تاريخ ليبيا لا شك أنه يحمل صفحات مضيئة، به رجال سطروا أحرف عديدة كتب بها تاريخ المجد والعطاء والنضال وتاريخ العطاء الفكري والفقهي من علماء قد يذكرهم غيرنا ولا نتذكر تاريخهم نحن، فقد ابتلينا في صفحاتنا السوداء بأعداء الحرية والثقافة والفكر، ممن عملوا على مسح ذاك التاريخ ولم تكن جهودهم في فيلم عمر المختار إلا لطمس كل الآخرين وليس لإبراز شيخ الشهداء فقط وهو يستحق كل ما ناله من مكانة رفعته إلى أن يكون دليل الشعوب للحرية ولكنها أخفت رجال حوله منهم عبد الحميد العبار والفضيل بوعمر وبورحيل وأخفت تلك القامة العظيمة والتي آثرت بيع ما تملك لشراء تذاكر سفر للوفد الذي يسعى إلى استقلال ليبيا في الأمم المتحدة والذي رسم علم الاستقلال بيده عمر فائق شنيب وحاولوا أن يوصموا الشارف الغرياني بالخيانة كذبا وزورا وقد برئه الشيخ عبد الحميد العبار من ذلك وليوقعوا الفتنة وأهلها في كل حين جاهزون وأخفت جهود الليبيين الذين أسسوا الجيش الليبي بمصر جيش التحرير وغيبوا كل خير وفضل للحركة السنوسية وجامعتها الشامخة بمدينة البيضاء ضياء الجبل على بلادنا وأخفوا رجال الغرب الليبي ونضالهم ورجال فكرهم وثقافتهم أمثال الباروني وفكيني والسويحلي وبشير السعداوي والطاهر الزاوي والشيخ الشارف، أخفت تراثا فكريا وثقافيا وتراثا فقهيا حملته الزوايا المباركة في زليتن ومصراتة ومسلاتة وجبل نفوسة، وأخفت تاريخ مدينة طرابلس والتي لا يعلم الكثير أنها تسبق القاهرة وبغداد في التاريخ.
فمن يذكر اليوم رجال الدولة الدكتور محي الدين فكيني الذي استقال لأجل دماء أبناء بنغازي مطالبا بالقصاص ممن قتلهم ومن يذكر عبد الحميد البكوش وسعيه لبناء الهوية وصناعة مجتمع متمدن وجعلوها مدينة يذكرها الناس بالسجون ومجزرة بوسليم وهي في الأصل مدينة الياسمين أرض الزهر والحنة والمتاحف والمكتبات العريقة وأين تاريخ بنغازي ورجالها من يدركه اليوم، أين جميعة عمر المختار ورجالها وأين الشيخ مصطفى بن عامر وشعرائها رفيق والشلطامي وأين جريدة الحقيقة وأين سوق الظلام وسوق الحدادة والشيخ الصفراني ومكتبة الخراز وكلية الحقوق وكلية الآداب من يعرف كل ذلك من أبنائنا.
لقد زوروا تاريخ الجهاد.. نعم مسحوا كل تاريخنا المشرف ليعلموا الآجيال أنهم بداية التاريخ وأن اتصال وطننا بالفكر والثقافة يبدأ منهم ومن ترهاتهم وهرطقاتهم وتفاهاتهم هم وصبيانهم لقد شنقوا وقتلوا وعذبوا ورموا بجثث الشرفاء في البحر وزورا مناهج الدراسة وفعلوا كل ما يجول في عقل الشيطان بل وتجاوزوه ولكن شعبنا داسهم بأقدامه وسيدوس كل معتد أثيم تلك شهدناها نحن وستقرأ الأجيال كيف انتفض شعبنا لكرامته يوما.
لنا تاريخ يجب أن ننزع عنه الغبار لا بد أن نعيد الثقة إلى شعبنا المحبط الذي حاول البعض أن يوهمه أنه شعب جاهل متخلف وأنه عبئ على البشرية بينما هذا الشعب عذب ونكل به واحتقر واستعبد بطريقة ربما لا تصدق، في أكثر من خمسين عام حاولوا أن يرسخوا فيه قناعات أنه شعب قبلي متخلف لا يستطيع أن يساير الحياة وليس لديه قيم أو أعراف بل ويحتاج انتداب واستدعو لذلك أراذل الناس وحقرائهم وهم نسبة في كل شعب وجعلوا أعزة أهلنا أذلة لقد نشروا الرعب وتعلم الناس الذل والرضوخ قصرا فشعبنا لم يكن يوما ذليلا، تحمل المعتقلات البعض قاوم بالسلاح والبعض قاوم بعدم الرضوخ.
اقول إننا بالرغم مما نحن فيه من مأساة عظيمة بلادنا مفككة ومستقبلنا غامض إلا أننا بخير في قيمنا وفي أعرافنا وديننا بالرغم من الحرب الضروس والمؤامرات التي تخوضها كل القوى الدولية ضدنا والتي لا ترى مصلحة لها في استقرارنا وساء بنا الحال حتى أصبحت بعض دويلات الخليج التافهة التاريخ والمحتوى تتدخل في شؤوننا وكذلك بعض الأبواق المحلية المتخلفة والتي تذكي الفتنة بيننا تارة بسبب الكرة وتارة باسم التوجهات الدينية العبثية وثالثة باسم القبلية والجهوية وانتقلت حتى داخل الجهويات والقبائل حرب إعلامية ضد أهلنا شرقا وغربا وجنوبا إذاعات تنشر الفتن وتكفر البعض.
نحن اليوم نحتاج هدوء ونحتاج دعم قيمنا والتجاوز عن أخطاء بعضنا وأن ننشر الحب والأخوة بيننا وأن نقاوم أعداء الحرية أنصار الاستبداد أدعياء القبلية والجهوية وأن نصدع بكلمة حق ضد من يعمل لخراب عشنا وإضاعة وطننا.. ألا نتخذ من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في التسامح والعفو منهجا لنا ألا يكون ميثاق الحرابي هديا لنا ألا نتمثل بأولئك الذين اجتمعوا في مسلاتة ليعلنوا أول جمهورية في العالم العربي أليس جهاد أحمد الشريف وتراث السنوسية وعمر المختار ورجال كل قبائل الجبل الأخضر ورجال مصراتة وزليتن وغريان وجبل نفوسة وبن وليد وتضحيات بشير السعداوي ومصطفى بالاسعاد تراثا يجب أن نرتفع به عن الصغائر فلا ينظر بعضنا لبعض بالدونية.
أيها العقلاء وطنكم في خطر فالذئاب تحيط بنا وكلاب الحي تنبح علينا في حلف مع الذئاب.. ليس لنا صديق إلا أنفسنا ألا نستيقظ فنحن يجب أن نعترف أننا لسنا نيام بل على مشارف الموت.. لكن إرادتنا يجب أن تنتصر بإذن الله.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: یجب أن
إقرأ أيضاً:
تشيلسي يضرب موعداً مع التاريخ!
لندن (أ ف ب)
أخبار ذات صلة
تجمع المباراة النهائية لمسابقة «كونفرنس ليج» لكرة القدم بين تشيلسي الإنجليزي، وريال بيتيس الإسباني، بعدما تخطى الأول بسهولة ضيفه ديورجاردن السويدي بفوزه بإجمالي المباراتين 5-1، والثاني بصعوبة مضيفه فيورنتينا الإيطالي 4-3 بمجموع المباراتين أيضاً.
وجدد تشيلسي فوزه على ديورجردن 1-0 إياباً، بعدما كان اكتسحه 4-1 ذهاباً، فيما اقتنص بيتيس التأهل بتعادله مع فيورنتينا وصيف البطل في الموسمين الماضيين 2-2 بعد التمديد، إثر انتهاء الوقت الأصلي 2-1 لمصلحة أصحاب الأرض، على غرار نتيجة الذهاب التي انتهت بفوز بيتيس على أرضه.
على ملعب «ستامفورد بريدج»، سجل كيرنان ديوسبري هول هدف اللقاء الوحيد في الدقيقة ،38 في مباراة شهدت مشاركة الواعد ريجي والش الذي بات في سن الـ 16 عاماً أصغر لاعب يشارك أساسيا في مباراة أوروبية بقميص «البلوز».
وبإمكان تشيلسي أن يصبح أول نادٍ يفوز بالمسابقات الأوروبية الثلاث، في حال نجح في التغلب في النهائي على ريال بيتيس.
وزج الإيطالي إنتسو ماريسكا مدرب تشيلسي بتشكيلة جديدة مبقيا فقط على المدافع الإسباني مارك كوكوريا الذي خاض لقاء الفوز على ليفربول في الدوري، واضعاً نصب عينيه مواجهته الحاسمة أمام نيوكاسل في «البريميرليج» الأحد.
وتعرض المدرب الإيطالي لانتقادات لاذعة بشأن أسلوبه الحذر، لكن رغم ذلك نجح حتى اللحظة في قيادة تشيلسي لاحتلال المركز الخامس المؤهل إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
ويسعى تشيلسي خلف لقبه الأول منذ إحرازه دوري الأبطال عام 2021، والأول له في حقبة رئيسه الجديد رجل الأعمال الأميركي تود بويلي الذي خلف الروسي رومان أبراهيموفيتش قبل 3 سنوات.
وفشل ديورجاردن في أن يبلغ نهائي المسابقة بعدما بات أول فريق سويدي يصل إلى نصف النهائي منذ فوز جوتنبورج بكأس الاتحاد الأوروبي موسم 1986-1987.
وفي فلورنسا، بلغ ريال بيتيس نهائي مسابقة قارية للمرة الأولى في تاريخه، بعدما عاد بتعادل بطعم الفوز.
وبعدما منح البرازيلي أنتوني المار من مانشستر يونايتد الذي بلغ نهائي مسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» التقدم لبيتيس (30)، رد أصحاب الأرض بثنائية للألماني روبن جوسنز (34 و42)، أبقت على آماله بالتأهل.
وبعدما عجز الفريقان عن الحسم في الوقت الأصلي، احتكما إلى شوطين إضافيين، نجح خلالهما بيتيس في تسجيل هدفاً غالياً عبر المغربي عبد الصمد الزلزولي (97) ليقود سادس الدوري الإسباني إلى النهائي.
وفشل «فيولا» في بلوغ النهائي للعام الثالث توالياً، بعد أربعة أعوام من تاريخ إطلاق المسابقة، بعدما خسر مباراة اللقب في النسختين الماضيتين أمام وستهام الإنجليزي 1-2 وأولمبياكوس اليوناني 0-1 توالياً.
ولم يخسر بيتيس سوى مرة واحدة فقط في آخر 16 مباراة في مختلف المسابقات، من بينها فوز على ريال مدريد 2-1 وتعادل أمام برشلونة متصدر الترتيب 1-1، محققاً في الوقت ذاته فوزه الخامس توالياً، علماً أنه يتخلف بفارق نقطة واحدة عن المركز الخامس في دوري بلاده المؤهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.