جمال حسن سعيد.. الشاعر والكوميديان الذي جمع الابتسامة والحرف
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
لا يتصور كثيرون أن ذات الممثل الكوميدي الذي أسرف في إضحاك الناس بتلقائيته وعفويته هو نفس الكاتب الذي أرهف مشاعرهم باغنيات على غرار ( أظنك عرفت) و (زولة بتفتح الروح ضلفتين ).
التغيير ــ عبد الله برير
جمال حسن سعيد فنان شامل فهو ممثل وشاعر ومخرج ومذيع وسيناريست خلد اسمه باحرف من نور في مسيرة إبداعيه طويلة مميزة وممتدة.
سعيد المولود في العام 1960 تجاوزت شهرته بلاده السودان وسبق أن شارك في 1983 في فيلم رحله عيون مع عمالقه الفن المصري محمود المليجي وسعاد حسني رفقة رائد الدراما السودانيه الفاضل سعيد والفنان صلاح ابن البادية وثلة من مبدعي وادي النيل.
موهبة جمال المتفتقة تفتحت على شتى ضروب الابداع فهو مسرحي متمكن وكوميديان عبقري مذيع لامع ومخرج حصيف، اشهر مسرحياته (في انتظار البترول).
وتمثل قصيدة أظنك عرفتي إحدى إشراقات سعيد الكثيرة وحملت اسم ديوانه الشعري، وهي مكتوبة بمفردة مهذبة ومضامين غايه في اللطافة في قالب مختلف ومميز وجديد.
و أضاف عليها الفنان الراحل مصطفى سيد احمد بعداً ثالثاً بلحن يوازي النص ويعكس حالته المزاجية مع صوت احتوى مضامين القصيدة وتناسق معها في (هارموني) متزن.
كما تعامل جمال مع الفنان سيف الجامعة في أغنية زولة التي جانبت المألوف واختطت لنفسها طريقا مميزا جعلها تقف مع اغاني اخريات في خانة الإبداع اللا متناهي. وكتب جمال أيضا للفنان الكبير احمد الجابري اغنية (حواء ادم كان بريدها ) التي خلدت في وجدان الشعب وتربعت على عروش اغانيه الخالدة، بالإضافة لتعامله مع فرقة ساورا الغنائية في أكثر من عمل.
ضد الحرب
الحس الفني لدى جمال حسن سعيد جعله خلال هذه الحرب يقف بصورة واضحة ضد تشريد الشعب السوداني حيث ظهر جمال في مقطع فيديو ينادي فيه بالسلام وينبذ الحرب والنزوح. يقول جمال في برنامج (بودكاست): باعتباري فنانا وليس سياسيا الفن لديه قيم ومبادئ هي الحق والخير والجمال وموقف الفنان تاريخي تجاه المجتمعات وهو مصلح اجتماعي يدافع عن هذا المجتمع بكل حواسه وقدراته وابداعاته .
ويضيف ليس هنالك فنان يقبل أن يموت شعبه لأن الفن يدعو للسلم والشعب السوداني مسالم ومتسامح وعاطفي، هذا الشعب هو معلمي وملهمي .
وكانت العبارات المترفه هي ديدن جمال في كل اعماله حيث يتحلق الفراش والغمام في اعماله كما تجلجل ضحكته العذبة في اعماله الكوميدية التي استوطنت افئده الشعب.
يقول عنه الشاعر والمسرحي قاسم ابو زيد لـ«التغيير»: جمال شاعر مجيد يمتلك أدوات الكتابة والادهاش والتميز. ويضيف: كما أنه مسرحي قدير وله اسلوب مختلف في التمثيل والشعر على حد سواء.
اظنك عرفت
كلمات جمال حسن سعيد
اظنك عرفت..
عواصفك مهبي
اباري في خيالك يسوقني ويودي
ونهرك يعدي ويجهل مصبي
هواجسى البتزرع وظني البربي
بديتك خواطر بتصحى وتساور
وطيفك يزاور وروحك تحاور
تجيبني فى زمانك موشح اساور
اقول بس نسيتك وجرحك يتاور
اظنك عرفت عذاب المغني
وطبله المجدع شظايا التمني
حروفه البتجزع فى لحظة تجني
خطاه البتهرع متين تطمئني
مسرج خيالك حصاني القبيل
معربد غباره وخلى الصهيل
مسافر مسافر وفاقد دليل
اظنك عرفت هموم الرحيل
الوسومجمال حسن سعيد شاعر قاسم أبوزيد مسرحي مصطفى سيد أحمد ممثلالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: شاعر مسرحي مصطفى سيد أحمد ممثل
إقرأ أيضاً:
بعد صمت طويل..عامر مغربي يروي قصة السوريين بلوحات تعبر عن الألم
دمشق-سانا
قرر الفنان التشكيلي عامر مغربي أن يعرض أعماله الفنية أمام الجمهور للمرة الأولى بعد انتصار الثورة السورية، كاسراً عزلته في معرضه الفردي الأول عزلة وفن الذي تحتضنه صالة الشعب بدمشق حاليا .
المعرض ضم 58 عملاً فنياً بتقنية الألوان الزيتية، والتي تجسد مراحل مختلفة من تجربة الفنان بمزج بين البورتريه والطبيعة الصامتة، بأسلوب واقعي يعكس عمق التجربة الإنسانية التي عاشها.
وعن القيم الفكرية والفنية التي تحملها أعماله قال الفنان مغربي في تصريح لسانا .. /لوحاتي تُجسد رحلة بحث عن الجمال رغم التحديات، وبذات الوقت كانت خلال سنوات الثورة أداتي في التعبير عن موقفي الرافض لممارسات النظام البائد من قتل وتهجير وتدمير ممنهج/.
وأشار مغربي إلى أن لوحاته تحمل رسائل تعبر عن صمود الشعب السوري وقدرته على تجاوز المحن، معتبراً أن الفن سلاحٌ للتعبير عن الهوية والانتماء.
وحول امتتاعه عرض لوحاته في السنوات الماضية اوضح مغربي أن هذا القرار الذي اتخذه في تلك الفترة كان بمثابة موقف سياسي، كي لا يكون جزءا من الة النظام الدعائية، التي حاولت تصوير الحياة بشكل طبيعي في سوريا، رغم كل الممارسات القمعية والقتل والتهجير بحق الشعب السوري.
وأضاف مغربي تلقيت تعليمي الفني الأول على يد والدي الفنان سليمان مغربي، ثم في مركز أدهم إسماعيل، واخترت العمل في مجال الرسوم المتحركة منذ عام 2010، لكن اللوحة ظلت شغفي الأكبر، لافتاً إلى أن الظروف التي مرت بها سوريا خلال السنوات الماضية أثرت في توجهاته الفنية، داعياً إلى توثيق المرحلة بلغة بصرية تلامس وجدان المتلقي.
وعن أسلوبه الفني، أوضح مغربي أنه اعتمد في لوحات البورتريه على تقشف الألوان والخطوط الواضحة لنقل المشاعر بصدق، معبراً عن تفاؤله بمرحلة جديدة يستعيد فيها الفن السوري تألقه، ويُشارك في بناء جمالية تعكس إرادة الحياة لدى السوريين.
تابعوا أخبار سانا على