زرافات تجلب السلام بين إتنيتَين بعد عقود من الاشتباكات
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
في مزرعة شاسعة في "الوادي المتصدع" في كينيا، يطلق طبيب بيطري سهما مهدّئا نحو زرافة تقع بعدها ببطء على الأرض قبل أن تُربط بحبال وتُعصب عيناها... إنها المرحلة الأولى من عملية دقيقة تديرها هيئة الحياة البرية في البلاد لنقل مجموعة من هذه الحيوانات المهددة بالانقراض إلى محمية تبعد نحو 140 كيلومترا إلى الشرق.
يترجّل الطبيب البيطري من السيارة ويفحص علاماتها الحيوية. بعد التأكد من أن كل شيء يبدو على ما يرام، يمكن الآن نقلها إلى حظيرة صغيرة في مزرعة "سيرغوا" في الوادي المتصدع في غرب كينيا.
بعد فترة تأقلم تستمر عشرة أيام، تنقل الزرافات إلى محمية "روكو" الواقعة على مسافة 140 كيلومترا إلى الشرق، قرب بحيرة "بارينغو".
أنشئت هذه المحمية منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بهدف مزدوج: إعادة إدخال الزرافات إلى المنطقة التي هجرتها وإحلال السلام بين المجموعتين الإتنيتين المحليتين "بوكوت" و"إلشاموس" اللتين تواجهتا لعقود في اشتباكات عنيفة، كانت أحيانا مسلّحة.
وتتمثل الفكرة وراء المشروع في "ضمان السلام" من خلال جذب السياح لتوليد الدخل وتنمية هذه المنطقة القاحلة.
وأوضحت ريبي سيبي المسؤولة في المحمية "قبل عشرين عاما، كان هناك صراع بين بوكوت وإلشاموس بسبب سرقة الماشية، وقد أدى ذلك إلى مقتل أشخاص. اضطر الناس إلى ترك أراضيهم. أصبح هذا المكان صحراء، وساحة مواجهة لقطاع الطرق".
- "مجتمع واحد"
ينتظر دوغلاس لونغومو وصول الزرافات إلى المحمية. وقال هذا المزارع، البالغ 27 عاما والذي ينتمي إلى إتنية "البوكوت"، إن إقناع بعض الأشخاص بضرورة إنهاء الاشتباكات من أجل تطوير السياحة "استغرق وقتا".
واليوم، تعد هذه الزرافات، التي كانت تُصطاد في بعض الأحيان من أجل لحمها، مصدرا للاهتمام المشترك والتعاون.
منذ وصول أولى الزرافات إلى المحمية عام 2011 "لم نواجه أي مشكلة مع الصيد الجائر"، كما أوضحت سيبي.
وأضاف لونغومو "نحن نعيش الآن كمجتمع واحد، يمكننا التحرك بحرّية دون خوف"، مشيرا إلى أن المجتمعين مستعدان "للاعتناء بهذه الزرافات لأننا نستطيع الاستفادة منها".
وقال جيمس باركيتور، وهو ميكانيكي يبلغ 28 عاما ينتمي إلى إتنية "إلشاموس"، "آمل بأن تساهم هذه الزرافات في خلق فرص عمل جيدة. أعتقد أن الصراع أصبح وراءنا الآن".
وقبل وصول الزرافات إلى المحمية، نظّم المجتمعان احتفالا مشتركا، في مشهد لم يكن من الممكن تصوره منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وتعد محمية "روكو"، التي تضم الآن حوالى عشرين زرافة، وسيلة لحماية هذه الحيوانات التي شهدت أعدادها تراجعا في العقود الأخيرة في كينيا بسبب تقلّص مساحتها الطبيعية والصيد الجائر.
وقالت سيبي إن هذه ليست إلا البداية، مضيفة "هناك سلام ونحن في حاجة إلى جلب المزيد من الزرافات".
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السلام محمية طبيعية كينيا الزرافة
إقرأ أيضاً:
بغداد تقاضي كردستان العراق بشأن عقود غاز مع شركتين أميركيتين
رفعت الحكومة العراقية دعوى قضائية ضد حكومة إقليم كردستان إثر إبرام أربيل عقودا مع شركتين نفطيتين أميركيتين من دون موافقتها، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين اثنين، في مؤشر جديد إلى التوتر المستمر بشأن استغلال موارد النفط والغاز في الإقليم.
وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة، حضر رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني مراسم توقيع هذه العقود في 19 مايو/أيار الحالي في غرفة التجارة الأميركية في واشنطن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تراجع طفيف في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولارlist 2 of 2مبيعات تسلا بأوروبا تهوي 52.6% والسيارات الصينية تربحend of list بطلان العقودوعلى الإثر، أعلنت وزارة النفط في بغداد "بطلان هذه العقود استنادا للدستور العراقي وقرارات المحكمة الاتحادية"، مؤكدة أن استثمار الثروات النفطية يجب أن يمر عبر الحكومة الاتحادية.
وقال مسؤول حكومي في بغداد إن وزارة النفط أقامت دعوى قضائية أمام المحكمة التجارية في الكرخ ضد حكومة الإقليم لإبرامها هذه العقود.
وأكد مصدر مسؤول في حكومة إقليم كردستان، لم تكشف الوكالة هويته، رفع الدعوى التي تطلب من "حكومة الإقليم إلغاء العقود" التي أبرمت مع شركتي "إتش كي إن إنرجي" و"ويسترن زاغروس".
وتتعلق الاتفاقية مع شركة "ويسترن زاغروس" باستغلال رقعة توبخانة التي تحتوي مع رقعة كوردامير المجاورة على ما يصل إلى 5 تريليونات قدم مكعب قياسي من الغاز الطبيعي و900 مليون برميل من النفط الخام، ويمثل ذلك إيرادات تقدر بنحو 70 مليار دولار "على مدى عمر المشروع"، وفقا لبيان صحفي.
إعلانأما الشراكة مع "إتش كي إن إنرجي" فتتعلق بحقل غاز ميران الذي يُقدر أنه يحتوي على 8 تريليونات قدم مكعب قياسي من الغاز الطبيعي بقيمة 40 مليار دولار على المدى الطويل.
لكن حكومة الإقليم أكدت في بيان أن الاتفاقيتين ليستا جديدتين، وسبق للمحاكم العراقية أن أقرت بمشروعيتهما وقانونيتهما، وأضافت أن "الشركتين الأميركيتين.. من المنتجين الرئيسيين للنفط في إقليم كردستان، وليس من المستثمرين الجدد".
ومنذ عقود، يخيم التوتر، لا سيما بشأن الصادرات النفطية، على العلاقات بين الحكومة العراقية وسلطات إقليم كردستان الذي يحظى بدعم أميركي ومن دول غربية أخرى.
وتصاعد التوتر في الآونة الأخيرة بعد صدور قرارات قضائية بحق الإقليم الذي اعتبرها تقويضا لصلاحياته.
وعلى مدى سنوات طويلة، صدّر إقليم كردستان النفط من دون موافقة بغداد، عبر ميناء جيهان التركي.
وتوقفت هذه الصادرات في مارس/آذار 2023 إثر تحكيم دولي جاء لصالح بغداد، مما أجبر كردستان على الموافقة على أن تمر المبيعات عبر شركة النفط الحكومية.
وترى أربيل أن الحكومة المركزية تسعى إلى وضع يدها على ثروات الإقليم النفطية، في حين تطالب بغداد بأن تكون الكلمة لها في إدارة الموارد النفطية التي تُستخرج من كردستان.
ويعدّ العراق ثاني أكبر الدول النفطية في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وهو يصدّر ما معدّله 3.5 ملايين برميل من النفط الخام في اليوم.