«مفتيات الأزهر».. دور توعوي جديد للمرأة المصرية
تاريخ النشر: 22nd, July 2024 GMT
يولي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اهتماماً كبيراً للمرأة المسلمة وقضاياها، لذا، كان توجيهه عند إنشاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن يضم بين جنباته قسماً خاصاً بفتاوى النساء، وما يتعلق بذلك دعوياً وتوعوياً، تعمل به نخبة متميزة من المفتيات، اللاتي تم اختيارهن بعناية شديدة من بين فتيات الأزهر الشريف والحاصلات على درجات علمية سواء الماجستير أو الدكتوراه.
وأنشأ مركز الأزهر العالمي للفتوى، أول قسم من نوعه لفتاوى النساء يعنى بقضايا المرأة ويعمل به مفتيات أزهريات، ويتمثل دور المفتيات في الرد على الأسئلة والفتاوى التى تخص المرأة، كما يدعم المركز فى حل قضايا «لم الشمل» عدداً من المنسقات بالمحافظات، فتقوم العضوات بتقريب وجهات النظر بين الزوجين وحل الخلافات وتقديم النصح والإرشاد لهما، مما يسهم بشكل فعال فى المحافظة على الأسرة واستقرارها.
ويتعاون مع المركز في أداء مهامه تجاه المجتمع واعظات يساهمن فى حل النزاعات الأسرية، إضافة إلى مشاركات من أعضاء هيئة التدريس الإناث من جامعة الأزهر، ولهن دور توعوي ودعوي بالغ الأهمية يؤدينه من خلال برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية.
ما هو عمل المفتيات؟ولا يقتصر عمل المفتيات بقسم فتاوى النساء على إجابة الأسئلة أو الفتاوى المتعلقة بالمرأة، بل يقمن بدور دعوي وتوعوي شامل، فلهن انتشار إعلامي على كافة المنصات الإعلامية، كذلك الدور البحثي بإعداد البحوث والكتب المتعلقة بالمرأة، كأحكام المرأة فى الصيام والحج، والفتاوى الطبية الخاصة بالمرأة، وغيرها من البحوث، كما يقمن بالمشاركة الميدانية من خلال برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية التابع للمركز، بجانب الندوات واللقاءات التوعوية بالتعاون مع الجهات الرسمية والشعبية.
وتشارك المفتيات في البرامج التوعوية التي ينفذها المركز بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة بالمحافظات، كما يشارك قسم فتاوى النساء في وحدة الدعم النفسي بالمركز، فيقدمن الدعم النفسي والمعنوي للمتصلات، أو يكن في استقبالهن إذا لزم الأمر ويعقدن جلسات نقاشية معهن، ويتكرر هذا الأمر كثيراً على مدار الساعة، ويعملن على حل جميع مشاكلهن والرد على كافة فتاواهن واستفساراتهن، كما يقمن بالمشاركة بالكتابة فى أعمال ومشروعات المركز الثقافية كمشروع «حكاية كتاب» ومشروع «قدوة».
دار الإفتاء وتمكين المرأة في عمل الإفتاءولم تتخلف دار الإفتاء عن الركب الحضاري للدولة، حيث حرصت الدار على أن يكون للمرأة المفتية موقعها المميز وتمكينها فى عمل الإفتاء، وقد بدأ ذلك على مدار سنوات، حيث ضمت دار الإفتاء بين جنباتها عدداً من المفتيات والباحثات، فضلاً على الكثير من المتدربات فى برامج التدريب على الإفتاء التى ترعاها دار الإفتاء المصرية من خلال إدارة التدريب، حيث تتبنى هذه الإدارة منظومة من المفاهيم التدريبية الحديثة المستقاة من أفضل مناهج التدريب المعاصر عملاً بأوامر الشرع الشريف التى تحث المسلمين والمسلمات على أن يأخذوا بأفضل سبل العلم.
وتضم البرامج التدريبية المتدربات من الطالبات المصريات، وكذلك غير المصريات من خريجى الكليات الشرعية من جامعة الأزهر فى مجال الإفتاء وعلومه والبرامج تجمع بين الدراسة النظرية والتدريب العملى على الإفتاء، حتى تتخرج الطالبة المتدربة مُتقنة لمفاهيم وأدوات الإفتاء الشرعية المنضبطة، والتمرس على منهج دار الإفتاء المصرية فى الفتوى، وإتقان مهارة التعامل مع المستفتين، وكذلك فن التعامل مع الخلاف الفقهي.
لأول مرة.. سيدة تشغل منصب أمانة الفتوىوكلل هذا الإعداد والتجهيز خلال السنوات الماضية بأن قام الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية بتكليف إحدى السيدات بمنصب أمانة الفتوى، لتصبح سابقة هي الأولى في تاريخ دار الإفتاء المصرية، ولن يقف الأمر على المركز الرئيسي للإفتاء بالقاهرة، بل سوف يمتد إلى باقي أفرع الإفتاء فى المحافظات.
وبحسب دار الإفتاء، فإن اختيار سيدة في لجنة أمانة الفتوى، سابقة مهمة، وذلك تأكيداً وإيماناً من المفتى بأهمية دور المرأة والعمل على تمكينها ومنحها الفرص وفقاً لكفاءتها، فهو دائماً ما يؤكد أن المرأة شريك أساسى فى تحقيق البناء والتنمية فى الدولة، وأن دورها فى العمل والبناء والقيادة لا يمكن لأحد أن ينكره، خاصة أن التاريخ الإسلامى قد شهد بروز العديد من العالمات المفتيات اللاتى كان لهن الأثر الكبير فى إثراء الفقه الإسلامى.
اقرأ أيضاًالمنظمة العالمية لخريجي الأزهر ومؤسسة «نور» يكرمون الفائزين في المسابقاة الثقافية
مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين تبحث مع سفير الفلبين بالقاهرة سبل التعاون المشترك
سيدة تطلب الطلاق لأن زوجها لا يصلي.. شاهد ماذا قالت «فتوى الأزهر».. فيديو
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر الفتوى الازهر واعظات الأزهر لجنة الفتوى بالأزهر فتاوى النساء فتيات الأزهر دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
بعد فوضى فتاوى السوشيال ميديا.. تشديد الرقابة بقانون رسمي
من يحق له الإفتاء؟ تساؤلات تطرحها فئات من المواطنين بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل يومين على قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية رقم 86 لسنة 2025، والذي يهدف إلى ضبط المجال الديني ووضع معايير واضحة وملزمة لمن يتصدرون للإفتاء في مصر.
القانون، الذي وافق عليه مجلس النواب في مايو الماضي، جاء استجابة لمطالب الأزهر الشريف، وأقر معايير دقيقة لمن يُسمح لهم بإصدار الفتوى، سواء عبر المنابر أو وسائل الإعلام أو المنصات الرقمية، بما يضمن الحد من الفوضى والفتاوى غير المنضبطة التي أربكت الرأي العام في السنوات الأخيرة.
وفقًا للمادة الرابعة من القانون، تُشكل لجان متخصصة داخل وزارة الأوقاف بقرار من الوزير المختص، وتضم ممثلين عن الأزهر ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف، على أن يرأسها ممثل الأزهر الشريف.
ولا يُقبل في هذه اللجان إلا من استوفى الشروط التالية:
ألا يقل عمره عن 30 عامًا
أن يكون من خريجي الكليات الشرعية بجامعة الأزهر
أن يتمتع بسمعة طيبة وسجل خالٍ من العقوبات التأديبية
أن يكون له إنتاج علمي مميز في الدراسات الإسلامية
أن يُجتاز بنجاح برامج تدريبية تُعدها هيئة كبار العلماء
أن يحصل على ترخيص رسمي للفتوى، مع تحديد نوعه ومدته ومجالات استخدامه
كما شدد القانون على أن الفتوى عبر الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي لا تُعد قانونية إلا إذا نُصّ على الترخيص بذلك صراحة، ويُمنح لهيئة كبار العلماء سلطة وقف الترخيص في حال المخالفة.
أماكن محددة وعقوبات للمخالفينتم الاتفاق على تحديد مقرات عمل اللجان بالتنسيق بين الجهات الثلاث: الأزهر، دار الإفتاء، ووزارة الأوقاف. كما تضمن القانون عقوبات واضحة لمن يُصدر فتاوى دون ترخيص، حفاظًا على هيبة الخطاب الديني ومنع التضليل.
النواب: القانون استجابة للشارع وضروري لضبط الفتوىوكان مجلس النواب قد وافق نهائيًا على مشروع القانون بالوقوف، بعدما استجاب لجميع مقترحات الأزهر الشريف، التي تقدم بها الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، وتمت إضافة 3 مواد جديدة ليصل مجموع مواد القانون إلى 13 مادة.