أدت هجمات تشنها جماعة الحوثي اليمنية على سفن في البحر الأحمر إلى تعطيل طريق ملاحي حيوي للتجارة بين الشرق والغرب، إذ أدى التحول إلى مسار شحن أطول إلى ارتفاع تكاليف الشحن وتسبب في ازدحام في الموانئ الآسيوية والأوروبية.

 

و"تضامناً مع غزة" التي تواجه حرباً إسرائيلية مدمرة بدعم أميركي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي.

ومنذ 12 يناير/ كانون الثاني 2024، يشن تحالف تقوده الولايات المتحدة غارات يقول إنها تستهدف "مواقع للحوثيين" في مناطق مختلفة من اليمن، ردّاً على هجماتها البحرية، وهو ما قوبل برد من الجماعة من حين لآخر. ومع تدخل واشنطن ولندن واتخاذ التوتر منحى تصعيدياً في يناير، أعلنت جماعة الحوثي أنها باتت تعتبر كافة السفن الأميركية والبريطانية ضمن أهدافها العسكرية.

 

وفيما يلي الإجراءات التي اتخذتها الشركات:

 

سي.إم.إيه-سي.جي.إم

 

قال رودولف سعادة، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة الشحن سي.إم.إيه-سي.جي.إم، في 29 فبراير/ شباط، إن مجموعة الشحن الفرنسية علقت معظم الرحلات التي تمر عبر البحر الأحمر، لكنها ما تزال تسيّر بعض سفن الشحن على أساس فردي عندما تتسنى مصاحبة سفن البحرية الفرنسية لسفن الشحن.

 

وتتوقع الشركة أن يستمر الاضطراب في حركة الشحن التجارية لشهور.

 

ديانا شيبنغ

 

تتجنب سفن الشركة المرور من قناة السويس. وقال رئيس الشركة أناستاسيوس مارجارونيس في 23 فبراير/ شباط "عمليات عبور قناة السويس تقل بنحو 40 % عن تلك المسجلة خلال النصف الأول من ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي. ويرجع ذلك جزئياً إلى تجنب عدد من المشغلين، ونحن منهم، المنطقة".

 

يوروناف

قالت شركة ناقلات النفط البلجيكية يوم 18 ديسمبر/ كانون الأول إنها ستتجنب منطقة البحر الأحمر لحين إشعار آخر.

 

إيفرغرين

 

قالت شركة إيفرغرين التايوانية لشحن الحاويات في 18 ديسمبر/ كانون الأول إن سفنها التي تقدم خدمات الشحن في منطقة موانئ البحر الأحمر ستغير مسارها إلى ممرات أخرى آمنة، أما السفن المقرر أن تمر عبر البحر الأحمر فستسلك طريق رأس الرجاء الصالح.

 

فرونت لاين

 

قالت مجموعة فرونت لاين لناقلات النفط، التي تتخذ من النرويج مقراً، في 18 ديسمبر إن سفنها ستتجنب المرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

 

غرام كار كاريرز

 

قالت شركة الشحن النرويجية المتخصصة في نقل السيارات يوم 21 ديسمبر إن سفنها لن تمر من البحر الأحمر.

 

هافنيا

 

قالت شركة الشحن النرويجية هافنيا في 12 يناير إنها منعت جميع سفنها من التوجه إلى مضيق باب المندب أو الإبحار بالقرب منه.

 

هاباغ لويد

 

ذكرت شركة شحن الحاويات الألمانية هاباغ لويد، التي قررت في يناير تحويل مسار سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا حتى إشعار آخر، في 11 يونيو / حزيران، أنها لا تتوقع أن يستأنف قطاع الشحن البحري المرور عبر البحر الأحمر حتى لو تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس وإسرائيل.

 

وقالت الشركة يوم 14 مارس/ آذار إن الاضطراب في البحر الأحمر ووفرة المعروض من خدمات السفن على الصعيد العالمي سيجبرانها على تقليل التكاليف في 2024.

 

إتش.إم.إم

 

قالت شركة شحن الحاويات الكورية الجنوبية إتش.إم.إم يوم 19 ديسمبر إنها أمرت سفنها التي تستخدم عادة قناة السويس بتغيير مسارها إلى طريق رأس الرجاء الصالح.

 

هوغ أوتولاينرز

 

قالت شركة شحن السيارات النرويجية هوغ أوتولاينرز في 20 ديسمبر إنها ستوقف مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وفي الثامن من فبراير قالت الشركة إن الاضطراب في البحر الأحمر أثّر سلباً على قدرتها التشغيلية.

 

كلافينيس كومبينيشن كاريرز

 

قالت شركة كلافينيس كومبينيشن كاريرز المشغلة لأسطول ناقلات، وتتخذ من النرويج مقراً، في 16 يناير/ كانون الثاني، إن سفنها لن تمر عبر البحر الأحمر ما لم يتحسن الوضع.

 

كونا + ناجل

 

توقعت شركة الخدمات اللوجستية السويسرية كونا + ناجل في الأول من مارس/ آذار استمرار تأثير أزمة البحر الأحمر لأرباع تالية، وأن تتأثر أرباحها التشغيلية في الربع الثاني بما لا يتجاوز 50 مليون فرنك سويسري.

 

وفي 23 إبريل/ نيسان، قال الرئيس التنفيذي ستيفان بول خلال مؤتمر عبر الهاتف إن الشركة تتوقع عودة تكاليف الشحن إلى طبيعتها في نهاية الربع الثاني.

 

ميرسك

 

قالت مجموعة ميرسك الدنمركية للشحن، اليوم الأربعاء، إن نطاق الاضطراب الذي تشهده حركة الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر اتسع بما يتخطى مسارات التجارة في الشرق الأقصى وأوروبا ليشمل كامل شبكتها في العالم.

 

وأوقفت ميرسك في الخامس من يناير مرور سفنها في البحر الأحمر "في المستقبل المنظور". وفي الأول من يوليو/ تموز، قالت الشركة إن الأشهر المقبلة ستنطوي على تحديات لشركات النقل وللأعمال التجارية، مع استمرار الاضطرابات في الربع الثالث.

 

إم.إس.سي

 

قالت شركة البحر المتوسط للشحن (إم.إس.سي) في 16 ديسمبر إن سفنها لن تمر عبر قناة السويس.

 

نيبون يوشن

 

قال متحدث باسم نيبون يوشن، أكبر شركة شحن يابانية من حيث المبيعات، لرويترز في 16 يناير إن الشركة أوقفت الملاحة عبر البحر الأحمر مؤقتاً لجميع السفن التي تشغلها.

 

أوشن نتورك إكسبرس

 

قالت أوشن نتورك أكسبرس، وهي مشروع مشترك بين شركات ميتسوي أو.إس.كيه لاينز ونيبون يوشن وكاواساكي كيسن كايشا، في 19 ديسمبر، إنها قررت تحويل مسار السفن بعيداً عن البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح أو وقف رحلاتها مؤقتاً ونقلها إلى مناطق آمنة.

 

أورينت أوفرسيز كونتينر لاين

 

قالت شركة أورينت أوفرسيز كونتينر لاين (أو.أو.سي.إل)، ومقرها هونغ كونغ، في 21 ديسمبر إنها أصدرت تعليمات لسفنها بتغيير مسارها بعيداً عن البحر الأحمر أو وقف المرور عبره. كما توقفت شركة الشحن المملوكة لشركة أورينت أوفرسيز (إنترناشونال) المحدودة عن قبول عمليات الشحن من إسرائيل وإليها حتى إشعار آخر.

 

ستار بالك

 

قال الرئيس التنفيذي لشركة ستار بالك في 13 فبراير إن الشركة التي يقع مقرها في اليونان ستوقف الإبحار عبر البحر الأحمر بعد أن هاجمت جماعة الحوثي اليمنية اثنتين من سفنها.

 

تيلويند شيبنغ لاينز

 

قالت تيلويند شيبنغ التابعة لمجموعة ليدل في ديسمبر إن سفنها ستتحول إلى طريق رأس الرجاء الصالح. وتنقل الشركة البضائع غير الغذائية لسلسلة المتاجر الكبرى منخفضة الأسعار والسلع لأطراف ثالثة.

 

تورم

 

قالت مجموعة ناقلات النفط الدنمركية تورم في 12 يناير إنها قررت وقف جميع عمليات العبور من جنوب البحر الأحمر مؤقتاً بأثر فوري.

 

ولينيوس فيلهلمسن

 

قالت مجموعة الشحن النرويجية ولينيوس فيلهلمسن في 19 ديسمبر إنها ستوقف جميع عملياتها للشحن عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر.

 

يانغ مانغ للنقل البحري

 

قالت شركة شحن الحاويات التايوانية يانغ مانغ للنقل البحري في 18 ديسمبر إنها ستغير مسار سفنها التي تمر عبر البحر الأحمر وخليج عدن إلى طريق رأس الرجاء الصالح حول أفريقيا خلال الأسبوعين التاليين للإشعار. ولم تقدم الشركة أي إشعار آخر.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر جماعة الحوثي شركات الشحن شركة ميرسك إلى طریق رأس الرجاء الصالح تمر عبر البحر الأحمر فی البحر الأحمر شحن الحاویات جماعة الحوثی قالت مجموعة دیسمبر إنها قناة السویس إشعار آخر قالت شرکة الأول من شرکة شحن

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: آن للسودان أن يرقص على رؤوس الأفاعي

الرقص على رؤوس الأفاعي مقولة شهيرة ارتبطت بالرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح، في توصيفه لواقع سياسي معقد تطلّب إدارة توازنات دقيقة داخليًا وخارجيًا. واليوم، تكاد العبارة تنطبق على المشهد السوداني، وسط تحولات إقليمية كبرى تعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط. فالحرب بين إيران وإسرائيل بصرف النظر عن مالاتها تعبّر عن مرحلة جديدة تتشابك فيها المصالح، وتتنوع أدوات النفوذ، حيث أضحت المواجهة العسكرية جزءًا من مشروع استراتيجي أوسع يعيد رسم خرائط الهيمنة الإقليمية في المنطقة.
في هذا السياق، يجد السودان نفسه في موقع بالغ الحساسية، تتقاطع فيه التحديات الداخلية مع صراعات إقليمية متسارعة، تجعله جزءًا من معادلات تتجاوز حدوده.

ويأتي الحراك الأميركي في المنطقة، مدعومًا بتأييد غير مشروط لإسرائيل، وتمويل الحرب عبر قوى خليجية – بحسب مراقبين – ضمن مشروع لإعادة هندسة النظام الإقليمي، وإنتاج أنظمة سياسية عربية جديدة، لا تكتفي بالولاء، بل تندمج بالكامل في مشروع التطبيع وفق المشروع الإبراهيمي . إذ لم يعد المطلوب أنظمة موالية فحسب، بل بنى سياسية وثقافية تتماهى مع تصوّر إسرائيلي-أميركي للمنطقة، يُعيد ضبط الإقليم وفق معايير الهيمنة الناعمة والتحكم المستدام.
وسط هذه المتغيرات، يبرز السودان كحالة استثنائية تحمل إمكانات استراتيجية واعدة، إذا أُحسن توظيف التوازنات الإقليمية، واللعب على خطوط التماس بحذر وذكاء. ورغم الجراح الداخلية المفتوحة، وتعقيد الأزمات السياسية والاجتماعية، فإن السودان يمتلك موقعًا جيوسياسيًا بالغ الأهمية، وموارد طبيعية وبشرية ضخمة، وموقعًا إقليميًا يربطه بالقرن الأفريقي ومحيط البحر الأحمر والخليج العربي في آنٍ واحد. وإذا كان بعض الفاعلين الإقليميين مهددين بالذوبان أو السقوط في فوضى ممنهجة، فإن السودان، إن أحسن ترتيب بيته الداخلي، قادر على التحوّل من دولة كانت على هامش الصراع إلى دولة مركزية مؤثرة في معادلات ما بعد الصراع.
ومع اتساع رقعة الحرب في الخليج، وارتفاع كلفتها، وتزايد احتمالات الانهيار في بعض دوله، قد يصبح السودان الوجهة الأقرب والأكثر قابلية لاستقبال تدفقات بشرية واقتصادية هائلة، سواء من مواطنيه العائدين من هناك، أو من عربٍ قد تدفعهم الأوضاع إلى الهجرة بحثًا عن أمن مفقود. هذه الموجات المتوقعة من النزوح العربي والخليجي نحو السودان قد تُشكل، إذا أُديرت بوعي، رافعة اقتصادية ضخمة تسهم في تحريك عجلة الإنتاج، وتوسيع السوق المحلي، وزيادة الطلب على الخدمات والسلع والمساكن، فضلًا عن إمكانية استثمار رؤوس الأموال الهاربة في قطاعات واعدة كالتعدين، الزراعة، والطاقة والثروة الحيوانية .
إن التحول الإقليمي المقبل لا يقتصر على الاقتصاد، بل يمتد إلى بنية الأمن في البحر الأحمر والقرن الأفريقي. وإذا نجح السودان في استعادة الاستقرار، فقد يتحول جيشه – بما أثبته من كفاءة قتالية – إلى ركيزة إقليمية لحفظ التوازن. ومع تراجع الأدوار الخليجية، تتعاظم قيمة السودان كفاعل استراتيجي، ويغدو جيشه طرفًا مطلوبًا في معادلات الأمن الإقليمي، بما يعزز نفوذه السياسي والتفاوضي في لحظة تعاد فيها هندسة المنطقة.
لكن جميع السيناريوهات تظل مرهونة بقدرة السودان على التقاط لحظته التاريخية، باعتبارها فرصة لتأسيس مسار استراتيجي جديد. فالنجاح مرهون بالتحرك المدروس، وتجنّب استنساخ تجارب الماضي، وامتلاك رؤية وطنية عقلانية تتجاوز الانقسامات، وتؤسس لدولة فاعلة لا منفعلة. ويتطلب ذلك قيادة تدرك حساسية التوقيت، وتبني سياساتها الخارجية على براغماتية هادئة توازن بين المصالح الوطنية والنفوذ الإقليمي ، بعيدًا عن الشعارات والاستقطاب الأيديولوجي.
السودان لم يعد فاعلًا هامشيًا في الإقليم، بل أضحى مركزًا استراتيجيًا في قلب التحولات الجيوسياسية الجارية. فالخرائط الجديدة تُرسم خلف الكواليس، والفراغ الذي خلّفه تراجع النفوذ الخليجي في البحر الأحمر لا بد أن يُملأ. وإن لم يبادر السودان إلى ملئه، فسيفعل ذلك فاعلون آخرون.

لذا، فإن اللحظة تقتضي وعيًا استراتيجيًا عقلانيًا، يتجاوز الحسابات العاطفية والماضي المثقل بالجراح، ويدرك أن التحولات الكبرى – مهما بدت مدمّرة – تحمل في طياتها فرصًا لمن يُحسن قراءتها بذكاء وواقعية.
وبحسب ما نراه من وجه الحقيقة لقد آن للسودان أن يرقص على رؤوس الأفاعي. وليس في ذلك مجازفة متهورة، بل استجابة لطبيعة اللحظة التاريخية التي لا تسمح بالتقوقع أو الانتظار. فالأفاعي تتحرك، والخرائط يُعاد رسمها، والمصالح تتبدل. ومن يمتلك القدرة على السير فوق الحبال المشدودة دون أن يسقط، هو من سيكون له نصيب في صناعة التاريخ وكتابته. وربما يكون السودان، بثقله الجيواستراتيجي، أمام بوابة مختلفة، لا تفتحها القوة وحدها، بل يُفتح قفلها بالعقل، والرؤية، والبصيرة.

إبراهيم شقلاوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحوثي يبارك "إنتصار إيران" ويؤكد استمرار إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية
  • السيد القائد يؤكد استمرار إغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة الى للكيان
  • منظمة دولية تفتح سجل التعذيب في اليمن ومليشيا الحوثي تتصدر المشهد بتوحش وتدعو الأمم المتحدة الى زيارة سجون الحوثيين
  • العراق يعلن تصفية شركة واحدة من أصل ست شركات استثمارية مع الأردن
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: آن للسودان أن يرقص على رؤوس الأفاعي
  • بالتعاون مع العمل الدولية.. مصر تبحث تنظيم شركات إلحاق العمالة بالخارج
  • مسؤول أمريكي: الحوثيون سيكونون مشكلة مستمرة للولايات المتحدة
  • تحت ضغط شعبي.. ميرسك تنسحب من شركات مرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية
  • تحليل عبري: الحوثي كورقة أخيرة بيد إيران.. هل ستحاول الأولى العودة إلى الحرب في ظل الضربات الإسرائيلية؟
  • كيف تعاملت جماعة الحوثي في اليمن مع قصف إسرائيل وأمريكا لإيران؟ وما الدلالات؟ (تحليل)