في ظل تطورات سياسية حساسة تشهدها الساحة السورية، ولا سيما بعد الزيارة التي وصفت بالتاريخية للرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة، تصاعدت حدة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، ما أثار ردود فعل رسمية واسعة. 

فقد اعتبرت دمشق أن هذه الاعتداءات تمثل محاولة لإفشال التحركات الدبلوماسية السورية، فيما دعت دول عربية، وعلى رأسها الإمارات، إلى تحرك دولي عاجل لوقف التصعيد واحترام السيادة السورية.

 

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور عبداللة نعمة، المحلل السياسي اللبناني، إن ما يجري في سوريا اليوم من اعتداءات إسرائيلية وتوغل داخل الجنوب السوري، وخاصة في المحيط الجغرافي لجبل الشيخ، يعكس محاولة إسرائيلية لبسط حزام نفوذ يمتد على طول الجنوب السوري وصولا إلى مشارف دمشق والبقاع اللبناني.

وأضاف نعمة- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن نقل عن توم باراك، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط آنذاك، قوله إن جيش أحمد الشرع سيقف إلى جانب الولايات المتحدة وإسرائيل في مواجهة حزب الله وحماس وكل القوى المرتبطة بإيران داخل لبنان، وإن الشرع يعد شريكا أساسيا لواشنطن في هذا المسار.

وأشار نعمة، إلى أنه رغم تقديم سوريا شكوى في الأمم المتحدة بشأن دخول القوات الإسرائيلية إلى أراضيها، إلا أن الجدوى من هذه الخطوة تطرح محل تساؤل، إذ ينظر  وفق هذا الطرح، إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل هما من دفعتا أحمد الشرع إلى السلطة عبر الدعم التركي.

ومن جانبه، قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، إن الاعتداءات الإسرائيلية هي رد على نجاح سوريا في تحركاتها الدولية. 

وأضاف علبي - خلال تصريحات له، أن سوريا لن تستجيب للاستفزازات الإسرائيلية، وحريصة على سلامة الشعب السوري. وأضاف مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، أن إسرائيل تتمنى أن ننجر للاستفزازات للقضاء على المكتسبات السياسية والاقتصادية. 

وأوضح المندوب السوري، أن الاستفزازات الإسرائيلية رد على الزيارة التاريخية الناجحة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة. 

وأشار مندوب سوريا، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد لسوريا أن تنجح وتستقر وكذلك لحلفائها الإقليميين والدوليين. 

وذكر علبي، أن الرئيس السوري كان واضحا بأن هدف سوريا هو إبرام اتفاق أمني مع إسرائيل ثم يكون لكل حادث حديث.  

بعد هجوم الاحتلال على بيت جن.. الخارجية التركية تحدد أهداف إسرائيل في سورياوزير إعلام سوريا :دمشق لن تسمح للاحتلال بفرض واقع يستهدف النيل من سيادتها

ومن جانبها، دعت وزارة الخارجية الإماراتية، لتحرك دولي عاجل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية. 

جاء ذلك في معرض إدانة خارجية الإمارات التصعيد الإسرائيلي في الأراضي السورية، والاعتداء الذي استهدف بلدة بيت جن بمحافظة ريف دمشق (جنوب)، وأسفر عن مقتل 13 شخصا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة نحو 25 آخرين، وفق أحدث أرقام وزارة الصحة السورية.

 وقالت الخارجية، في بيان نشرته على موقعها الكتروني: "تدين دولة الإمارات بأشد العبارات التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأراضي السورية، والاعتداء الذي استهدف بلدة بيت جن"، وأكدت رفضها التام لانتهاك سيادة سوريا وتهديد أمنها واستقرارها.

إدارة ترامب تخطط لإرسال مبعوثين لخفض التوتر بين إسرائيل و سوريا| تفاصيلمفاجأة استخباراتية.. لماذا يصمت نتنياهو بعد تبادل إطلاق النار في جنوب سوريا؟ طباعة شارك سوريا الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل تركيا

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سوريا الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل تركيا الاعتداءات الإسرائیلیة الولایات المتحدة الأراضی السوریة أحمد الشرع

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تواصل ابتلاع الأراضى السورية

وزير الإعلام السورى: يستهدفون جرّ دمشق  إلى مواجهة عسكرية شاملةتل أبيب تحقق فى شبهة تسريب معلومات حساسة بعد كمين «بيت جن» 

توغلت دورية للجيش الإسرائيلى تضم ست آليات عسكرية فى قرية العشة قادمة من قرية الأصبح بريف القنيطرة انطلاقا من قاعدة تل أحمر الغربى، فى محاولة لفرض وجودها على الأراضى السورية. وأشار المرصد السورى لحقوق الإنسان إلى أن عناصر الدورية حاولوا استمالة بعض أهالى المنطقة عبر تقديم مساعدات وسلال غذائية ومواد للتدفئة منها المازوت، إلا أن السكان رفضوا استلام أى من تلك المواد، قبل أن تغادر الدورية باتجاه الأراضى المحتلة دون تسجيل أى احتكاك مباشر مع الأهالى.

فيما شهدت بلدة «بيت جن» فى ريف دمشق الجنوبى، حالة من الهدوء الحذر، عقب الهجوم الإسرائيلى، وسط نزوح عدد من العائلات التى تتخوف من تجدد هجمات تل أبيب على البلدة، بينما تحلق طائرات حربية وطائرات بدون طيار «درونز» إسرائيلية فى سماء الريف الشمالى للقنيطرة، و«بيت جن» فى ريف دمشق.

ويأتى هذا التوغل بعد اشتباكات عنيفة شهدتها قرية بيت جن بريف دمشق الغربى فجر الجمعة، بين قوة إسرائيلية ومجموعة من الشباب الذين حاولوا التصدى للاحتلال من مسافة قريبة، وأسفرت عن استشهاد ٢٠ مواطنًا سوريًا وإصابة ثلاثة عشر جنديًا إسرائيليًا على الأقل.

وكان وزير الأمن الإسرائيلى يسرائيل كاتس قد أكد قبل نحو أسبوعين أن إسرائيل لن تنسحب من النقاط التى احتلتها فى سوريا، فيما ذكرت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية أن الجيش يدرس تعديل استراتيجيته فى الجنوب السورى عبر تقليل الاعتماد على الاعتقالات الميدانية وزيادة الاعتماد على الضربات الجوية لحماية جنوده بعد الاشتباكات الأخيرة فى بيت جن.

وأفاد موقع والا الإسرائيلى بأن الاحتلال يحقق فى شبهة تسريب معلومات حساسة قبل تنفيذ العملية، التى كان من المقرر تنفيذها الأسبوع الماضى وتأجلت بسبب زيارة قادة كبار للمنطقة، للتحقق مما إذا أدى التأجيل إلى كشف تفاصيل العملية لأطراف معادية داخل سوريا. وأكدت المصادر أن عملية الاعتقال نفذت بالفعل، إلا أن القوة الإسرائيلية تعرضت لكمين مسلح عند انسحابها، شمل إطلاق نار كثيف أدى إلى إصابة ضابطين وجندى احتياط بجروح خطيرة وجندى آخر بجروح متوسطة وضابط وجندى احتياط بجروح طفيفة.

وبحسب تقارير والا، لم يتضح بعد من يقف وراء إطلاق النار، لكن إسرائيل لا تستبعد تورط عناصر من حماس أو الجهاد أو حزب الله كرد على مقتل القيادى العسكرى على طبطبائى هذا الأسبوع.

وفى الوقت ذاته، استمرت الضربات الإسرائيلية فى المنطقة التى يراها محللون وسيلة ضغط على سوريا لقبول الشروط الإسرائيلية للسلام، خاصة بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة مع دمشق، حيث حاولت إسرائيل فرض معادلة غير مسبوقة.

ومن جانبه، أكد وزير الإعلام السورى حمزة المصطفى أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضى السورية تمثل استفزازات متعمدة تهدف لجر سوريا إلى مواجهة عسكرية شاملة، مشددا على أن الدولة السورية تتصدى لهذه الانتهاكات بحزم ولن تقبل فرض أى أمر واقع يمس سيادتها الوطنية. وأوضح المصطفى أن التركيز منصب حاليا على استعادة الاستقرار وإعادة البناء والقضاء على التدخل الأجنبى، مع الحفاظ على الوحدة الوطنية كخط أحمر، مؤكدا أن دمشق لن تنجرف إلى النزاع رغم محاولات بعض الجماعات المسلحة فى السويداء ومناطق سيطرة قسد استغلال الوضع لتوسيع نفوذها أو خلق كيانات انفصالية.

وفى الوقت نفسه، شهدت المحافظات السورية فعاليات شعبية حاشدة بمناسبة ذكرى انطلاق ما يعرف بمعركة ردع العدوان، مؤكدين التمسك بوحدة الأراضى السورية ورفض جميع أشكال التقسيم، ومنددين بالاعتداءات الإسرائيلية، خصوصا على بلدة بيت جن.

كما أدان مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إبراهيم علبى العدوان الإسرائيلى على بيت جن، مؤكدا أن الرد العسكرى المباشر غير مطروح حاليا حفاظا على المكاسب الدولية المهمة التى حققتها سوريا، وأن الرد سيتم بالطرق المعترف بها دوليا، مع تسجيل العدوان رسميا فى وثائق الأمم المتحدة. وأشار إلى تواصله مع أعضاء مجلس الأمن حول الاعتداء، مؤكدا أن الضغوط الدبلوماسية حققت مكاسب ملموسة على الأرض، وأن الرد العسكرى المباشر ليس الخيار الحالى.

وأضاف أن سوريا تبذل جهودا دبلوماسية لعزل إسرائيل دوليا والحد من دعم حلفائها، وأن المواقف الدولية أظهرت إدانات للعدوان الإسرائيلى والحفاظ على وحدة الأراضى السورية، مع استمرار العمل على تجديد تفويض قوة الأمم المتحدة المؤقتة لمراقبة فض الاشتباك «أوندوف» فى مرتفعات الجولان المحتلة.

وأوضح أن ما جرى فى بيت جن سيعرض على الأمم المتحدة لتوثيقه ومحاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة، وأن سوريا تتحدث اليوم من موقع قوة نتيجة التقدم السياسى والاقتصادى والعسكرى الذى تحقق.

وأكد أن الحديث عن محادثات تطبيع مع تل أبيب يقتصر حاليا على اتفاق أمنى، بينما عملية السلام تبقى بعيدة المدى بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلى لأراضٍ سورية. وشددت وزارة الخارجية السورية على أن العدوان على بيت جن يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، مطالبة مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالتحرك العاجل لوضع حد للاعتداءات وانتهاكات الاحتلال واتخاذ إجراءات رادعة لضمان احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها.

مقالات مشابهة

  • بعد ثنائه على الشرع.. هل يلزم ترامب إسرائيل بوقف هجماتها على سوريا؟
  • ترامب يحذر إسرائيل من عرقلة تطور سوريا ويشيد بأحمد الشرع.. ماذا قال؟
  • محلل سياسي يكشف التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري وانعكاساته الإقليمية
  • الشرع يتحدث عن الاعتداءات الإسرائيلية: سوريا ليست دولة ضعيفة (شاهد)
  • رئيس البرلمان العربي يدين الاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية العربية السورية
  • بيت جن.. الإمارات تدين العملية الإسرائيلية في ريف دمشق
  • الإمارات تدين الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية
  • إسرائيل تواصل ابتلاع الأراضى السورية
  • ” التعاون الإسلامي” تدين الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الجمهورية العربية السورية