ارتفاع خطر المجاعة يهدد حياة 96% من سكان غزة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
الثورة / إسكندر المريسي
يواصل العدو الصهيوني من خلال عدوانه المستمر إلى تحويل قطاع غزة لمنطقة غير قابلة للحياة بغية تحقيق عدة أهداف أهمها تهجير سكان ذلك القطاع على غرار ما حدث عام ????م.
حيث كثّف الاحتلال عملياته العسكرية على كافة المدن الفلسطينية بشكل ممنهج أدت إلى فقدان الألاف من الأطفال كما أدت تلك الأعمال الإجرامية إلى تدمير كل مقومات الحياة الإنسانية وخروج المنظومة الصحية عن العمل جراء استهداف المشافي والمقار الصحية وكذا استهداف المعابر بهدف إحكام الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية وسط اتساع نطاق المجاعة التي باتت تهدد ما يقارب مليونين فلسطيني يعانون انعدام مقومات الأمن الغذائي.
فقد حذّر تقرير دولي من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء قطاع غزة، في ظل استمرار الحرب والقيود المفروضة على الوصول الإنساني.
وقال التقرير: إن نحو 96% من سكان غزة (2.1 مليون شخص) يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعاً استمرار هذا الوضع حتى سبتمبر 2024م.
وذكر تقرير “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، أن كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة).
وأفاد التقرير بأن أكثر من 495 ألف شخص (22 % من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصاً شديداً للغذاء والتضور جوعاً واستنفاد القدرة على المواجهة.
وكان التحليل الذي أجراه التصنيف في شهر فبراير قد توقع احتمال حدوث المجاعة في مناطق شمال غزة بنهاية مايو، بناء على افتراض استمرار الصراع بنفس الشدة مع استمرار انخفاض الوصول الإنساني. وقد شهد شهرا مارس، أبريل زيادة عمليات توصيل الغذاء والخدمات التغذوية إلى المحافظات الشمالية، رغم حدوث بعض العراقيل.
وذكر التقرير، أن ذلك يبدو أنه خفف بشكل مؤقت من الأوضاع شمال غزة. لكن برنامج الأغذية العالمي قال إن هذا التحسن الطفيف يظهر الفرق الذي يمكن أن يحدثه زيادة الوصول الإنساني، إذ إن زيادة توزيع الغذاء والخدمات التغذوية في الشمال ساعدت في تقليل أسوأ مستويات الجوع وإن كان الوضع ما زال بائساً.
وفي محافظات جنوب غزة، قال التقرير إن الوضع تدهور في أوائل مايو، وقد نزح أكثر من مليون شخص بعد هجمات من البر والبحر بأنحاء قطاع غزة وتوسيعها إلى دير البلح وخاصة مخيم النصيرات.
وذكر التقرير أن الوصول الإنساني إلى محافظات الجنوب التي يوجد بها مليونا شخص، قد تقلص بشكل ملحوظ مع إغلاق معبر رفح الحدودي والعراقيل عند معبر كرم أبو سالم. وأشار إلى أن تركز السكان في مناطق تفتقر إلى حد كبير للمياه والصرف الصحي والنظافة والرعاية الصحية وغيرها من البنية الأساسية، يزيد مخاطر تفشي الأمراض ما ستكون له آثار كارثية على التغذية والحالية الصحية لقطاعات كبيرة من السكان.
وذكر التقرير الدولي أن أحدث البيانات تفيد بأن أكثر من نصف الأسر اضطرت، من أجل شراء الطعام، إلى استبدال ملابسها بالمال، فيما لجأت ثلث الأسر إلى جمع النفايات لبيعها. وأفادت أكثر من نصف الأسر بعدم وجود طعام لديها في أغلب الأحيان، وتقضي أكثر من 20% من الأسر أياما وليال كاملة دون تناول أي طعام.
كما تراكم أكثر من 330 ألف طن من النفايات في المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها في مختلف أنحاء غزة، ما يشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية.
ووفقاً للأمم المتحدة، يعمل في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي خبراء من 19 وكالة تابعة للأمم المتحدة وأربعة بلدان مانحة، ويتتبع الجوع، لكنه يمكن أن يدق ناقوس الخطر قبل الانتشار المحتمل لسوء التغذية الحاد لتجنب تحوله إلى ظروف أكثر خطورة تهدد الحياة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
شهداء بقصف على غزة وتحذيرات استمرار خطر المجاعة
أفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد11 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم الثلاثاء، بينما حذّرت منظمات إنسانية أممية من استمرار خطر المجاعة في القطاع بعد مرور 19 شهرا من الصراع والنزوح والقيود الصارمة على المساعدات الإنسانية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع استقبلت 46 شهيدا و73 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
قال مراسل الجزيرة إن فلسطينيا استشهد وأصيب آخرون في قصف نفذته مسيرة إسرائيلية على دوار الشهداء بمخيم البريج وسط القطاع .
كما استشهد فلسطيني ثان في قصف على مخيم النصيرات وسط القطاع، بينما شيّع فلسطينيون جثمان الصحفي حسن اصليح، من مجمع ناصر الطبي بخان يونس جنوب القطاع، وذلك عقب استشهاده فجر اليوم إثر استهداف قوات الاحتلال للمستشفى أثناء تلقيه العلاج داخله.
وفي سياق التطورات الميدانية، أعلنت وزارة الداخلية بغزة، مقتل مدير شرطة مكافحة المخدرات عضو مجلس قيادة الشرطة أحمد القدرة، في قصف إسرائيلي على مدينة خان يونس.
وقالت في بيان، إنها تنعى العميد أحمد القدرة، مدير شرطة مكافحة المخدرات وعضو مجلس قيادة الشرطة بغزة، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي بغارة جوية على مدينة خان يونس.
إعلانوأدانت الوزارة هذه الجريمة التي تأتي في سياق مسلسل الاستهداف المستمر لجهاز الشرطة والمنظومة الأمنية في قطاع غزة.
حصار ومجاعة
ومع دخول الحصار الإسرائيلي على القطاع شهره الثالث طالبت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، برفع الحصار والسماح بوصول المساعدات.
من جانبه قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن أنطونيو غوتيريش، يشعر بقلق إزاء التقرير الأممي الأخير الذي يفيد بأن واحدا من كل 5 أشخاص في غزة يواجه المجاعة، بينما يواجه جميع السكان مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد وخطر المجاعة.
كما قال دوجاريك إن غوتيريش يشعر بقلق خاص من أن الأغلبية العظمى من الأطفال في غزة يواجهون حرمانا غذائيا شديدا، وقد أكدت ذلك الآن 17 وكالة ومنظمة غير حكومية تشارك في إنتاج التقرير. ي
ويواجه 470 ألف شخص في غزة جوعا كارثيا. هذا ما نشير إليه بالمرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل، وهي أعلى مستوى من التصنيف.
وقد حذر بيان صحفي مشترك لبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف من أن خطر المجاعة يهدد جميع أنحاء غزة، وقال البيان إن تفاقم الجوع وسوء التغذية بشكل حاد ازداد منذ أن تم حظر دخول جميع المساعدات في الثاني من مارس/ آذار الماضي.
وأشار إلى أن الأسر في غزة تتضور جوعا وما يحتاجونه من غذاء عالق على الحدود، وأوضح أن هناك أكثر من 116 ألف طن من المساعدات الغذائية تكفي لإطعام مليون شخص حتى 4 أشهر جاهزة عند ممرات المساعدات لإدخالها.
وطالب البيان المجتمع الدولي بالتحرك فورا لاستئناف تدفق المساعدات إلى غزة مجددا ووفقا لتحليل التصنيف المرحلي للأمن الغذائي يعاني كافة السكان من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
تحذير ومراقبة
فلسطينيا، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خطورة الوضع الإنساني في غزة.
إعلانوقالت في بيان، إن المجاعة تشتدّ في القطاع بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء.
وأضافت أن الجهات الوحيدة المخوّلة بإدارة وتوزيع المساعدات هي المؤسسات الأممية والحكومية المختصة، وليس الاحتلال أو وكلاؤه.
كما دعت الحركة إلى كسر الحصار وفتح المعابر أمام تدفق المساعدات، تحت إشراف الأمم المتحدة وبعيدا عن أي تدخلات من الاحتلال.
وقالت إن استمرار الاحتلال في منع إدخال المساعدات يؤكد تعمّده صناعة المجاعة والكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
من جهتها، نقلت صحيفة معاريف عن مسؤول إسرائيلي كبير، قوله إن إسرائيل تراقب عن كثب الوضع الإنساني في غزة بهدف عدم الوصول إلى حالة مجاعة.
وأكد أن إسرائيل تستعد لفترة انتقالية نظرً لعدم اكتمال إنشاء مجمعات توزيع المساعدات في الجنوب.
ونقلت الصحيفة عن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون أنّ المنظمة الدولية تصرّ على الحفاظ على الآلية القديمة ومواصلة تقديم المساعدات لحماس، مشيرا إلى أنّ إسرائيل لن تسمح بذلك وحماس لن تستفيد من المساعدات الإنسانية.