إنها نهاية الخط بالنسبة لـ Redbox وأكشاك تأجير أقراص DVD الخاصة بها. تقدمت الشركة الأم لخدمة تأجير الأفلام، Chicken Soup for the Soul Entertainment، بطلب لإشهار إفلاسها بموجب الفصل 11 في أواخر يونيو. ولكن يبدو أنها حولت ملفها من الفصل 11 إلى الفصل 7، مما يعني أنها تعتزم تصفية أعمالها بالكامل بدلاً من إخضاع الشركة لعملية إعادة تنظيم.
وقال قاضي الإفلاس الأمريكي توماس حوران، بحسب لوباس: "لا توجد وسيلة لمواصلة دفع أجور الموظفين، أو دفع أي فواتير، أو تمويل هذه القضية". وقال حوران أيضًا إن هناك "على الأقل احتمال اختلاس الأموال المودعة للموظفين". لم تتمكن Redbox من دفع رواتب موظفيها لمدة شهر تقريبًا، واضطرت الشركة الأم إلى الحصول على قرض بقيمة 8 ملايين دولار لرواتبهم ولكي تتمكن من استعادة مزاياهم الطبية التي لم تكن نشطة منذ منتصف مايو.
تستخدم أكشاك Redbox، والتي توجد عادةً في محلات البقالة والمتاجر الصغيرة، لتأجير أقراص DVD للأفلام وأقراص Blu-ray، بالإضافة إلى ألعاب الفيديو. ومع ذلك، في عام 2019، توقفت عن تأجير ألعاب الفيديو للتركيز على تأجير الأفلام وخدمة البث المباشر عند الطلب. لقد تجاوزت الشركة ذروتها منذ فترة طويلة، ولم تعد خدمة التأجير الخاصة بها قريبة من الجاذبية هذه الأيام مع جميع خدمات البث المتوفرة. في الواقع، كشفت إجراءات الإفلاس أن التزامات الرواتب الخاصة بشركة Redbox كانت أعلى من أرباحها. ومع ذلك، استمرت الأكشاك في خدمة الأشخاص الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى اتصال إنترنت قوي وثابت، والذين سيتعين عليهم الآن أن يقولوا وداعًا لقدرتهم على استئجار قرص DVD أو اثنين كلما خرجوا لأداء المهمات.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
فقدتُ ساقَيَّ الاثنتين: فلسطينيون يتسلقون جدار الفصل على أمل العمل
اعتقد ساهر، في وقت مبكر من صباح أحد أيام الأحد، أن الفرصة مواتية، حيث ظنّ أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ستكون منشغلة بردّات الفعل على الهجمات الصاروخية الإيرانية، فبدأ بتسلق جدار الفصل الإسرائيلي.
احتاج ساهر (26 عاما) إلى نحو 15 دقيقة لعبور الجدار. لكن أثناء تسلقه، ظهرت دورية إسرائيلية فجأة. قال ساهر "شعرت بالذعر، فأفلت الحبل وسقطت".
سقط من أعلى الجدار -وهو حاجز أسمنتي يصل ارتفاعه في بعض المناطق إلى 8 أمتار- وارتطم بالأرض بعد سقوطه من ارتفاع 4 أمتار.
يقول ساهر "لبرهة، ظننت أنني متّ"، وأضاف "سمعت أصواتا بالعبرية، ثم بدأ الألم يتسلل إلى جسدي".
نقلته سيارة إسعاف فلسطينية إلى مستشفى رام الله، حيث شُخّصت حالته بكسور متعددة في الأضلاع، ووُضعت له دعامة طبية.
كان ساهر، الذي يعمل في البناء، يحاول الوصول إلى عمله في مدينة ريشون لتسيون داخل إسرائيل. وقد تحدث إلى الجزيرة شريطة عدم كشف هويته، خوفا من الملاحقة بسبب دخوله غير القانوني.
وقبل بدء الحرب على غزة في أعقاب 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اعتمد نحو 390 ألف عامل فلسطيني على وظائف داخل الأراضي الإسرائيلية. لكن مع اندلاع الحرب، ألغت السلطات الإسرائيلية تصاريح العمل، وأجبرت العمال على المغادرة.
ومع استمرار الحرب واشتداد العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة، يخاطر بعض الفلسطينيين، خصوصا في قطاعات البناء والضيافة، بحياتهم للعودة إلى إسرائيل بحثا عن عمل مؤقت.
ومع إغلاق المعابر وانخفاض أعداد المهرّبين الذين كانوا ينقلون الناس بالسيارات منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يبقَ أمام الكثيرين سوى خيار واحد وخطير: تسلق الجدار. وقد أصبح هذا الخيار أكثر فتكا مع تشديد إسرائيل لإجراءاتها الأمنية، وازدياد التوترات في المنطقة.
وأصبح الجدار الآن خاضعا لمراقبة شديدة عبر الطائرات المسيّرة والحساسات والدوريات العسكرية.
إعلان "بين نارَين"ومع وصول معدل البطالة في الضفة الغربية إلى مستويات حرجة، يدفع اليأس البعض إلى تسلق الجدار. يقول عاهد رزق (29 عاما) وهو ممدد على سريره في مستشفى رام الله: "يا رب، خذني وريحني من هذا العذاب".
ويعاني رزق، الذي تزوج حديثا، ليس فقط من الألم الجسدي بل من عجزه عن إعالة أسرته حيث فقد القدرة على استخدام ساقيه بعد سقوطه من جدار الفصل أثناء محاولته دخول إسرائيل في منتصف يونيو/حزيران.
وأصيبت إحدى ساقيه بالشلل، والأخرى تحطمت كليا. وخضع لعملية جراحية استغرقت 6 ساعات بعد سقوطه من ارتفاع 5 أمتار تقريبا، حيث انقطع الحبل الذي كان يتسلق عبره تحت وطأة وزنه البالغ 140 كلغ.
وقال رزق "ليست هذه المرة الأولى لي، لكنّها كانت الأخطر. كنت أدخل سابقا مع مهرّبين مقابل أجر. لكن منذ بداية الحرب، عمّت الفوضى، لم تكن هناك سيارات، والجنود كانوا في كل مكان".
وأضاف "كنت بين نارَين: إما أن أموت أثناء العبور أو أعجز عن العمل وإعالة عائلتي".
وأوضح أن عشرات العمال كانوا يتجمعون قرب الجدار بين بلدة الرام والقدس المحتلة. وبما أنهم لم يمتلكوا سلّما بارتفاع كافٍ، استخدموا سلّما قصيرا وحبلا مربوطا من الجهة الأخرى.
لكن أثناء صعوده، انقطع الحبل. وأوضح أنه سقط "فوق شاب آخر كان يتسلق. أُصيب بكدمات، لكنني فقدت ساقَيّ. ذهب البقية إلى العمل. ابن عمي فرّ حين اقترب الجيش، وبقيت وحدي".
"لا خيار آخر"ويقول شاهر سعد، الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين، إن الفلسطينيين يُجبرون على محاولات عبور خطيرة منذ سنوات طويلة. وأضاف للجزيرة "عقود من البطالة المرتفعة لم تترك لآلاف الأشخاص أي خيار آخر".
لكن العبور بات أكثر فتكا منذ بدء الحرب، وفقا لسعد. فقد أُطلق الرصاص على فلسطينيين أو سقطوا حتى الموت أثناء محاولاتهم. وأوضح أن ما لا يقل عن 35 عاملا فلسطينيا لقوا حتفهم أثناء محاولاتهم الدخول إلى إسرائيل للعمل في عام 2025، دون وضوح الأعداد التي توفيت جراء إطلاق النار أو السقوط.
وأشار سعد إلى أن القيود الإسرائيلية المشددة تمنع وصول العمال إلى مسارات عمل رسمية، وغالبا ما تكون ظروف العمل في المواقع الإسرائيلية سيئة: "معظم المواقع تفتقر لأدنى معايير السلامة. لا تُوزّع معدات الوقاية، وبعض الإصابات سببها الجهل بإجراءات السلامة".
تعميق التهميش الاجتماعيويرى المحلل السياسي المستقل ساري عرابي، المقيم في رام الله، أن إستراتيجية إسرائيل المتمثلة في فرض القيود والحصار العسكري تهدف إلى تعميق التفاوت بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال للجزيرة "هي سياسة تقوم على تقييد الحركة ومنع الوصول إلى الموارد، وتضع المدنيين أمام خيارَين: الجوع أو الخطر الجسدي".
وأضاف "هذه السياسة التي تعتمد على العزل الجغرافي والسيطرة العسكرية تُعمّق التهميش الاجتماعي وتزيد الاعتماد على المساعدات. إنها تزرع اليأس والفقر".
وفي قرية نعلين غرب رام الله، روى عثمان الخواجا (37 عاما) -وهو أب لـ3 أطفال- كيف فتحت القوات الإسرائيلية النار عليه أثناء محاولته تسلق الجدار في مارس/آذار الماضي، حيث سقط أرضًا وكُسرت ساقاه. كان يعمل في مجال البلاط وقال إنه تسلق الجدار عدة مرات من قبل خوفا من عدم قدرته على إعالة أسرته.
إعلانوتابع "الخوف يعمي البصيرة أحيانا". وخضع الخواجا لعملية جراحية لتركيب قضبان معدنية في ساقيه. وبعد 3 أشهر من العلاج، تمكن من المشي مجددا.
وقال الخواجا "الله كتب لي حياة جديدة". ثم أضاف "لن تُقدّر قيمة الحياة إلا إذا واجهت الموت، عندها تتعلم القبول بما يأتيك".
هذا التقرير نُشر بالتعاون مع منصة "إقلب"