الاتحاد الأوروبي وآبل يسويان تحقيق مكافحة الاحتكار
تاريخ النشر: 11th, July 2024 GMT
قبلت بروكسل إجراءات من شركة آبل تتيح لمنافسي الشركة المصنعة لهواتف آيفون إمكانية الوصول إلى نظام تكنولوجيا المدفوعات غير التلامسية وتضمن تجنب الشركة غرامة كبيرة في نهاية تحقيق مطول لمكافحة الاحتكار.
ستسمح شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة، كامتياز لمطالب الاتحاد الأوروبي، للمطورين بتمكين تقنية "النقر والتنقل" أو الاتصال قريب المدى (NFC) لاستخدام Apple Pay وApple Wallet "كوسيلة سهلة وآمنة وخاصة".
وبالتالي، ستتجنب شركة أبل فرض عقوبة من بروكسل تصل إلى 40 مليار دولار واتهام رسمي بأنها انتهكت قانون الاتحاد الأوروبي. وتمثل هذه الخطوة هدنة قصيرة بين الاثنين بعد عدد من اتهامات مكافحة الاحتكار من قبل المنظمين الأوروبيين.
وقالت مارجريت فيستاجر، المديرة التنفيذية المسؤولة عن تطبيق قواعد المنافسة في الاتحاد الأوروبي، يوم الخميس: "قرار اليوم يجعل التزامات شركة أبل ملزمة". "إنه يفتح المنافسة في هذا القطاع الحيوي، من خلال منع شركة Apple من استبعاد محافظ الهاتف المحمول الأخرى من النظام البيئي لجهاز iPhone."
وأضافت أن منافسي مجموعة التكنولوجيا سيكونون قادرين على "التنافس بفعالية" مع خدمة Apple Pay للمدفوعات عبر الهاتف المحمول باستخدام جهاز iPhone في المتاجر، مما يمنح المستهلكين "مجموعة واسعة من محافظ الهاتف المحمول الآمنة والمبتكرة للاختيار من بينها".
تستخدم مئات الملايين من أجهزة iPhone خدمة Apple Pay، وتأتي نهاية هذا التحقيق الذي طال أمده في وقت يكثف فيه المنظمون في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تدقيقهم في ممارسات الشركة.
واتهمت بروكسل شركة أبل في عام 2022، بعد عامين من التحقيق، بانتهاك قانون المنافسة من خلال منع وصول المنافسين إلى تكنولوجيتها لصالح نظام الدفع الخاص بها.
يختبر المسؤولون التنازلات التي تقدمها شركة Apple منذ يناير والتي تتضمن منح المطورين وصولاً مجانيًا إلى تقنية NFC الخاصة بها على أجهزة iOS دون الحاجة إلى استخدام Apple Wallet أو Apple Pay.وذكرت صحيفة فايننشال تايمز الشهر الماضي عن تسوية وشيكة للقضية.
وكان من شأن العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي بسبب الممارسات المناهضة للمنافسة أن تتضمن غرامة تصل إلى 10 في المائة من إجمالي مبيعات المجموعة السنوية على مستوى العالم. في عام 2023، كانت إيرادات شركة أبل البالغة 383 مليار دولار ستعني غرامة قدرها 40 مليار دولار تقريبًا، على الرغم من أن المنظمين نادرًا ما يفرضون أعلى عقوبة، وتميل الغرامات إلى التخفيض في المحكمة بعد الاستئناف.
أصبحت شركة Apple مؤخرًا أول شركة تواجه اتهامات بموجب قانون الأسواق الرقمية للاتحاد الأوروبي، وهو تشريع صارم يهدف إلى تحسين اختيار المستهلك وفتح الأسواق الرقمية في أوروبا.
كما تم تغريمها مؤخرًا مبلغًا قياسيًا قدره 1.8 مليار يورو بسبب ممارسات مناهضة للمنافسة تتعلق بخدمات بث الموسيقى. ورفعت شركة أبل دعوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبي واستأنفت ضد العقوبة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: آبل آيفون الاحتكار وApple
إقرأ أيضاً:
شي يدعو الاتحاد الأوروبي للتكاتف ضد الأحادية الأميركية
وجّه الرئيس الصيني شي جين بينغ دعوة صريحة إلى قادة الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون مع بلاده في مواجهة ما وصفه بـ"الأحادية"، في إشارة غير مباشرة إلى السياسات التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تهدد بإعادة تشكيل النظام العالمي على أسس أحادية الجانب.
وفي رسالة رسمية بمناسبة مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي، خاطب شي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، مؤكدا أن الجانبين مطالبان بـ"إدارة الخلافات بشكل سليم وتعميق الاتصال الإستراتيجي".
دعوة صينية لعالم متعدد الأقطابونقلت وكالة شينخوا الرسمية عن شي قوله "يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي الدفاع عن التعددية، وحماية العدالة والإنصاف، ومعارضة التنمّر الأحادي"، كما شدد على ضرورة "العمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب منظم وعادل، وعولمة اقتصادية شاملة".
وتأتي هذه الرسالة في وقت تحاول فيه بكين إصلاح علاقاتها مع بروكسل، خاصة بعد سنوات من التوترات، كان أبرزها العقوبات المتبادلة التي فرضت في عام 2021، على خلفية انتقادات الاتحاد الأوروبي لسجل الصين في حقوق الإنسان بمنطقة شينغيانغ.
وفي تطور لافت، أكدت وزارة الخارجية الصينية للمرة الأولى بشكل علني أنها قررت تعليق العقوبات المفروضة على 5 أعضاء من البرلمان الأوروبي وعلى اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان، وهي العقوبات التي كانت قد عرقلت التعاون الثنائي خلال السنوات الماضية.
إعلانوأكد الناطق باسم الخارجية لين جيان أن الوقت قد حان "لطيّ الصفحة"، وبدء مرحلة جديدة من العلاقات بين الطرفين.
وقال لين، في مؤتمر صحفي نقلته قناة "سي سي تي في" الصينية، "رغم ما مرت به العلاقات بين بكين وبروكسل من تقلبات، فإن الجانبين متفقان على أهمية استئناف الحوار والتعاون الكامل".
وأضاف "نتوقع أن يسهم استئناف التبادلات في تعميق التفاهم المتبادل".
وذكرت وكالة شينخوا أن بكين ترحّب بزيارة فون دير لاين وكوستا في الوقت المناسب لإجراء جولة جديدة من المحادثات الثنائية، في خطوة تهدف إلى استعادة الزخم السياسي والاقتصادي بين الجانبين.
ورغم مؤشرات الانفراج، تبقى الخلافات حاضرة، فقد أعاد خورخي توليدو، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الصين، التأكيد على مطالب قديمة تشمل:
تصحيح الاختلالات التجارية توفير بيئة سوقية عادلة للشركات الأوروبية في الصين التعاون في القضايا العالمية المعاملة بالمثل في الالتزام بتحسين العلاقاتوقال توليدو "الاتحاد الأوروبي مستعد لبذل الجهود اللازمة.. ونأمل أن تبذل الصين القدر نفسه من الجهد".
ويرى مراقبون أن رسالة الرئيس الصيني تمثل تحولا إستراتيجيا واضحا في خطاب بكين تجاه أوروبا، في وقت تسعى فيه الصين إلى لعب دور موازن للنفوذ الأميركي المتزايد، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية والجيوسياسية في العالم. ومع ذلك، تبقى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات مرهونة بخطوات ملموسة، تتجاوز الأقوال إلى الأفعال.