أعلن الرائد في مجال ريادة الأعمال التكنولوجية، إيلون ماسك، مؤسس شركة "إكس إي آي"، أن الشركة أنهت محادثاتها لتوسيع اتفاق مع شركة أوراكل، وفقاً لتقرير نشر على منصة «إكس».

وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه «إكس إي آي» إلى تعزيز موقعها في مجال التكنولوجيا الذكية، من خلال بناء أقوى مجموعة تدريب في العالم، مع التركيز على تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل «شات جي بي تي»، الذي حقق نجاحاً كبيراً في الأشهر الأخيرة.

تأسست «إكس إي آي» بقيادة ماسك في الصيف الماضي، ومنذ ذلك الحين، اتخذت الشركة خطوات ملموسة نحو تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال استقطاب مهندسين متميزين من الشركات الرائدة مثل تسلا، وإطلاق منتجات مبتكرة مثل «Grok».

إيلون ماسك

وفي تصريح له، أشار ماسك إلى أن «إكس إي آي» تعمل حالياً على بناء حاسوب عملاق مجهز بـ 100، 000 وحدة معالجة رسومات من الشركة الامريكية «إنفيديا»، وهي الرقائق اللازمة لتدريب وتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.

من جانبها، قدمت شركة أوراكل دعماً مهماً لـ «إكس إي آي»، إذ كانت قد تعاقدت مسبقاً على توفير 24، 000 رقاقة إنفيديا لصالح الشركة، مما يعزز من قدراتها التقنية ويدعم استراتيجيتها في السوق.

وعلى الرغم من أن «إكس إي آي» لم تفصح عن تفاصيل إضافية حول أسباب انتهاء المحادثات مع أوراكل، إلا أن هذا الإعلان أثر سلباً على سوق أوراكل، حيث انخفضت أسهمها بنسبة 3% إلى 140.80 دولار في تعاملات اليوم.

ويأتي هذا التطور بعد أن كشفت تقارير سابقة أن «إكس إي آي» تخطط لبناء كمبيوتر عملاق في المدينة الامريكية «ممفيس، تينيسي»، بهدف مواكبة وتفوق منافسيها في مجال تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي.

بالرغم من هذا الإعلان، يظل إيلون ماسك و«إكس إي آي» ملتزمين برؤية استراتيجية تركز على الابتكار والتطوير التقني، بهدف تحقيق التفوق في عالم التكنولوجيا المتقدمة.

اقرأ أيضاًايلون ماسك يخسر 80 مليار دولار.. .مليارديرات يخسرون ثروتهم خلال عام 2022

ايلون ماسك.. يعيد إحياء صفقة شراء تويتر.. لكن بشرط

مجنون أم خارق.. إيلون ماسك يفرض قيوداً جديدة على مستخدمي «تويتر»

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أيلون ماسك إيلون ماسك إيلون ماسك تويتر الملياردير ايلون ماسك ايلون ماسك ايلون ماسك تسلا ايلون ماسك دبي ايلون ماسك شريحة تسلا ايلون ماسك ثروة ايلون ماسك شركة ايلون ماسك قصة ايلون ماسك كتاب ايلون ماسك ماسك مقابلة ايلون ماسك مقابلة مع إيلون ماسك من هو ايلون ماسك الذکاء الاصطناعی إیلون ماسک إکس إی آی فی مجال

إقرأ أيضاً:

هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟

 

 

مؤيد الزعبي

بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟

قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.

لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.

الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.

ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.

في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.

حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.

وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.

يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.

إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات  فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.

في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك معاون دجال.. عالم: الشركات تستغنى عن الإنسان وتستعين بالروبتات
  • سام ألتمان.. رأس الحربة في الذكاء الاصطناعي الإمبريالي
  • سامسونج تكشف عن أرخص هواتف الذكاء الاصطناعي
  • علماء روس يستخدمون الذكاء الاصطناعي في فهم الجينات
  • هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
  • لهذا السبب.. إيلون ماسك يدعو ناسا مجددًا إلى تدمير محطة الفضاء الدولية
  • كيف غير الذكاء الاصطناعي شكل التصعيد بين إيران والاحتلال؟
  • إيران تحذر من توسيع الحرب إلى الخليج وتحمّل واشنطن مسؤولية الهجمات الإسرائيلية
  • والد إيلون ماسك يشيد بحب الصينيين للعمل ويصفهم بـ”منافسين ممتازين”
  • إيلون ماسك يوفر خدمة الإنترنت الفضائي للإيرانيين