يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتنفيذ "انقلاب إداري" في الهياكل الحكومية، عن طريق إجراء تغييرات في اللحظة الأخيرة لمنع رئيس الوزراء المعارض المستقبلي من حكم البلاد.

أعربت عن هذا الرأي زعيمة الكتلة البرلمانية لحزب التجمع الوطني مارين لوبان في حديث لإذاعة France Inter وقالت: "عندما قرأت أن الرئيس يستعد غدا، أي قبل أربعة أيام من الجولة الثانية من الانتخابات، لتعيين قائد جديد للشرطة الوطنية، رغم أنه كان من المفترض أن يبقى في منصبه حتى نهاية الألعاب الأولمبية، وكذلك ينوي تغيير مدراء الدرك الوطني وعشرات حكام المناطق والعديد من الأشخاص الذين سيكون هدفهم منع جوردان بارديلا من حكم البلاد بالطريقة التي يريدها، استنتجت أن ما يجري هو شكل من أشكال الانقلاب الإداري".

إقرأ المزيد رئيس وزراء فرنسا محذرا: اليمين المتطرف على أبواب السلطة (فيديو)

وأعربت لوبان عن أملها في أن تكون هذه المعلومات مجرد شائعات، لكنها أشارت إلى أنه حتى قبل الجولة الأولى من الانتخابات، في يوم الأربعاء الماضي، "تم إجراء تعيينات أكثر بكثير مما تم إجراؤه خلال الاجتماعات العادية لمجلس الوزراء".

وأضافت: "إذا قمت بحل البرلمان، وتقول بنفس الوقت إنه لا ينبغي أن يأتي بمعارضيك إلى السلطة، فلم يكن هناك أي داع لحل البرلمان على الإطلاق".

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة لو جورنال دو ديمانش، أنه عشية الانتخابات البرلمانية المبكرة، يقوم ماكرون بتغييرات كبيرة في الهياكل الحكومية من أجل الحد من نفوذ زعيم حزب التجمع الوطني اليميني المعارض جوردان بارديل، إذا فاز بمنصب رئيس الوزراء.

ووفقا للصحيفة، يدرس ماكرون إمكانية تعيين القائد الحالي لقوات الدرك في منطقة العاصمة إيل دو فرانس الجنرال كزافييه دوسيت، رئيسا عاما لقوات الدرك الوطنية، وكذلك تعيين الرئيس الحالي لمكتب وزير الداخلية ألكسندر برجر قائدا عاما للشرطة الوطنية.

في الجولة الأولى من الانتخابات النيابية، حصل حزب التجمع الوطني اليميني وحلفاؤه على 33.4% من الأصوات، وجبهة الشعب الجديد اليسارية في المرتبة الثانية بـ 27.98% من الأصوات، بينما حصل ائتلاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على 20.76% فقط. وستجري الجولة الثانية في يوم 7 يوليو الجاري.

 

المصدر: تاس

 

 

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: إيمانويل ماكرون انتخابات مارين لوبان

إقرأ أيضاً:

الرئيس والفيلسوف.. سياسات ماكرون ودموع بول ريكور؟

واشنطن- عندما فاز إيمانويل ماكرون في السباق نحو قصر الإليزيه عام 2017 وهو دون سن الأربعين وأصبح ثاني أصغر رئيس لفرنسا بعد نابليون بونابارت، توقف كثيرون عند خلفيات هذا "التكنوقراطي" الشاب، وأسرار صعوده الصاروخي رغم أنه ليس نتاجا خالصا للعمل السياسي الحزبي أو النقابي على غرار من سبقوه من قبيل جاك شيراك أو فرانسوا ميتران.

هكذا وضع المتابعون والمعلقون سيرة الرجل تحت المجهر وفتشوا في مساره التعليمي وفي مسيرته المهنية وفي شبكة علاقاته الشخصية والسياسية وغيرها من الأمور المتصلة بتشكيل هوية من سيصبح صاحب القرار الأول في بلد أوروبي كبير.

في هذا البحث والرصد، برز ملمح خاص في تكوين ماكرون وتحديدا عندما كان في ربيعه العشرين، وهو طالب في معهد العلوم السياسية، في حقبة مفصلية من مساره الأكاديمي بين عامي 1998 و2002 ستكون بمثابة تحول كبير في حياته.

فرانسوا دوس في كتابه "الفيلسوف والرئيس": ماكرون أدار ظهره لأفكار بول ريكور وفلسفته التي تهدف لحياة طيبة في ظل مؤسسات عادلة (الجزيرة) بول ريكور.. أسطورة ماكرون الفكرية

في هذه السنوات الأربع، سيتعرف ماكرون على واحد من أعمدة الفكر الفرنسي الحديث هو بول ريكور (1913-2005)، فيلسوف خارج عن التصنيفات والمدارس الكلاسيكية المعروفة، استطاع أن يبلور تصورات خاصة عن مفاهيم الزمن، السرد، التاريخ، الذاكرة، النسيان وغيرها من الإشكاليات المتصلة بحياة الإنسان.

وحرص ماكرون على استثمار هذه العلاقة عندما كان ريكور على قيد الحياة وبعد مماته وحولها إلى جزء من رصيده الفكري والثقافي، بل جعل منها "أسطورته الفكرية المؤسسة.. ولعِب عليها في الماضي ويلعب عليها في الحاضر، وسيلعب عليها في المستقبل"، كما كتب الصحفي الفرنسي إيتيان كامبيون في كتاب صدر هذا العام بعنوان "الرئيس السام.. تحقيق حول إيمانويل ماكرون الحقيقي".

لكن، ما تفاصيل هذه العلاقة بين الطالب (الرئيس المستقبلي) والفيلسوف، وما طبيعتها؟

في روايته الشخصية لتلك العلاقة، يقول ماكرون في كتاب بعنوان "ثورة" أصدره قبل عام على انتخابه رئيسا للجمهورية، "لقد كان لقائي الفكري الأعظم مع بول ريكور، الذي أدين له بالشيء الكثير. التقيت به آنذاك من خلال كاتب سيرته الذاتية، المؤرخ فرانسوا دوس. كان عمري 20 عاما، وكان عمره 80 عاما".

إعلان

وتحدث المؤرخ فرانسوا دوس ومثقفون فرنسيون آخرون من "أتباع" بول ريكور، عن تلك العلاقة بين الطالب والفيلسوف وأجمعوا على أن ماكرون كان وقتها "طموحا للغاية"، ووصفه فرانسوا دوس بأنه "شخص مندفع ويمكن الوثوق به".

لهذا السبب لم يتردد فرانسوا دوس في اقتراحه على بول ريكور عندما كان بصدد تأليف كتاب "الذاكرة، التاريخ، النسيان" وكان في حاجة إلى مساعد للتحقق في المكتبة من دقة الحواشي المشار إليها في الكتاب، وهي مهمة قام بها ماكرون على أحسن وجه، وكانت مدخلا لعلاقة بينهما استمرت علاقته 4 أعوام.

واتسعت دائرة تلك العلاقة لاحقا، وأصبح ماكرون على اتصال مع وجوه فكرية محسوبة بهذا الشكل أو ذاك على بول ريكور، وكانت له إسهامات في المجلة الفكرية العريقة "روح" (Esprit) ودافع عن أطروحات قوية عن إصلاح الدولة والجامعات، وانتقد الصلاحيات الواسعة لرئيس الجمهورية.

وهنا يُطرح السؤال عما ورثه ماكرون من بول ريكور فكريا وسياسيا ومدى وفائه لذلك "الإرث" الثقافي بعد أن ارتقى في مسالك الإدارة والمال، وفاز برئاسة الجمهورية مرتين، وشهدت البلاد تحت قيادته سلسلة من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية.

صعود ماكرون السياسي كان مرتبطا بأسطورته الفكرية التي بنيت على علاقته العميقة بالفيلسوف بول ريكور وتأثير أفكاره على مسيرته المهنية والشخصية (رويترز) فرانسوا دوس وخيانة رؤية بول ريكور

في بداية العهدة الرئاسية الأولى لماكرون، كان فرانسوا دوس من المتحمسين للتجربة الجديدة، وبادر إلى الترويج أكثر للعلاقة بين ماكرون وريكور، وأصدر في العام نفسه (2017) كتابا بعنوان "الفيلسوف والرئيس"، قال فيه إنه في ظل قيادة ماكرون فإن "الأمر لا يعني الاستيلاء على السلطة من القمة، ولكن إثارة ثورة ديمقراطية". وأضاف دوس أن سياسات ماكرون بشأن إعادة تأسيس أوروبا من خلال الثقافة، والعلمانية وموضوعات أخرى كانت مستوحاة من فلسفة بول ريكور".

إعلان

لكن الأمور ستتغير تماما في وقت لاحق على خلفية تقلب المواقف السياسية للرئيس ماكرون بشأن ملفات حساسة مثل الهجرة والعلمانية والتعامل مع التيارات اليمينية والانصياع أحيانا للميولات الشعبوية.

وهكذا لم يتردد دوس، عام 2019 في توجيه انتقاد حاد للرئيس ماكرون بشأن ملف الهجرة، ونشر مقال رأي في صحيفة لوموند خاطب فيه رئيس الجمهورية بشكل مباشر: "إيمانويل، تعليقاتك على الهجرة تساهم في تفكك هذه الفئات السكانية الضعيفة".

ويقول الصحفي إيتيان كامبيون إن ذلك المقال أثار غضب الرئيس ماكرون الذي رد على أستاذه برسالة مكتوبة بخط اليد مكونة من 7 صفحات يؤكد فيها أنه لم يخن الفكر الإنساني لبول ريكور.

وشكلت تلك الرسالة، التي اطلع عليها الصحفي كامبيون، نقطة النهاية في العلاقة بين ماكرون وفرانسوا دوس الذي ألف كتابا عام 2022 يوثق تلك القطيعة، واختار له عنوانا مباشرا ومعبرا: "ماكرون أو الأوهام المفقودة. دموع بول ريكور".

ويؤكد دوس في ذلك الكتاب أن "ماكرون أدار ظهره لأفكار بول ريكور وفلسفته التي تهدف لحياة طيبة في ظل مؤسسات عادلة"، وأن ما تشهده فرنسا حاليا على كافة المستويات هو "سياسة ظالمة واستبدادية".

ومنذ تلك القطيعة، دأب فرانسوا دوس على مهاجمة ماكرون في كل المناسبات، منتقدا "نزوعاته النرجسية وغطرسته واستفراده بالرأي"، وخلص إلى أن ماكرون خان رؤية بول ريكور للصداقة.

مقالات مشابهة

  • ماكرون: لا نريد أن يتدهور الوضع في أوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة
  • عاجل| ماكرون: ما يحدث في غزة مأساة إنسانية غير مقبولة ومروعة ويجب وقفها
  • المخابرات الفرنسية تتهم دبلوماسيًا جزائريًا سابقًا بالتورط في اختطاف معارض جزائري بباريس
  • الإليزيه: ماكرون وقرينته يزوران بريطانيا يوليو المقبل
  • روسيا تتهم فرنسا وبريطانيا وألمانيا بإطالة أمد الصراع في أوكرانيا
  • لا انقلاب سياسيا في الانتخابات والعين على بيروت.. طرابلس تنتظر الحسم واعتراضات على محاضر ناقصة
  • الجزائر تتهم فرنسا بإحتلال شبه جزيرة “بريتاني”
  • كوكايين ماكرون يثير ضجة كبيرة.. والإليزية يصدر بيانا عاجلا
  • حزب الجبهة الوطنية يطرح خطة عمل طموحة لدعم الاقتصاد الوطني
  • الرئيس والفيلسوف.. سياسات ماكرون ودموع بول ريكور؟