قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إن مشروع قانون المسطرة المدنية الذي تم تمريره في مجلس النواب يشكل كارثة على المواطنين لاسيما الضعفاء منهم، كما يهدد بفتح قضايا تم إغلاقها قبل عشرات السنوات.

وقال ابن كيران، خلال مشاركته في ندوة صحفية نظمها حزبه، حول مشروع القانون المذكور، إن الحكومة التي قدمت هذا المشروع كل مرة  تفاجئنا بقرارات « ماعندها لاراس ولا رجلين »، معتبرا أن مشروع القانون يشكل طامة سيتضرر منها المواطنون البسطاء في الأساس.

وقال ابن كيران إن ما تضمنه مشروع القانون بمنع المواطنين من الحق في استنئاف الأحكام القضائية في الملفات التي لا تتجاوز قيمتها 30 ألف درهم أمر ظالم، وقد يكون الهدف منه تغليب كفة الشركات التي تمنح قروضا للموظفين وتجرهم إلى المحاكم، وبالتالي لن يحق لهم استئناف الأحكام الصادرة ضدها أيا كانت نتيجتها.

وأضاف ابن كيران بأن الشرائح الضعيفة من المجتمع ستتضرر و »سيستفيد الناس الأقوياء » حسب وصفه، مؤكدا أن 30 ألف درهم رقم كبير بالنسبة للمواطن البسيط، لاسيما في العالم القروي الذي قد لا يتعدى إنفاقه 200 درهم في الأسبوع.

كما انتقد ابن كيران ما جاء في مشروع القانون بخصوص تغريم المتقاضين بتهمة سوء النية في التقاضي، متسائلا « كيف يمكن للمحكمة أن تضبط سوء نية المتقاضي »؟

كما هاجم ابن كيران فتح الباب للنيابة العامة وللرئيس المنتدب للسلطة القاضية لإعادة فتح الملفات القضائية التي تم فيها استيفاء جميع مراحل التقاضي من الابتدائي إلى النقض والإبرام، معتبرا أن كل الأحكام الصادرة منذ عشرات السنين لن يعود لها معنى مع هذا القرار .

واعتبر ابن كيران أن مشروع القانون المذكور يشكل نقضا للدستور، وإذا ما تم تمريره في مجلس المستشارين، وأقرته المحكمة الدستورية، فسيكون أمرا كارثيا.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: مشروع القانون ابن کیران

إقرأ أيضاً:

قانون خفي وراء الفوضى: لماذا تتحطم الأشياء بالطريقة نفسها؟

عندما يسقط طبق أو ينكسر كأس، تبدو النتيجة فوضى خالصة، حيث تنتشر شظايا كثيرة بأحجام شديدة التفاوت. لكن بعض الفيزيائيين يرون في هذه الفوضى سؤالا عميقا وهو: لماذا يتفتّت الشيء الواحد إلى هذا التنوع الكبير من الأحجام؟

الفيزيائي إيمانويل فيلرمو، من جامعة إيكس مرسيليا الإيطالية، يقترح قانونا بسيطا وأنيقا يصف طريقة التفتّت، لا في الزجاج والسيراميك فقط، بل أيضا في قطرات السوائل والفقاعات التي تنفجر.

الفكرة التي راودت العلماء منذ زمن هي أن في التفتت "شيئا كونيا"، فإذا أحصيت عدد الشظايا داخل كل فئة حجمية ورسمت توزيع الأحجام على شكل منحنى، فقد تجد أن شكل المنحنى نفسه يتكرر تقريبا مهما اختلف الجسم المتفتّت، أي أن التفاصيل تختلف، لكن البصمة الإحصائية العامة قد تبقى ثابتة.

لا يدّعي النموذج أنه يفسّر كل أنواع الانكسار (بيكسابي)العشوائية القصوى

انطلق فيلرمو من ملاحظة أن حدث التكسّر عادة شديد الفوضى وسريع، ورأى أن النتيجة الأكثر احتمالا غالبا هي الأكثر عشوائية وليست انتظاما، وسمى هذا المبدأ "العشوائية القصوى".

وبحسب الدراسة، التي نشرها فيلرمو في دورية "فيزكال ريفيو ليترز"، فإن ذلك يعني أن الطبيعة تميل إلى المسار "الأقل مقاومة" والأكثر تبعثرا.

لكن الفوضى، كما يؤكد الباحث، لا تكون بلا حدود، لذلك أدخل قيدا فيزيائيا سماه "قانون الحفظ"، وكانت مجموعته البحثية قد توصلت إليه من قبل، هذا القيد يعمل كقاعدة خفية تمنع "المقياس العام" للتفتّت (نسبة الكبير إلى الصغير في الصورة الكلية) من أن يتغير اعتباطا أثناء الانكسار.

في سياق تفتت الزجاج مثلا، يعني ذلك أنك ستجد شظايا صغيرة جدا كثيرة، وشظايا كبيرة قليلة، وبينهما تدرّج منتظم (ادوبي ستوك)قانون قوّة

بدمج العشوائية القصوى مع قيد الحفظ توصّل فيلرمو إلى ما يسميه قانونا كونيا للتفتّت، أي أنه يجري على كل شيء في الكون، من تفتت طبق الحلوى المنزلي إلى النجوم في أعماق الفضاء.

إعلان

ووفقا لفيلرمو، فإن هذا الدمج يقود تلقائيا إلى أن توزيع أحجام الشظايا يتخذ شكل "قانون قُوّة"، وهو طريقة لوصف ظاهرة يكون فيها عدد الأشياء الصغيرة أكبر بكثير من عدد الأشياء الكبيرة وفق نمطٍ ثابت، وهو إنه كلما صَغُر الحجم زاد العدد، لكن ليس عشوائيا بل بعلاقة رياضية أسيّة.

في سياق تفتت الزجاج مثلا، يعني ذلك أنك ستجد شظايا صغيرة جدا كثيرة، وشظايا كبيرة قليلة، وبينهما تدرّج منتظم، وإذا ضاعفت حجم الشظية لا يقل عددها بمقدار ثابت، بل يقل بنسبة تعتمد على "أس"، لهذا يُقال إن التفتت يتبع "قانون قوّة".

تجارب فعّالة

ولا يكتفي البحث الجديد بالطرح النظري، إذ يقارن فيلرمو تنبؤات القانون بكم كبير من بيانات التفتت المجمعة عبر عقود، وقد وجد تطابقا ممتازا مع حالات كثيرة تشمل مواد هشة وسوائل.

بعد ذلك، أجرى الباحث اختبارا مباشرا بطريقته، حيث سحق مكعبات سكر منفردة، وتمكن من توقع نمط أحجام الشظايا بدقة اعتمادا على كون المكعب جسما ثلاثي الأبعاد.

مع ذلك، لا يدعي القانون تفسير كل سيناريوهات الانكسار. فهو يعمل بأفضل صورة عندما يكون التفتت عشوائيا حقا، مثل كأس يرتطم فجأة بالأرض.

لكنه رغم ذلك، يفشل القانون أو يضعف إذا كانت المادة لينة جدا (كأنواع من البلاستيك)، أو إذا كان التفكك منظما بطبيعته، مثلما تفعل ظاهرة الشدّ السطحي حين يتجزّأ الماء إلى قطرات متقاربة الحجم، هنا تصبح "هندسة" الانفصال محكومة بآلية خاصة، لا بفوضى عامة، فتغيب الكونية التي يبحث عنها القانون.

مقالات مشابهة

  • اعرف المدد اللازمة لمحو الجزاءات التأديبية عن الموظفين في الخدمة المدنية
  • أستاذ قانون: 70% من دوائر المرحلة الأولى ستُعاد فيها الانتخابات
  • لوجود تعديات ببناء مخالف.. إحالة مدير حماية الأراضى ومسؤول جمعية زراعية بالشرقية للتحقيق
  • الكنيست يبحث مشروع قانون التجنيد وسط انقسامات حادة داخل الائتلاف والأحزاب الحريدية
  • قانون خفي وراء الفوضى: لماذا تتحطم الأشياء بالطريقة نفسها؟
  • تهديدات ياسر العطا بالانقلاب على السلطة المدنية.. ماذا يقول القانون؟
  • حالات وقف صرف المعاش للمستحقين طبقا لقانون التأمينات
  • “القانونية النيابية” تشرع بمناقشة مشروع قانون التنفيذ الشرعي لعام 2025
  • مجلس الأمة يناقش قانون المالية غدا الإثنين
  • فاعليات اقتصادية: مشروع مدينة عمرة يشكل فرصة استراتيجية للنمو والتنمية المستدامة في الأردن