تعد طائرة "إف 35" حجر الزاوية في ترسانة الطيران العسكري الأميركي الحديث، فهي تتميز بتقنية التخفي المتقدمة وقوة النيران الكبيرة ونطاق العمليات الواسع والمدى الطويل الذي يمكن أن تصل إليه، وكانت هذه السمات حاسمة في العملية الإسرائيلية الأخيرة ضد ميناء الحديدة في اليمن عندما قررت إسرائيل الرد على هجوم جماعة أنصار الله (الحوثيون) الذي استهداف تل أبيب بطائرة "يافا" المسيرة.

أطلق برنامج "إف-35" المعروف باسم "جوينت سترايك فايتر" (جيه إس إف) في التسعينيات بهدف تطوير طائرة متعددة الاستخدامات ومتعددة المهام يمكن أن تخدم مختلف فروع جيش الولايات المتحدة وكذلك الدول الحليفة.

وسعت هذه المبادرة إلى إنشاء منصة مشتركة لتحل محل أنواع الطائرات المتعددة التي كانت تستخدمها القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأميركية إلى جانب العديد من القوات الجوية التابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) والقوات الجوية المتحالفة معه.

وتنافست الشركات فيما بينها للحصول على عقد تطوير هذه المقاتلة، وانحصرت أخيرا في نموذجين أوليين هما "إكس-35″ من شركة لوكهيد مارتن و"إكس-32" ​​من شركة بوينغ.

وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول 2001 تم اختيار طائرة "إكس-35" بدلا من طائرة "إكس-32″، وكان أحد العوامل الحاسمة هو قدرة "إكس-35" على الإقلاع القصير والهبوط العمودي "إس تي أو في إل"، والتي استخدمت نظام مروحة الرفع الذي يوفر أداء أفضل مقارنة بـ"إكس-32".

بعد ذلك تم تغير اسم الطائرة من "إكس-35" إلى "إف-35 لايتنغ الثانية"، وذلك تكريما لطائرة "لوكهيد بي-38 لايتنغ" التي استخدمتها القوات الجوية الأميركية خلال الحرب العالمية الثانية، وقد حلقت طائرة "إف 35 إيه" لأول مرة في 15 ديسمبر/كانون الأول 2006.

الطائرة "إف 35 إيه" يمكن أن تكون بمثابة مركز اتصالات حيث تنقل المعلومات إلى الطائرات ووحدات القيادة الأخرى (رويترز) فئات الطائرة

تتألف طائرة "إف-35 لايتنيغ الثانية" من 3 أنواع رئيسية مصممة لفروع مختلفة من الجيش الأميركي والقوات المتحالفة معها:

الطائرة "إف-35 إيه"

تستخدمها القوات الجوية الأميركية، وهي الأخف والأصغر، وتتميز بمدفع داخلي عيار 25 ملم، وحمولة قتالية تصل إلى 18 ألف رطل، ومدى يزيد على 1200 ميل بحري.

ويمكن لهذه الطائرة أن تكون بمثابة مركز اتصالات، حيث تنقل المعلومات إلى الطائرات ووحدات القيادة الأخرى، ودخلت الخدمة في أغسطس/آب 2016.

 الطائرة "إف-35 بي"

تستخدم هذه الطائرة المخصصة لقوات مشاة البحرية الأميركية والبحرية الملكية البريطانية نظام رفع رولز رويس للإقلاع القصير والهبوط العمودي، ولها القدرة على حمل ما يصل إلى 15 ألف رطل من الأسلحة، ويصل مداها إلى نحو 900 ميل بحري، ودخلت الخدمة في يوليو/تموز 2015.

الطائرة "إف-35 بي" لها القدرة على حمل ما يصل إلى 15 ألف رطل من الأسلحة (رويترز)  الطائرة "إف-35 سي"

تتمتع هذه النسخة المصممة للبحرية الأميركية بأجنحة أكبر ومعدات هبوط قوية للتعامل مع متطلبات إطلاق المنجنيق والهبوط على حاملات الطائرات.

ويبلغ طول جناحي هذه الطائرة 43 قدما مع أطراف أجنحة قابلة للطي لتحسين مساحة التخزين التي تحتوي على 19 ألفا و750 رطلا من الوقود الداخلي على غرار طائرة "إف-35 إيه"، مما يوفر مدى يزيد على 1200 ميل بحري، ودخلت هذه الطائرة الخدمة في فبراير/شباط 2019​​​​​​​.

الطائرة "أدير" معدلة لأجل إسرائيل

وبالإضافة إلى الأنواع الثلاثة السابقة هناك جيل خاص من هذه الطائرات تم تصميمها خصيصا لتلبية الاحتياجات التشغيلية للقوات الجوية الإسرائيلية "آي إيه إف"، وهي طائرة "إف-35 آي أدير" وتعني بالعبرية "العظيم"، وتعد هذه الطائرة عنصرا محوريا في الإستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية نظرا لقدراتها المتقدمة وميزاتها المخصصة.

إحدى الميزات البارزة هي تكاملها مع أنظمة الحرب الإلكترونية التي طورتها إسرائيل، وقد تم تصميم هذه الأنظمة -التي تشمل أجهزة استشعار متقدمة وإجراءات مضادة وكبسولات تشويش الرادار- من قبل شركات دفاع إسرائيلية مثل شركة أنظمة إلبيت وشركة الصناعات الجوية الإسرائيلية.

وبالإضافة إلى ذلك تم تجهيز الطائرة بنظام القيادة والتحكم والاتصالات والحوسبة (سي 4) الإسرائيلي الصنع، مما يسمح بالاتصال السلس وتبادل البيانات مع أنظمة الدفاع الإسرائيلية الأخرى، وتم تصميم الطائرة لحمل مجموعة من الأسلحة التي طورتها إسرائيل، بما في ذلك صاروخ جو جو قصير المدى من طراز "بايثون-5" وقنبلة سبايس الموجهة بدقة.

وعلاوة على ذلك يستخدم الطيارون الإسرائيليون نظام عرض مثبتا على خوذة الطيار وهو مصمم خصيصا في الطائرة، والذي يوفر معلومات الطيران والقتال المهمة مباشرة ضمن خط رؤية الطيار.

طائرة أدير تعد النسخة الأولى من طائرة "إف-35" التي شهدت القتال (رويترز) الاستخدام العملياتي الأول

وتعد طائرة أدير هي النسخة الأولى من طائرة "إف-35" التي شهدت القتال، حيث استهدفت المهام الأولية البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا عام 2018.

ويدير سلاح الجو الإسرائيلي أسرابا عدة منها، بما في ذلك طائرة "أسود الجنوب" رقم 116، وطائرة "الطيار الأول" رقم 117، وطائرة "النسر الذهبي" رقم 140 المتمركزة في قاعدة نيفاتيم الجوية في صحراء النقب.

وتمتلك إسرائيل حاليا 39 طائرة، ووقعت اتفاقية بقيمة 3 مليارات دولار بتمويل من المساعدات العسكرية الأميركية للحصول على 36 طائرة أخرى، لتشكيل سرب ثالث يبدأ تسليمه في عام 2027 بمعدل 3 طائرات سنويا.

الابتكارات التكنولوجية

تدمج طائرة "إف-35" العديد من التقنيات الرائدة التي تعزز قدراتها وأداءها القتالي، وتعد تقنية التخفي الخاصة بها ميزة رئيسية، حيث تستخدم الحواف المحاذية والطلاءات الممتصة للرادار وتخزين الأسلحة الداخلي لتقليل اكتشاف الرادار، ويعمل التصميم على تشتيت موجات الرادار وتقليل بصمات الأشعة تحت الحمراء، مما يجعل من الصعب على الأعداء اكتشاف الطائرة.

كما تعد إلكترونيات الطيران المتقدمة سمة مميزة أخرى، حيث يوفر رادار "إيه إن/إيه بي جي-81 إيه إي إس إيه" تتبعا واستهدافا بعيد المدى، ويستخدم نظام الفتحة الموزعة "دي إيه إس" 6 كاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء للحصول على رؤية بزاوية 360 درجة، مما يعمل على تحسين الوعي الظرفي.

ويوفر نظام الاستهداف الكهروضوئي "إي أو تي إس" كشفا بعيد المدى واستهدافا دقيقا، في حين يعرض نظام العرض المثبت على الخوذة "إتش إم دي إس" معلومات مهمة على قناع الطيار، مما يسمح بالرؤية من خلال هيكل الطائرة لتعزيز الوعي الكامل للظروف المحيطة بالطيار.

وتعمل أنظمة المهام المتكاملة في الطائرة "إف-35" على دمج البيانات بشكل آني من أجهزة الاستشعار المختلفة، مما يؤدي إلى إنشاء صورة ظرفية متماسكة، ويدعم دمج البيانات هذا اتخاذ قرارات متفوقة وتبادل المعلومات بشكل فعال بين القوات المتحالفة، مما يوفر ميزة إستراتيجية في سيناريوهات القتال المعقدة.

وتعتبر قدرات أداء "إف-35" هائلة جدا، حيث تبلغ سرعتها القصوى 1.6 ماخ مدعومة بمحرك "برات آند ويتني إف-135" الذي يوفر قوة دفع تزيد على 43 ألف رطل، وتعمل الديناميكيات الهوائية المتقدمة وأنظمة التحكم في الطيران على تعزيز خفة الحركة والقدرة على المناورة.

وتسلح الطائرة بترسانة متعددة الاستخدامات قادرة على حمل ما يصل إلى 18 ألف رطل من الذخائر داخليا وخارجيا اعتمادا على متطلبات التخفي.

طائرة "إف-35" تبلغ سرعتها القصوى 1.6 ماخ مدعومة بمحرك يوفر قوة دفع تزيد على 43 ألف رطل (الأناضول) التكاليف المرتفعة للمشروع

واجه برنامج "إف-35" -وهو أحد أكثر مساعي وزارة الدفاع الأميركية طموحا وتكلفة- جملة من التحديات، حيث يُتوقع أن تتجاوز التكلفة الإجمالية للبرنامج تريليوني دولار على مدار دورة حياة الطائرة، بما في ذلك نفقات الاستحواذ والتشغيل والاستدامة.

وتضخم هذا الرقم عن التقديرات الأولية التي قدرت بنحو 233 مليار دولار عندما فازت شركة لوكهيد مارتن بعقد تطوير الطائرة المقاتلة في 2001، وذلك بسبب عوامل مختلفة، منها ارتفاع معدلات التضخم وخطط تمديد العمر التشغيلي للطائرة حتى عام 2088، وتشمل التكاليف المحدثة ما يقارب 1.6 تريليون دولار للاستدامة ونحو 442 مليار دولار للاستحواذ.

وللتخفيف من هذه التكاليف المتصاعدة نفذت شركة لوكهيد مارتن إستراتيجيات لخفض التكاليف من خلال تأمين عقود طويلة الأجل مع الموردين بحيث تحقق الشركة وفورات في المشتريات بالجملة وسلسلة توريد أكثر استقرارا، مما يسهل التخطيط والاستثمار بشكل أفضل في البرنامج.

وقدم مكتب البرنامج المشترك "جيه بي أو" أيضا تدابير للتحكم في التكاليف لتعزيز موثوقية الطائرة وقابلية صيانتها، وتقليل الأضرار الناجمة عن حطام الأجسام الغريبة وتحسين موثوقية المحرك، وأدت هذه المبادرات إلى خفض التكلفة السنوية لكل ذيل طائرة بشكل كبير من 9.4 ملايين دولار عام 2014 إلى 6.2 ملايين دولار عام 2022، وخفض تكلفة ساعة الطيران من 86 ألفا و800 دولار إلى 33 ألفا و600 دولار في الفترة نفسها.

هناك أكثر من 800 عيب لم يتم حلها في تصميم طائرة "إف-35" (رويترز) العيوب الفنية

ولا يزال البرنامج يواجه تحديات تقنية مستمرة، فهناك أكثر من 800 عيب لم يتم حلها في تصميم طائرة "إف-35″، بما في ذلك 7 مشكلات حرجة تؤثر على جاهزية الطائرة وسلامتها، كما يلاحظ أيضا مشكلة تنظيم ضغط المقصورة التي تسبب آلاما شديدة في الجيوب الأنفية للطيار وعطلا في كاميرا الرؤية الليلية، مما يؤثر على الهبوط الليلي.

وأيضا يواجه التحديث التكنولوجي الثالث "تي آر-3" للطائرة العديد من العقبات، بما في ذلك مشاكل في سلسلة التوريد والتحقق من البرمجيات، مما تسبب بتأخير في تسليم الطائرات القتالية للمشترين، وأدى ذلك إلى خطة لنشر الطائرات مع نسخة مختصرة من البرنامج، والتي لن تتضمن جميع القدرات المهمة للقتال.

من يمتلكها

تتصدر الولايات المتحدة القائمة بامتلاكها ما يزيد على 450 طائرة من طراز "إف-35″، وهي تخطط لشراء 1855 طائرة لقواتها البرية والبحرية والجوية.

ومن بين المستخدمين البارزين الآخرين تأتي المملكة المتحدة بـ30 طائرة، وأستراليا بـ60 طائرة، وإسرائيل بـ39 طائرة "إف-35" نشطة و36 تحت الطلب.

وتمتلك اليابان 27 طائرة "إف-35″، ولدى كوريا الجنوبية 40 طائرة، وتمتلك النرويج 40 طائرة نشطة من هذه الطائرة مع 12 طائرة أخرى قيد الطلب.

وتمتلك هولندا 34 طائرة مع 18 طائرة قيد الطلب، في حين أن الدانمارك لديها 10 طائرات "إف-35" نشطة و17 طائرة قيد الطلب.

وهناك دول عديدة طلبت تزويدها بهذه الطائرة، منها بولندا 32، وألمانيا 35، وفنلندا 64، وسويسرا 36، وسنغافورة 12، وكندا 88، وجمهورية التشيك 24​​​.

ومن اللافت للاهتمام أن الولايات المتحدة عرقلت صفقات تسليم طائرات "إف-35" إلى كل من تركيا والإمارات العربية، وذلك بهدف ضمان تفوق إسرائيل العسكري في الشرق الأوسط.

وعلى الرغم من استثمار تركيا الكبير في برنامج "إف-35" -بما في ذلك صفقات الشراء المقدم لـ100 طائرة من طراز "إف-35 إيه" والمشاركة في إنتاج نحو 900 قطعة من قطع الطائرة- فإن الولايات المتحدة أكدت أن محاولات تركية لشراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس-400" لا تتوافق مع الإطار الأمني ​​لحلف شمال الأطلسي، وأدى ذلك إلى تعليق أنقرة البرنامج رسميا في عام 2019.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة القوات الجویة هذه الطائرة بما فی ذلک ألف رطل

إقرأ أيضاً:

تفاصيل مثيرة حول الطائرة القطرية التي قد تكلف ترامب رئاسته.. أثارت غضب الكونغرس

واجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موجة من التساؤلات المتصاعدة بخصوص مدى ملاءمة قرار قبوله لطائرة فاخرة مقدمة من قطر بقيمة 400 مليون دولار، وذلك مُباشرة عقب الجولة التي قام بها لعدد من الدول الخليجية.

وأعلن الرئيس دونالد ترامب، مساء الأحد، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي أنّ: "وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تعتزم قبول الطائرة الفاخرة كهدية مجانية".

وفيما يرى بعض الجمهوريين أنّ: "الهدية لن تكون مجانية فعليا، لأن تجهيز الطائرة لتكون آمنة ومناسبة للطيران الرئاسي سيستغرق وقتا طويلا، لتفي بجميع المعايير الأمنية والفنية اللازمة"، أعرب آخريين عمّا وصفوه بـ"قلقهم من مخاطر محتملة تتعلق بالأمن القومي ونقل أسرار الدولة على متن الطائرة".

وأمس الاثنين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إنّ: "الطائرة القطرية الفاخرة المثيرة للجدل التي أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتزامه قبولها هي: مشروع القوات الجوية، وإنّ ترامب لا علاقة له بها".

وفي السياق ذاته، نفت ليفيت، كافة ما يروج من تقارير تفيد بأن: "العائلة المالكة القطرية ستهدي إدارة ترامب الطائرة الفاخرة، التي سيتم تعديلها واستخدامها كطائرة رئاسية خلال فترة ولاية ترامب الثانية". فيما انتقدت وسائل الإعلام لما وصفته بـ"التضليل الإعلامي بخصوص الهدية".

"لنكن واضحين تماما، حكومة قطر، والعائلة القطرية، عرضت التبرع بهذه الطائرة للقوات الجوية الأمريكية، وسيتم قبول هذا التبرع وفقًا لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية" تابعت المتحدثة باسم البيت الأبيض.

وأردفت: "سيتم تحديثها وفقا لأعلى المعايير من قِبل وزارة الدفاع والقوات الجوية الأمريكية"، مبرزة: "هذه الطائرة ليست تبرعا شخصيا أو هدية لرئيس الولايات المتحدة، وعلى كل من كتب ذلك الأسبوع الماضي تصحيح أخباره، لأن هذا تبرع لبلدنا وللقوات الجوية الأمريكية".


وكانت الأزمة نفسها قد تصاعدت خلال نهاية الأسبوع الماضي، حين أكّد ترامب استعداده لقبول طائرة فاخرة من قطر، من طراز (Boeing 747-8 Jumbo) كهدية تسلّم لوزارة الدفاع، على أن تنقل لاحقا لمكتبته الرئاسية عقب انتهاء ولايته.

آنذاك، قالت السيناتور سوزان كولينز: "هذه الهدية من قطر محفوفة بتحديات قانونية وأخلاقية وعملية، بينها خطر التجسس. لا أعلم كيف يمكننا تفتيشها وتجهيزها بالشكل الكافي لمنع ذلك".

وأضافت: "بحلول الوقت الذي تجهز فيه الطائرة من أجل الاستخدام، قد تكون ولاية الرئيس قد شارفت على نهايتها. ولست مقتنعة أصلا بوجود حاجة لهذه الطائرة من الأساس". فيما أعرب السناتور ريك سكوت، أيضا، عن مخاوفه بالقول إنه لا يرى وسيلة مضمونة لجعل الطائرة آمنة بما فيه الكفاية لاستخدام الرئيس.

إلى ذلك، أبرزت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنّ: "وزارة الدفاع تخطط لقبول طائرة بوينغ 747-8 الفاخرة، وسيتم تحديثها لاستخدام الرئيس مع ميزات أمنية وتعديلات قبل التبرع بها لمكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته". بينما نفى ترامب أنه سيستخدم الطائرة بعد انتهاء ولايته.

وعبر مقابلة بُثت الأسبوع الماضي، أشار ترامب إلى أنّ: "المسؤولين القطريين تواصلوا معه بشكل مباشر بخصوص إمكانية إهدائه طائرة فاخرة بديلة لطائرة الرئاسة الأمريكية". مردفا أنّ أحد المسؤولين القطريين قال: "إذا كان بإمكاني مساعدتك، فدعني أفعل ذلك".


وبحسب الرئيس الأمريكي لقناة "فوكس نيوز": "قال: لقد كان بلدكم كريما معنا، أود أن أفعل شيئًا للمساعدة في هذا الوضع الذي تواجهونه مع طائرة الرئاسة. قلت: هذا جيد. ماذا تقترح؟ واقترح هذا، فقلت: أتعلمون؟ هذا جيد جدًا. هذا جيد جدًا. أُقدّر ذلك'".

من جهته، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إنّ: "الحكومة القطرية، عرضت، طائرة، بملايين الدولارات للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لاستخدامها كطائرة رئاسية".

ووصف جاسم آل ثاني، العرض بكونه: "صفقة بين حكومتين، وليس هدية شخصية لترامب"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه "لا يزال قيد المراجعة، من الطرفين".

وعبر مقابلة له، مع بيكي أندرسون من شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أبرز رئيس الوزراء القطري، الأربعاء الماضي: "هذه صفقة بسيطة للغاية بين حكومتين، في حين أن وزارة الدفاع القطرية والبنتاغون لا تزالان تتبادلان إمكانية نقل إحدى طائراتنا من طراز 747-8 لاستخدامها كطائرة رئاسية".

وتابع: "لا تزال قيد المراجعة القانونية، لذا لا يوجد شيء، ولا أعرف سبب تحولها إلى خبر كبير كهذا، وهو أمر، كما تعلمون، يُنظر إليه بطريقة غريبة للغاية"، مضيفا: "إنها صفقة بين حكومتين، لا علاقة لها بالموظفين، سواء كانوا من الجانب الأمريكي أو الجانب القطري، إنها بين وزارتي الدفاع".

وبيّن: "لا شيء يغير قرارنا، في نهاية المطاف، إذا كان هناك شيء تحتاجه الولايات المتحدة وكان قانونيًا تمامًا، ويمكننا، فنحن قادرون على مساعدة ودعم الولايات المتحدة، فلن نتردد، حتى لو كان هناك شيء قادم من قطر للولايات المتحدة، فهو نابع من الحب، وليس من أي تبادل".


وأكد بأنه: "بالطبع، سيتم سحب العرض إذا اعتُبرت الصفقة غير قانونية"، مبرزا: "لن نفعل أي شيء غير قانوني، لو كان هناك شيء غير قانوني، لكانت هناك طرق عديدة لإخفاء هذا النوع من المعاملات، ولن تكون ظاهرة للعامة، هذا تبادل واضح للغاية بين حكومتين، ولا أرى أي جدل في ذلك.".

وأبرز: "قطر دائمًا ما تكثف جهودها لمساعدة ودعم الولايات المتحدة، سواء كان ذلك في الحرب على الإرهاب، أو في إجلاء أفغانستان، أو في إطلاق سراح الأسرى من مختلف دول العالم"، مردفا: "لأننا نؤمن بأن هذه الصداقة يجب أن تعود بالنفع على كلا البلدين".

تجدر الإشارة إلى أنّ ترامب كان قد عبّر مرارا عن استيائه من التأخيرات والتكاليف الزائدة في مشروع استبدال الطائرة الرئاسية Air Force One القائم، وهو الذي تنفذه شركة "بوينغ" عبر عقد حكومي لبناء طائرتين جديدتين للرئاسة الأمريكية. غير أنّ المشروع لا يزال يواجه عقبات تعرقل إنجازه.

مقالات مشابهة

  • قتلى وجرحى في تحطم طائرة بـ كاليفورنيا بأمريكا
  • البنتاغون يتسلم هدية قطرية.. بوينغ 747 فاخرة تتحول إلى الطائرة الرئاسية لـ«ترامب»
  • بعد جدل حول هدية ب400 مليون دولار.. البنتاغون يقبل الطائرة التي أهدتها قطر لترامب
  • الولايات المتحدة تقبل رسميا الطائرة القطرية هدية لترامب.. تحتاج إلى تعديلات
  • الولايات المتحدة توافق رسميا على قبول الطائرة القطرية.. تحتاج إلى تعديلات
  • البنتاغون يقبل رسميا الطائرة التي أهدتها قطر للرئيس ترامب
  • أول تعليق من رئيس الوزراء القطري على الطائرة الهدية لترامب
  • القوات المسلحة الأردنية: تم اعتراض الطائرة وإسقاطها
  • تفاصيل مثيرة حول الطائرة القطرية التي قد تكلف ترامب رئاسته.. أثارت غضب الكونغرس
  • المتحدث العسكري: سقوط طائرة أثناء تنفيذ أحد الأنشطة التدريبية واستشهاد طاقمها