كم من مرات أخبرتني ماماتي أني جميلة، ومهذبة، وقوية، وغالية، ومثقفة، وبارعة في كل ما أقوم به، إذا أخفقت في تجربة أكدت لي أن الفشل شدة يختبرني بها الله، أتضايق من تصرف شخص ما، فتأمرني بالتفكير المنطقي قبل اتخاذ قرار بشأنه مع الوضع في الاعتبار راحتي النفسية، فإذا تكرر الأمر تنصحني بمقولة اعتزل ما يؤذيك، إذا تركت مكان عمل قالت إن مئات الفرص تنتظرني، عندما ارتكب خطأ تردد الحديث الشريف (كل ابن آدم خطّاء، وخير الخطائين التوابون).
أهمل صديقتي أياما، فتنصحني بالمبادرة بالسؤال عنها والتماس العذر لغيابها عني مؤكدة أن صداقة العمر لا تنفصم بسبب تفاهات الحياة.
لقد سمحت لي ماما دائما أن أتدلل، فشعرت أن الدلال قد خلق من أجلي، لكنها في الوقت ذاته أعدتني لمواجهة الحياة خارج البيت، فالدلال والدلع لم يفسدا سلوكياتي، علمتني تحمل المسئولية فنشأت قادرة على التعامل مع المواقف المختلفة، واتخاذ القرارات الملائمة وتنفيذها، غرست بداخلي قيم وأخلاق وتعاليم الدين ولقنتني أن التمسك بها هو أساس كل نجاح.
أدركت مبكرا - بفضلها - أن مشيئة الله تسبق كل شيء، وعلينا السعي بجدية مع التسليم والرضا بما قدره الله لنا، واليقين أن وراء كل ما يحدث لنا حكمة إلهية، تحمل لنا خيرا، قد لا ندركها بتفكيرنا الإنساني القاصر.
ربما لم أكن في الواقع كما تراني أمي، وربما بالغت كثيرا في مدحي، لكني رأيت نفسي دائما بعينيها فحاولت أن أكون كما تراني، ونجحت ماما في تكوين شخصيتي المستقلة الواثقة فوصفني أحدهم في يوم ما قائلا إن ثقتك بذاتك مثل الذهب تقدر بالجرام.
لا عجب في ذلك، فالأم هي المسئولة عن تشكيل أبنائها، وبناء شخصياتهم، وتعزيز سلوكياتهم، هي أساس التربية، وركيزة التنشئة الاجتماعية قبل أن تتدخل عوامل مجتمعية مؤثرة.
الله يرحمك يا ماما ويعفو عنك ويجازيكِ خير الجزاء.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
رسالة ترامب الغامضة تصل بغداد عبر أمير قطر… ما السر؟
مايو 17, 2025آخر تحديث: مايو 17, 2025
المستقلة /- في خطوة مثيرة للريبة، كشف مصدر مطّلع للمستقلة، أن أمير دولة قطر سلّم رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الحكومة العراقية، دون الكشف عن فحوى الرسالة، ما فتح باب التكهنات على مصراعيه حول طبيعة الدور الذي تلعبه الدوحة في المشهد الإقليمي، وهل تحوّلت فعلًا إلى “ساعي بريد” جديد بين واشنطن وبغداد؟
الرسالة، التي تم تسليمها في أجواء من التكتم الشديد، أثارت تساؤلات حول توقيتها ومضمونها، لا سيما مع تصاعد التوترات في المنطقة وعودة ترامب بقوة إلى المشهد السياسي الأمريكي. هل تحمل الرسالة دعوة للتقارب؟ أم تهديدًا مبطنًا؟ أم ربما صفقة ما تُطبخ في الكواليس؟
لماذا قطر؟
الأنظار تتجه نحو الدور الجديد لقطر، الذي يبدو أنه لم يعد يقتصر على الوساطات في النزاعات المسلحة فقط، بل امتد ليشمل رسائل بين خصوم الأمس. هل هذا التحرك بتنسيق مع الإدارة الأمريكية الحالية، أم أنه رسالة من ترامب نفسه يُراد بها تجاوز المؤسسة الرسمية؟
هل بدأت حقبة “الدبلوماسية الموازية”؟
ما يثير الشكوك أكثر هو صمت الحكومة العراقية حيال هذه الرسالة، مما يطرح تساؤلات عن مدى شفافيتها، وما إذا كانت بغداد بدأت فعليًا تتعاطى مع قنوات غير رسمية في علاقاتها الخارجية. فهل نحن أمام بداية لمرحلة “دبلوماسية موازية” تتحكم فيها أطراف غير تقليدية؟
أسئلة بلا إجابة… لكنها تشي بتغيّر قواعد اللعبة
ما الذي دفع ترامب لاختيار قطر كقناة اتصال؟ هل هناك صفقة سياسية – أمنية قيد الإعداد؟ ولماذا اختارت الحكومة العراقية الصمت بدلًا من الشفافية؟هذه الرسالة قد تكون بداية لمرحلة جديدة من التحالفات والاصطفافات في الشرق الأوسط، حيث لا شيء يحدث عبثًا، وكل ورقة تُمرر تحت الطاولة تحمل خلفها ما هو أخطر مما يُقال علنًا