سودانايل:
2025-05-21@18:06:56 GMT

انقلاب النيجر في السياق السوداني

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

أثار الانقلاب العسكري في النيجر على الرئيس محمد بازوم ردود فعل عالمية وإقليمية ومحلية، وفتح أبواب القلق والشك من جديد في ما إذا كانت أفريقيا قادرة على تخطى نزاعاتها وصراعاتها السياسية للوصول إلى مجتمعات مستقرة ترتضي سيادة دولة القانون والتداول السلمي للسلطة، لتنتبه بعد ذلك لجهود التنمية ومكافحة الفقر والمرض والجهل الذي يضرب كل أركان القارة، وإن كان بدرجات متفاوتة.



كل مؤشرات التنمية البشرية تضع قارة أفريقيا في المؤخرة، وكذلك مؤشرات قياس الاستقرار السياسي واحترام الديمقراطية وحقوق الإنسان وقبول التعدد الإثني والديني والثقافي. وكلما انتقلت إحدى دول القارة من قيد الشمولية والحكم العسكري لساحة الديمقراطية والانتخابات الحرة، سرعان ما تعيق التوترات القبلية والإثنية والدينية مسيرتها وتعيدها مرة أخرة للدائرة الشريرة بانقلاب عسكري، وبطريقة كربونية متطابقة.

هذه المرة انتقل حزام الانقلابات لوسط وغرب أفريقيا، وشمل السودان (أكتوبر - تشرين الأول 2021)، وتشاد (أبريل - نيسان 2021)، وغينيا (سبتمبر - أيلول 2021)، وبوركينا فاسو (يناير - كانون الثاني وأكتوبر 2022)، ومالي (أغسطس - آب 2020 ومايو - أيار 2021) وأخيراً النيجر (يوليو - تموز 2023)، وتتشابه الأوضاع في معظم هذه البلدان التي كان بعضها قد بدأ مرحلة انتقالية نحو الديمقراطية مثل السودان ومالي، وبعضها أجرى انتخابات ديمقراطية مثل النيجر، لكنها عادت كلها إلى مربع الحكم العسكري الشمولي.

ردود الأفعال العالمية والإقليمية صارت معروفة، فالاتحاد الأفريقي جمد عضوية النيجر، كما يفعل مع كل الانقلابات، ومجموعة غرب أفريقيا (إيكواس) التي تضم 15 دولة أعطت الانقلابيين مهلة زمنية قصيرة وإن لم يستجيبوا فستتدخل عسكرياً، ورغم اعتقاد البعض بصعوبة ذلك، فإن «إيكواس» لديها قوة مشتركة للتدخل ولديها تجارب في الإقليم. وعالمياً رفضته المنظومة الدولية ومؤسساتها، وبالذات الدول الغربية التي تخاف من تزايد النفوذ الروسي في المنطقة الذي ظهر بوضوح في مالي وبوركينا فاسو وأفريقيا الوسطى، وأخيراً في النيجر مصحوباً بعداء شديد تجاه فرنسا والغرب.

ليس في ردود الأفعال هذه غرابة، فهي مبنية بشكل مباشر على خريطة النفوذ والمصالح الواضحة لدول الغرب، وفرنسا تحديداً من جهة، والنفوذ المتزايد لروسيا في المنطقة الذي يشكل تهديداً مباشراً للغرب، لكن الغريب والمدهش هو ردود الأفعال في المنطقة العربية، وفي السودان تحديداً.

اعتبرت بعض الكتابات العربية، بالذات في وسائل التواصل الاجتماعي، أن هذه الانقلابات جزء من حراك تحرري من النفوذ الاستعماري الفرنسي، ولذلك يستحق الترحيب والدعم. بالتأكيد هناك رؤى ومواقف ضد الدول ذات التاريخ الاستعماري في المنطقة، ولهذا يبدو مفهوماً ومقبولاً سعادة البعض بتراجع النفوذ الفرنسي، لكن غير المفهوم تجاهل النفوذ والأيادي الروسية وراء بعض هذه الانقلابات، وبالذات دور مجموعة «فاغنر» العسكرية الداعمة لبعض هذه الأنظمة.

كذلك لا يمكن تجاهل مطامع الجيوش الأفريقية في السلطة التي لم تتوقف منذ بدء نيل الدول الأفريقية استقلالها في الخمسينات. ويستغل عسكر أفريقيا رغبات وأماني الناس في حياة هادئة وآمنة ومستقرة فيقفزوا على السلطة في كل مرة، ويقدموا الوعود المطولة عبر زعامات شعبوية تعرف كيف تخاطب عواطف الناس، ولكن المحصلة في كل مرة مزيد من التدهور ونهب الأموال والفساد واستغلال السلطة، وفي بعض الأحيان إحياء النعرات العنصرية والإثنية والدينية.

لم تخرج بعض ردود الأفعال السودانية عن هذا السياق، واعتبار الانقلابات حراكاً تحررياً من النفوذ الفرنسي ومحاولة لتكرار نموذج توماس سنكارا في بوركينا فاسو، الذي قاد انقلاباً عسكرياً واستولى على السلطة عام 1983 وحكم لمدة 4 سنوات واغتيل في انقلاب عسكري عام 1987، وقدم نفسه باعتباره قائداً ماركسياً ثورياً مؤمناً بفكرة الوحدة الأفريقية.

أما الجانب الأهم الخاص بالسودان فقد كان ربط الانقلاب في النيجر بالحرب الدائرة حالياً في السودان، باعتبار أن الرئيس المعزول محمد بازوم ينتمي للأقلية العربية في النيجر (ما بين 1 في المائة و1.5 في المائة) وله علاقة خاصة بزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الذي حضر مراسم تتويجه بالرئاسة. وتربط الكتابات السودانية التي نحت نحو هذا الاتجاه بين الانقلاب وتناقص نفوذ حميدتي، وتم الترويج لسردية دعم من بازوم لحميدتي في هذه الحرب بالمال والأسلحة وفرق عسكرية من جيش النيجر.

ولم تتوقف هذه الكتابات أمام المعلومات التي قالت إن توجه الانقلاب في مصلحة روسيا وضد فرنسا، وبالتالي يمكن من هذا الاتجاه وجود قراءة مغايرة بحكم علاقة «الدعم السريع» بروسيا ومجموعة «فاغنر»، واعتبار أن الانقلاب في مصلحته وليس ضده. كما أن بعض القوى السياسية المدنية تناست شعارات مدنية الدولة وشعار العسكر للثكنات، ولم تدخله ضمن معطيات التحليل، فقد تم تعطيل هذه الجزئية في ما يتعلق بالنيجر، فيما لا تزال شعاراً صالحاً في السودان.

الموقف الطبيعي للقوى الداعية للديمقراطية ومدنية الدولة هو الرفض التام والمنطقي لانقلاب النيجر وكل الانقلابات في أفريقيا، والدفاع عن حق الشعوب في الدخول لتجربة الديمقراطية وممارستها بكل مصاعبها وأخطائها، والتعلم من تجربتها الطويلة مع النظم العسكرية التي لا حفظت أمن وسيادة الدول ولا استطاعت تنميتها وتلبية حاجات الشعوب من صحة وتعليم وسكن ومياه شرب نظيفة واحترام كرامة الإنسان.

وزير الإعلام السوداني السابق  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی المنطقة فی النیجر

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء السوداني الجديد في مهمة صعبة.. كيف يواجه أصدقاء البرهان؟

الخرطوم- كان للجزيرة نت سبق الحديث إلى رئيس الوزراء السوداني الجديد الدكتور كامل إدريس قبيل دقائق من إعلان اسمه رسميا رئيسا للوزراء، إذ أكد موقفه الثابت والمتجدد بخدمة بلاده طوعا دون أي مقابل مادي، وأنه سيسكن في بيته الخاص. وتعهد إدريس بتقديم إبراء ذمة علني، يعلن فيه عن أملاكه وممتلكاته، كما سيلزم كل فريق وزرائه بملء بيانات إقرار ذمة تتم مراجعتها بعد مغادرته المنصب، وفقا لقوله.

في هذا التقرير تكشف الجزيرة نت عن تفاصيل التوافقات بين قادة مجلس السيادة السوداني والمرشح لمنصب رئيس الوزراء، كما يقف التقرير على أبرز التحديات التي تواجه القادم الجديد، ورأي القوى السياسية المؤيدة والمعارضة في هذا الاختيار.

مهمة مزدوجة

ولد كامل إدريس لأسرة من الطبقة الوسطى في مدينة أم درمان في العام 1954، وعاش حياته الأولى في حي الملازمين الشعبي بأم درمان حيث معقل طائفة الأنصار. اختار إدريس أن يجمع بين دراسة الفلسفة في جامعة القاهرة بالخرطوم، والتبحر في دراسة القانون بجامعة الخرطوم، وقد نجح في المهمة المزدوجة بامتياز، وواصل مشواره الأكاديمي وحصل على درجة الماجستير من جامعة أوهايو الأميركية، ثم الدكتوراه من إحدى الجامعات السويسرية.

إعلان

عقب ذلك التحق بوزارة الخارجية السودانية، ومن بعثة السودان في نيويورك التحق بالأمم المتحدة حتى تمّ انتخابه مديرا عاما لمنظمة الملكية الفكرية التي عمل فيها لأكثر من دورة، وبعد التقاعد تفرّغ لإلقاء المحاضرات العامة، وأسس مركزا للتحكيم في لندن حيث يعيش رفقة أسرته.

البرهان اختار إدريس بعد أن كان يشغل المنصب روساء وزراء بالوكالة (وكالة الأنباء السودانية)

لمع نجم كامل إدريس حين قاد مبادرة للتوسط في الأزمة السودانية في منتصف تسعينيات القرن الماضي حيث جمع في جنيف بين عراب حكومة الإنقاذ الشيخ حسن الترابي وأبرز معارضي الحكومة رئيس الوزراء المنقلب عليه وقتئذ الصادق المهدي.

ورغم أنه لم يكتب للمبادرة النجاح، فإن إدريس واصل جهده في محاولة جمع الشمل السوداني، ونجح في قيادة وساطة في العام 2014 أنهت اعتقال الصادق المهدي ورئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض إبراهيم الشيخ، اللذين اعتقلا وقتها بسبب انتقادهما قوات الدعم السريع.

دخل إدريس حلبة المنافسة على رئاسة الجمهورية في انتخابات عام 2010 التي تلت توقيع اتفاق السلام الشامل 2005، وهي منافسة انتهت برد البضاعة إلى أهلها، حيث استمر بعدها عمر البشير في القصر الرئاسي لنحو عشر سنوات أخرى حتى قالت الجماهير كلمتها في أبريل/نيسان 2019 منهية ثلاثة عقود من حكمه.

وقبيل تقلده المنصب الجديد، أعدّ إدريس خطة لإدارة البلاد سماها "خطة مارشال لإعادة إعمار السودان"، وقبلها ألف كتاب "السودان في 2025″، لكن حينما حان التاريخ كان بلد إدريس يئن من وطأة الحرب.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها العسكريون من أعضاء مجلس السيادة عن دور لكامل إدريس في هذه المرحلة، لكن الشيطان كان يكمن في التفاصيل، إذ كان إدريس يطالب بمنحه مساحة واسعة وصلاحيات حقيقية حتى لا تنتهي مهمته بانتحار سياسي.

ووفقا لمصدر مقرب من كامل إدريس تحدث للجزيرة نت طالبا حجب هويته، كانت هذه المفاوضات جادة ومفصلة، وحددت بوضوح المساحة التي يتحرك فيها رئيس الوزراء الجديد، حيث تركت له مهمة اختيار الطاقم الوزاري، وتم رفع تدخل الجنرالات في العمل التنفيذي بإنهاء مهامهم الإشرافية على الوزارات والمؤسسات العامة. كما حددت المباحثات الرؤية الكلية لكل القضايا العامة من علاقات دبلوماسية إلى هموم الاقتصاد وما يتصل بملف الحرب في السودان.

من معركة الكرامة إلى سلام الكرامة رئيس الوزراء الجديد أمامه مهمة إنهاء الحرب حتى تعود البلاد إلى هموم البناء وتحدياته (الجزيرة)

وعن التحديات التي تواجه الرجل، قال مصدر إعلامي مقرب من رئيس الوزراء الجديد وطلب حجب هويته، إن أول التحديات تكمن في رؤية إدريس لملف الحرب في السودان. فرئيس الوزراء الجديد يرى ضرورة إنهاء الحرب بشكل مشرف للجيش السوداني حتى تعود البلاد إلى هموم البناء وتحدياته.

إعلان

لكن الباحث بأكاديمية الأمن العليا اللواء دكتور معتصم الحسن يرى، في حديثه للجزيرة نت، أن ملف الحرب خارج مهام رئيس الوزراء الجديد الذي لن يسعى لمنافسة العسكريين في مهامهم، بل ستنحصر مهامه في العلاقات الخارجية والقضايا الاقتصادية الملحة جدا.

ويذهب في الاتجاه ذاته الكاتب الصحفي عثمان ميرغني في حديثه للجزيرة نت، إذ يقول إن رئيس الوزراء غير مفوض بالملف العسكري خاصة في ظل وضع الحرب الحالي ووجود القائد العام للجيش على رأس الدولة. ويضيف ميرغني أنه ليس من مصلحة كامل إدريس الاقتراب من الملف العسكري، خاصة في ظل التقدم العسكري للجيش الذي حقق كثيرا من الانتصارات، وهذا يمثل التحدي الأول.

أما التحدي الثاني، وفقا لعثمان ميرغني المحلل السياسي والصحافي المعروف، فيكمن في إفساح المجال لرئيس الوزراء لكي يتمكن من إنزاله رؤيته إلى حيز الواقع.

غير أن صحفيا ومحللا سياسيا آخر طلب حجب هويته يرى أن إدريس باعتباره شخصا معقولا ويمتاز بخبرة في إدارة الخلافات، فإنه يمكنه تجاوز مطب إدارة الصراع مع جنرالات الجيش الطامحين والطامعين في لعب دور سياسي.

ووفقما يوضح ميرغني للجزيرة نت، فإن التحديات التي تواجه القادم الجديد لا تكمن في تحدي طموحات العسكر، بل في أصدقاء البرهان والقوى السياسية، ويقول إن هؤلاء يمثلون عائقا وتحديا حقيقيا أمام كامل إدريس، فبعضهم يتطلع إلى منصب رئيس الوزراء ذاته، كما أنهم يجيدون وضع العراقيل لتقليل حظوظ غيرهم في النجاح.

ويضيف الصحفي والمحلل السياسي محمد حامد جمعة فئة ثالثة من أنصار الحكومة الحالية ربما تحاول أن "تمارس الابتزاز في وجه رئيس الوزراء الجديد"، الذي لم يعلن عن موقف واضح من مجريات الحرب الدائرة منذ أكثر من عامين.

تسوية سرية

وكان كامل إدريس قد بدأ حياته دبلوماسيا وكسب تجربة ثرة في فضاء الأمم المتحدة جعلته يميل لعقد التسويات، كما أنه نجح في وقت سابق في إبرام تسوية سرية في ملف السودان مع المحكمة الجنائية الدولية إبان ولاية المدعي العام الأسبق لويس أوكامبو، لكن مراكز القوة في حكومة الإنقاذ رفضت الصفقة، مما أدى لتعقيدات في الملف أدت لأن يكون رأس الدولة نفسه على قائمة المطلوبين للعدالة، وفقما قال مصدر مقرب من رئيس الوزراء الجديد.

إعلان

من هذه الخلفية والقدرة على الاختراق ترتفع آمال بعض المراقبين والمحللين للشأن السياسي في السودان، حيث يقول محمد حامد جمعة للجزيرة نت إنه يتوقع نجاح إدريس في الملف الخارجي باعتباره قد اختبر الميادين الخارجية خاصة في الملف الأفريقي، إذ إن هنالك مؤشرات تفيد برغبة الاتحاد الأفريقي في تجسير الهوة مع الخرطوم وطالب بحكومة مدنية في السودان.

ويضيف جمعة أن خلفية رئيس الوزراء الدبلوماسية تساعد في تقديم وجه جديد للسودان لأن العمل الدبلوماسي هو الميدان المفضل لخبرات كامل إدريس ويستطيع أن يحقق فيه اختراقا كبيرا في ظل رغبة المجتمع الدولي والإقليمي في انخراط السودان في مسار السلام.

ويتفق عثمان ميرغني مع وجهة النظر هذه ولكن بحذر، ويحدد العقدة التي قد تواجه إدريس في هذا الشأن قائلا إن "التحدي الحقيقي الذي يواجه كامل إدريس يتمثل في الدبلوماسية الرئاسية التي يقودها رئيس مجلس السيادة وتعمل بعيدا عن سياسة خارجية متوافق عليها".

ويضيف ميرغني أن هذا الازدواج جعل وزراء الخارجية في العامين الماضيين يغادرون مناصبهم سريعا لعدم قدرتهم على أداء أعمالهم في ظل هيمنة مجلس السيادة على العلاقات الخارجية.

المعارضة في وضع صامت محمد ضياء: خطوة تعيين إدريس جاءت في إطار تقاسم السلطة بينه وبين البرهان (الجزيرة)

قابلت المعارضة السياسية المقيمة بالخارج خبر تعيين إدريس رئيسا للحكومة بصمت غير متوقع، ربما لأن القرار جاء مفاجئا أو لأن المعارضة تريد أن يبرز إدريس ما بيمينه أولا. وهنا يقول الكاتب الصحفي عثمان ميرغني للجزيرة نت "كامل إدريس لديه قدرات رائعة في التواصل مع الآخر عموما، لكنه قد يواجه مشكلة غياب القواسم التي يمكن البناء عليها في التواصل مع القوى السياسية السودانية التي تجيد تحريك عارضات المرمى".

القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي محمد ضياء يرى أن خطوة تعيين رئيس وزراء جديد جاءت في إطار تقاسم السلطة بين البرهان وإدريس من أجل إضعاف نفوذ شركاء البرهان العسكريين، حيث يعاني الشركاء من خلافات حادة. ويضيف ضياء للجزيرة نت أن الخطوة جاءت في إطار تهيئة الملعب لتسويات دولية تحت إشراف البرهان تفضي إلى مرحلة ما بعد الحرب.

إعلان

ولهذا يرى المحلل السياسي محمد حامد جمعة أن رئيس الوزراء الجديد يحتاج إلى مطبخ سياسي فعال يضبط علاقة إدريس بالقوى السياسية المعارضة التي ارتكبت أخطاء سياسية في موقفها من الحرب الدائرة، وأن يراعي هذا المطبخ الموقف الرسمي والشعبي من المعارضة في ظل المناخ العاطفي الحاد بسبب ظلال الخرب وإصرار المعارضة على فرض تصوراتها".

ماذا في جعبة الإسلاميين؟

يقول مصدر مقرب من رئيس الوزراء الجديد إن بعض النافذين في الحركة الإسلامية في السودان لم يتحمسوا لاختيار كامل إدريس وكانوا ينتظرون أن يصادف الاختيار رجلا منهم، وهذا -بحسب المصدر- يفسر حالة الهياج من بعض الكتاب الصحفيين المحسوبين على الإسلاميين في السودان التي كانت واضحة خلال إعلان خبر اختيار إدريس.

ولاحقا أصدر رئيس المؤتمر الوطني المفوض أحمد هارون بيانا رحب فيه بتعيين إدريس، ووصف الاختيار بالمهمة الصعبة التي تتطلب تكاتف الصف الوطني، ونعت رئيس الوزراء الجديد بأنه سوداني يقف الموقف الصحيح من التحدي الوطني، وبأنه كفاءة وطنية مستقلة.

أما قوات الدعم السريع فالتزمت الصمت، لكن الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع قال في تغريدة على حسابه بمنصة إكس ‏بعد تعيين إدريس رئيسا للوزراء، إن الأيام القادمة حُبلى بالتطورات وقد تشهد انقلاب البرهان على حلافائه الإسلاميين استجابة لضغوط إقليمية ودولية تطالب بإبعاد الإسلاميين من المشهد العسكري والسياسي بالسودان.

على النحو ذاته مضى رئيس حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي، الذي قال في تغريدة إنه "لا قيمة لأي تعيينات سياسية في ظل الحرب وانعدام الشرعية السياسية".

يواجه كامل إدريس المعروف برجل التسويات مهمة شاقة مثل الفلاحة فوق حقل من الألغام، لكنّ السودانيين التواقين لقائد ينتشلهم من براثن الحرب ومخالب الفقر ينتظرونه بآمال كبيرة، وقد عبّر عن ذلك طبيب سوداني متخصص في جراحة الفك قائلا للجزيرة إن "كامل إدريس يمثل الفرصة الأخيرة لبلدنا".

إعلان

مقالات مشابهة

  • دبلوماسيون وخبراء يكشفون للجزيرة نت تحديات رئيس الوزراء السوداني الجديد
  • صفحات سوداء سوف يطويها التاريخ!!
  • بت اقرب الان لقول المسؤولة الأمريكية التي قالت قبل أشهر ان السودان فاشل في عرض قضيته
  • كامل إدريس الطيب رئيس الوزراء السوداني
  • الجيش السوداني يعلن اكتمال السيطرة على الخرطوم
  • احتجاجات في لندن تُندد ب استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية
  • رئيس الوزراء السوداني الجديد في مهمة صعبة.. كيف يواجه أصدقاء البرهان؟
  • ما أهمية سيطرة الجيش السوداني على منطقة العطرون الإستراتيجية بدارفور؟
  • من هو رئيس الوزراء السوداني الجديد الدكتور كامل إدريس؟
  • مآخذ على المبعوث الأممي «العمامرة»..!