ماجدة الرومى بكلمات ليست كالكلمات
تاريخ النشر: 18th, July 2024 GMT
ليلة ساحرة ينتظرها جمهور مهرجان العلمين اليوم، مع الصوت الملائكى النجمة ماجدة الرومى، والتى تحيى حفلها الأول بمدينة العلمين اليوم وسط فعاليات الدورة الثانية لمهرجان العلمين.
فرح وأمل وثورة، كلها مشاعر تخرج اليوم فى ليلة خاصة تشدو فيها نجمة الغناء العربى بأجمل اغنياتها، معبرة بصوتها الرنان عن مشاعر الحب والحرب، بين خفة الكلمات وقوة المعانى تسحر ماجدة جمهورها بكلمات ليست كالكلمات.
إيقاع كلمة مصر له سعادته الخاصة وموسيقاه على قلب ماجدة، فهنا بدأت مرحلة جديدة فى حياتها الفنية على يد المخرج العالمى يوسف شاهين فى فيلم «عودة الابن الضال»، وهنا تمنت العودة لتكرار تجربتها السينمائية، إلا أن رصاصات الحرب حجمت من أمنياتها، ولكن ظل صوتها عاليا يصدح بما يحمله قلبها من فرح خالطة الألم والوجع، واليوم تقف على مسرح العلمين فى حفل اقل ما يوصف به بالعالمية بقيادة المايسترو نادر عباسى رفيق الدرب فى الحفلات، لتخرج لجمهورها بالعديد من المفاجآت، وتدعو العالم العربى لزيارة العلمين.
«صراخكم إلى السماء صَعِد.. يُدَوّى ويُزلزل ويَهزّ ضمير العالم. زنابقُ بيضاء.. ستُزهر فى الأرض المقدسة رغم إجرام العدو.. بهذه الكلمات تحيى ماجدة الشعب الفلسطينى اليوم من العلمين، وترسل له باقة دعم ومحبة بصوتها، وتشارك فى مبادرة مهرجان العلمين الذى خصص 60 فى المئة من ارباحه لمساندة شعب فلسطين، وترفع اليوم ماجدة العلم المصرى والفلسطينى تحية تقدير واجلال للشعب الأبى، وهى قضيتها الخاصة التى عانت بمثلها فى حروب لبنان، فاستخدمت سلاحها اجمل ما لديها موهبتها النادرة لتصل بالقضية الى العالم اجمع لتمسح الدمع عن قلوب كل ام فقدت طفلها، لتشكل ماجدة بصوتها شكل حياة من حب وفرح ووجع ودموع الشعب العربى بأكمله.
على مدى 45 عاما، جسدت ماجدة كل المشاعر، فخرجت من رحم المعاناة لتصعد الى المسرح فى السبعينيات ولم تتركه حتى الآن، أسرت القلوب، وسحرت الآذان، وظلت صوت الانسانية لتصبح سفيرة الانسانية على مستوى العالم.
مشوارها الفنى بدأ منذ طفولتها، حيث نجحت ماجدة فى لفت الأنظار إليها، خصوصا بعد تأثرها بكبار الموسيقيين العرب أمثال محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ واسمهان، وتعليم والدها لها أصول الغناء مبكرا.
لكن انطلاقتها الحقيقية كانت بعمر 18 عاما، عندما شاركت فى برنامج اكتشاف المواهب «استوديو الفن» عام 1974، وفى العام التالى قدمت أولى أغنياتها بعنوان «عم بحلمك يا حلم يا لبنان».
فى لمح البصر صعدت الشابة الموهوبة وبدأ اسمها فى السطوع، فلعبت دور البطولة بفيلمها السينمائى الأول «عودة الابن الضال» فى عام 1976، وطرحت أول ألبوماتها «وداع» فى عام 1977.
لكن سبق أغنيتها الأولى التى أصدرتها فى عام 1975 تقديم ماجدة أول تسجيل غنائى بعنوان «ميلادك»، وهو ترتيل كنسي، وسجلت أيضًا فى تلك الفترة «الهوا هوايا» و«عيون القلب».
وقدمت خلال مشوارها الفنى الناجح 13 ألبومًا غنائيًا، تعاونت فيها مع كثير من الملحنين والشعراء المعروفين، منهم نزار قبانى وكاظم الساهر، ومن أشهر أغانيها: «رسائل»، و«كلمات»، و«اعتزلت الغرام»، و«آدم وحنان» و«حبيبي».
كما غنت صاحبة الصوت المثقف أمام العديد من الملوك والرؤساء، ووقفت على مسارح أغلب المهرجانات الكبرى بالعالم العربي، وحصلت على العديد من التكريمات والجوائز، أبرزها نيشان الفنون والآداب برتبة ضابط، ووسام الأرز الوطنى رتبة كومندور، والدكتوراه الفخرية من الجامعة اللبنانية، والدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية، وغيرها.
ولا تقتصر إبداعات ماجدة الرومى على المجال الفنِّى، إذ أسهَمت فى جهود إغاثة إنسانية، تحديدا عندما تولَّت سفارة دول الشرق الأوسط لبرامج منظَّمة «أنقذوا الأطفال» التابعة لشركة بولغاري، وهى سفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وسفيرة لدى منظمة الفاو.
أيضا فى 2012 زارت مبنى الإسكوا فى بيروت للتعرف على آخر إجراءات الحد من الفقر لدى الشباب، وقامت بالعديد من التبرعات المالية لصناديق المنح الدراسية فى الجامعة الأمريكية ببيروت.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مهرجان العلمين النجمة ماجدة
إقرأ أيضاً:
مدير شؤون القرآن بالأزهر: آية لا تحزن إن الله معنا ليست مواساة بل ثقة مطلقة بالله
اختتمت اللجنة العُليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، مساء اليوم الخميس، فعاليات الأسبوع الدعوي الثامن بندوة، تحت عنوان: " دروس الهجرة في واقعنا المعاصر"، تحدّث فيها الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر، والدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا لشؤون الدعوة، والدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شؤون القرآن بالأزهر الشريف، وأدار الندوة الشيخ يوسف المنسي، عضو الأمانة العامة للجنة العليا للدعوة.
افتتح الدكتور حسن يحيى الندوة بالتأكيد على الأهمية القصوى للاستفادة من السيرة النبوية المطهرة ودروسها في كل جوانب حياتنا المعاصرة، لأن الهدف الأساسي من استقراء السيرة النبوية المطهرة هو استلهام المعاني الراقية المناسبة لحياتنا منها، تلك المعاني التي تقوَم مجتمعنا وتحافظ على استقراره وتماسكه، وتجعل منه مجتمعًا متحضرًا ومتقدمًا، كما أن استقراء السيرة النبوية المطهرة يقربنا من الهدي النبوي الشريف، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات، كما أن استقراء أحداث السيرة النبوية المطهرة، بفهم ووعي، يمكننا من معايشة حياة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمق، والاستفادة منها، ويساعدنا في تطبيق سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمليًا في كل شيء في حياتنا.
من جانبه أوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة أن آية "ثاني اثنين إذ هما في الغار" هي دليل على لحظة فارقة عاشها سيدنا أبو بكر الصديق بكل وجدانه، في تلك اللحظات العصيبة داخل الغار، حيث كاد القلب ينخلع والفؤاد يضطرب من شدة الخوف والقلق، جاء صوت النبي صلى الله عليه وسلم مطمئنًا له: "لا تحزن إن الله معنا"، هذه الكلمات النبوية العظيمة لم تكن مجرد مواساة، بل كانت تجسيدًا للثقة المطلقة بالله، والتي بثت الطمأنينة والسكينة في قلب أبي بكر، لقد تحولت لحظة الضعف البشري إلى قوة إيمانية لا تتزعزع، هذا المعنى العميق هو ما نحتاج أن نبثه في الأمة بأكملها في مواجهة التحديات الراهنة، فمهما اشتدت الصعاب، يجب أن نتمسك بالثقة بأن الله معنا، ولكن مع ذلك، علينا أن نؤدي ما علينا تجاه الله سبحانه وتعالى من سعي وعمل.
وبين الدكتور أبو اليزيد سلامة أن الهجرة النبوية تقدم لنا درسًا عظيمًا في كيفية الموازنة بين القلب والعقل، فعلى الرغم من أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب مكة بكل وجدانه كونها أحب بلاد الله إليه، إلا أن عقله أشار إلى أن هذه الأرض في تلك اللحظة لم تكن مناسبة للدعوة، في المقابل، كانت هناك أرض أنسب لنشر رسالة الإسلام، هذه المرحلة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم تعلمنا كيف ينتقل الإنسان من التردد إلى حسم القرار، مهما كان ذلك صعبًا على النفس، مشيرًا إلى أن قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم: "لو هلكت أنت يا رسول الله لهلكت الأمة" هو دليل على إعلاء المصلحة العامة وتقديمها على المصلحة الشخصية، وهو مبدأ أساسي ينبغي أن نسترشد به في حياتنا.
وأكد الدكتور أبو اليزيد سلامة أن رحلة الهجرة تقدم دروسًا عميقة في الثقة بشبابنا وتمكينهم لأخذ زمام المبادرة، وأهمية غرس القدرة فيهم على التمسك بأخلاقهم وقيمهم مهما كانت الظروف، ومهما تعرضوا لتحديات، وقد تجلى ذلك بوضوح في شباب الهجرة النبوية، أبرز مثال على ذلك هو سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، الذي بقي بشجاعة في مكان الرسول صلى الله عليه وسلم ليرد الأمانات إلى أصحابها، فقد فعل ذلك على الرغم مما لقيه من نكران وتعذيب من أولئك الناس أنفسهم، ويؤكد هذا الفعل النبيل من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم المبدأ الخالد بأن الأخلاق باقية وهي أساس الحياة السعيدة.
وقد شكل هذا الدرس على وجه الخصوص شخصية سيدنا علي كرم الله وجهة بشكل عميق، مما جعله نموذجًا فريدًا في السلوك الأخلاقي، وعلاوة على ذلك، فإن الشجاعة التي تحلا بها عندما بقي في مكان سيدنا رسول الله ظلت أحد مناقبه طيلة حياته.
وخلال كلمته، شدد الدكتور ربيع الغفير على أهمية استلهام معاني الهجرة النبوية لمواجهة تحديات العصر، موضحًا أن الهجرة ليست مجرد حدث تاريخي عابر، بل هي مدرسة متكاملة لبناء مجتمع قوي ومتماسك، فهي تعلي من قيم التعاضد والتكافل بين أفراد المجتمع، وترسخ مبادئ التخطيط السليم واتخاذ القرارات الرشيدة في أوقات الشدائد والأزمات، وتلهم الأمة بالقدرة على التكيف مع المتغيرات التي تطرأ عليها في أي وقت.
كما أن أحداث الهجرة النبوية تلهمنا تحويل التحديات إلى فرص للنمو والازدهار، لهذا تشكلت دولة الإسلام بعد الهجرة في قوة وتحضر لما كنتاج لما صنعته هذه الرحلة العظيمة، فقد علمت المسلمين الثبات والعزيمة والمثابرة، مشيرًا إلى إشادة الغرب بالعظمة التي صنعها رسولنا الكريم صلى الله علهي وسلم، مستشهدًا بمقولة المفكر الإنجليزي الشهير جورج برنارد شو: "ما أحوج العالم اليوم إلى رجل مثل النبي محمد ليحل مشاكل العالم".
وأشار الدكتور الغفير إلى أن الجيل الأول من المسلمين خضع لاختبارات إلهية متعددة، ليصبحوا مؤهلين لحمل رسالة الإسلام إلى شتى بقاع الأرض، فكان أول هذه الاختبارات رحلة الإسراء والمعراج، بما حملته من معجزة عظيمة وثبات عميق على التصديق، ثم جاء الاختبار الثاني وهو الهجرة المباركة، التي تطلبت تضحية كبرى بترك الوطن والأهل، وما في ذلك من ألم على النفس لفراق المكان الذي نشأ فيه الإنسان. تلا ذلك الاختبار الثالث بتحويل القبلة، الذي دل على مدى الثبات وعدم التزعزع عن أمر الله تعالى، وأخيرًا، جاء الاختبار الرابع متمثلًا في غزوة بدر بالعام الثاني للهجرة، حيث بذل المسلمون النفس والمال دليلًا على صدق إيمانهم.
وأوضح الدكتور ربيع الغفير أن قيادة النبي صلى الله عليه وسلم للأمة خلال رحلة الهجرة المباركة تُعد نموذجًا يحتذى في حسن الإدارة وتدبير الأمور، هذه القيادة الحكيمة هي ما دفع الصحابة رضوان الله عليهم إلى التضحية بأنفسهم قبل أموالهم في سبيل نصرة الدين الإسلامي، مستشهدًا بموقف سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وتضحيته بنفسه في سبيل حماية النبي، معتبرًا هذه العلاقة بينهما نموذجًا يحتذى في الصداقة الحقيقية والحب في الله، فقد تجلت فيها قيمة الإيثار، التي تُعد من أعظم الفضائل في الإسلام، موضحًا أن الأزمات المتلاحقة التي يشهدها عالمنا المعاصر إنما تؤكد الحاجة الماسة إلى استلهام منهج النبوة في القيادة والإصلاح، كسبيل وحيد لتحقيق الاستقرار ومعالجة التحديات الراهنة.
من جانبه قال الشيخ يوسف المنسي، إن القرآن الكريم حينما تناول قضية الهجرة النبوية، لم يقتصر تأثيرها على الفرد فحسب، بل امتد ليشمل المجتمع بأسره، وهو ما يجعلنا نفهم أهمية إشراك النبي صلى الله عليه وسلم للأفراد معه في هذه الرحلة المباركة، فالأفراد الذين خاضوا رحلة الهجرة مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أصبحوا بفضل هذه الرحلة مؤهلين ليصبحوا أمناء على المجتمع المسلم، هذا التأهيل العميق لهؤلاء الرجال الأجلاء هو الذي كان له الفضل الكبير في الحفاظ على استقرار الأمة وثباتها بعد وفاة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.