عربي21:
2025-05-28@02:03:12 GMT

ذكريات مذبحة!

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

قبل أيام قليلة عرض ناشطون مصريون في لندن فيلماً وثائقياً عالمياً باللغة الإنكليزية على مسرح «الأكاديمية البريطانية للأفلام وفنون التلفزيون – بافتا»، ويتناول الفيلم أحداث فض اعتصام ميدان رابعة العدوية في القاهرة يوم 14 أغسطس/آب 2013، ويحمل الفيلم اسم «ذكريات مذبحة». الفيلم يُمثل وثيقة تاريخية تتضمن عدداً من الشهادات التي تُبث لأول مرة، وهذا هو الإنتاج الأول من نوعه منذ تلك الأحداث، ولذلك يشكل إنتاجه تطوراً بالغ الأهمية، كما أنه يأتي متزامناً مع ذكرى مرور عشر سنوات على اعتصام ميدان رابعة في مصر.



الفيلم تم عرضه في لندن، وحسب القائمين عليه فسوف يتم عرضه لاحقاً في أماكن أخرى وقنوات تلفزيونية، وبطبيعة الحال سيتم نشره على شبكة الإنترنت وسيُصبح متاحاً للمشاهدة المجانية في أي مكان وأي زمان.. لكنّ الأهم من عرض الفيلم الذي تم في لندن هو الحلقة النقاشية التي أعقبته، والتي شارك فيها نائب في البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين الحاكم ووزير سابق، إضافة إلى كاتب صحافي معروف وآخرين، ما يعني أن العالم الغربي ما زال فيه من يهتم بالقضايا العربية، وأن هؤلاء المهتمون يرغبون دوماً سماع الرواية الأخرى لأي حدث. الفيلم الوثائقي «ذكريات مذبحة» يستحوذ على أهمية كبيرة بلا شك، وهذا ما أدركه النظام في مصر، ولذلك استنفر كل وسائل إعلامه من أجل مهاجمة الفيلم، والغريب أنهم هاجموه قبل أن يشاهدوه، بدليل أنه لم يُعرض سوى مرة واحدة حتى الآن، وفي قاعة واحدة في لندن، ولم يتم بثه حتى الآن على أي قناة تلفزيونية أو على الإنترنت.

أهمية هذا الفيلم الوثائقي تنبع مما يلي:
أولا: الفيلم يُخاطب العالم الغربي باللغة الإنكليزية، ويتضمن شهادات لأشخاص شهدوا الأحداث، كما يتضمن تعليقا من شخصيات مرموقة مثل النائب البريطاني كريسبن بلانت، والصحافي الأمريكي ديفيد كيك باتريك، وهذه أول خطوة من نوعها منذ أكثر من عشر سنوات.

ثانياً: يأتي هذا الفيلم بعد المصالحة والتحسن في العلاقات بين النظام في مصر وتركيا وقطر، ما يعني أن إسكات أصوات المعارضين لا يتم عبر عواصم عربية وإقليمية، وإنما الطريق الوحيد لإسكاتهم هو المصالحة الوطنية الداخلية، التي تشمل الجميع وتتعامل معهم بالتساوي، وتفسح المجال لكل القوى السياسية أن تُشارك في إدارة بلادها.

ثالثاً: أعاد الفيلم إلى الواجهة أحداث فض اعتصام رابعة بعد عشر سنوات على تلك الأحداث، ما يعني أن الأزمات لا تنتهي بطريقة الردح والنواح والصياح بالصوت المرتفع على البرامج المسائية في القنوات التلفزيونية المحلية. هذه ليست الطريقة المثلى للتعامل مع أزمة مثل «فض اعتصام رابعة» أو ما تسميه المعارضة «مجزرة رابعة»، وإنما الطريق الوحيد للتعامل مع هذه الأزمة وتسويتها هو الحوار الوطني والمراجعة الشاملة والانفتاح على الجميع لخلق وطن للجميع، وليس لنخبة دون غيرها.

والخلاصة هو أن فيلم «ذكريات مذبحة» الذي تم عرضه في لندن يُشكل تحركاً نادراً على مستوى المعارضة المصرية، ويأتي متزامناً مع ذكرى مرور عشر سنوات على الواقعة، ويعيد التذكير بأن هذه الأزمات لم تنتهِ بعد وهذه الدماء ما زالت لم تجف بعد.

(عن صحيفة القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير الفيلم رابعة مذبحة البرلمان البريطاني رابعة فيلم مذبحة البرلمان البريطاني سياسة صحافة صحافة مقالات سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عشر سنوات فی لندن

إقرأ أيضاً:

تأهل 5 مشروعات للمشاركة في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب

"عمان": تأهلت 5 مشروعات عمانية للمشاركة في الدورة الـ 66 لمنتدى لندن الدولي للعلماء الشباب، وذلك بعد الانتهاء من تقييم مشروعاتهم البحثية التي تقدموا بها، وتقدم للمنافسة "340" مشروعًا بحثيًا تم اختيار "30" مشروعًا منها ممن تنطبق عليها الشروط في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة، ليتم اختيار أفضل "5" مشروعات لتمثيل سلطنة عُمان في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب 2025، المقرر إقامته خلال الفترة من 23 من يوليو إلى 6 من أغسطس القادمين، بلندن في المملكة المتحدة.

وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار اليوم عن تأهل حلا بنت علي الزعابية عن مشروعها "معالجة مزدوجة لعصارة النفايات باستخدام تانينات نوى التمر وتقنية الأكسدة المتقدمة"، والمنتصر بن سالم المعمري عن مشروعه "إنتاج الهيدروجين الأخضر المدعوم بالذّكاء الاصطناعي من شجرة المسكيت والمخلفات الصناعية"، وسيف بن جمعة الحشار عن مشروعه "انفاي"، وزينب بنت خميس المحاربية عن مشروعها منصة "نديم"، وديما بنت خلف المعولية عن مشروعها أول منصة رقمية مدعومة بالذّكاء الاصطناعي لتحديد أكثر الأنابيب المتضررة في الشبكة المائية، وتم تقييم المشروعات البحثية المتقدمة من قبل لجنة تحكيم مكونة من عدد من المختصين من جامعة السلطان قابوس، وجامعة الشرقية، والكلية العالمية للهندسة والتكنولوجيا، إضافة إلى الكلية العسكرية التقنية.

وقالت عبير بن مبارك الجابرية أخصائية بناء قدرات بحثية وابتكارية بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: أن أهداف المشاركة في هذا المنتدى العالمي المرموق يتمثل في تعزيز تبادل الأفكار والآراء والتجارب البحثية الناجحة والبرامج العلمية المتميزة بين الباحثين الشباب من مختلف الثقافات، وتوفير بيئة محفزة للباحثين الشباب للمشاركة في منتديات عالمية وبناء الروابط المعرفية ونقل المعرفة مع أقرانهم من الباحثين الشباب، وتشجيع وتحفيز الباحثين على الإبداع، وتطوير مهاراتهم، إضافة إلى الاطلاع على أحدث ما توصل إليه العلماء في مختلف المجالات البحثية والمعرفية.

وتطرقت إلى إحصائيات المنافسة الوطنية للمشاركة في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب، حيث بلغ إجمالي المتقدمين خلال الفترة من 2016 – 2024 (817) متقدمًا، تأهل منهم للمنافسة (123) مشروعًا، في حين بلغ عدد المتأهلين لتمثيل سلطنة عُمان في هذا المحفل (43).

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”
  • تأهل 5 مشروعات للمشاركة في منتدى لندن الدولي للعلماء الشباب
  • وسط تصاعد العمليات العسكرية.. الجيش السوداني ينفي تورطه في مذبحة “الحمادي”
  • وزير الدفاع يصل العاصمة البريطانية لندن في زيارة رسمية
  • وزير الدفاع يصل العاصمة البريطانية لندن في زيارة رسمية
  • الرواد محمد علي عبدالله عبدالوهاب وعبير الامكنة
  • بطل فيلم كاسبر يسترجع ذكريات بعد 30 سنة ويؤكد: تجاوزت هذه المرحلة
  • شجار جماعي في لندن بسبب “لابوبو”!
  • مذبحة منزلية في تركيا
  • عاجل | عمدة موسكو: الدفاع الجوي أسقط مسيرة أوكرانية رابعة هاجمت العاصمة