مصطفى عبد العظيم (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة شباب وشابات من الإمارات يشاركون في «قادة المستقبل» بسنغافورة «الداخلية»: الإمارات نموذج رائد في تحقيق  أهداف التنمية المستدامة

تنطلق العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية إندونيسيا نحو مرحلة جديدة من النمو والازدهار مرتكزة على مبادئ اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي تم توقيعها بين البلدين ودخلت حيز التنفيذ في سبتمبر 2023، ويعمل البلدان للانطلاق معاً نحو المستقبل، عبر الشراكة الاقتصادية الشاملة، بين ثاني أكبر اقتصاد عربي وأكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، ليشكلا قوة اقتصادية مؤثرة في المشهد الاقتصادي والتجاري الإقليمي والعالمي؛ بفضل ما يتمتعان به من مقومات وفرص مشتركة في العديد من القطاعات، ويسعى البلدان من خلال الشراكة الاقتصادية الشاملة للوصول بالتجارة الثنائية إلى نحو 37 مليار درهم سنوياً.

 
مزايا الشراكة الشاملة 
مع دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حيز التنفيذ، يمكن للشركات في البلدين الاستفادة من العديد من المزايا الجديدة، بما في ذلك توفير وصول أفضل للمنتجات الإماراتية إلى السوق الإندونيسية، بما يغطي أكثر من 90% من خطوط التعريفة الجمركية و94% من قيمة التجارة مع إندونيسيا، والبيئة المفتوحة وغير التمييزية للتجارة عبر الحدود مع إندونيسيا، فضلاً عن تعزيز الوصول إلى الأسواق لمقدمي الخدمات في الإمارات. ومن مزايا الاتفاقية التي تشتمل على 18 فصلاً، إزالة الحواجز التقنية غير الضرورية للمصدرين الإماراتيين والإندونيسيين، واستخدام المعايير الدولية كأساس للوائح الفنية، وتعزيز وصول الشركات الإماراتية إلى فرص الشراء الحكومية الإندونيسية، ودعم الشركات الإماراتية، من خلال تفضيل سعر بنسبة 10% في مناقصات المشتريات الحكومية الإندونيسية، وضمان أن المنتجات الإماراتية لن تخضع لتحقيقات مكافحة الإغراق في إندونيسيا، حيث يتم نقل هذه المنتجات فقط. وتسهم الاتفاقية في زيادة إجمالي تجارة الخدمات بين البلدين، وصولاً إلى 630 مليون دولار بحلول عام 2030، وتبسيط الإجراءات الجمركية، وتسهيل ممارسة الشركات الإماراتية أنشطة الأعمال مع أكبر اقتصاد في جنوب شرق آسيا، والذي يُتوقع نموه نسبة 5.4% عام 2022، وفقاً لتقديرات صندوق النقد الدولي. 
وتستهدف اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة خلق مزيدٍ من الفرص في قطاعات الاقتصاد الإسلامي سريعة النمو، والذي تشير التقديرات إلى بلوغ قيمته 3.2 تريليون دولار بحلول عام 2024. 
كما تؤدي الاتفاقية إلى تسريع وتيرة ما تصل قيمته إلى 10 مليارات دولار من المشاريع الاستثمارية في القطاعات ذات الأولوية المشتركة، مثل الزراعة والطاقة والبنية التحتية، والخدمات اللوجستية، بالتوازي مع تشجيع التعاون المستقبلي في مجالات السياحة وريادة الأعمال والرعاية الصحية. 
وتهدف الاتفاقية إلى تحقيق تقدم تكنولوجي سريع في قطاعات واعدة، تشمل تكنولوجيا الطاقة النظيفة والمتجددة والحوسبة السحابية والأتمتة، مما يؤدي إلى مزيد من التقدم الاجتماعي والاقتصادي في البلدين، بالإضافة إلى تعزيز مكانة الممر الجنوبي - الجنوبي للتجارة العالمية. 
ويواصل البلدان التعاون بشكل أوثق عبر العمل معاً على مجموعة واسعة من المشاريع الاستراتيجية، حيث أعلنت شركة «مبادلة» للطاقة اكتشافاً ضخماً للغاز في بئر «تانكولو-1» الاستكشافية في جنوب أندامان شمال سومطرة، وتعد هذه ثاني بئر بعد اكتشاف «لاياران-1» التي يبلغ حجمها 6 تريليونات قدم مكعبة.
كما تعهدت الإمارات بتقديم 10 مليارات دولار لهيئة الاستثمار الإندونيسية، وفي الوقت نفسه أصبحت الحكومة الإندونيسية أكبر جهة إصدار للصكوك في «ناسداك دبي» في مايو 2019. 
فرص جديدة 
أسهمت الاتفاقية في ترسيخ مكانة الإمارات بوابةً عالميةً رئيسة لتدفق التجارة والاستثمار، وتحقيق خطط مضاعفة حجم الاقتصاد الوطني، وصولاً إلى 3 تريليونات درهم بحلول عام 2030، وتعكس الاتفاقية رؤية دولة الإمارات باستخدام التجارة والاستثمار كمحركين رئيسين للنمو المستدام للاقتصاد الوطني، فضلاً عن تعزيز الصادرات، وتشجيع تدفق المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة. 
السلع والمنتجات
بحسب البيانات، تشمل أهم 3 سلع يتم تصديرها من الإمارات إلى إندونيسيا الألومنيوم والخام والذهب الخام وبوليمرات الروبلين، فيما تشمل أهم 3 سلع تتم إعادة تصديرها أجهزة الاتصالات والسيارات وأجزاء المركبات الجوية، في حين تضم أهم سلع يتم استيرادها من إندونيسيا، الحلي والمجوهرات وأجزاءها من معادن ثمينة، والسيارات وزيت النخيل والأخشاب والمنسوجات والشاي والبن والورق بمختلف أنواعه، والمعدات الكهربائية، والمطاط ومنتجاته. 
تأثيرات ملموسة 
تشكل دولة الإمارات وجهة للشركات الإندونيسية في الشرق الأوسط، باعتبارها مركزاً مالياً ولوجستياً عالمياً تتمتع بكفاءة السياسات الجاذبة للأعمال. وانعكست اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بشكل مباشر على تنمية التبادل التجاري، وفقاً لمسؤولين إندونيسيين توقعوا أن تسهم الاتفاقية في مضاعفة التبادل التجاري والاستثمار خلال السنوات القليلة المقبلة.  وأكد ديدي سوميدي، المدير العام لتنمية الصادرات الوطنية في وزارة التجارة في جمهورية إندونيسيا، أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة حققت نتائج ملموسة على التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، خلال الأشهر الماضية ومنذ تفعيل الاتفاقية. وأضاف: «كان هناك نمو كبير في التبادل التجاري بين البلدين خلال العامين الماضيين»، لافتاً إلى أن إجمالي التجارة البينية وصل إلى 4 مليارات دولار في 2021، ونمت لتتجاوز 5 مليارات دولار، تشكل التجارة غير النفطية منها إلى نحو 4 مليارات دولار».
تسوية المعاملات التجارية بالدرهم والروبية
وقعت الإمارات وإندونيسيا، مذكرة تفاهم لإرساء إطار استخدام العملات المحلية في تسوية المعاملات البينية، وتتضمن مذكرة التفاهم التي وقعها في مايو 2024 كل من خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات المركزي، وبيري وارجيو، محافظ بنك إندونيسيا، إطاراً يشتمل على عدد من العناصر والتدابير لتسهيل تسوية المعاملات التجارية بالعملتين المحليتين للبلدين (الدرهم الإماراتي والروبية الإندونيسية)، وفق ما يتم الاتفاق عليه بين المستوردين والمصدرين. كما يحدد هذا الإطار أنواع المعاملات المؤهلة، والشروط لدعم أنشطة التحوّط وإدارة السيولة بالدرهم الإماراتي والروبية الإندونيسية. بموجب هذه المذكرة، سيعمل مصرف الإمارات المركزي وبنك إندونيسيا على ترسيخ الجهود لتعزيز استخدام العملات المحلية للبلدين من خلال دعم التطبيق التدريجي لهذا الإطار، الذي يهدف أيضاً إلى تطوير الأسواق المالية وتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار المالي.
24 مليار دولار صكوك إندونيسية في «ناسداك دبي»
ارتفع إجمالي إصدارات الصكوك الإندونيسية في بورصة ناسداك دبي حتى يوليو 2024 إلى 20 إدراجاً بقيمة إجمالية بلغت 24.1 مليار دولار، بما يعكس مكانة إندونيسيا كأحد أكبر المُصدرين الرئيسين للصكوك في البورصة. ورحّبت ناسداك دبي في يوليو الجاري، بثلاثة إصدارات لصكوك صادرة من قبل جمهورية إندونيسيا «بيروساهان بينربيت إس بي إس إن إندونيسيا III» بقيمة 2.35 مليار دولار، في إطار برنامجها لإصدار شهادات الائتمان بقيمة 35 مليار دولار، حيث عززت هذه الصكوك من مكانة دبي مركزاً محورياً في العالم لإدراج الصكوك، حيث بلغت قيمتها الإجمالية 96.39 مليار دولار، وشملت إدراجات الصكوك الثلاثة شهادات ائتمان بقيمة 750 مليون دولار أميركي مُستحقة في عام 2029، وشهادات ائتمان بقيمة مليار دولار مُستحقة في عام 2034، إلى جانب صكوك خضراء بقيمة 600 مليون دولار وتستحق في عام 2054.
التبادل التجاري بين البلدين بالمليار درهم
ازدهار التجارة 
يستهدف البلدان رفع التبادل التجاري بينهما من 16.08 مليار درهم (4.3 مليار دولار) في العام الماضي 2023 إلى 37 مليار درهم (10 مليارات دولار) سنوياً، بلغ إجمالي التجارة الثنائية غير النفطية، خلال السنوات العشر الماضية، أكثر من 102 مليار درهم، بعد أن حقق قفزات نوعية بارتفاعه من 10 مليارات درهم في 2014 ليصل إلى 16.08 مليار درهم في 2023، بنسبة نمو أكثر من 60% للسنوات العشر الماضية، وفقاً لوزارة الاقتصاد. 
وأظهرت البيانات التي حصلت «الاتحاد» على نسخة منها، ارتفاعاً تدريجياً في التجارة الثنائية بين البلدين خلال العقدين الماضيين لتصل في 2005 إلى أكثر من 3.2 مليار درهم، قبل أن تتضاعف في أقل من ثلاث سنوات إلى 6.8 مليار درهم في 2008، وواصلت ارتفاعها لتصل إلى 7.8 مليار درهم في 2011، وإلى 8.3 في 2013، وإلى 10 مليارات درهم في 2014، قبل أن تقفز مجدداً إلى 11.4 مليار درهم في 2021، بنمو نسبته 62% عن عام 2020. ووفقاً لبيانات وزارة الاقتصاد، بلغ حجم التجارة الخارجية بين الإمارات وإندونيسيا خلال 2023، أكثر من 16.08 مليار درهم، مقارنة مع 14.99 مليار درهم في 2022، بنمو نسبته 6.6% ونحو 11.44 مليار درهم في 2021، و7.06 مليار درهم في 2020. 

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات إندونيسيا الاقتصاد الاستثمار التجارة اتفاقیة الشراکة الاقتصادیة الشاملة التبادل التجاری ملیارات دولار ملیار درهم فی ملیار دولار بین البلدین ناسداک دبی أکثر من

إقرأ أيضاً:

الإمارات ترسّخ مكانتها وجهة عالمية في جذب الاستثمارات

جاءت دولة الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً كأكبر وجهة لتدفقات للاستثمار الأجنبي المباشر الواردة في العالم، وسجلت الدولة مستوى غير مسبوق في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة بقيمة 167.6 مليار درهم (45.6 مليار دولار) في عام 2024 بحسب تقرير الاستثمار العالمي 2025 لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد".

وكشف تقرير الاستثمار الأجنبي المباشر في دولة الإمارات العربية المتحدة 2025، الصادر عن وزارة الاستثمار، عن الأداء المتميز والنجاح غير المسبوق للدولة في جذب رؤوس الأموال عبر مختلف القطاعات الاستراتيجية لتعزز مكانتها كوجهة عالمية رائدة للاستثمار وذلك على الرغم من المشهد العالمي غير المستقر.

وأكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن تواجد دولة الإمارات بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في المركز العاشر عالمياً كأكبر وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر في العام 2024 يثبت أن الإمارات هي أرض الفرص والوجهة المثالية للشركات والأفكار الواعدة.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "في تصويت دولي على الثقة في اقتصاد دولة الإمارات... ووفقاً للتقرير الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الاونكتاد) بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للدولة 167 مليار درهم (45 مليار دولار) في عام 2024 بنمو 48 بالمئة عن العام الذي سبقه."

وأضاف: "واستحوذت دولة الإمارات على 37 بالمئة من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي على مستوى المنطقة .. (من كل 100 دولار تأتي كاستثمارات أجنبية للمنطقة 37 دولارا منها تتجه لدولة الإمارات) ... كما جاءت الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً في عدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة بعد الولايات المتحدة ... هدفنا الجديد هو جذب تدفقات استثمار أجنبية مباشرة تبلغ 1.3 تريليون درهم خلال الستة أعوام القادمة"، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية.

وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "واقعنا راسخ .. ومستقبلنا مبشر .. وتركيزنا على أهدافنا واضح ... ورسالتنا: التنمية هي مفتاح الاستقرار .. والاقتصاد هو أهم سياسة."

وعلى الرغم من تباطؤ نمو مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي عالمياً إلى 0.8 بالمئة، حققت الإمارات نمواً ملحوظاً بنسبة 2.8 بالمئة لتعزز بذلك مكانتها وجهةً رئيسية للتدفقات الاستثمارية، وبلغ إجمالي رؤوس أموال الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسـي التي تم الإعلان عنها في عام 2024 نحو 53.3 مليار درهم (14.5 مليار دولار أميركي).

وحلت دولة الإمارات في المرتبة الثانية عالمياً بعد الولايات المتحدة الأميركية في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسي، حيث تم الإعلان عن 1369 مشروعاً جديداً في عام 2024.

وتتصدر وزارة الاستثمار هذه الجهود عبر تمكين الاستثمار في القطاعات الرئيسية، وتوفير بيئة تنافسية مرنة لرأس المال العالمي، والعمل كشريك موثوق للمستثمرين العالميين. وتواصل الوزارة تعاونها الوثيق مع الهيئات الحكومية الإتحادية والمحلية وهيئات تشجيع الاستثمار وشركات القطاع الخاص والشركاء الدوليين لتطوير سياسات مبتكرة، وتعزيز القيمة الاستثمارية التي تقدمها الدولة، وفتح آفاق جديدة للنمو الاقتصادي طويل الأجل.

وقد ارتفعت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر السنوية من 31.6 مليار درهم (8.6 مليار دولار أميركي) في عام 2015 إلى 167.6 مليار درهم (45.6 مليار دولار أميركي) في عام 2024، فيما بلغ رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمي 994.9 مليار درهم (270.6 مليار دولار أميركي)، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.5 بالمئة خلال الفترة من 2015 إلى 2024.

وقال محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار " تسجيل هذا المستوى غير المسبوق في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى دولة الإمارات، إنجاز يعكس الخيارات الاستراتيجية التي اتخذتها قيادتنا الرشيدة ورؤيتها طويلة الأمد لترسيخ مكانة الإمارات وجهةً رائدةً للاستثمار العالمي ، وتلتزم وزارة الاستثمار بتطوير إطار تنظيمي وتشريعي شامل يتماشى مع أولوياتنا الوطنية، ويلبي احتياجات المستثمرين، ويوفر بيئة أعمال تنافسية تجتذب رؤوس الأموال العالمية".

وأضاف: "باتت منظومة الاستثمار في الإمارات نموذجاً عالمياً يحتذى به بفضل استقرارها وشفافيتها والانفتاح التجاري للدولة وسهولة مزاولة الأعمال فيها. ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031، نواصل وضع أهداف طموحة لترسيخ مكانة الإمارات وجهةً عالميةً رائدةً للاستثمار الأجنبي المباشر ، ونوفر مساراً واضحاً لدفع عجلة النمو المستدام، ومضاعفة فرص الاستثمار، وتنويع القطاعات ذات الأولوية، وفتح آفاق جديدة للشركات العالمية الساعية إلى الابتكار والتوسع في أسواق المستقبل.

وقد ساهم الأداء القوي للقطاعات الاقتصادية الرئيسية في تعزيز المسار التصاعدي لعدد مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر التأسيسية المعلن عنها في الدولة، حيث حلت خدمات البرمجيات وتكنولوجيا المعلومات في المرتبة الأولى من حيث قيمة المشاريع (11.5 بالمئة)، تلتها خدمات الأعمال (9.7 بالمئة)، والطاقة المتجددة (9.3 بالمئة)، والفحم والنفط والغاز (9 بالمئة)، والعقارات (7.8 بالمئة). فيما اجتذب قطاع الطاقة استثمارات أجنبية مباشرة تأسيسية بقيمة 4.8 مليار درهم (1.3 مليار دولار أميركي)، مما عزز الهدف الوطني للدولة بمضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.

و أسهمت السياسات الداعمة للبيئة الاستثمارية والشراكات الاستراتيجية القوية لدولة الإمارات في ترسيخ مكانة دولة الإمارات كوجهةً رئيسيةً لرؤوس الأموال الأجنبية في المنطقة، حيث استحوذت الإمارات على حوالي 37 بالمئة من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر الواردة إلى المنطقة في عام 2024.

وتواصل دولة الإمارات استقطاب أفضل المواهب العالمية مدفوعةً بحزمة من السياسات الداعمة لسياستها الاستثمارية، ويشمل ذلك تمكين الأجانب من التملك الكامل للشركات في البرّ الرئيسي، وتحديد معدل ضريبة شركات تنافسي بنسبة 9 بالمئة، وتبسيط إجراءات الترخيص، وتعزيز الحماية القانونية.

وقد ساهمت هذه السياسات في إرساء بيئة أعمال مواتية للاستثمار، بينما ساهمت الأطر القانونية القوية - مثل مراكز التحكيم الدولية كـ "مركز دبي للتحكيم الدولي" – في تعزيز ثقة المستثمرين وحماية مصالحهم. وتحتل دولة الإمارات المرتبة الخامسة عالمياً في اجتذاب المواهب عالية المهارات (وفق تصنيف المواهب العالمية لعام 2024، الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية)، والثالثة في اجتذاب مواهب الذكاء الاصطناعي (مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2024، الصادر عن جامعة ستانفورد)، مما يرسّخ مكانتها كوجهة رئيسية لاستقطاب المهنيين ورواد الأعمال والمبتكرين.

كما تعتبر الشراكات العالمية محركاً رئيسياً آخر لجذب الاستثمارات إلى الدولة، حيث أسهمت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة البالغ عددها 21 اتفاقية، و120 معاهدة استثمار ثنائية في دعم المشهد الاستثماري بشكل واضح.

ويرتكز هذا الزخم على الاستثمارات الضخمة للدولة في مجال التحول الرقمي، والذي يتجلى واضحاً في المشروع المشترك بقيمة 5.5 مليار درهم (1.5 مليار دولار أميركي) بين "مايكروسوفت" وشركة "جي42" التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، لتطوير قدرات الذكاء الاصطناعي في الدولة ووضع معايير جديدة للابتكار.

و تهدف الاستراتيجية الوطنية للاستثمار 2031 إلى مضاعفة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر السنوية بحلول عام 2031، لتصل إلى 1.3 تريليون درهم من الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمي خلال الفترة بين عامي 2025-2031، والوصول بحجم مخزون الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 2.2 تريليون درهم .

وتُركز الاستراتيجية على العديد من القطاعات ذات الأولوية مثل الصناعات المتقدمة، والطاقة المتجددة، والخدمات المالية، وتكنولوجيا المعلومات مع التركيز على الاستدامة والابتكار. وتهدف المبادرات المنضوية تحت إطار هذه الاستراتيجية إلى ترسيخ المكانة الرائدة عالمياً لدولة الإمارات في مجال التنوع الاقتصادي والتقدم التكنولوجي.

مقالات مشابهة

  • سعر الذهب في الإمارات اليوم الأحد 22 يونيو 2025
  • شراكة جزائرية – عُمانية واعدة في المجال الصناعي
  • بقيمة 3.141 مليار دولار.. 18% نموا في صادرات الصناعات الكيماوية والأسمدة خلال 4 أشهر
  • مصر وتركيا تستهدفان رفع التبادل التجاري إلى 15 مليار دولار
  • سعر الذهب في الإمارات اليوم السبت 21 يونيو 2025
  • توظيف مالي لمبلغ 1,72 مليار درهم من فائض الخزينة
  • حجيرة من العيون : شراكة المغرب ودول سيماك تجسد رؤية اندماجية واعدة بقيادة جلالة الملك
  • الإمارات ترسّخ مكانتها وجهة عالمية في جذب الاستثمارات
  • الإمارات ترسّخ مكانتها وجهة عالمية في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة بتدفقات 167.6 مليار درهم 2024
  • محمد بن راشد: 45 مليار دولار تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للإمارات في 2024 بنمو 48%