إيران تنفي تعرض المرشح سعيد جليلي لمحاولة اغتيال
تاريخ النشر: 3rd, July 2024 GMT
بغداد اليوم -
إيران تنفي تعرض المرشح سعيد جليلي لمحاولة اغتيال
يتبع ..
.المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
د. سعيد الكعبي يكتب: دورة الحياة
تختلف النظرة وتبقى الأشياء الثابتة. كل جيل يظنّ أنه أذكى من الذي قبله، وأكثر نضجاً من الذي بعده، الابن يرى أباه «دقّة قديمة»، والأب يرى ابنه «لا يفهم». والموظف الجديد يرى مديره مدرسة قديمة، والمدير يرى في الموظف الجديد حماس البدايات. النظرة لما حولنا تتغير مع العمر، ومع التجارب التي تشكّلنا بصمت.حين كنّا صغاراً، كنّا نرى الأشياء ببريقٍ أكبر حجماً مما نراها في كبرنا. ثوب العيد كان حدثاً يملأ القلب فرحاً، والهدية الصغيرة كانت كفيلة بأن تُصلح كل خصام، نغضب بسرعة.. ونرضى أسرع، نختلف ثم ننسى، نكسر اللعبة ثم نضحك، كل شيء كان بسيطاً ولم نحمل على أكتافنا حساب «النتائج».
نكبر فنصبح أقلّ دهشة، وأكثر حذراً، نزن الكلمة حتى نسجنها في صدورنا خوفاً من عواقبها، نخشى التجربة خوفاً من نهايتها. لم نعد نغضب من تفاهة، لكننا أيضاً لا نفرح بسهولة، نظرتنا للأشياء أصبحت أعمق، لكنها أيضاً أثقل.
في الصغر، نريد الفوز بأي شيء: اللعبة، المسابقة، الرأي، وفي الكبر نكتشف أن الخسارة أحياناً انتصار، في الصغر نغامر لأننا لا نعرف العواقب، وفي الكبر نتردد لأننا عرفناها جيداً.
هي دورة الحياة، تبدأ بالجهل الذي يعطينا الشجاعة وتنتهي بالحكمة التي توجب الحذر. إنها ليست مسألة صواب أو خطأ، بل اختلاف في زاوية النظر. فلا تطلب من صغير أن يتصرّف ككبير، ولا من كبير أن يتصرّف كالصغير. كل تصرّفٍ جماله في مناسبته لعمر صاحبه، وفي صدقه مع مرحلته.
الحياة ليست سباق نضج، بل مسيرة تغيّر، فما تراه اليوم تافهاً، تراه غداً مهماً، وما تراه اليوم كبيراً، تبتسم له بعد سنوات وتقول: «كم كنت أحمق حين ظننته نهاية العالم».
* وقفة تأمل:
•ما الشيء الذي كنت تراه عظيماً في طفولتك… وتبتسم له اليوم؟
•هل تغيّرت أنت.. أم تغيّرت نظرتك إلى العالم؟