بعد مناظرة انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024.. بايدن يضع الديمقراطيين في مأزق
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
بعد الانتهاء من المناظرة الأولى يوم الجمعة، بين مرشحي الرئاسة في الانتخابات الأمريكية 2024 المقررة في نوفمبر، ظهرت تقارير تشير إلى قلق ديمقراطي حيال أداء الرئيس جو بايدن، ما أثار تساؤلات حول احتمالية اختيار مرشح بديل.
انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024وفقًا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، يمكن للديمقراطيين اختيار بديل لبايدن، ولكن من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات سياسية داخل الحزب، ما لم يقرر الرئيس نفسه التنحي وفقًا لشروطه الخاصة.
وذكرت بعض وسائل الإعلام الأمريكية أسماء مرشحين محتملين من الحزب الديمقراطي، مثل نائبة الرئيس كامالا هاريس، حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، وحاكمة ولاية ميشيجان جريتشن ويتمر.
وأشار تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» إلى قلق ينتاب بعض حلفاء جو بايدن بسبب مناظرة انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، مما دفع بمشرعين ومانحين أثرياء، ليفكروا في ما إذا يجب أن يظل بايدن مرشحًا للحزب الديمقراطي بسبب المخاوف المتعلقة بعمره.
ووفقًا لتقرير لوكالة «فرانس برس»، أثارت المناظرة ذعرًا حقيقيًا بين الديمقراطيين، قبل 4 أشهر من الانتخابات وحوالي 6 أسابيع قبل المؤتمر المقرر أن يعلن فيه الرئيس الأمريكي مرشح الحزب بشكل رسمي.
هل يمكن استبدال بايدن في انتخابات الرئاسة الأمريكية2024؟وأفاد تقرير «نيويورك تايمز»، أنه يمكن اختيار مرشح بديل لجو بايدن في حال قرر التنحي بنفسه، وإذا قرر الاستمرار في السباق، فإجابة قد تكون «لا» على اختيار مرشح بديل.
وحسب التقرير، ستكون العملية معقدة في السيناريوهين، ما قد يؤدي إلى اضطرابات سياسية في صفوف الديمقراطيين، وإذا انسحب جو بايدن من السباق، فلن يكون لديه القدرة على فرض دعمهم لمرشح آخر، وسيحتفظ المندوبون بحريتهم في اختيار أي مرشح يرونه مناسباً، حسب ما ذكرت الصحيفة.
ومن المتوقع وجود صراع شديد حول اختيار المرشح البديل نظرًا لـ«تفاقم الانقسامات الأيديولوجية» داخل الحزب، ما يؤدي إلى تقويض قوة المرشح النهائي.
بعد المناظرة، قال جو بايدن أمام جمهوره في ولاية نورث كارولينا: «لم يعد من السهل بالنسبة لي السيطرة كما كانت سابقًا، لم أعد أتحدث بنفس السلاسة كما فعلت في الماضي، ولم أعد أرى بوضوح كما كنت أفعل، لكنني أدرك كيفية التعبير عن الحقيقة».
وفي تصريح آخر، أشار إلى أنه يمتلك تميز بين الصواب والخطأ، وأنه على دراية تامة بطريقة القيام بالمهام، وكيفية إتمام الأمور بنجاح، مؤكدًا - كما يعلم الملايين من الأميركيين - أن السقوط لا يعني الهزيمة النهائية، بل يمكن النهوض من جديد.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أمريكا انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024 الولايات المتحدة الأمريكية انتخابات الرئاسة ترامب بايدن جو بايدن انتخابات الرئاسة الأمریکیة الأمریکیة 2024 جو بایدن مرشح ا
إقرأ أيضاً:
مأزق الوحدة العربية الكبرى
في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.
ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.
إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.
إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».