بدت الحكومة اليمنية، مجدداً، في موقع الضعف وهي تناشد مجلس الأمن والمجتمع الدولي لإيجاد "وسائل ممكنة" لاستئناف تصدير النفط والغاز، بعد توقف دام أكثر من عامين بسبب هجمات حوثية بطائرات مسيّرة.

وبلغت خسائر هذا التوقف، بحسب الأرقام الرسمية، 7.5 مليار دولار، منذ أكتوبر 2022، وسط أزمة اقتصادية خانقة تضرب البلاد.

المفارقة أن هذه المناشدة تأتي بعد سنوات من تبني مجلس الأمن قرارات يفترض أنها تستهدف المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً، لا سيما القرار 2201 الصادر تحت الفصل السابع عام 2015، إلا أن الواقع، كما يرى مراقبون، يُظهر أن تلك القرارات باتت تُستخدم كقيد على الحكومة الشرعية أكثر مما هي وسيلة ضغط على الحوثيين.

خطوات ردع

الحكومة، في كلمتها يوم الأربعاء 14 مايو/ أيار 2025، أمام مجلس الأمن، ممثّلة بسفيرها الدائم لدى الأمم المتحدة عبدالله السعدي، حمّلت المليشيا الحوثية مسؤولية الخسائر، مشيرة إلى أن وقف التصدير شلّ الاقتصاد اليمني، وساهم في انهيار سعر الصرف، وتعطيل صرف الرواتب والخدمات الأساسية.

لكن في مقابل هذا الطرح، يتساءل محللون عن مدى قدرة الحكومة على تجاوز الأزمة بإرادة وطنية بدلاً من انتظار "حلول أممية" أثبتت، مراراً، عجزها أو انحيازها، خصوصاً والمليشيا الحوثية لم تكتفِ بتعطيل تصدير النفط، بل تمادت إلى احتجاز طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، ورفضت فتح الطرق بين المحافظات، وقصفت منشآت تصديرية، وسط صمت دولي وتراجع حكومي واضح عن اتخاذ أي خطوات رادعة.

وأكد المراقبون لوكالة "خبر"، أن الحكومة تمتلك أوراقاً كان يمكن توظيفها لحماية المصالح السيادية، أو على الأقل، الشروع بخطط تصديرية مؤمّنة، بدلاً من الاكتفاء بالاستجداء والبيانات.

وأشاروا إلى أن تكرار هذه النداءات في المحافل الدولية بات يعكس عجزاً سياسياً بقدر ما يكشف حجم المأساة الاقتصادية.

المشروع الحوثي يتوسع

يقول متخصصون في الشؤون الاقتصادية لوكالة "خبر"، إن "الاعتماد المفرط على المجتمع الدولي دون بناء سياسات طوارئ وطنية أو تنويع مصادر الإيراد، يعكس هشاشة في إدارة الدولة للملف الاقتصادي.".

ولفتوا إلى أن "الحكومة تمتلك احتياطيات تصديرية، ويمكنها –عبر حزم تأمين وتحالفات إقليمية– استئناف التصدير بشكل محدود ومدروس، وهو أفضل من الجمود المطلق".

وأكدوا أن "وقف تصدير النفط تسبب في خنق النشاط الاقتصادي العام، ما انعكس سلباً على سوق العمل، والاستثمار، والمستوى المعيشي"، مشيرين إلى أن "طباعة العملة بدون غطاء زاد من الضغط على الريال اليمني، وهو ما نشهده اليوم في ارتفاع الأسعار وتضخم الأسواق."

ويخلص مراقبون إلى أن الحكومة ما تزال تراهن على تدخلات دولية قد لا تأتي، بينما يتوسع المشروع الحوثي ميدانياً وسياسياً واقتصادياً، في ظل غياب بدائل حقيقية من قبل الشرعية.

وحذروا من أن استمرار الحكومة في سياسة التوسل لا يعيد الصادرات، ولا يوقف استنزاف الاقتصاد، ولا يردع المليشيا، بل يفتح الباب لمزيد من التنازلات التي قد تُفرض تحت ذريعة "الواقع الإنساني".

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: تصدیر النفط مجلس الأمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

الذهب يتجه لتسجيل ثاني خسارة أسبوعية

نخفضت أسعار الذهب اليوم الجمعة، متجهة لتسجيل ثاني خسارة أسبوعية، حيث أثر ارتفاع طفيف في قيمة الدولار والهدنة بين إسرائيل وإيران على الأسعار، مع ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية بحثًا عن مؤشرات على مسار معدلات الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي .

وسجل الذهب انخفاضا خلال التعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3313.23 دولار للأوقية، وتراجع سعر السبائك بنسبة 1.7% خلال الأسبوع الجاري، وانحسرت أسعار العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.7% لتصل إلى 3325.70 دولار.

كما ارتفعت قيمة الدولار بنسبة 0.2% مقابل العملات المنافسة، ما جعل السبائك المقومة بالدولار أكثر تكلفة للمشترين الأجانب.

وينتظر المستثمرون بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم، للحصول على المزيد من المعلومات بشأن توقعات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.

وتضع الأسواق في الوقت الحالي في الحسبان خفضًا لمعدل الفائدة بمقدار 63 نقطة أساس خلال العام الجاري، بدءًا من سبتمبر المقبل.

وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، استقرت أسعار الفضة خلال المعاملات الفورية عند 36.63 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 1.8% ليصل إلى 1391.28 دولار، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ نحو 11 عاما، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 1.4% ليسجل أعلى مستوياته منذ أكتوبر الماضي ليصل إلى 1147.78 دولار.

طباعة شارك الذهب بيانات التضخم الأمريكية اسعار الذهب

مقالات مشابهة

  • تراجع التمويل الدولي يفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن: 90 مليار دولار خسائر و6 ملايين مهددون بالجوع
  • الأمن يتفوق على الخدمات: العراق يعيد صياغة أولوياته الوطنية
  • ألمانيا تزيد إنفاقها الدفاعي ليتجاوز 170 مليار دولار بحلول 2029
  • نائب:تصدير النفط من الإقليم عبر شركة “سومو” سينهي أزمة الرواتب
  • اليمن يطالب بإصلاح منظومة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ويؤكد رفضه للإحتلال
  • النفط يتجه لتكبد أكبر خسارة أسبوعية في عامين مع انحسار مخاطر الإمدادات
  • تقرير دولي: ليبيا على أعتاب جني 20 مليار دولار من عائدات النفط
  • النفط يواجه أكبر خسارة أسبوعية منذ عامين
  • الذهب يتجه لتسجيل ثاني خسارة أسبوعية
  • النفط يتجه لتسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ عامين