وجيه أباظة يكتب: التعليم وبناء الأوطان
تاريخ النشر: 30th, June 2024 GMT
«التعليم حق لكل مواطن» ميثاق تتبناه الدولة المصرية وتنفذه على أرض الواقع، بل وتعمل الدولة على تطويره وتقديمه بأفضل شكل ممكن، كذلك تُولى الدولة ملف محو الأمية اهتماماً كبيراً، فلا توجد دولة فى العالم تقدمت وازدهرت إلا باهتمامها بالتعليم، خاصة أن التعليم هو قضية أمن قومى وعنصر أساسى فى بناء البشر الذين يسهمون بدورهم فى بناء الأوطان من خلال دعمهم للاقتصاد وغيره، فإذا قدّمت الجامعات تعليماً جيداً ومتميزاً يصبح الخرِّيج لدينا مؤهلاً لفرص عمل أكثر داخل وخارج مصر، وبالتالى جودة التعليم تنعكس على مستوى الخريج فى سوق العمل، ويمكن تصديره للعمل فى الخارج ويصبح مصدراً للعملة الأجنبية.
من هنا يتأكد لنا أن التعليم يبنى ويعلم وينتج أخلاقيات المهن التى نحن بحاجة إليها فى مختلف الوظائف، بل ويبنى التعليم البشر على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية، كذلك لدينا تحرك كبير فى محو الأمية وتعليم الكبار، وتتولى هيئة قومية تمثل الدولة التنسيق مع مختلف الهيئات والوزارات المعنية والجامعات لإطلاق مبادرات تسهم فى القضاء على الأمية فى مصر، ونحن بحاجة لمزيد من الجهد وتحويل المبادرات إلى مبادرات قومية يسهم بها الجميع.
أيضاً، التعليم الجامعى يسير بشكل جيد من خلال الجامعات والكليات التكنولوجية، ويجب ربط التعليم فى مرحلة التعليم الجامعى والدراسات العليا بسوق العمل فى الوطن العربى والعالم بشكل تام، مع إكساب الخرِّيج المزيد من مهارات الابتكار والإبداع التى تُعد شيئاً أساسياً لدى أى خرِّيج، ومن خلال الخريج المؤهَّل يمكننا أن نحصل على مصادر دخل غير تقليدية، فسوق العمل العالمى يطلب الذكاء الاصطناعى وعلم الأنظمة الذكية والتفاعلية وهندسة الحاسبات، وهو المستقبل الذى يجب أن نركز عليه البحوث والدراسات، بجانب الاهتمام بحل مشكلات المجتمع من خلال البحث العلمى، مع ضرورة زيادة الإنفاق على البحث العلمى لأنه هو السبيل الأساسى فى حل الكثير من المشكلات.
تقوم الدولة بالشراكات مع جامعات من أفضل الجامعات على مستوى العالم، والشراكة تجعل جودة التعليم المحلى مرتبطة بجودة التعليم العالى فى الدول الأجنبية من خلال تطبيق المعايير بما يضمن جودة تعليمية جيدة داخل مصر، والجامعات الأجنبية تستخدم معايير مرتفعة جداً فى قياس جودة التعليم، وخاصة إذا كانت هذه الجامعات مصنَّفة من أفضل الجامعات على مستوى العالم، وهو ما يؤهلنا للوصول لهذه المرحلة العالمية بالمنتج التعليمى المحلى، وتشترط هذه الجامعات حصول نظيرتها المصرية على شهادة الاعتماد والجودة.
تقدمنا كثيراً على المستوى العالمى وأصبحت الكثير من جامعاتنا المصرية متقدمة عالمياً، ومن ضمن أسباب هذا التقدم هو حرص عدد كبير من أساتذة الكليات والباحثين على النشر العلمى فى كبرى الدوريات والمجلات العلمية المصنفة عالمياً بمعامل تأثير عالٍ، وأصبحت بحوث المصريين تصل لمختلف دول العالم، وبشكل عام تصنيفنا العالمى تحسَّن بشكل ملحوظ، ونأمل فى استمراره وزيادته.
أما عن التعليم الفنى، فلدينا مدارس تكنولوجية متقدمة مرتبطة بالصناعات، ولدينا خرِّيج لديه مهارات مرتبطة بمصانع وشركات موجودة على أرض الواقع، وهو تحول كبير بل وطفرة فى التعليم الفنى، والتوسع فى المدارس التكنولوجية المرتبطة بالصناعة والشركات أمر مهم ومطلوب التوسع فيه، بالإضافة للجامعات التكنولوجية، فهى ضرورية أيضاً لتوفير عدد أكبر من الفنيين المؤهلين.
* عضو مجلس النواب
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ثورة 30 يونيو تطوير التعليم البحث العلمى جودة التعلیم من خلال
إقرأ أيضاً:
خبير تربوي: التقييمات الأسبوعية تحسن جودة التعليم وتعزز التعلم الذاتي للطلاب
أكد الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، على أهمية التقييمات الأسبوعية والمتابعة الدورية في رفع جودة العملية التعليمية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات تساعد الطلاب على التعرف على نقاط القوة والضعف لديهم والاستفادة من نتائج التقييم بشكل عملي وفعّال.
وخلال لقائه مع نهاد سمير وسارة مجدي في برنامج “صباح البلد” على قناة صدى البلد، أوضح حمزة أن التقييم يشمل الحضور، الواجبات، والأداء الأسبوعي، حيث تعتمد نسبة 70% من الدرجة على هذه المعايير، بينما تُخصص نسبة 30% على مدار الترمين، ما يعزز قدرة الطالب على التعلم الذاتي وتحسين مستواه الأكاديمي باستمرار.
وأشار الخبير التربوي إلى الفرق بين التقييم والتقويم، موضحًا أن التقييم يشمل اختبارات قصيرة وكويزات تهدف لتحديد مستوى الطالب وتصحيح أخطائه فورًا، بينما يركز التقويم على متابعة تطور مهارات الطالب على المدى الطويل. وأضاف أن هذه الطريقة تمنح الطلاب فرصة الاستفادة المباشرة من ملاحظات المعلمين وتخفف الضغط الناتج عن الامتحانات النهائية فقط.
وأكد حمزة أن المعسكرات التعليمية المنزلية تساعد على تنظيم وقت الطالب وتقليل الملهيات، مشيرًا إلى أهميتها إذا بدأت من السنة الأولى ضمن جدول محدد، ما يقلل الحاجة لضغط إضافي لاحقًا.
وبخصوص امتحانات نصف السنة ضمن نظام الباكالوريا الجديد، أوضح حمزة أن النظام موزع على سنتين، ما يسمح للطلاب بالتركيز على عدد أقل من المواد في كل فترة، مشيرًا إلى أن الأسئلة تعتمد على الاختيار من متعدد مع مراجعة مستمرة للأسئلة المقالية، بما يتيح للطلاب التعبير عن أفكارهم ومهاراتهم اللغوية دون شعور بالضغط الزائد.