أدانت المؤسسة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر التهديدات المباشرة وغير المباشرة لرئيس المؤسسة علي الجلعي، بالقتل والتصفية الجسدية واقتحام منزله وهدم البيوت، والشتم والقذف والسب بألفاظ خادشة للحياء.

وقالت المؤسسة، في بيان لها، حصلت وكالة خبر على نسخة منه، إن رئيس المؤسسة تعرض لهذه التهديدات والقذف من قبل بعض أهالي الرشدة (قرية الحجلة) مديرية الحدا بمحافظة ذمار على صفحته في منصة (فيسبوك) في بث مباشر له بشأن الحادث الإجرامي الذي أسفر عن مقتل أحمد صالح حميدان، من أهالي الرشدة عشية عيد الأضحى المبارك.

وتفرض حملة عسكرية حوثية منذ صبيحة أول أيام عيد الأضحى حصارا خانقا ضد السكان في منطقتي بيت أبو عاطف وبني جلعة بمديرية الحدا، وقطعت الطريق العام بعد مقتل أحد أبناء منطقة الرشدة ويدعى أحمد صالح حميدان الرشيدي، على يد مسلحين مجهولين في كمين مسلح استهدف موكب زفاف بظروف غامضة، كما شنت حملة اعتقالات واسعة بحق الأهالي من الطرقات وفرضت عقابا جماعيا على السكان تسبب في إعاقة حركة الأهالي وتلف مزارع القات الخاصة بهم وتسببت بتكبيدهم خسائر مادية فادحة.

وذكر البيان، أنه من منطلق إنساني وواجب إنساني كرئيس مؤسسة حقوقية وناشط حقوقي، أن يدافع عن قضايا المجتمع وكفرد من أفراد القبيلة تحدث "الجلعي" عن دور الدولة في الحفاظ على الأمن وتثبيته والتحقيق مع الجميع بشفافية للوصول إلى القاتل، وتحدث عن مرور الموكب والخلافات التي حصلت ويفترض التحقيق وجوبيا أولا مع منتسبي موكب العرس وأنه لا يجب أن يكون هناك عقاب جماعي على قبيلة بني جلعة وبيت أبو عاطف كون سياسة العقاب الجماعي تعتبر من جرائم الحرب.

ووفقاً للبيان، ناشد رئيس المؤسسة السلطات بتحقيق الأمن والاستقرار، مطالبا بفتح الطريق أمام الجميع وتثبيت الأمن والعدالة المتساوية، داعيا الأطراف الى ضبط النفس والصبر كونها قضية حساسة، مشيراً إلى أن هناك من يريد خلط الأوراق لاندلاع العنف والحرب كون الطرفين لا يريدون الحرب، والقضية قد صدر فيها حكم نهائي يتبقى تنفيذه وهناك صلح قائم بإشراف سلطات الأمر الواقع.

وعبر البيان عن أسفه لقيام بعض أهالي الرشدة بالتهديد وإثارة العنف واطلاق تهديد ووعيد بالحرب وهدم بيوت قبيلة بني جلعة وبيت أبو عاطف، لافتا إلى أن التوتر تطور إلى الملاسنة بين افراد القبيلتين في مؤشر خطير تبعاته تهدد السلم المجتمعي.

حيث قام رئيس المؤسسة بالتواصل مع افراد قبيلته بني جلعة وبيت أبو عاطف ومنعهم من التعليقات أو الرد حتى رغم التهديدات والإساءة التي تعرض لها وهتك العرض والشرف، داعيا إلى ضبط النفس والهدوء وعدم الانجرار، مؤكدا انه سيقدم شكوى لأخذ حقه قانونا إثر تعرضه للتهديد بالقتل وانتهاك الشرف واطلاق الألفاظ البذيئة، لانه لا يعرف طريقا الى العنف كونه شخصية حقوقية وداعية سلام وهو سفير النوايا الحسنة للعام 2014م لمنظمة بعثة السلام الدولية التابعة للمجلس الدولي لحقوق الانسان ولا يمكن أن يثير العنف نهائيا مهما حصل.

كما طالب وزير الداخلية المعين من قبل الحوثيين والنائب العام بضبط الأشخاص الذين قاموا بالسب والتشهير، ودعا البيان وزير حقوق الانسان للقيام بواجباته الإنسانية تجاه المواطنين والحفاظ على حقوقهم وكرامتهم الإنسانية وفقا للدستور والقانون.

وحمل البيان سلطات الامر الواقع الحوثية في صنعاء مسؤولية الحفاظ على حياة رئيس المؤسسة وأسرته.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: رئیس المؤسسة أبو عاطف

إقرأ أيضاً:

سالي عاطف تكتب: حكاية القرن الإفريقي بين الجفاف والهجرة والنزاعات

في القرن الإفريقي، لم يعد تغيّر المناخ مجرد مصطلح بيئي يُتداول في المؤتمرات بل يتحوّل الطقس إلى قدر، ويصبح المطر حدثًا سياسيًا، والجفاف لحظة تُغيّر شكل العائلات والحدود والاقتصادات. المنطقة من الصومال لإثيوبيا وكينيا وجيبوتي تعيش واحدة من أكثر قصص المناخ قسوة في العالم. وفق تقديرات وتحليلات إقليمية ودولية، الملايين في هذه الدول يواجهون أمنًا غذائياً متدهورًا ونزوحاً متكرراً مرتبطاً بالمناخ والصراع.  

ففي الصومال اصبح الماء سبب النجاة وسبب الهجرة حيث تتتابع سنوات الجفاف كأنها فصول في رواية حزينة لا تنتهي. الأراضي الزراعية تضعف، الماشية تموت، والقرى تتآكل. ومع كل موسم جفاف، ينزح آلاف السكان من القرى إلى المدن بحثًا عن ماء أو فرصة عمل أو حتى مخيم يضمن الحد الأدنى من الحياة. في 2024 سجّل الشركاء الإنسانيون نحو حوالي 555,000 حالة نزوح داخلي خلال العام (نصفها تقريبًا نتيجة للصراع والفيضانات أيضاً)، بينما خلال منتصف 2025 أفادت تقارير أن حوالي 4.6 مليون شخص في حالات انعدام أمني غذائي في فترات ذروة الجوع. الضغوط هذه دفعت موجات نزوح كبيرة إلى مدن مثل مقديشو وبيدوا، ما خلق ضغطًا على الخدمات وأدى إلى صدامات حول الأرض والموارد.  

أما إثيوبيا فالمناخ يؤجّج صراعات كانت تحت الرماد حيث تعد إثيوبيا نموذجًا صارخًا للتشابك بين المناخ والنزاع. في الأقاليم الشرقية مثل الصومال الإثيوبي وعفر، ساهم الجفاف الشديد في تغيير مسارات الرعاة، ما أدى إلى احتكاكات مباشرة بينهم وبين مجتمعات زراعية تستنزف نفس الموارد القليلة المتبقية. الأرقام تُظهر أن إثيوبيا تضم أكثر من 2.27 مليون نازح داخلي حتى 2024–2025، وتستضيف نحو 1.1 مليون لاجئ؛ وفي منطقة عفر وحدها كانت هناك تقارير عن أكثر من 220,000 عائد/نازح يعانون من ضغط على الخدمات. تحت ضغط الندرة، تظهر النزاعات التقليدية بشكل أكثر حدّة: صراعات على الآبار، توتر حول أراضٍ رعوية، وهجرات جماعية تُعيد رسم الحدود القبلية.

لم يختلف الوضع كتيرا في كينيا حيث يهدد الجفاف الأمن الغذائي ويُطلق موجات نزوح جديدة في شمال كينيا، حيث تعتمد القبائل على تربية الماشية، أدّى الجفاف المتكرر إلى خسائر ضخمة في الثروة الحيوانية. أحدث تقييمات غذائية أظهرت أن حوالي 2.2 مليون شخص يواجهون حالة طوارئ غذائية (فبراير–مارس 2025)، وأنَّ خسائر المحاصيل والمراعي شهدت أرقامًا كبيرة حيث أظهرت تقارير فقدان حوالي 61,000 فدانًا من المزروعات ومئات آلاف رؤوس الماشية المتأثرة (مع تسجيل تقارير عن أكثر من 11,300 حالة وفاة للماشية في فيضانات/أحداث متقلبة أيضاً). ومع اختفاء مصادر الغذاء والدخل، اضطرّت العديد من العائلات إلى النزوح نحو مناطق أكثر خصوبة، ما خلق احتكاكات مع المجتمعات المضيفة في مناطق مثل توركانا ومارسابيت.  

جيبوتي… بلد صغير في مواجهة موجات الهجرة الأكبر منه
وجيبوتي، رغم صغر مساحتها، أصبحت نقطة عبور واستقبال مهمة للمهاجرين واللاجئين من إثيوبيا والصومال واليمن. حسب بيانات مفصّلة، تستضيف جيبوتي ما بين 32,000 إلى 33,000 لاجئ وطالب لجوء (تمثّل نسبة ملحوظة من سكانها)، حيث يشكل الصوماليون والإثيوبيون اليمنيون المجموعات الأكبر. الجفاف في دول الجوار دفع مزيدًا من الشباب للبحث عن طريق جديد عبر البحر الأحمر، ومع محدودية الموارد في جيبوتي يتزايد الضغط على المياه والخدمات الصحية، مما يجعل البلاد في سباق دائم بين الاستقبال والسيطرة على الأوضاع.  
فما يميز القرن الإفريقي اليوم ليس فقط حجم الأزمات، بل تزامنها: تغيّر مناخي يزيد ندرة الموارد، هجرات بشرية كثيفة داخليًا وخارجيًا، توترات قبلية وسياسية قديمة تتجدد، وحكومات تواجه تحديات اقتصادية وأمنية ضخمة. تقارير إقليمية ودولية تُشير إلى أن المزيج بين الكوارث الطبيعية والنزاعات أدى إلى ملايين الحالات من النزوح الداخلي والإقليمي خلال السنوات الأخيرة، ما يجعل الحاجة للاستجابة المتكاملة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. 

و السوال هنا في المستقبل… هل سيبقى الناس قادرين على البقاء؟
القرن الإفريقي اليوم يقف على حافة تحوّل تاريخي: الدول مضطرة للتعامل مع أزمات الطقس كما تتعامل مع الحروب — بخطط أمنية، وقوانين جديدة، وتحالفات دولية هدفها إنقاذ ما يمكن إنقاذه. لكن الحقيقة الأعمق أن الإنسان هناك لا يحتاج سوى شيء كان طبيعيًا يومًا ما: مطر يعود… وأرض تُنبت وحياة لا تُحكم بهاجرة اضطرارية.

طباعة شارك القرن الإفريقي الطقس المناخ

مقالات مشابهة

  • مؤتمر أممي في عمّان يدعو لتحويل التعهدات إلى إجراءات لمكافحة العنف ضد النساء والفتيات
  • سالي عاطف تكتب: حكاية القرن الإفريقي بين الجفاف والهجرة والنزاعات
  • وزارة العمل تؤكد أهمية تنظيم قطاع العاملين في المنازل للوقاية من الاتجار بالبشر
  • المؤسسة الوطنية للنفط تبدأ تنفيذ مشروع السيطرة على حرائق آبار النفط والغاز
  • المؤسسة الوطنية للنفط تطلق مشروع السيطرة على حرائق الآبار وتعزيز معايير السلامة في الحقول النفطية
  • خلال حملة لإزالة المخالفات... رئيس بلدية صيدا يتعرض لاعتداء
  • المؤسسة الوطنية للنفط: نستعد لحفر أول بئر بحرية عميقة في ليبيا
  • المؤسسة الوطنية للنفط تشيد بجهود الزويتينة بعد رفع إنتاج حقل 103D إلى 15 ألف برميل يوميًا
  • الشاليه
  • غدًا بذمار.. انطلاق بطولة الجمهورية للجودو