وثق مقطع مصور لحظات اعتداء تركي على سائحين سعوديين اثنين بوابل من الشتائم وهو يلوح بسكين في يده بمدينة إسطنبول، وذلك على وقع تواصل التوترات في العديد من المدن التركي عقب اعتداء أتراك على ممتلكات تعود لسوريين في ولاية قيصري.

وأظهر المقطع المصور الذي بثه موقع "Patronlar Dünyası" المحلي، توجيه مواطن تركي يحمل السكين في يده وابلا من الشتائم لاثنين من رجال الأعمال السعوديين وهما  خالد الفوزان و إبراهيم الحديثي، أثناء جلوسهما في أحد المطاعم بمنطقة ماسلاك بإسطنبول، وفقا لما أورده الموقع.



Arap iş insanları, Maslak 1453'te bir restoranda yemek yerken, elinde bıçak olan bir Türk vatandaşı küfürler ederek masada oturan Arap iş adamlarını tehdit ediyor.

Devletimiz bu tip vandallar için gerekeni yapıyor yapacaktır.
Oyuna gelme Türkiyem! pic.twitter.com/Up7xKR2UOV — Umut Mürare (@umutmurare) July 2, 2024
ووفقا للمقطع المصور الذي تداول على شكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مساء الاثنين، فإن السعوديين لم يردوا على المعتدي حيث اكتفى أحدهما بتوثيق الاعتداء عبر هاتفه المحمول، وهو يعرب عن عزمه استدعاء رجال الشرطة.

في غضون ذلك، تراجع الرجل التركي بعدما قال: "هذه تركيا، هذه دولتي، وهذه السكين في يدي".

وجرى توقيف المعتدي من قبل السلطات التركية، نقلا عن مسؤولين من وزارة الداخلية.

في السياق، نقل موقع "Patronlar Dünyası" عن رئيس مجلس إدارة شركة "أورينت لايت إنترناشيونال"، خليل إبراهيم دميرها، مطالبته باعتقال المواطن التركي.

وقال دميرها في حديثه للموقع، إنهم "يشتمون العرب ويطالبونهم بالرحيل. هذا حدث كبير للغاية. يحدث هذا مع الأشخاص الذين استثمروا مليارات الدولارات في اقتصاد بلادنا. وهذا يحدث مع هؤلاء الأشخاص الذين يحبون تركيا بشدة".


وأضاف مطالبا بتقديم المعتدي إلى القضاء: "هذه ليست جمهورية الموز. أريد أن يمثل هذا أمام القضاء، وأدعو المدعي العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة".

تجدر أن الحادثة وقت بالتزامن مع انتشار أعمال عنف في العديد من المدن التركية ضد لاجئين سوريين لليوم الثاني على التوالي بعد إقدام مجموعة من الأتراك على الاعتداء على منازل وممتلكات تعود لسوريين في ولاية قصيري وسط البلاد، مساء الأحد.

وسرعان ما تصاعدت التوترات عل إثر الحادثة، حيث شهدت مناطق في شمال غربي سوريا احتجاجات تخللها مظاهر عسكرية وإنزال للعلم التركي من على المباني الرسمية، للتنديد بالاعتداء على اللاجئين السوريين داخل تركيا، الأمر الذي أعقبه تجدد لأعمال العنف في عدد من المدن التركية مثل قونيا وغازي عنتاب.

اعتقالات طالت المئات
أعلن وزير الداخلية علي يرلي كايا، الثلاثاء، عن اعتقال 474 شخصا على خلفية وقوع أعمال استفزازية ضد اللاجئين السوريين خلال الليلة الماضية في عدد من المدن التركية، بعد أحداث ولاية قيصري.

Kayseri’de meydana gelen çirkin olay sonrası ülkemiz genelinde bazı şehirlerimizde dün gece Suriyelilere yönelik provokatif eylemler gerçekleştirilmiştir.

Yasa dışı yollara başvurularak gerçekleştirilen provokatif eylemler sonrası 4️⃣7️⃣4️⃣ şahıs gözaltına alınmıştır. Gözaltına… — Ali Yerlikaya (@AliYerlikaya) July 2, 2024
وأوضح يرلي كايا في بيان عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، أن "285 من المعتقلين لديهم سجلات جنائية سابقة في جرائم مثل المخدرات والنهب والسرقة وإتلاف الممتلكات والتحرش الجنسي".

وطالب الوزير المواطنين الأتراك "للتصرف باعتدال وعدم الانخراط بالدعوات التحريضية"، مشددا على أن "الذين يتآمرون ضد دولتنا سيلقون العقاب الذي يستحقونه"، حسب تعبيره.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية قيصري تركيا تركيا السعودية اسطنبول قيصري سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ما زال سميح القاسم يخاطب الغزاة الذين لا يقرؤون

ما جدوى المعرفة: الكتابة والقراءة والعلم، حين يختار البشر ما يناقض الحكمة؟

ولماذا لا يقرأ الغزاة؟ ولماذا لا يتعظون؟

ما سيقوله قلم المؤرخين؟

أثناء التجول، نمرّ بأماكن، فنسأل عنها، فيجيبون من فيها ما يعرفونه، ثم نجد أنفسنا نعود إلى الكتب ازديادا في العلم، وهكذا نجد المكان يقودنا إلى الكتب، أي إلى الأزمنة التي يتضمنها ما يعرف بالتاريخ؟

واليوم، وجدت نفسي في الوقت الذي أتابع ما يحدث الآن، فإنني عدت الى التاريخ العام، لزيادة معرفتي بما كان هنا من دول ومن علاقات دولية. لكن ما لفت الانتباه هو أن ما كان ويكون يلتقيان في أمر واحد، ألا وهو الانحياز، واللاموضوعية، كون من كتب من قبل إنما كتب بما كان من رأي ونفوذ، وما يكتب اليوم (وما يتم بثه) فإنه ليس دقيقا، فكل بما ينطلق منه.

وهكذا، أكان الماضي ام الحاضر، فبإمكاننا من خلال التقصي الموضوعي فهم ما كان ويكون، لأن ذلك مهم لسلوكنا المتعلق بما سوف يكون.

أما ما سوف يكون، وما نحن فاعلونه، فهو الذي يجب أن يحرر إنسان المستقبل باتجاه البقاء. تلك هي الحضارة، وتلك هي الإنسانية. ترى ما سيقوله قلم المؤرخين؟

سيقولون: لقد سقطت الدولة الغازية وهي في كامل قوتها، والسبب أنها كانت في كامل وهمها؟

خاطب الشاعر الفلسطيني سميح القاسم عام 1988 الاحتلال هازئا في القصيدة التي عنونها ب "إلى غزاة لا يقرؤون"، التي اشتهرت بمطلعها "تقدموا تقدموا"، فإنه كان يسخر من الفكر الجنوني وراء شرّ الاحتلال وإيذاء شعبنا:

"فما الذي يدفعكم

من جثة لجثة

وكيف يستدرجكم

من لوثة للوثة

سفر الجنون المبهم"

إذن، نحن مع لوثة غزاة، لم يرتقوا فكريا وأخلاقيا، فقد اكتفوا بتكنولوجيا القتل. واكتفوا بخرافة أنه "شعب الله المختار"، تاركين العالم كله يحتار في هذا الأمر الذي يجعل الغزاة لا يحترمون أية قيم واتفاقيات، وقد أبدع سميح القاسم حين ذكر ذلك في قصيدته:

"حرامكم محلل

حلالكم محرم

تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم"

لقد استمر هذا الجنون في ظل التطور التكنولوجي، والمأساة أنه استمر، وتضاعفت الخسائر، هل سنقول بئست الحضارة أم بئس الأشرار!

كان من السهل تجنب الحرب، لكن كيف لغزاة أن يقرؤوا ما لا يحبون قراءته، في ظل رفض الآخر-العالم؟ كان من الممكن أن تعيش الشعوب معا، فالأرض واسعة وخلق الله فيها رزق العالم كله، لكن كأننا أمام حتمية غريبة، سيقف عندها المؤرخون والكتاب، وهي مفارقة نادرة؛ ففي الوقت الذي يبرر الغزاة الحرب لضمان "أمنهم"، فإنهم يقودون الى نهايتهم.

تلك هي التربية على الدم لا على السلام، والتطرف دوما يقضي على أصحابه؛ فمن الطبيعي أن تكون نهاية ثقافة القتل قتلا لفكرة الغزاة.

منذ عام 1988، في الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال، عام قصيدة سميح القاسم، وما قبل ذلك من رفض الاحتلال الذي استمر، والاحتلال يزهد بالقراءة الواعية للتاريخ ظانا أنه الاستثناء الذي سيدوم بقاؤه، فمن هو ابن خلدون الذي يزعم أن الظلم ينبئ بخراب العمران؟!

يصعب العيش اليوم في العالم وإنسان العصر مشدودا لأساطير لا تعني للواقع وعنه شيئا، ولعل قوة الفكر الإنسان تمنح للقوى التكنولوجية المعنى.

لقد وصف الطبيب بالحكيم، ولا أدري السبب، لكن لعل جوهر مهنة الطبيب هي حكمة التعامل مع الإنسان. لذلك نقول إن العلم تراكميّ، حيث يتعلم الطبيب مما استخلصه الأطباء قبله في التعامل مع جسد الإنسان ونفسه. وهنا يكمن جوهر الحضارة: الحكمة.

تأمل التاريخ يقودنا الى تأمل الدول والممالك، وهذا يعني دراسة منظومات الحكم السائدة في تلك المراحل التاريخية. وقد وقف المؤرخون وقفات تقييم ونقد للنظم وشخوصها، كذلك حفلت أخبارهم في الكتب الدينية، خاصة في القرآن الكريم. ومجمل الفكرة هي أن هناك ارتباطا معينا بين الطغاة وسياق حياتهم كأفراد، وكمجتمعات. وهنا يصبح للحديث معنى استراتيجيا إن تم ربط سلوك الحكام بالحاضنات التعلمية والثقافية التي وجدوا أنفسهم فيها.

تعدّ حالة الاحتلال الصهيوني استثناء تاريخيا، حيث لم يقتصر دور الحاضنة التعليمية والثقافية على إنتاج (وتكوين) قادة لا ينتمون للإنسانية فقط، بل شمل ذلك مجتمع المستوطنة العسكرية، التي فشلت حتى الآن بإيجاد مجتمع سوي؛ فما تفسير استطلاعات الرأي التي أشارت دوما إلى تأييد الغالبية المستوطنة العسكرية لما يقوم به القتلة من قادتها؟

إن الكتب التعليمية المعلنة وكتب المؤسسات الدينية كارثة على المنطقة لأنها تعيد إنتاج منظومة مستدامة من العنصرية ونفي الآخر، والمفارقة في الأمر أن هؤلاء العنصريين يتهمون الفلسطينيين العرب بالتحريض ضدهم، والساخر في الأمر أنهم يجدون آذانا تسمعهم في الغرب.

من هنا، انتبهت الحضارات الى أهمية رعاية الحاضنات الثقافية والتعليمية والدينية والإعلامية بحيث تحافظ على السلم الأهلي، كذلك السلم العالمي من خلال معايير اليونسكو مثلا فيما يخص القيم الإنسانية التي تضرب بها دولة الاحتلال عرض الحائط.

لقد وصفت دولة الاحتلال بأنها تنتج مؤلفات يضعها في مصاف الدول العظمى، حيث أنها تنفق على التعليم والعلم والبحوث العلمية، لكن ما جدوى ذلك حين يتم استخدام ذلك العلم في الشرّ عبر تكريس الاحتلال والغزو والاعتداء والإرهاب؟ لم يعد سرّا ما يقدمه العلماء والباحثون في المستوطنة العسكرية للأجهزة العسكرية من أجل تسهيل دوام الاحتلال بالقوة والبطش.

الغزاة إذن يا سميح القاسم يقرؤون كما ترى، لكنها ليست قراءة الإنسان المنتمي للبشرية، من أجل تجنب الشرور، بل هي قراءة انتقائية منطلقة من أيديولوجية لم تتغير، ويبدو أنها لن تتغير كذلك.

آن الأوان للثقافة العالمية والمؤسسات الأممية بالتدخل لإلزام المستوطنة العسكرية باحترام القيم الإنسانية في المناهج التعليمية، وكفّ أذاها ليس عن الشعوب هنا فقط، بل عن شعوب كثيرة في العالم.

وأخيرا هل سنجد يوما قريبا من أبناء الغزاة من سيبدأ القراءة الواعية للوصول فعلا إلى سلام دائم يضمن الأمن والسلام؟ الجواب ليس هناك من يفكر بذلك، ما يعني أن المستوطنة وهي ماضية في تخريب العالم، ستنهي نفسها. تلك هي السيرورة والصيرورة. هكذا قال سميح القاسم متنبئا بخراب المستوطنة: "تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم".

مقالات مشابهة

  • شركة “جي أر أو” التركية تطلق منصة استثمارية في قطاع الفنادق
  • ما زال سميح القاسم يخاطب الغزاة الذين لا يقرؤون
  • خبر سار للمقيمين في تركيا.. تيمو تبدأ التوصيل السريع وتمنح خصمًا على أول طلب
  • أسعار البنزين والديزل تتجاوز 50 ليرة في تركيا.. إليك آخر التحديثات في إسطنبول وأنقرة وإزمير
  • الداخلية التركية تعلن: “الشارع الذي تدخلونه هو طريق مسدود!” عملية أمنية ضخمة في أنطاليا
  • زيارة بعد غياب طويل.. عدنان الحرازي يلتقي أسرته لأول مرة منذ اعتقاله بصنعاء
  • محلل إسرائيلي يتحدث عن مواجهة مع تركيا عقب الانتهاء من إيران (شاهد)
  • الإعلان عن أفضل مدن العالم للعيش 2025.. هل ظهرت تركيا في القائمة؟
  • تركيا تفرض حضورها.. 4 جامعات في قائمة الأفضل عالميًا
  • اختراق إسرائيلي للأجواء التركية.. وتحرك عاجل من سلاح الجو التركي