عانيت من العار لعامين.. أوكرانيات يتحدثن عن اعتداءات جنسية واغتصاب من جنود روس
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الضوء على شهادات لنساء أوكرانيات، قلن إنهن تعرضن لاعتداءات جنسية واغتصاب من قبل جنود روس، في قرى احتلها الجيش الروسي عقب غزوه أوكرانيا قبل أكثر من عامين.
وقدمت 7 ناجيات تتراوح أعمارهن بين 32 و62 عاما، خلال مقابلات مع الصحيفة، روايات عن تجاربهن مع الاعتداء الجنسي الذي تعرضن له من قبل الجنود الروس، حيث وافقن على التحدث باستخدام أسمائهن الأولى للحفاظ على خصوصيتهن، فيما وافقت بعضهن على الظهور في الصور.
وحسب الصحيفة، تم تأكيد رواياتهن إلى حد كبير من قبل مكتب المدعي العام الأوكراني، وشبكة سيما "SEMA" العالمية للناجين من العنف الجنسي المرتبط بالصراع.
وتشمل الجرائم التي يحقق فيها مكتب المدعي العام في أوكرانيا، الاغتصاب ومحاولة الاغتصاب وتشويه الأعضاء التناسلية والتعري القسري، وفقا لـ"نيويورك تايمز"، التي تشير إلى أن بعض الأشخاص أُجبروا على مشاهدة الاعتداء الجنسي من قبل الجنود الروس على أحبائهم.
وقالت الأوكرانية داريا، التي فرت من قريتها التي احتلتها روسيا وقضت أسابيع تتجول في الشوارع هربا، إن "جنودا روس اغتصبوها مرتين في مارس 2022 بقرية غافرونشتشينا، التي تبعد حوالي 48 كيلومترا عن العاصمة كييف".
وأضافت الرسامة التي تبلغ من العمر 32 عاما: "أردت أن أخبر الجميع، لكن لم يكن هناك من أتحدث إليه. لم أستطع أن أتحدث إلى أفراد عائلتي، ولم أكن أعرف أحدا في القرية التي هربت إليها غربي أوكرانيا، حيث كان عليّ أن أتعامل مع الأمر بمفردي بطريقة أو بأخرى".
وذكرت داريا أنها عانت من "العار" لمدة عامين بعد الاعتداء، حيث لم تتمكن من إخبار والدها بما حدث، وكانت تكافح "من أجل إقامة علاقة حميمة مع شريكها".
والحال ذاته مع هالينا، وهي متقاعدة تبلغ من العمر 61 عاما من مدينة دميتريفكا، قالت إنها تعرضت للاعتداء على يد جندي روسي في العشرينيات من عمره.
وأضافت أنه كان يغتصبها و"يضحك كلما تألمت وبكت.. ويطلب منها أن تصمت وإلا فإنه سيقتلها".
وذكرت هالينا أنها لم تستطع النوم لمدة تزيد عن عام، قائلة: "كلما أغمضت عيني، رأيت جنودا روس يتسلقون سياج المنزل"، مشيرا إلى أنها رغم ذلك، لا تزال تعيش في المنزل الذي وقع فيه الاعتداء.
وبذلت الحكومة الأوكرانية جهودا كبيرة لتوثيق قضايا العنف الجنسي وملاحقة مرتكبيها، على الرغم من الحرب وعدم وجود تقدم تقريبا في ساحة المعركة، وفق الصحيفة.
لكن مع ذلك، يقول الضحايا إن "الحكومة فشلت في وضع نظام دعم مناسب للناجيات، مما تركهن بمفردهن إلى حد كبير للتعامل مع الآثار المالية والنفسية لصدماتهن".
وقالت بعض النساء إنهن اضطررن إلى دفع تكاليف الفحوصات الطبية أو جلسات العلاج النفسي من أموالهن الخاصة.
ولم تعتمد العديد من النساء اللاتي يعانين من الأرق ونوبات الهلع على الحكومة للمساعدة، بل على الجمعيات الخيرية التي تنظم جلسات العلاج الجماعي، وتربط النساء بالمعالجين المتطوعين، وفق الصحيفة الأميركية.
ويدرس البرلمان الأوكراني حاليا قانونا من شأنه أن يضع تعريفا قانونيا للعنف الجنسي، مع وضع تدابير لتوفير العلاج المجاني للضحايا، والمساعدة المالية السريعة لمن هم في حاجة ماسة.
وتقول نائبة وزير الداخلية الأوكراني، كاترينا بافليشينكو، للصحيفة، إن "توثيق الجرائم الجنسية أصبح أولوية بالنسبة للحكومة".
وتضيف أن السلطات "درّبت وحدات خاصة من الشرطة للعمل مع الناجيات، وأنشأت 9 مراكز دعم في جميع أنحاء البلاد تقدم المساعدة النفسية والطبية".
وعلى الرغم من الأدلة التي جمعتها الأمم المتحدة، التي تشير إلى أن العنف الجنسي الذي تمارسه القوات الروسية في أوكرانيا "منتشر على نطاق واسع"، فإن هناك الكثير من الحالات غير المعروفة، فمن بين ما يقرب من 137 ألف تقرير عن جرائم الحرب التي حقق فيها مكتب المدعي العام في أوكرانيا، لم يتضمن سوى 308 تقارير عن العنف الجنسي، حسب نيويورك تايمز.
في المقابل، قال المكتب الصحفي للرئاسة الروسية "الكرملين" لـ"نيويورك تايمز"، عندما طُلب منه التعليق: "في معظم الأحيان تكون ادعاءات الأوكرانيين بلا أساس".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز العنف الجنسی جنود روس من قبل
إقرأ أيضاً:
تصعيد إسرائيلي شامل في الضفة.. اعتداءات للمستوطنين واقتحامات واعتقالات (شاهد)
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين، السبت، ارتكاب سلسلة من الانتهاكات المنظمة بحق الفلسطينيين، في مناطق متفرّقة من الضفة الغربية، وذلك في تصعيد لافت يتزامن مع المجازر المستمرة في قطاع غزة، والتي تدخل شهرها التاسع.
وشملت الانتهاكات اعتداءات عنيفة بالضرب، واقتحامات ليلية لمنازل المواطنين، واعتقالات واسعة، وعمليات تخريب للممتلكات الزراعية والمنشآت المدنية.
وفي السياق نفسه، أصيب ستة مواطنين فلسطينيين، بينهم سيدة، صباح السبت٬ في محافظة الخليل جنوب الضفة، إثر اعتداء وحشي نفذته مجموعة من المستوطنين في منطقة إشكارة القريبة من خربة سوسيا بمسافر يطا.
لليوم الثاني.. جيش الاحتلال يواصل اقتحام بلدة عارورة شمال غرب رام الله ويتخذ عدة منازل ثكنات عسكرية ويجري تحقيقا ميدانيا مع الشبان. pic.twitter.com/54zgg99wjK — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 21, 2025
وذكرت منظمة "البيدر للدفاع عن حقوق البدو"، عبر بيان لها، أنّ: "المستوطنين قد هاجموا المواطنين "بالضرب المبرح"، ما أسفر عن إصابتهم بجروح ورضوض، نقلوا على إثرها إلى مستشفى يطا الحكومي لتلقي العلاج".
وأوضح المشرف العام للمنظمة، حسن مليحات، أنّ: "الاعتداء شمل أيضاً تدمير ممتلكات خاصة، حيث حُطمت ثلاث مركبات وثُقبت إطاراتها، كما أُتلفت كميات من الأعلاف، وتعرضت منشآت لتربية الدواجن (بركسات) للتخريب، إلى جانب تدمير عدد من خزانات المياه، وتكسير أشجار مزروعة في المنطقة".
أيضا، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 16 مواطناً في محافظة الخليل، عقب حملة مداهمات واسعة طالت عدداً من القرى والبلدات، أبرزها بلدة دورا، حيث داهمت قوات الاحتلال حي الناموس الفوقا واعتقلت المواطن جهاد الصبار ونجليه فيصل وفادي، كما استولت على مواد زراعية من مشتله الخاص.
وفي خربة اسكاك التابعة لدير العسل التحتا، اعتُقل عدد من المواطنين من عائلة أولاد محمد، بينهم أشقاء، في حملة وصفت بـ"الانتقامية والعنيفة"، رافقتها اعتداءات بالضرب وتخريب لمحتويات المنازل.
مستوطنون يقتحمون منزلاً ويسرقون الأثاث منه في قرية سوسيا بمسافر يطا جنوب الخليل، بالضفة الغربية. pic.twitter.com/So4PXNDHiF — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 20, 2025
وفي بلدة بيت عوا جنوب غرب الخليل، اعتُقل المواطنان عثمان وبلال مسالمة، فيما طالت الاقتحامات بلدة حلحول شمالاً، حيث اعتُقل كل من رضا محمد الواوي وراسم يونس محمد حسن هرماس.
وذكرت مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على بعض المعتقلين أثناء مداهمة منازلهم، في مشهد يتكرر يومياً في الضفة الغربية. فيما امتدت اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى محافظة طوباس، حيث اعتقلت قوات الاحتلال المواطنة سندس فالح سعد أبو ناصر (39 عاماً) من منزلها.
كما اقتحمت بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت، وشرعت بتفتيش عدد من المنازل دون الإبلاغ عن اعتقالات. كذلك طالت الاقتحامات بلدات العبيدية وزعترة والشواورة ودار صلاح شرق بيت لحم. وفي محافظة طولكرم شمال الضفة، تواصلت لليوم الثاني على التوالي عمليات المداهمة في بلدات عتيل وبلعا ودير الغصون، وكذلك في بلدات عبوين ومزارع النوباني وعارورة بمحافظة رام الله والبيرة، وسط انتشار عسكري كثيف.
وعلى الصعيد ذاته، نصبت قوات الاحتلال عدداً من الحواجز العسكرية على مداخل الخليل وبلداتها، وأغلقت عدة طرق رئيسية وفرعية بواسطة البوابات الحديدية والسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية، ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين والتنقل بين القرى والمدن.
ووفق هيئة "مقاومة الجدار والاستيطان"، فقد بلغ عدد الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال شهر أيار/ مايو الماضي فقط، نحو 1691 اعتداءً، من بينها 415 اعتداء ارتكبه مستوطنون.
وتوزعت هذه الانتهاكات بين عمليات إطلاق نار، وتخريب للمنازل والأراضي الزراعية، واقتلاع أشجار، واستيلاء على أراضٍ وممتلكات، إضافة إلى تنفيذ عمليات إغلاق واسعة وحواجز تعيق الحياة اليومية للفلسطينيين.
إلى ذلك، يأتي هذا التصعيد في الضفة الغربية بالتوازي مع حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والتي أسفرت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عن مقتل أكثر من 186 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وتهجير جماعي لمئات آلاف المدنيين وسط مجاعة تهدد القطاع المحاصر منذ ما يقارب العقدين.
ووفق معطيات رسمية صادرة عن مؤسسات حقوقية فلسطينية، فقد استشهد في الضفة الغربية ما لا يقل عن 980 فلسطينياً، وأصيب أكثر من 7 آلاف آخرين، منذ اندلاع الحرب، فيما تجاوز عدد الأسرى في سجون الاحتلال 17 ألفاً و500 معتقل، غالبيتهم من النشطاء والشبان والطلبة، فضلاً عن النساء والأطفال.
ويُعد تصاعد وتيرة هجمات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية امتداداً لسياسة الاحتلال في فرض الوقائع على الأرض، وفرض مزيد من القيود الأمنية والعقوبات الجماعية، في ظل صمت دولي مطبق، وتواطؤ أمريكي واضح، كما تؤكد مؤسسات حقوقية ومراقبون دوليون.