متى تتناول القضمة الأولى من طعامك؟
تاريخ النشر: 21st, July 2024 GMT
إذا دعاك شخص لتناول قطعة من كعكة وقد بدأت اليوم صباحا حمية لتخسر قليلا من وزنك، فهل تتناول شوكة وتأخذ أول قضمة من الكعكة، أم تقول لا وتبتعد؟
إن دافعنا لتناول الطعام يتحكم فيه شبكة معقدة من الخلايا في الدماغ، وتستخدم هذه الخلايا إشارات من داخل الجسم -بالإضافة إلى المعلومات الحسية عن الطعام الموجود أمامنا- لتحدد سلوكياتنا.
وحدد علماء من معهد سكريبس للأبحاث مجموعة من الخلايا العصبية في منطقة صغيرة وغير مدروسة من الدماغ -وهي نواة ما تحت المهاد الجانبية- تتحكم في توقيت اتخاذ الحيوان القضمة الأولى من الطعام.
وشرع فريق العلماء في التلاعب انتقائيا بمجموعة من خلايا نواة ما تحت المهاد الجانبية التي يزيد نشاطها خلال فترات تناول الطعام بنهم في الدراسة التي نُشرت نتائجها في مجلة موليكيوار سايكايتري في 4 يوليو/تموز الجاري. ولاحظ علماء آخرون أن العديد من خلايا نواة ما تحت المهاد الجانبية تصبح نشطة بعد وجبة كبيرة، لكن الفريق البحثي تساءل عن كيفية تأثير هذه الخلايا على الشهية.
هل تبدأ بالماء أم بالطعام؟ووجد فريق البحث أن مجموعة الخلايا الحساسة لتناول الطعام بنهم كانت قادرة على تغيير سلوك الفئران بشكل كبير. فعادة ما تبدأ الفئران الجائعة في تناول الطعام بسرعة بمجرد توفره، ولكنْ عندما شغّل الباحثون هذه المجموعة من خلايا نواة ما تحت المهاد الجانبية، كانت الفئران أبطأ بكثير في بدء تناول الطعام، ولكنها كانت أسرع بكثير في شرب الماء.
يقول الدكتور جيف دونينغ العالِم بمعهد سكريبس للأبحاث والباحث الأول في الدراسة لموقع يوريك أليرت: "تخبرنا نتائجنا أن هذه المجموعة المحددة من خلايا نواة ما تحت المهاد الجانبية توجه المراحل المبكرة من اتخاذ القرارات الناتجة عن الجوع قبل أن يبدأ الأكل فعليا، والتأثير على شرب الماء هو إلى حد ما غير بديهي، ولكنه قد يكون مرتبطا بالعطش الناتج عن تناول الطعام، وهي الظاهرة التي يُحفَّز فيها العطش بمجرد أن نبدأ في تناول الطعام".
الأطعمة الحلوةوعبر التلاعب بمجموعات أصغر من الخلايا داخل نواة ما تحت المهاد الجانبية، عرف الفريق أي مجموعات الخلايا كانت مسؤولة عن التأخر في تناول الطعام وتسريع الشرب، كما اكتشفوا أن مجموعة أخرى من خلايا نواة ما تحت المهاد الجانبية تُحفز تأثيرا آخر، مما يدفع الفئران إلى تناول المزيد من الأطعمة الحلوة.
تقول الباحثة الرئيسية الدكتورة كانديس كونتي الأستاذ المشارك في قسم الطب الجزيئي بمعهد سكريبس للأبحاث: "تكشف هذه النتائج مجتمعة أن خلايا نواة ما تحت المهاد الجانبية العصبية تمارس مجموعة معقدة من الوظائف، وأظهرت عدة دراسات سابقة أن نشاط نواة ما تحت المهاد الجانبية يمكن أن يحد من كمية الطعام التي نتناولها، ولكن حقيقة أنّ بعض خلايا نواة ما تحت المهاد الجانبية تتحكم في بدء تناول الطعام أو الشرب أو حتى تشجع على استهلاك الأطعمة الحلوة؛ هو أمر جديد تماما".
اضطرابات الطعاموتعتقد كونتي ودونينغ وزملاؤهما أن نتائجهم قد تكون ذات صلة باضطرابات الأكل، حيث يكون للأشخاص إما الكثير أو القليل من التحكم في بدء تناول الطعام والقرار بالانصياع للقضمة الأولى أو الانتظار لفترة أطول.
وبالإضافة إلى الطعام والماء، قد تلعب آليات مشابهة دورا في فقدان التحكم في استهلاك بعض المواد مثل إدمان المخدرات والتي يقوم الفريق حاليا بالبحث فيها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات تناول الطعام
إقرأ أيضاً:
استشهاد (70) غزاويا من قبل إسرائيل أثناء حصولهم على الطعام
آخر تحديث: 21 يونيو 2025 - 12:24 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال مسؤولون فلسطينيون في غزة، إن نيراناً إسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 70 فلسطينياً، أمس، وإن كثيراً منهم سقطوا بينما كانوا يحاولون الحصول على طعام، في حين حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن غزة تواجه جفافاً من صنع الإنسان في الوقت الذي تنهار فيه شبكات المياه.وقالت السلطات الصحية في غزة، إن ما لا يقل عن 25 شخصاً قتلوا بينما كانوا ينتظرون شاحنات المساعدات أو يسعون للحصول عليها، بنيران إسرائيلية جنوبي محور نتساريم وسط قطاع غزة.وفي واقعة منفصلة، قال مسعفون من غزة، إن ما لا يقل عن 19 فلسطينياً قتلوا في غارات جوية إسرائيلية على القطاع، منهم 12 في منزل بدير البلح وسط قطاع غزة، ما يرفع إجمالي عدد ضحايا الأمس إلى 44 على الأقل.فيما ارتقى الباقون في غارات متفرقة على غزة. واتهمت حركة حماس في بيان، إسرائيل باستهداف الفلسطينيين الساعين للحصول على مساعدات غذائية بشكل ممنهج في جميع أنحاء القطاع.وذكر شهود، أن الطريق قرب نتساريم صار محفوفاً بالمخاطر منذ بدء نظام توزيع المساعدات الجديد الذي تديره مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية الإسرائيلية، إذ يتجه سكان غزة إلى منطقة محددة في وقت متأخر من الليل لمحاولة الحصول على أي قدر من إمدادات الإغاثة المقرر توزيعها بعد الفجر.في غضون ذلك، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف، من أن غزة تواجه جفافاً من صنع الإنسان في الوقت الذي تنهار فيه شبكات المياه. وقال جيمس إلدر، الناطق باسم اليونيسف للصحفيين في جنيف: سيبدأ الأطفال بالموت عطشاً.. 40% فقط من مرافق إنتاج مياه الشرب لا تزال تعمل.وأضاف أن المستويات حالياً أقل بكثير من معايير الطوارئ فيما يتعلق بمياه الشرب لسكان غزة.وذكرت يونيسف أيضاً أن هناك زيادة بواقع 50% في عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات الذين دخلوا المستشفيات لتلقي العلاج من سوء التغذية بين أبريل ومايو في غزة، وأن نصف مليون شخص يعانون من الجوع. في الأثناء، أكد محمد بن أحمد اليماحي، رئيس البرلمان العربي، أن الموقف الدولي المتخاذل تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض على مدار أكثر من عام ونصف العام لأبشع جرائم الإبادة الجماعية والتجويع، هو صورة بشعة من صور الكراهية والعنصرية التي تمارس بأدوات سياسية.وقال اليماحي خلال حلقة نقاشية حول مكافحة الكراهية ضمن المؤتمر الثاني للحوار بين الأديان، الذي يعقد في روما، إن موضوع الكراهية القائم على أساس الدين أو المعتقد، يتغذى على روافد متعددة من التحيزات الثقافية والعرقية والتي تُنتج خطاباً تمييزياً وعدائياً تجاه الآخر المختلف.وأضاف أن العالم الذي يدين الكراهية حين تصيبه، ويسكت عنها حين تصيب غيره، هو عالم فاقد للمصداقية، وآن الأوان أن نضع حداً للنفاق الدولي وازدواجية المعايير، وأن نعيد للعدالة معناها، وللكرامة الإنسانية احترامها، أياً كانت العقيدة أو الهوية أو الانتماء.