دعاوى مصرية لـخلاص الشعب المقموع.. والنظام يطلق أصواته لـامتصاص الغضب
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
لاقى مقال الناشط السياسي ومؤسس الحركة المدنية في مصر٬ يحيي حسين عبد الهادي٬ تفاعلا على صفحته في موقع فيسبوك٬ بعد أن طالب بالوحدة بين فرقاء الوطن للخلاص من القمع الذي يعيشه المجتمع المصري.
ونقل عبد الهادي في صفحته ما كتبه أحد أصدقائه قائلا:" لو أن ربك أراد لنا أن نرى النور٬ فإنني أرى هذا الدرس وحده كبداية: يجب ألا يُستدعى الجيشُ أبداً مرةً أخرى.
بينما قال آخر:" مشوار العودة صعبٌ وصعبٌ جداً، ولكنه يرتكز على 3 ركائز أساسية: العدل٬ التعليم٬ الحقوق والواجبات".
ويرى الناشط السياسي أنَّ "ما يجب أن نبدأ به الآن وفوراً دون انتظارٍ لزوال الغُمَّة - ولن تزول إلا به- هو خَفْضُ منسوب الاحتقان ومكايدات الصغار وتَلاسُن العِيال بين فصائلنا وتياراتنا نحن الشعب المقموع".
ويؤكد عبد الهادي على للتيارات السياسية المختلفة:" ليس مطلوباً أن يتخلى أحدُنا عن قناعاته، فذلك ضَرْبٌ من الخيال٬ فقط، لا تهاجم انحيازات الآخرين فتستفزهم ويشتبكون معك بدلاً من الاصطفاف في وجه من يقمعكما معاً".
وأضاف قائلا:" لماذا يَحُّكُ أحدُنا أنفَ أخيه؟ كُلٌّ مِنَّا يرى أنَّ أخاه هو الذي أوصَلَنا لما نحن فيه ولا بُدَّ أن يعتذر أولاً.. يا سادة لقد وَصَلْنا للقاع بالفعل، وهذه الجَدلية العقيمة التي لن تنتهي والتي تورث العِنْدَ وتُعَّمِقُ التَمَّزُقَ، تشغلنا عن طلب الاعتذار ممن بَطَشَ بنا جميعاً ولا يزال".
وختم الناشط السياسي مقاله: "أخي المقموع.. قُلْتُها من قبلُ وسأظلُ أُكررها.. أنا وأنتَ خصمان غريقان مُقَّيَدان بسلسلةٍ في قاع البحر.. فلنُؤَجل شِجارنا لما بعد النجاة.. أَمَّا الآن فلنحاول معاً فَكَّ السلسلة.. غير ذلك سَفَهٌ.. بل خيانةٌ".
وعلق محمود عيد على ما كتبه عبد الهادي قائلا: "هذا النظام المستبد يقتات من تفرقنا ونزاعنا ويعلم ان أخطر ما يواجه هو اتحادنا٬ فالأنظمة المستبدة تترعرع بمبدأ فرق تسد".
بينما تذكر أحمد النحاس الآية الكريمة ﴿وَلَا تَنَٰازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾ أي أن النزاع يؤدي الي الفشل وضياع النصرة فيما تريدون فيه النصر.
وكتب أيمن معلقا: "كما أنه لابد من إخراج الإعلام الأصفر بفضحهم وعدم السماح لهم بالتغلغل مرة أخرى، بل لابد من محاكمتهم أمام محاكم ثورية".
أبواق النظام تمتص الغضب
وتشهد مصر في الآونة الأخيرة أزمات متلاحقة بعد زيادة سعر رغيف الخبز المدعم ٣٠٠ بالمئة٬ وقطع الكهرباء أكثر من ثلاث ساعات يوميا بعد رفع الدعم عنها٬ مما أدى إلى وفاة أكثر من ٤٠ شخص في محافظة أسوان بصعيد مصر نتيجة الحر الشديد وانقطاع الكهرباء.
ودفعت الأزمات المتلاحقة عدد من الإعلاميين المؤيدين للنظام لمحاولة امتصاص غضب وغليان الشارع٬ فقال الإعلامي أحمد موسى، أن المواطنين يتساءلون عن أزمة قطع الكهرباء وزيادة تخفيف الأحمال: المواطن له حق على الدولة أن يعرف تفاصيل المشكلة والاستهلاك الزائد للكهرباء ومتى ستقطع الكهرباء والجدول وكل المعلومات التي يحتاجها.
حبى لبلدى ولاهل مصر يدفعنى للحديث المستمر عن شكاوى الاهل والاحباب فى مصر بسبب معاناتهم من الكهرباء .. لا بد من حل حقيقى وجذرى لهذه الازمة .. درجات الحرارة رهيبة .. ارجوكم لازم حل ناجز وعاجل .. المواطن يشكو ولايريد سماع اى خبر سوى حل ازمة الكهرباء .. الناس تحملت كثيرا وأتمنى من… — أحمد موسى - Ahmed Mousa (@ahmeda_mousa) June 25, 2024
وأضاف موسى٬ أن بعض المواطنين أكدوا أن هناك مناطق قطعت فيها الكهرباء أكثر من 3 ساعات، مقدما اعتذاره للمواطنين عن تأخير بيان الكهرباء حول أسباب قطع الكهرباء، وأعاتب الحكومة في هذا التأخير من اجل المصداقية.
بينما قال الإعلامي عمرو أديب معلقا على عدم قطع الكهرباء في بعض المناطق٬ أن اعتذار وزارتي الكهرباء والبترول عن تخفيف الأحمال هو اعتذار واجب وشيء جيد.
وأشار إلى أن المساواة في تخفيف الأحمال عدل، موضحا أنه من غير المقبول أن تنقطع الكهرباء في محافظة ساعتين وفي أخرى ثلاث ساعات وفي أخرى ست ساعات.
وتابع: "مينفعش تكون الكهرباء فرح العمدة في مكان وتكون ظلام في مكان تاني.. يا نعيش عيشة فل يا تقطعوا علينا إحنا الكل".
وأعلن الإعلامي وعضو مجلس النواب، مصطفى بكري، عن تخفيض الأحمال الكهربائية إلى ساعتين بدلا من 3 ساعات، بعد تدخل رئيس النظام عبد الفتاح السيسي٬ بحسب زعمه.
منذ قليل تم تخفيض الأحمال الكهربائيه إلي ساعتين بدلا من ثلاث ساعات ، بعد تدخل الرئيس ، ننتظر اليوم الذي تنتهي فيه قضية الأحمال بأسرع وقت — مصطفى بكري (@BakryMP) June 25, 2024
وقال بكري في منشور عبر حسابه بمنصة إكس، الثلاثاء: "منذ قليل تم تخفيض الأحمال الكهربائية إلى ساعتين بدلا من 3 ساعات، بعد تدخل الرئيس، ننتظر اليوم الذي تنتهي فيه قضية الأحمال بأسرع وقت".
وكان أكد مصدر رفيع المستوى قد أكد أن السيسي يتابع عن كثب أزمة انقطاع الكهرباء لتخفيف الأحمال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مصر الكهرباء السيسي مصر السيسي كهرباء معارضة غلاء المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عبد الهادی
إقرأ أيضاً:
“نبي الغضب”: جبهة إسرائيل الداخلية تتفكك وحماس لم تُهزم
#سواليف
في مقال تحذيري جديد بصحيفة معاريف، دقّ #الجنرال_الإسرائيلي (احتياط) #إسحق_بريك #ناقوس_الخطر حيال ما وصفها بـ” #الورطة_العميقة ” التي تواجهها #إسرائيل بعد مرور أكثر من عام ونصف العام على بدء #الحرب على قطاع #غزة.
ورغم أنه حرص سابقا على تأكيد ذلك بقوله إن #الجيش_الإسرائيلي لم يهزم حركة #المقاومة_الإسلامية ( #حماس )، وإن “المؤسسة السياسية والعسكرية تضلل الجمهور”، فإن الجديد في مقاله هو إشارته إلى أن إسرائيل تواجه جبهة جديدة تتمثل في التهديد الداخلي المتصاعد الذي بات يضرب تماسك الدولة الإسرائيلية من داخلها، نتيجة فقدان الثقة بالقيادة السياسية والعسكرية، وتفكك الروابط بين مكونات المجتمع الإسرائيلي، وتدهور صورة إسرائيل دوليا.
ورغم أن الجنرال المتقاعد ومفوض شكاوى الجنود السابق، اعتاد منذ سنوات على توجيه انتقادات حادة للمؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل، فإن مقاله الجديد في صحيفة معاريف اتسم بنبرة أكثر حدة وشمولا، إذ انتقل من انتقاد الأداء العسكري في غزة إلى الحديث عن أزمة قيادة في هيئة الأركان، وفقدان الجيش الجاهزية لمواجهة تهديدات خارجية متزايدة، ومقامرة نتنياهو بمصير الدولة، فضلا عن إشارته إلى أن مكانة إسرائيل الدولية تتآكل، وتحديدا في الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لها.
“الجيش لم يحقق أهدافه في غزة”
بدأ بريك -الذي يلقبه الإعلام الإسرائيلي بأنه “نبي الغضب”، لأنه تنبأ بهجوم تشنه المقاومة الفلسطينية على غرار هجوم طوفان الأقصى– مقاله بالتشديد على أن “إسرائيل لم تقترب من هزيمة حماس” على الرغم من تدمير أجزاء واسعة من قطاع غزة ومواصلة العمليات العسكرية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكتب أن “وزير الدفاع السابق يوآف غالانت ورئيس أركانه هرتسي هاليفي والناطق باسم الجيش دانيال هاغاري خدعوا الجمهور الإسرائيلي، بمساعدة وسائل الإعلام المعبأة”، معتبرا أنه وحده الذي كان يقول الحقيقة للجمهور الإسرائيلي.
وأوضح أن ما تم تدميره من شبكة أنفاق حماس لا يتجاوز 25% بحسب الاعترافات الأخيرة للجيش، بينما لا تتجاوز النسبة الفعلية 10%، على حد قوله. كما أشار إلى أن عدد عناصر حماس المقاتلين لا يزال مستقرا عند نحو 30 ألفا، مما يدل على أن الجيش “لم ينجح في تصفية القوة القتالية للحركة كما يزعم”.
وأضاف أن “الأنفاق الممتدة من سيناء إلى قطاع غزة عبر محور فيلادلفيا لا تزال مفتوحة، والتهريب مستمر، في حين لم يتم تدمير لواء رفح التابع لحماس ولا الكتائب الأخرى”.
ولم يستثن بريك رئيس الأركان الجديد الجنرال إيال زامير من الانتقاد اللاذع، رغم أنه أكد وجود علاقة مهنية سابقة بينهما عندما كان بريك مديرا عاما لوزارة الدفاع. وقال: “أشعر بخيبة أمل كبيرة من إيال زامير. لقد وعدني بأنه سيتبنى توصيات فرق الخبراء التي أعددتها معه وأدرجها في خطة الجيش متعددة السنوات، لكنه خالف كل ذلك”.
وقال إن وعود زامير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تتناقض مع تصوره لقدرات الجيش الإسرائيلي، وأشار إلى أن تعهده لرئيس الوزراء بأنه سيتمكن من تحقيق ما لم ينجح فيه سلفه هاليفي -وهو إسقاط حماس وإقامة حكومة عسكرية في غزة واستبدال نظام حماس- إنما كان من أجل تعيينه رئيسا للأركان.
وذهب أبعد من ذلك بوصفه زامير بأنه “أصبح دمية في يد نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس”، بل اتهمه بأنه يتعاون معهما في “خداع الجمهور عبر الادعاء بأن الضغط العسكري سيفضي إلى إطلاق سراح الرهائن”.
وأشار إلى أن زامير دعم نتنياهو في التراجع عن اتفاق كان قد تم توقيعه لوقف إطلاق النار مقابل إطلاق الأسرى دفعة واحدة، واصفا ذلك بأنه قرار مدمر “لن يؤدي إلى تحرير المختطفين، بل إلى مزيد من الخسائر في صفوف القوات الإسرائيلية”.
قائد سلاح الجو الإسرائيلي وقائد المنطقة الشمالية يتابعان قصف سوريا من غرفة العمليات المصدر: وسائل التواصل صفحة المترحم أحمد المقادمة في تلغرام
قائد سلاح الجو الإسرائيلي وقائد المنطقة الشمالية يتابعان قصف سوريا من غرفة العمليات (وسائل التواصل)
“الجيش يخوض حربا خاسرة”
وفي تقييمه الإستراتيجي، قال بريك إن “الجيش الإسرائيلي يواصل خوض حرب خاسرة”، وإن استمرارها لن يؤدي إلى أهدافها، بل سيقوّض قدرة الجيش على التأهب للتهديدات المتزايدة، مشيرا إلى أن “إسرائيل غير مستعدة إطلاقا لمواجهة حرب متعددة الجبهات”.
وسرد التهديدات الخارجية المتعاظمة كما يلي:
التهديد السوري الجديد، في ظل اتفاق دفاعي بين تركيا وسوريا يتضمن مساعدات عسكرية تركية.
تهديدات من هجمات على إسرائيل ترعاها إيران على الحدود الأردنية.
تعاظم قوة الجيش المصري الذي وصفه بأنه “أقوى جيش في الشرق الأوسط”.
آلاف الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية الموجهة إلى إسرائيل.
تصاعد المقاومة في الضفة الغربية.
استمرار قوة حماس وحزب الله رغم الضربات.
تهديدات داخلية من جماعات متطرفة يهودية.
هذا فضلا عن التهديد الذي تشكله صواريخ الحوثي.
وخلص إلى أن “الجيش لا يملك القدرة للتعامل مع هذه التهديدات مجتمعة”.
وفي سياق متصل، تطرق بريك إلى المعضلة النووية الإيرانية، قائلا إن “التهديد الأكبر” يكمن في تصريحات نتنياهو المتكررة حول نية إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية بمفردها إن لم تقم الولايات المتحدة بذلك.
ووصف هذه النية بأنها “مقامرة بوجود الدولة”، قائلا: “حتى الجهلة يعلمون أن مهاجمة إيران منفردة قد تشعل الشرق الأوسط وربما العالم”. وأضاف أنه “من دون مساعدة عسكرية ومدنية من الولايات المتحدة، لن تتمكن إسرائيل من البقاء في مواجهة التهديدات المتزايدة”.
كما نقل عن رئيس هيئة الأركان الأميركية أن أي ضربة عسكرية لن تؤدي إلا إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني، وأن الحل الوحيد يتمثل في اتفاق سياسي.
تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة والعالم
وفي انتقاد لاذع لسياسات نتنياهو الخارجية، قال بريك إن “نتنياهو أحرق جميع الجسور تقريبا مع الولايات المتحدة”، مشيرا إلى أن 16 عاما من قيادته أفضت إلى “تآكل العلاقات مع الجمهور الأميركي، واليهود الأميركيين، وتوتير العلاقات مع الحزب الديمقراطي”.
وأردف أن استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة أظهرت تراجع الدعم الشعبي لإسرائيل، إذ لم يعد نحو 50% من الأميركيين يدعمونها، مما يهدد استمرار الدعم العسكري والمدني الذي وصفه بأنه “شرط لبقاء إسرائيل”.
كما تطرّق إلى حادثة حذف تغريدة التعزية الإسرائيلية بوفاة بابا الفاتيكان فرانشيسكو، وعدم إرسال مسؤول إسرائيلي رفيع إلى جنازته، واصفا ذلك بأنه “إهانة للمسيحيين في أنحاء العالم”، مشيرا إلى رسائل غضب تلقاها مكتب رئيس الوزراء من رؤساء الطائفة الكاثوليكية في إسرائيل.
وفي ختام مقاله، أكد بريك أنه لا ينتمي لأي معسكر سياسي، بل يصوّت لما يراه مصلحة للدولة فقط. وكتب: “اليسار والوسط ينتقدان المستوى السياسي ويتجنبان نقد الجيش، أما اليمين فيركز على انتقاد اليسار وقوات الأمن معا. أما أنا، فأنتقد الجميع بحسب دورهم في التقصير، من دون تمييز”.
وشدد على أنه لا يكتفي بالنقد، بل يطرح الحلول، ويعتقد أن “الطريق الوحيد لإنقاذ إسرائيل من الانهيار يكمن في معالجة شاملة لأعطاب الأجهزة الأمنية والسياسية والاجتماعية”.