إرادة الأبوة.. رحلة "صفا" من 205 إلى 95 كيلو جراما في سبيل احتضان طفلته
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في قرية صغيرة في ولاية قرامان جنوب تركيا، يعيش رجل يدعى صفا تشوتوك، قصة مثيرة للإعجاب والإلهام، “صفا”، البالغ من العمر ثلاثين عاماً، كان يعاني من زيادة مفرطة في الوزن، حيث بلغ وزنه 205 كيلوجرامات، وكان يجد صعوبة في أداء الأنشطة اليومية البسيطة، مثل التسوق والاعتناء بأسرته.
بدأت قصة صفا عندما تزوج في عام 2021، وخلال الأشهر التسعة الأولى من زواجه، ازداد وزنه بشكل كبير، بزيادة قدرها 65 كيلوغراماً، ليصل إلى 205 كيلوجرامات، وكانت حياته اليومية مليئة بالصعوبات، حيث كان يحتاج إلى مساعدة والده وشقيقه لتلبية احتياجات المنزل، ولم يكن قادرًا حتى على احتضان طفلته الصغيرة واللعب معها بسهولة.
ولكن لحظة إصرار غيرت مسار حياته عندما شعر بصعوبة في احتضان طفلته حديثة الولادة، اتخذ قراراً مصيرياً، قرر صفا أن ينقص وزنه ليتمكن من أن يكون الأب الذي يستحقه طفلته، وليتمكن من اللعب معها ورعايتها دون أية معوقات.
في عام 2022، خضع صفا لعملية تصغير معدة، وبدأ رحلته نحو حياة صحية، وألتزم بحمية غذائية صارمة، وبدأ في ممارسة الرياضة بانتظام، على مدار عام ونصف، استطاع صفا أن ينقص وزنه بشكل تدريجي، حتى وصل إلى 95 كيلوجراماً.
عزيمة الأبوةلم يكن الطريق سهلاً، ولكن عزيمته كانت أقوى من كل التحديات، وقال صفا في حديثه لوكالة الأناضول: "بات بإمكاني الآن أن أعتني بطفلتي بكل سهولة، وألعب معها وأصحبها في جولات. حتى عندما أصعد 7-8 طوابق، لا توجد مشكلة، يمكنني الصعود بسهولة".
مع فقدان الوزن، استعاد صفا نمط التنفس الطبيعي وانتهت مشكلة التعرق الزائد، وأصبح ينام بشكل أفضل، واستعاد جزءًا كبيرًا من حياته التي فقدها بسبب الوزن الزائد، الآن، يعيش صفا حياة مليئة بالنشاط والحيوية، ويستمتع بكل لحظة مع طفلته.
قصة صفا تشوتوك ليست مجرد قصة إنقاص وزن، بل هي قصة إرادة وإصرار، قصة حب أبوي قوي دفعه لتغيير حياته من أجل طفلته. إنها تذكير لنا جميعاً بأن الإرادة القوية يمكنها أن تتغلب على أصعب التحديات، وأن الحب يمكن أن يكون الدافع الأكبر للتغيير نحو الأفضل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: جنوب تركيا ممارسة الرياضة
إقرأ أيضاً:
رواية جديدة للدانة البوهاشم السيد: «كان شغفي عطاء» إرادة تقهر الانكسار
أصدرت الكاتبة القطرية الدانة البوهاشم السيد روايتها الجديدة بعنوان “كان شغفي عطاء”، وهي عمل سردي إنساني عميق يستكشف تساؤلات الذات حول المعنى، والإيمان، والعطاء، ويُلقي الضوء على قدرة الإنسان على النهوض مجددًا وسط لحظات الانكسار.
تدور الرواية الصادرة عن دار الوتد حول بطلتها “نورة”، وهي امرأة قطرية تبلغ سن التقاعد، لكنها ترفض أن يكون هذا السن نهاية، بل تراه بداية جديدة لحياة مختلفة. تقرر أن تبدأ دراسة تخصص جديد رغم التحديات المجتمعية والاعتراضات، وتدخل أجواء التعليم العالي في قطر بكل ما يحمله من رحابة وتطور. وبالمثابرة والإصرار، تتمكن نورة من نيل درجة الماجستير، مجسدة بذلك صورة مشرقة للمرأة القطرية الطموحة، ورسالة مفادها أن العطاء لا عمر له، وأن العلم بابٌ مفتوح لكل من يسعى إليه. وتنقل الرواية من خلال هذه القصة تفاصيل الحياة الحديثة في قطر، بما فيها من نهضة تعليمية، وحراك ثقافي، وتطور عمراني واجتماعي يعكس روح العصر. ولا تكتب الدانة البوهاشم السيد فقط عن الذات، بل ترسم لوحة واقعية عن بلد يشق طريقه نحو المستقبل، ويحتضن طموحات أبنائه وبناته، وفي الوقت ذاته، تحافظ الرواية على بعد وجداني وتأملي، حيث تسير الكاتبة بالقارئ في رحلة داخلية تطرح أسئلة حول الإيمان والخذلان، والقوة التي نكتشفها داخلنا عندما نظن أننا قد وصلنا إلى النهاية. “كان شغفي عطاء” ليست مجرد رواية، بل دعوة لإعادة تعريف الحياة، والشغف، والمساهمة المجتمعية، في وطن يفتح الأبواب لكل من يريد أن يصنع الفرق.