ماذا يعني استدعاء فزاعة الإخوان مجددا؟!
تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT
بعد إعلانات متكررة من النظام المصري ونظم حليفة عبر المنابر السياسية والأمنية والإعلامية بانتهاء جماعة الإخوان تماما، عقب انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013 وما تبعه من مجازر مروعة، إذ بهذه المنابر تعود مجددا لاستدعاء فزاعة الإخوان، فتطلق برامج تلفزيونية وإذاعية مختصة بتشويه الإخوان، وتدبج المقالات الصحفية، وتستدعي شخصيات مناوئة للإخوان، ولها ثأر بايت معهم ليدلوا بدلوهم في هذا المهرجان الخطابي.
ما هذا؟ ألم تقولوا إن الإخوان ماتوا وشبعوا موتا؟ ألم تقولوا إن استئصالهم تم من الجذور، ولن تقوم لهم قائمة مجددا؟! وإذا كنتم تعتبرون أن ذلك كلام موجه للجمهور العام لطي صفحة الجماعة بالنسبة له، فهل تعتقدون أن حملتكم الجديدة على الإخوان ستنطلي على هذا الجمهور مجددا؟!
الحقيقة أن نظام السيسي ومعه أنظمة الثورة المضادة يدركون جيدا أن الإخوان لم يغيبوا حتى يعودوا للظهور، نعم هم تعرضوا لضربات قوية، لو وُجهت لغيرهم لكانت كفيلة بالإجهاز التام عليه، لكنها لم تصل إلى النتيجة ذاتها مع الإخوان، لسببين أولهما أن الإخوان تعرضوا لضربات متعددة من قبل أكسبتهم مناعة في مواجهة الضربات الجديدة حتى لو كانت كبيرة، وثانيا لأن من يوجهون تلك الضربات أصبحوا مكشوفين ومفضوحين تماما أمام الشعوب العربية، فهم داخليا إما فاشلون وفاسدون في إدارتهم لحكم بلادهم، وإما عائلات مهيمنة على الحكم رغم أنف شعوبها، وهم خارجيا ذيول وأتباع للصهيونية والقوى العالمية.. وقد ظهر فسادهم وفشلهم وعمالتهم بشكل واضح للشعوب، وظهرت أكاذيبهم بحق الإخوان أيضا أمام هذه الشعوب.
نظام السيسي ومعه أنظمة الثورة المضادة يدركون جيدا أن الإخوان لم يغيبوا حتى يعودوا للظهور، نعم هم تعرضوا لضربات قوية، لو وُجهت لغيرهم لكانت كفيلة بالإجهاز التام عليه، لكنها لم تصل إلى النتيجة ذاتها مع الإخوان، لسببين أولهما أن الإخوان تعرضوا لضربات متعددة من قبل أكسبتهم مناعة في مواجهة الضربات الجديدة حتى لو كانت كبيرة، وثانيا لأن من يوجهون تلك الضربات أصبحوا مكشوفين ومفضوحين تماما أمام الشعوب العربية
ما جدد الحملة ضد الإخوان هي معركة طوفان الأقصى، وفشل العدو الصهيوني المدعوم سرا أو علنا من حلف التطبيع والثورة المضادة في تحقيق أهدافه المعلنة بسحق حماس (المحسوبة على الإخوان) وتصفية وجودها العسكري والسياسي، وتحرير أسراه، هذا الفشل يُحتسب بطريقة مقابلة انتصارا للمقاومة التي لم ترفع الراية البيضاء، والتي ظلت توجع العدو حتى الآن رغم الحصار الذي تتعرض له.. وليس سرا أن عدة حكومات عربية تبذل حتى الآن كل جهدها لحرمان المقاومة من تحقيق انتصار واضح خشية ارتداد ذلك عليهم في أقطارهم.
في الانتخابات الفرنسية الأخيرة استخدمت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان فزاعة الإخوان لدغدغة مشاعر الناخبين، وتوعدت بغلق مساجد الإخوان والسلفيين في فرنسا حال فوزها (تلقت هزيمة جديدة). وبعد اندلاع معركة طوفان الأقصى كتبت صحيفة معاريف "الآن جاء دور إسرائيل للقضاء على الإخوان"، وترددت كلمات مشابهة على ألسنة قادة وساسة صهاينة بعد ذلك.
وفي الإمارات، بدأت جولة جديدة ضد الإخوان بإصدار أحكام مغلظة فيما عرف بقضية الإمارات 84 التي ضمت عددا كبيرا من رموز وقادة الإخوان المسلمين، والذين سبق الحكم عليهم بالحبس منذ 2013، وقد أنهوا فترات حبسهم، لكن السلطات أعادت تدويرهم على قضية جديدة -على الطريقة المصرية- وأصدرت محكمة أبو ظبي يوم الأربعاء الماضي حكما جديدا بحبسهم.. هذه الفوبيا لا تقتصر على الإمارات وإنما انتقلت إلى دول خليجية أخرى.
وفي مصر تم تدشين حملة مكثفة متعددة المنصات ضد الإخوان، سواء في إعلام النظام المصري أو في إعلام الإمارات، وسواء عبر قنوات أو إذاعات أو صحف أو مواقع الكترونية، فالقنوات التابعة للشركة المتحدة التابعة للمخابرات المصرية خصصت العديد من البرامج لهذه المهمة، وقناة العربية خصصت برنامجا عن الإخوان باسم "مراجعات"، يديره رئيس الحوار الوطني ورئيس المجلس الأعلى للإعلام ضياء رشوان، وهو الذي دافع كثيرا عن الإخوان في عهد مبارك قبل أن ينقلب ضدهم بعد ثورة يناير.
المهم هو إعادة شحن قطاعات من المصريين ضد الإخوان، وصرفهم عن الأزمات الكبرى، وأحدثها أزمة انقطاع الكهرباء. لكن لسوء حظ النظام أن هذه الفزاعة التي استخدمت من قبل وسجلت بعض النجاحات لم تعد تنطلي على أحد اليوم، مع ارتفاع مستويات الوعي، وإدراك حقيقة مسئولية النظام المباشرة عن هذه الأزمات وليس طرفا غيره. ولعل المتابع لصفحات التواصل الاجتماعي يستطيع رصد ردود الأفعال الغاضبة من المصريين على بعض الأخبار التي تحاول استدعاء الإخوان لتحميلهم المسئولية
عادت إذن فزاعة الإخوان لتبرير الأزمات التي صنعها النظام المصري، ولإثارة مخاوف الشعب من عودة الإخوان للحكم والانتقام، وهي فزاعة لا تحتاج إلى تكلفة عالية بالنسبة للنظام، حيث أنها تقتصر على نشر الأكاذيب، وفبركة وقائع، ثم استدعاء شخصيات انفصلت عن الإخوان لسبب أو لآخر لترديد تلك الأكاذيب والفبركات، المهم هو إعادة شحن قطاعات من المصريين ضد الإخوان، وصرفهم عن الأزمات الكبرى، وأحدثها أزمة انقطاع الكهرباء. لكن لسوء حظ النظام أن هذه الفزاعة التي استخدمت من قبل وسجلت بعض النجاحات لم تعد تنطلي على أحد اليوم، مع ارتفاع مستويات الوعي، وإدراك حقيقة مسئولية النظام المباشرة عن هذه الأزمات وليس طرفا غيره. ولعل المتابع لصفحات التواصل الاجتماعي يستطيع رصد ردود الأفعال الغاضبة من المصريين على بعض الأخبار التي تحاول استدعاء الإخوان لتحميلهم المسئولية.
ضمن من تم استدعاؤهم لإعادة طرح فزاعة الإخوان مؤخرا البابا تواضروس، رأس الكنيسة الأرثوذكسية، ويونس مخيون، رئيس حزب النور السلفي السابق وأحد قادة الدعوة السلفية بالإسكندرية، حيث تبارى كلاهما في استحضار أكاذيب وشائعات تم ترويجها خلال فترى الرئيس مرسي، مثل التكويش على السلطة والأخونة، والتنازل عن سيناء للفلسطينيين وحلايب للسودان، والادعاء بدعم الأمريكان للإخوان، ومحاولتهم (الأمريكان) جر حزب النور للمشاركة في اعتصام رابعة!!.. إلخ.
استحضار فزاعة الإخوان مجددا يعني بكل وضوح أن الجماعة رغم ما تعرضت له من ضربات قاسية، ورغم ما تعانيه من مشكلات داخلية، إلا أنها لا تزال تمثل كابوسا للنظام الذي يدرك جيدا أنه لم يستطع القضاء عليها، وبالتالي فإن بقاء جزء ولو قليل منها سيظل شبحا مخيفا له، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي، وتهاوي الأكاذيب التي تم إلصاقها بالإخوان من قبل، والتي أصبح النظام الحالي يرتكبها بصورة عملية؛ ومن ذلك تنازله عن جزيرتي تيران وصنافير، والتفريط في مياه النيل، وتصفية أصول مصر، والسعي لبيع قناة السويس، وتكبيل الشعب بديون ضخمة خارجية وداخلية.
x.com/kotbelaraby
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري الإخوان الأزمات مصر الإخوان أزمات القمع حملات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من المصریین ضد الإخوان أن الإخوان من قبل
إقرأ أيضاً:
محافظ الدقهلية يشهد ختام الدورة التدريبية حول إدارة الأزمات والأمن القومي
شهد اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، فعاليات ختام الدورة التدريبية المتخصصة التي حملت عنوان: "إدارة الأزمات والكوارث، الأمن القومي، وحروب الجيل الرابع"، والتي نُظمت على مدار ثلاثة أيام بالتعاون بين مركز تدريب محافظة الدقهلية، ومركز تدريب وزارة التنمية المحلية بسقارة، تحت إشراف الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، وبمشاركة 100 من العاملين بديوان عام المحافظة والمراكز والمدن والأحياء.
وذلك بحضور الدكتور أحمد العدل نائب المحافظ، والدكتور عصام الجوهري مساعد وزير التنمية المحلية للتحول الرقمي، اللواء عماد عبد الله السكرتير العام للمحافظة،
السيد جمال السيد مدير الموارد البشرية بمركز سقارة، والدكتورة نيفين ابو المعاطي مدير مركز التدريب، وعددا من قيادات الجهاز التنفيذي بالمحافظة.
و أعرب المحافظ عن خالص التقدير والشكر للدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، لاختيارها للقيادات ذات الكفاءة والتميز، كما وجه الشكر للدكتور عصام الجوهري مساعد الوزيرة، والعاملين بمركز تدريب سقارة، لما يبذلونه من جهود لتعزيز مهارات القيادات والكوادر المحلية في مختلف المحافظات، مشيدًا بالتعاون المثمر والمستمر مع مركز تدريب محافظة الدقهلية.
وأكد أن بناء الكوادر البشرية القادرة على إدارة الأزمات والتعامل مع التحديات غير التقليدية هو الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقرار ودعم التنمية، وأن الهدف من الدورة التي استمرت على مدار ثلاثة أيام، رفع كفاءة الأداء الوظيفي ونقطة انطلاق لبناء جيل غير تقليدي، وبناء وتطوير القدرات المهارية والإدارية باحترافية وفكر حديث.
كما أكد “ مرزوق”، أن الدولة تولي اهتمامًا بالغًا بملف تطوير الجهاز الإداري، من خلال الاستثمار في العنصر البشري، مشيرًا إلى أن مثل هذه الدورات تسهم بشكل كبير في رفع كفاءة العاملين، وتعزيز جاهزيتهم لمواجهة الطوارئ والأزمات في الميدان، بوعي كامل بما تشهده الدولة من تحولات عميقة وتحديات متسارعة، وتغيرات وتحولات تحدث بالمنطقة والعالم.
وأضاف محافظ الدقهلية أن بلدنا في أمان بحفظ الله، وبفضل القيادة الرشيدة للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الذي يعمل بإخلاص وتفاني في كل الاتجاهات من أجل المواطنين، ولابد لنا من استمرار البذل للحفاظ على هذا الأمان، والتحرك للأمام، مؤكدا على ضرورة ترجمة الدورة على أرض الواقع وأن تنعكس مخرجاتها على العمل التنفيذي وأداء الواجب الوظيفي.
وقام محافظ الدقهلية، بمناقشة المتدربين حول برنامج الدورة والدروس المستفادة وكيفية تطبيقها في الواقع العملي ومواجهة التحديات والأزمات، ووفقا للاجابات والحلول المقترحة لحلها، تم تكريم 10 من المتدربين المتميزين، كما تم تكريم باقي المتدربين البالغ عددهم 90 متدرب، بتسليم شهادات اجتياز الدورة، مثمنًا التزامهم وتفاعلهم الإيجابي مع الموضوعات المطروحة.٩
واختتم المحافظ كلمته بتوجيه رسالة تقدير لكل العاملين في الجهاز الإداري بالدقهلية، مؤكدًا أن التحديث المستمر في الفكر والمهارات هو السبيل الحقيقي لمواكبة تطلعات الدولة والمواطن في آن واحد، وكان المحافظ قد استقبل مساعد وزيرة التنمية المحلية بمكتبه وأهداه درع المحافظة.
وأكد الدكتور عصام الجوهري مساعد وزيرة التنمية المحلية للتحول الرقمي، أن الوزارة ومركز التدريب بسقارة لا يدخران جهدا في عقد الدورات التدريبية لتطوير العنصر البشري، مضيفا أن لدينا تحولات اقتصادية وسياسية وغيرها ولابد من مواكبة هذه التغيرات والأحداث وتأهيل العاملين بالجهاز الإداري للتعامل معها، وقام بتسليم شهادات اجتياز الدورة للمتدربين.
وأكدت الدكتورة نيفين ابو المعاطي مدير مركز التدريب بديوان عام المحافظة، على شكرها وتقديرها لمعالي اللواء طارق مرزوق محافظ الدقهلية على دعمه الكامل لإنجاح الدورة، ومتابعته اليومية لها على مدار الثلاثة أيام مدة الدورة.