الأولى منذ 27 عامًا.. زيارة ألمانية إلى بريطانيا تستحضر ذكريات الحرب
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
يصل الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى بريطانيا، اليوم الأربعاء، في زيارة دولة تستمر ثلاثة أيام، يحتفي خلالها البلدان بعلاقاتهما الاستراتيجية الراسخة، بينما يستحضران في الوقت نفسه جراح الحرب العالمية الثانية وآثارها التي لا تزال حاضرة في الذاكرة المشتركة.
وسيستقبله الملك تشارلز الثالث وزوجته الملكة كاميلا في قلعة وندسور، في مراسم رسمية تتخللها الموسيقى العسكرية والاستعراضات التقليدية التي تشتهر بها بريطانيا.
وتكتسب الزيارة أهمية خاصة، إذ تعد الأولى لرئيس ألماني منذ 27 عاماً.
محطة مؤثرة في كوفنتريوفي إطار الطابع الرمزي للرحلة، سيزور شتاينماير وزوجته إلكه بودنبنندر يوم الجمعة كاتدرائية كوفنتري لإحياء ذكرى القصف الألماني للمدينة في 14 نوفمبر 1940، والذي أودى بحياة أكثر من 568 شخصاً ودمر أكثر من نصف منازلها، في أكبر هجوم مركز على مدينة بريطانية خلال الحرب.
ورغم اعتذار ألمانيا المتكرر عن جرائم النظام النازي، فإن التذكير بهذه الذكريات المؤلمة يأتي متبادلاً؛ إذ كان الملك تشارلز قد شارك في 2023 خلال زيارته إلى ألمانيا في مراسم إحياء ذكرى ضحايا القصف البريطاني لمدينة هامبورغ عام 1943، والذي خلف أكثر من 30 ألف قتيل.
علاقات راسخة في زمن التحدياتورغم الطابع الاحتفالي للزيارات الملكية — بما في ذلك الموكب العسكري، وحفل العشاء الفاخر على أواني فضية عمرها قرنان، وزينة عيد الميلاد الضخمة في قاعة سانت جورج — فإن الهدف سياسي بالأساس: تعزيز التحالف البريطاني الألماني في مواجهة التحديات الدولية الراهنة.
وتأتي الزيارة في وقت يسعى فيه الجانبان إلى تكثيف التعاون وسط استمرار الحرب في أوكرانيا، وفي ظل سياسة "أمريكا أولاً" التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تثير مخاوف أوروبية من اهتزاز شراكات اقتصادية وأمنية راسخة.
لغة مشتركة وتواصل شعبيوتبنى الزيارة على نجاح أول زيارة دولة قام بها الملك تشارلز إلى ألمانيا عام 2023، حين لفت الأنظار بقدرته على التحدث بالألمانية بلكنة جيدة خلال خطابه أمام البرلمان الألماني "البوندستاغ"، مشدداً على متانة العلاقات بين البلدين.
ويأمل المسئولون البريطانيون أن تساهم تغطية المراسم والاحتفالات في تعزيز الروابط الشعبية بين البلدين، وأن تضيف زخماً جديداً للعلاقات الثنائية في مرحلة تتطلب تنسيقاً أوروبياً أكبر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ألمانيا بريطانيا الحرب العالمية تشارلز الثالث شتاينماير
إقرأ أيضاً:
الاقتصاد الألماني يواجه أعمق أزماته منذ الحرب العالمية الثانية
حذّرت أكبر هيئة صناعية في ألمانيا الثلاثاء من أنّ اقتصاد البلاد يشهد "أعمق أزماته" منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، منتقدة ما اعتبرته تقاعسا حكوميا في وقت يسجل الإنتاج الصناعي تراجعا للعام الرابع على التوالي.
ومن المتوقع أن يقتصر نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2025 على مجرّد ركود، بعد عامين من الانكماش، في وقت يواجه المستشار الألماني فريدريش ميرتس تحديا لبلورة الوصفة اللازمة لدفع الإصلاحات وإعادة الثقة إلى الشركات.
وقال رئيس "اتحاد الصناعات الألمانية" بيتر ليبنغر في بيان، إن ألمانيا صاحبة أكبر قوة اقتصادية في أوروبا "في حالة سقوط حر، لكن الحكومة الفدرالية لا تستجيب بالقدر المطلوب من الحزم"، محذرا من أن القطاع الصناعي يصل في نهاية 2025 إلى "مستوى متدنّ بدرجة مقلقة".
صيغ بيان المنظمة بلغة مقلقة على أقل تقدير، ووجه انتقادات للمستشار ميرتس، المحافظ المتحالف مع الاشتراكيين الديمقراطيين داخل ائتلاف حكومي وصل إلى السلطة، عقب انتخابات شهدت صعودا لليمين.
وقال الاتحاد "نتوقع هذا العام تراجعا بنسبة 2% في الإنتاج، ما يعني عاما رابعا من الانكماش الصناعي. هذا ليس تباطؤا دوريا، بل تراجع بنيوي"، داعيا الحكومة إلى "انعطافة في السياسة الاقتصادية مع أولويات واضحة للقدرة التنافسية والنمو".
وأشار الاتحاد إلى أنّ الإنتاج انخفض في الربع الثالث بنسبة 0.9% عن الربع السابق و1.2% على أساس سنوي.
ظلّت ألمانيا طوال سنوات استثناء داخل قارة تتراجع فيها الصناعة، مستفيدة خلال العقد الماضي من نموذج يقوم على تصدير منتجات عالية القيمة من مصانع تعمل بأقصى طاقتها بفضل الغاز الروسي الرخيص.
عوامل تقوّض النموذج الألمانيوعدد بيان الاتحاد أهم العوامل التي تعمل على تقويض نموذج النمو الصناعي في ألمانيا، وتحوّل تدريجيا أكبر اقتصاد أوروبي إلى رجل أوروبا المريض:
إعلان جائحة كورونا ارتفاع أسعار الطاقة بعد الحرب الروسية الأوكرانية تراجع الابتكار زيادة المنافسة الصينية فرض الرسوم الجمركية الأميركيةوعد المستشار ميرتس في الخريف بسلسلة إصلاحات وإجراءات لتخفيف العبء البيروقراطي في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، استجابة لمطالب الشركات التي ترى في التشريعات المعقّدة عائقا أمام الابتكار ومصدرا لتكاليف إضافية.
ودافع ميرتس، الأسبوع الماضي، في البرلمان عن أدائه، معدّدا الإصلاحات التي أُقرت، من خفض الضرائب على الشركات إلى آلية تسعير الكهرباء.
لكن الصناعيين يعتبرون أنّ الخطوات لا تزال دون المطلوب.
وقال اتحاد الصناعات إن "كل شهر يمرّ من دون إصلاحات بنيوية حاسمة سيكلّف مزيدا من الوظائف".
وتتحمّل سوق العمل الألمانية انعكاسات التحوّل الجاري في الصناعة ما أدى إلى:
خسارة قطاع السيارات ما نسبته 6.3% من موظفيه خلال عام واحد، أي ما يعادل 48 ألفا و700 وظيفة. تراجع اليد العاملة في قطاع المعادن بنسبة 2.6% خلال عام وأكثر من 11% منذ 2019، بحسب تقرير أصدره الاتحاد الثلاثاء. في قطاع السيارات، تخطط "فولكسفاغن" لشطب 35 ألف وظيفة بحلول 2030، أي ما نسبته 29% من قوتها العاملة في ألمانيا. قبل أيام، حذّرت نقابة صناعة الكيميائيات والأدوية من أنّ الإنتاج في القطاع الكيميائي انخفض إلى أدنى مستواه منذ 30 عاما.وفي المقابل، تبدو صناعة الأسلحة، المدفوعة باستثمارات بمئات مليارات اليورو، أشبه بطوق نجاة للحكومة التي دعت الثلاثاء إلى تعزيز التعاون بين القطاعات.
وقال وزير الدفاع بوريس بيستوريوس في مؤتمر صحفي "نحتاج إلى شبكة أقوى بين الصناعة المدنية وصناعة الأمن والدفاع".
وأشارت وزيرة الاقتصاد كاتارينا رايش، التي حضرت المؤتمر، إلى "تداخلات تكنولوجية" محتملة مع صناعة السيارات "التي تمتلك قدرات تحتاج إليها منظومة الدفاع بإلحاح".