتمر والشخصيات التي تشارك في المؤتمر،

 

وأضاف "شعر بأن الرئيس هادي يحاول أن يزيحه من الدور الذي له الحق فيه كرئيس للمؤتمر. اتخذ هادي القرارات، وشعر صالح كأنه يريد أن يستبعده من رئاسة المؤتمر، فبدأت الحساسيات.


مقالات مشابهة

  • رواية مدين نجل "صالح" عن مقتل والده برصاص الحوثيين تثير الجدل في اليمن
  • تحقيقات النيابة تكشف تورط تاجر أسلحة فى ترويجها عبر السوشيال ميديا
  • المجلس الانتقالي يهدد باستخدام القوة العسكرية للسيطرة على محافظة حضرموت
  • الانتقالي يوجه تهديدًا مباشر لـ العليمي ويتوعد بحرب دامية في عدن
  • بعد فشل خطته لإسقاط الحلف.. الانتقالي يهدد باجتياح حضرموت عسكريًا
  • الزبيدي يقيل قيادات في “الانتقالي” ومخاوف من اختراق سعودي للمجلس
  • مجلس المنافسة يكشف ارتفاعا في مداخيل الضريبة المتأتية من المحروقات
  • ليبيا تدعم إلغاء «حق النقض في مجلس الأمن» وتطالب بحقوق دائمة للقارة الإفريقية
  • مظاهرات السودان.. رسائل في بريد “الرباعية الدولية”
  • مذكرة احتجاج رسمية لمجلس الأمن.. اليمن يطالب بتحرك حازم ضد تدخلات إيران ودعمها للحوثيين